أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - بورتريه لابن عمى المليونير م . م














المزيد.....

بورتريه لابن عمى المليونير م . م


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3586 - 2011 / 12 / 24 - 09:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



بعد وفاة أبى ، منحنى عمى الحاج متولى مبلغًا كبيرًا ، ملأتُ به محل البقالة بالبضاعة ، وطلبتُ من زوجة أبى أن تديرالمحل وتحافظ عليه ، لأنه مصدررزقها هى وأولادها. وبعد عشرات السنين من هذا اليوم ، أعترف بأن أنانيتى (بسبب تفرغى للقراءة والكتابة) اشتركت مع طبيعة زوجة أبى العقلية والنفسية. فهى تجسيد حى للإهمال واللامبالاة وعدم إدراك صعوبة موقفها وعدم الإحساس بالمسئولية. إذْ بعد أقل من عام خلتْ رفوف المحل من البضاعة. وجلستْ زوجة أبى وأولادها يبيعون العيش والجاز، كما كان الوضع قبل وفاة أبى .
فى هذه الظروف طلب ابن عمى (م.م) أن يأخذ أختى (أ) معه الى (أبوظبى) أخبرتُ زوجة أبى برفضى. كان ابن عمى غيرمحبوب من العائلة كلها. وكانت شهرته لدى الجميع أن (مناخيره فى السما) وأنه مغرورويتعالى على فقراء العائلة وليست له أية علاقات اجتماعية بأحد منهم .
أحرجتنى زوجة أبى عندما قالت لابن عمى أننى غيرموافق ويجب الحصول على موافقتى .
أصرّ ابن عمى على مقابلتى. لم تفارق وجهه الابتسامة أثناء الحديث. كانت كلماته غاية فى اللطف والرقة. لدرجة أننى شككتُ فى (إدعاءات) الأسرة عن عجرفته. قال إن أختى ستكون فى عينيه. وأنها لن تكون أكثرمن (جليسة) لأطفاله أثناء غيابه هو وزوجته فى العمل. بدأت مقاومتى تنهارعندما فاجأنى قائلا ((إقنعنى بسبب واحد يخليك ترفض فرصه زى دى لأختك)) قلت ((أختى وما أقدرش أستحمل فراقها)) ابتسم وقال ((دى بقى اللى بيسموها رومانسيه بتاعة الكتاب اللى زيك)) يبدو أنه قد أدرك ضعف حجتى فقال وهو يُجهزعلى مقاومتى الأخيرة ((وما تنساش إن المرتب اللى ح تاخده أختك فى نهاية السنه ، ح يساعدها فى جوازها)) .
بعد عام عاد ابن عمى الى مصرفى إجازته السنوية. وجاءت أختى بلا نقود وبلا هدايا عكس ما كنا نتوقع. حكت لى وهى لاتكف عن البكاء عن معاملة زوجته لها. وأنها تطلب منها القيام بكل الأعمال التى تقوم بها أية (خدامه) وعندما قالت لها أختى أن ابن عمى الأستاذ (م.م) قال إننى ح أكون (جليسة) للأطفال ، ضحكت بسخرية وقالت لأختى ((ما تقوليش ابن عمى. إنت هنا خدامه وبس. فاهمه)) وقالت أختى أن السنة التى قضتها مع ابن عمها كانت أسوأ سنة فى حياتها. وأنه لم يتدخل – ولو مرة واحدة – لينصفها من قسوة زوجته وإصرارها على أنها مجرد (خدامه) .
حرّضتنى الأسرة على ضرورة مقابلة ابن عمى للحصول على مستحقات أختى المالية. كان الوجه غيرالوجه. واللغة غيراللغة. قال بحسم ((أختك ما لهاش ولامليم عندى)) ذكّرته بالإتفاق الذى بيننا. وبحقها المالى نتيجة مجهود سنة. انشغل عنى بأن أمسك سماعة التليفون وطلب رقمًا. إمتدتْ المكالمة لعدة دقائق. تأملتُ إتساع المكان والسلم الداخلى للشقة والديكورواللوحات المعلقة. نظرالىّ وقال ((ما تتعبش نفسك يا طلعت. أختك ما لهاش حاجه عندى)) حدّثتنى نفسى بأنه لابد من الهجوم طالما أنه بهذا القدرمن بلادة المشاعرفقلت ((يعنى إنت ضميرك مستريح لما تاكل عرقها)) انفعل وقال ((أختك خدت حقها وزياده)) قلت ((إزاى وهىّ زى ما راحت زى ما رجعت بالجلابيه اللى عليها ؟)) قال ((إسألها عن الأطباق والكبايات والفضيات اللى كسرتها. وعن الخسايراللى سببتها. وصراخها فى وش المدام. ولازم تشكرنى إنت وهىّ وأمها. لإنى لولا إنها بنت عمى كنت سلمتها للشرطه هناك)) كان ينظرفى ساعته كثيرًا فكنتُ أفعل مثله. كانت الرسالة أن المقالبة انتهت. وعندما وقفتُ للانصراف ، لا أعرف لماذا ابتسم لأول مرة منذ بداية المقابلة وقال ((أقعد إشرب الشاى)) لم أجد كلمة أقولها أو فعل أفعله غيرأن أخرج دون تحية .
رغم عشرات السنين التى مرّت على هذا اليوم ، لا أنسى أن ساقىّ كانتا غيرقادرتين على حملى. وكانت جملته الأخيرة بعد أكثرمن ساعة من بداية الزيارة ((أقعد إشرب الشاى)) مفتاحًا لكل شىء. واقتنعتُ بما كان يقوله كل أفراد العائلة عنه ، وكنتُ أرفض تصديقهم .
*****



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونا الجبل : ميلاد مُتجدد للحضارة المصرية
- ميس إيجيبت وجدل العلاقة بين الثقافتين المصرية والعربية
- سليمان فياض : الواحد المتعدد
- النص الدينى والتفسيرات المتعددة
- العالمانية والاستقرارالاجتماعى
- هل يؤمن الأصوليون الإسلاميون بالديموقراطية
- مأزق السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل
- الأدب واتعبيرعن التغيرات الاجتماعية
- لاتُصالح ودوائرالثأرالجهنمية
- كفيل مصرى لأى خليجى فى مصر
- رد بأن مقالى عن اللغة القبطية
- المشروع الفكرى للراحل الجليل بيومى قنديل
- سيناريو مُتخيّل عن استقالة شيخ الأزهر والمفتى
- قوى التقدم وقانون التغير الكيفى
- اذا كان المسيحيون مواطنين فلماذا الكتابة عن الجزية
- إرهاصات العالمانية فى مصر
- الحب والظلال للمبدعة إيزابيل اللندى
- الحرام بين النظرة الأحادية وتعدد المنظور
- الأدب التراثى وأنظمة الحكم وجهان لمنظومة واحدة
- جدل العلاقة بين البؤس الاجتماعى والميتافيزيقا


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - بورتريه لابن عمى المليونير م . م