أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ديانا أحمد - 23 ديسمبر وأشياء نسيناها ! .. نحو عودة الاحتفال والاهتمام الإعلامى والجماهيرى ب عيد الجلاء وعيد النصر















المزيد.....



23 ديسمبر وأشياء نسيناها ! .. نحو عودة الاحتفال والاهتمام الإعلامى والجماهيرى ب عيد الجلاء وعيد النصر


ديانا أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3585 - 2011 / 12 / 23 - 11:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



نحو عودة الاحتفال والاهتمام الإعلامى والجماهيرى بـالأعياد الوطنية والناصرية المنسية مثل عيد الجلاء 18 يونيو وعيد النصر 23 ديسمبر (وهو العيد القومى لمحافظة بورسعيد حاليا) وعيد القمح 9 سبتمبر وعيد العلم 21 ديسمبر وعيد الفلاح 9 سبتمبر وعيد الوحدة 22 فبراير فى مصر



يا مصر تم الهنا



http://www.youtube.com/watch?v=NF7r8N5SlAQ



مكانك فى القلوب يا جمال

http://www.youtube.com/watch?v=f6MTRSK46UA







23 ديسمبر وأشياء نسيناها !

اليوم 23 ديسمبر .أعرف هذا اليوم جيدا وأتذكره جيدا ولكن لا يمكن أن يكون هو. مؤكد هناك شىء خطأ. فقد قرأت جرائد الصباح ولم أجد أى إشارة إلى ذلك اليوم. وتابعت وسائل الإعلام المصرية والعربية ولم أجد أى إشارة إليه ولو من بعيد.

مؤكد أن الذاكرة خانتنى أو أن اليوم هو اليوم ولكن الوطن لم يعد هو الوطن.

وعدت إلى أوراقى وشعرت بغصة كبيرة ومرارة فشلت كل وسائلى فى محوها.

شعرت بالغضب والغربة فى وطن ينسى يوم 23 ديسمبر ذكرى عيد النصر ويوم 18 يونيو ذكرى عيد الجلاء .

واسمحوا لى أن أتذكر فى رحابكم القصة ربما تتفهمون أسباب غضبى وتدركون أسباب غربتى.

فهذا اليوم كتبه الرجال بدمائهم فى تاريخنا.

هذا اليوم حفره الشهداء بأرواحهم على صفحات التاريخ ..تاريخنا.

عيشوه معى من البداية لتدركوا ما أعانيه.


الزمان: 26 يوليو عام 1956.



المكان: ميدان المنشية بمدينة الإسكندرية.

الحدث: الرئيس المصرى جمال عبد الناصر يعلن تأميم شركة قناة السويس البحرية لتسترد مصر قناتها وتستفيد من دخلها فى بناء السد العالى.

وكرد على رفض أمريكا تمويل مشروع السد رغم معرفتها بمدى أهميته لمصر وإجبارها للبنك الدولى على رفض تمويل المشروع وقد احتوى الرد الأمريكى على بعض العبارات التى اعتبرها جمال عبد الناصر محاولة لإهانة مشاعر العزة والكرامة القومية لمصر وانه يجب أن يكون هناك رد قوى يستعيد لمصر هيبتها ويحافظ على عزتها وكرامتها فكان قراره بتأميم قناة السويس ( لا تندهشوا فقد كان لنا كرامة وعزة قومية نفتديها بالدم ).

وتتآمر انجلترا وفرنسا وإسرائيل ويتفقون على مهاجمة مصر لتعيد انجلترا احتلالها لمصر وتستعيد فرنسا سيطرتها على قناة السويس وتستولى إسرائيل على سيناء كخطوة جديدة على طريق إنشاء إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات.

ويبدأ العدوان الإسرائيلى على سيناء يوم 29 أكتوبر عام 1956.



ويبدأ القصف الجوى من طائرات فرنسا وانجلترا على مصر يوم 30 أكتوبر وبدأ الإنزال الجوى للقوات الإنجليزية والفرنسية على مدينة بور سعيد المصرية يوم 5 نوفمبر 1956.

ومن على منبر الجامع الأزهر بالقاهرة يعلن الزعيم جمال عبد الناصر انه إذا كان قد فرض علينا القتال فلن يفرض علينا الاستسلام. سنقاتل .. سنقاتل .. سنقاتل.



وتهب مصر كلها لتجاوب نداء ابنها.

وتشتعل مدينة بورسعيد بعدما أضاء أبنائها أنفسهم شموعا تحترق لتنير لوطنهم الطريق إلى الحرية والكرامة والشرف.

كانوا يقاتلون والشعب كله يصرخ بنشيد الله أكبر فوق كيد المعتدى (الذى أصبح لاحقا 1969-2011 نشيد الجماهيرية الليبية) :


الله أكبر
يا هذه الدنيا أطلى واسمعي
جيش الأعادى جاء يبغى مصرعى
بالحق سوف أصده وبمدفعى
فإذا فنيت فسوف أفنيه معى


وتقوم طائرات الدول المعتدية بتدمير مقر الإذاعة المصرية للقضاء على صوت العرب وبعد اقل من عشر دقائق وبدون أى تخطيط مسبق تعلن إذاعة بيروت هنا صوت العرب من بيروت وتعلن إذاعة عمان هنا صوت العرب من عمان.

ويقوم أبطال سوريا بتدمير خط نقل البترول إلى أوروبا ويشتعل العالم العربى كله بالغضب.



ويختلط الدم المصرى بالدم السورى عندما يستشهد البطل الملازم السورى جول جمال مع زملاؤه المصريين بقيادة البطل جلال الدسوقى وهم يتصدون للبحرية الفرنسية والإنجليزية بلنشاتهم أمام سواحل بورسعيد.

ويعلن العمال العرب فى كل الموانئ العربية الإضراب وعدم التعامل مع سفن الدول المعتدية.


وينطلق الأحرار فى العالم كله ليتظاهروا تأييدا لمصر فى قتالها ضد المستعمر.



وتصدر حكومة الاتحاد السوفيتى إنذارها الشهير بتدمير لندن وباريس إذا لم تنسحب القوات المعتدية.

ويفشل العدوان وتجبر الدول الثلاثة على الانسحاب بعدما انتصرت إرادة مصر وتنسحب جيوش الدول المعتدية تجر أذيال الخيبة والعار.



وتتخذ مصر يوم 23 ديسمبر عيدا للنصر الذى دفع الرجال ثمنه بدمائهم وأرواحهم ومن الواضح أننا تناسينا كل ذلك.

ترى

هل أصبحنا نخجل من ذكرى انتصارنا ؟؟؟

هل توجد أمة غيرنا تخجل من انتصاراتها ؟؟؟

هل تناسى الإعلام المصرى عمدا ذكرى عيد النصر حفاظا على مشاعر انجلترا وفرنسا وإسرائيل ؟؟ أم تناسها عمدا حتى لا تدرك الشعوب العربية أن فى تاريخها انتصارات تستحق أن تحتفل بها ؟؟؟

تحية إلى الرجال أينما كانوا



واسمحوا لى أن أحيى بعضهم

البطل محمد مهران : والذى اشترك فى العديد من العمليات الفدائية فى بور سعيد وأسره الإنجليز ونقلوه إلى قبرص وخيروه أن يوجه رسالة إلى المصريين عبر الإذاعة يسب فيها جمال عبد الناصر ويطالب المصريين بالاستسلام أو يفقدونه بصره.ورفض البطل وفضل أن يعود إلى مصر فاقد البصر وكانت عملية من اكبر الدلائل على خسة ونذالة الاستعمار وتخليه عن أى مشاعر إنسانية.


البطل سيد عسران: قام بالعديد من العمليات الفدائية واشهرها قتله لضابط المخابرات الإنجليزى جيمس ماكدونالد وليامز والذى ذاق المصريين العذاب على يديه.


البطل محمد حمد الله : اشترك فى العديد من العمليات الفدائية وكان أشهرها اختطافه للضابط الإنجليزى مورهاوس والذى أحدث ضجة عالمية حيث أنه كان يمت بصلة القرابة لملكة انجلترا.


إنهم نماذج من الرجال الذين نسيناهم ضمن أشياء كثيرة نسيناها.



ترى هل هناك من يتذكر أن الشعوب لها كرامة ومشاعر عزة قومية يجب الحفاظ عليها ولو افتديناها بالأرواح كما فعل الرجال أم هى أيضا أشياء قابلة للنسيان ؟؟؟؟
فى هذه اللحظة أستمع إلى نشيد دع سمائى الذى شدت به الفنانة فايدة كامل من كلمات الأستاذ كمال عبد الحليم وتلحين الفنان على إسماعيل:


دع سمائى فسمائى محرقة
دع قنالى فمياهى مغرقة
واحذر الأرض فأرضى صاعقة
هذه أرضى أنا
وأبى ضحى هنا
وأبى قال لنا
مزقوا أعداءنا



دع سمائى فسمائى محرقة
دع قنالى فمياهى مغرقة
واحذر الأرض فأرضى صاعقة
أنا شعب وفدائى وثورة
ودم يصنع للإنسان فجره
ترتوى أرضى به من كل قطرة
وستبقى مصر حرة
دع سمائى فسمائى محرقة
دع قنالى فمياهى مغرقة
واحذر الأرض فأرضى صاعقة
أنا عملاق قواه كل ثائر
فى فلسطين وفى أرض الجزائر
والملايو وشعوب كالبشائر
تنبت الأزهار من بين المجازر
دع سمائى فسمائى محرقة
دع قنالى فمياهى مغرقة
واحذر الأرض فأرضى صاعقة




عدت مع ذلك النشيد إلى أيام عزيزة فى تاريخنا.

عشت فى رحابه ذكرى النصر الذى كتبه الرجال بأرواحهم ودمائهم.

ربما تدرك الأجيال الجديدة قيمة الأغنية الوطنية فقد كانت هى أقوى ما يحفز الشعب على مواجهة العدوان.

عندما كان الفن واحدا من أقوى أسلحة مصر لمواجهة العدو. كانت كلمات الأغانى طلقات رصاص فى صدر العدو. كان الشعب يرددها بإصرار وعناد يعبر عما فعلته الأغنية به. كانت الأغانى من أقوى ما يعبر عن الإحساس بالانتماء للوطن. كانت تنقل الإنسان إلى جو الحرب والتحفز الذى تقتضيه مواجهة العدو. كنا نشعر ونحن نسمعها أن كل شىء فى مصر يشارك فى القتال حتى الهواء المصرى والأرض المصرية والشمس المصرية . كل ذلك كان يتحول إلى جنود مصريين يشاركون فى القتال. كانت السماء تقاتل.وكانت الأرض تقاتل. وكانت القناة تقاتل.

كانت الأغنية الوطنية تحول مصر كلها بكل من وما عليها إلى مقاتل شرس يقف متحفزا ليفتدى وطنه بروحه. كانت للفن رسالة نسيناها ضمن أشياء كثيرة نسيناها.


نشيد والله زمان يا سلاحى .. كتب هذا النشيد الشاعر الراحل صلاح جاهين لتغنيه كوكب الشرق سيدة الغناء العربي أم كلثوم وذلك عام 1956 ثم اتخذ هذا النشيد كنشيد وطنى لمصر فى الفترة ما بين عام 1960 حتى عام 1979 ويذكر أن هذا النشيد أيضا كان نشيدا وطنيا للعراق فى الفترة مابين عام 1965 حتى عام 1981.




و الله زمان يا سلاحي
اشتقت لك فى كفاحى
انطق و قول أنا صاحى
يا حــرب و الله زمان
و الله زمان ع الجنود
زاحفة بترعد رعود
حالفة تروح لم تعود
إلا بنصر الزمان
هموا وضموا الصفوف
شيلوا الحياة على الكفوف
ياما العدو راح يشوف
منكم فى نار الميدان
يا مجدنا يا مجدنا
يا اللى اتبنيت عندنا
بشقانا و كدنـــا
عمرك ما تبقى هوان
الشعب بيزحف زى النور
الشعب جبال الشعب بحور
بركان غضب بركان بيفور
زلزال بيشق لهم فى قبور


اسمحوا لى اليوم أن نعيش فى رحاب أحد أسلحة مصر فى مواجهة العدوان الثلاثى عام 1956 وهو نشيد الله أكبر. فتحت قصف الطائرات الإنجليزية والفرنسية. وتحت قصف البوارج والمدمرات الإنجليزية والفرنسية. وقف أبناء مصر جميعا يصرخون بهذه الكلمات التى كانت تجسد روح مصر :


الله أكبر ..الله أكبر


الله أكبر فوق كيد المعتدي
والله للمظلوم خير مؤيد
أنا باليقين وبالسلاح سأفتدي
بلدي ونور الحق يسطع في يدي
قولوا معي قولوا معي
الله الله الله أكبر
الله فوق المعتدي
يا هذه الدنيا أطلى واسمعى
جيش الأعادى جاء يبغى مصرعى
بالحق سوف أصده وبمدفعى
فإذا فنيت فسوف أفنيه معى
قولوا معى ..قولوا معى
الله الله الله أكبر
الله فوق المعتدى
قولوا معى الويل للمستعمر
والله فوق الغادر المتكبر
الله أكبر يا بلادى كبرى
وخذى بناصية المغير ودمرى
قولوا معى ..قولوا معى
الله ..الله اكبر
الله فوق المعتدى



هكذا صمد أبناء مصر فى مواجهة دول العدوان. وأصبح ذلك النشيد هو النشيد القومى لمصر يبدأ به التلاميذ فى كل أنحاء مصر يومهم المدرسى.



كان صراخ التلاميذ به فى كل أرجاء مصر فى صباح كل يوم رسالة إلى العالم أجمع أن شعب مصر يضحى بحياته فداءا لوطنه. كان ذلك النشيد يرسخ الإحساس بالولاء والانتماء للوطن فى قلوب أبناء مصر وهم يصرخون فى مواجهة أعدائها :

فإذا فنيت فسوف أفنيه معى.

من يستطيع أن يواجه شعب هذه روحه.

وأدرك الغرب الرسالة وفعلوا كل ما يستطيعون لقتل هذه الروح التى يدركون جيدا أنه بوجودها لا مكان لهم بالعالم العربى .
إحياء تلك الروح هو الأمل الوحيد لهذه الأمة.


جمال النجار

مواطن عربى لا يريد أن ينسى





****




رسالة جندي في جبهة السويس


نزار قباني


الرسالة الأولى 29/10/1956


يا والدي!
هذي الحروفُ الثائرة
تأتي إليكَ من السويسْ
تأتي إليكَ من السويسِ الصابرة
إني أراها يا أبي، من خندقي، سفنُ اللصوصْ
محشودةٌ عندَ المضيقْ
هل عادَ قطّاعُ الطريقْ؟
يتسلّقونَ جدارنا..
ويهدّدون بقاءنا..
فبلادُ آبائي حريقْ
إني أراهم، يا أبي، زرقَ العيونْ
سودَ الضمائرِ، يا أبي، زُرقَ العيونْ
قرصانهم، عينٌ من البللورِ، جامدةُ الجفونْ
والجندُ في سطحِ السفينةِ.. يشتمونَ.. ويسكرونْ
فرغتْ براميلُ النبيذِ.. ولا يزالُ الساقطونْ..
يتوعّدونْ




الرسالة الثانية 30/10/1956


هذي الرسالةُ، يا أبي، من بورسعيدْ
أمرٌ جديدْ..
لكتيبتي الأولى ببدءِ المعركة
هبطَ المظليّونَ خلفَ خطوطنا..
أمرٌ جديدْ..
هبطوا كأرتالِ الجرادِ.. كسربِ غربانٍ مُبيدْ
النصفُ بعدَ الواحدةْ..
وعليَّ أن أُنهي الرسالةْ
أنا ذاهبٌ لمهمّتي
لأرُدَّ قطّاعَ الطريقِ.. وسارقي حرّيتي
لكَ.. للجميعِ تحيّتي.




الرسالة الثالثة 31/10/1956


الآنَ أفنَينا فلولَ الهابطينْ
أبتاهُ، لو شاهدتَهم يتساقطونْ
كثمارِ مشمشةٍ عجوزْ
يتساقطونْ..
يتأرجحونْ
تحتَ المظلاتِ الطعينةِ
مثلَ مشنوقٍ تدلّى في سكونْ
وبنادقُ الشعبِ العظيمِ.. تصيدُهم
زُرقَ العيونْ
لم يبقَ فلاحٌ على محراثهِ.. إلا وجاءْ
لم يبقَ طفلٌ، يا أبي، إلا وجاءْ
لم تبقَ سكّينٌ.. ولا فأسٌ..
ولا حجرٌ على كتفِ الطريقْ..
إلا وجاءْ
ليرُدَّ قطّاعَ الطريقْ
ليخُطَّ حرفاً واحداً..
حرفاً بمعركةِ البقاءْ




الرسالة الرابعة 1/11/1956


ماتَ الجرادْ
أبتاهُ، ماتتْ كلُّ أسرابِ الجرادْ
لم تبقَ سيّدةٌ، ولا طفلٌ، ولا شيخٌ قعيدْ
في الريفِ، في المدنِ الكبيرةِ، في الصعيدْ
إلا وشاركَ، يا أبي
في حرقِ أسرابِ الجرادْ
في سحقهِ.. في ذبحهِ حتّى الوريدْ
هذي الرسالةُ، يا أبي، من بورسعيدْ
من حيثُ تمتزجُ البطولةُ بالجراحِ وبالحديدْ
من مصنعِ الأبطالِ، أكتبُ يا أبي
من بورسعيدْ..



****

بورسعيد رمز الفداء


كلمات : أحمد خميس

غناء : فريد الأطرش


العدوان الثلاثي : انجلترا فرنسا وإسرائيل 1956 على بلاد النيل بعد تأميم قناة السويس في عهد المغفور له الرئيس جمال عبد الناصر , هذا العدوان يثير مشاعر وعواطف كل عربي أصيل .


بورسعيد بورسعيد

قِـبلة الشعب العتيد

أنتِ أذهلت الوجود

أنتِ سطرت الخلود

في كفاحك المجيد

بورسعيد بورسعيد

أنت يا رمز الفداء

أنت يا نور السماء

أنت في القلب دماء

أنت في السمع نشيد

بورسعيد بورسعيد

غضبة فيها الدمار

صرخة تشعل نار

انتصار انتصار

يا بنى مصر الأسود

بورسعيد بورسعيد

أنتِ قبر للغزاة

لعنة على الطغاة

دعوة إلى الحياة

تعلن الفجر الجديد

بورسعيد بورسعيد






****



عيد الجلاء المصرى المنسى



لا يزال عيد الإستقلال أو الجلاء فى سوريا و ليبيا و دول عربية أخرى و تركيا و إيران و حتى فى الكيان الصهيونى و فى الولايات المتحدة .. لا يزال عيدا شهيرا و مهما و عظيما تعطل فيه المصالح و المدارس و تقام فيه الاحتفالات و الألعاب النارية و التغطية الإعلامية ما عدا مصر . يتم تجاهل عيد الجلاء المصرى فى مصر ، و تبتدع إجازات تافهة من أجل مدينة أو بالأحرى فندق هو فندق طابا . لم أسمع من قبل عن إقامة عيد تحرير من أجل مدينة واحدة .. أو عيد تحرير من أجل نيل مدينة بالمفاوضات لا الحرب !! هو بالأحرى عيد السياحة الإسرائيلية و عيد دخول الإسرائيليين إلى مصر بدون تأشيرة ! وعيد النصر فى 23 ديسمبر من كل عام عيد هزيمة العدوان الثلاثى على مصر أهم أيضا من ما يسمى بتحرير طابا ، أم أن النظام المباركى الحالى و أبواقه لا يحتفلون إلا بما حصل فى عهده و عهد نظام الأستاذية الساداتى ( الذى بمثابة الأستاذ له ) الذى قبله .



من جريدة الجمهورية

19 يونيو 2008

.. والسلام ختام


بقلم: جلاء جاب الله


Email: galaagaballah @ gmail- com



** مع جلاء آخر جندي بريطاني عن مصر كانت لحظة مولدي وبينما كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يرفع علم مصر فوق القاعدة البحرية علي ضفاف قناة السويس كانت أسرتي تستعد لاستقبال مولود جديد لذلك اختاروا اسم "جلاء" لهذا المولود.. وعندما كبرت كنت أعتقد أنني الوحيد في مصر الذي تسمي بهذا الاسم لدرجة أن زملائي في الابتدائي كانوا يعتقدون أن اسمي مكتوب خطأ وأن الصواب هو علاء.. وعندما كبرت كان كل من يسألني عن اسمي لابد أن يكرر السؤال وعندما يتأكد من الاسم يسألني مرة أخري: هل أبوك زعيم وطني؟ وكنت أبتسم لأن أبي رحمه الله كان إنساناً مصرياً بسيطاً يحب مصر.. وحكي لي أنخ ابتهاجا بجلاء الإنجليز عن مصر وتعبيرا عن سعادته باكتمال استقلال البلاد أطلق هذا الاسم علي ابنه المولود في نفس اليوم.


وعندما دخلت كلية الإعلام فوجئت بأن زميلة لي كان اسمها أيضاً جلاء.. وبعد أن أصبحت صحفياً تعرفت علي أستاذ جامعي يحمل نفس الاسم.. إذن الحالة الوطنية لم تكن قاصرة علي أبي.. بل امتدت لربوع الوطن هنا وهناك.


أكتب ذلك لأن أمس الأربعاء كان ذكري عيد الجلاء.. ومر اليوم مرور الكرام وكأنه يوم عادي في تاريخ مصر برغم أن مثل هذا اليوم في أي دولة من دول العالم يكون عادة هو اليوم الوطني لأنه يوم الاستقلال وجلاء المحتل.


والغريب أن طالباً جامعياً سألني سؤالاً مباغتاً هو: ماذا يعني عيد الجلاء؟ وأي جلاء يعني؟ سألته مستنكراً: هل أنت فعلا لا تعرف عيد الجلاء؟ فأجاب وهو خجول: أعرف أنه عيد وطني لأن هناك مستشفي الجلاء وشارع الجلاء وكوبري الجلاء ولكن لا أعرف فعلا ماذا كان الجلاء؟!


سألت أكثر من شاب بعد ذلك عن عيد الجلاء ومعظم هؤلاء الشباب طلاب جامعيون أو تخرجوا فعلا في الجامعة وفوجئت أن قليلا منهم جدا هو الذي يعرف شيئا عن عيد الجلاء.. بل معظم الشباب ذكر لي تواريخ خطأ سواء في اليوم أو الشهر أو السنة برغم أنني أعرف أنهم جميعا درسوا ذلك في كتب ومناهج التاريخ سواء في الابتدائية أو الإعدادي وأحيانا الثانوي..!


والحقيقة أن تاريخ الجلاء في مصر تاريخ طويل يجب أن يعرفه كل مصري خاصة الشباب حتي يعرفوا حجم التضحيات والجهود التي قدمها شباب مصر ورجالها بل ونساؤها في أكثر من سبعين عاما حتي تحقق الجلاء التام والكامل عن أرض مصر.. ولولا هذا الجلاء ما تحقق النصر السياسي المصري الكبير عام 1956 وبالتحديد في 23 ديسمبر 1956 عندما كان العدوان الثلاثي: الإنجليزي الفرنسي الاسرائيلي علي مصر في 29 أكتوبر أي بعد حوالي أربعة شهور فقط من الجلاء.. ولو كان هناك تواجد بريطاني في القناة ما تحقق هذا النصر.


معركة الجلاء بدأت مع الاحتلال البريطاني لمصر عام ..1882 وبعده بثلاث سنوات بدأت "مفاوضات دوملدورف" في 1885 إلي 1887 في محاولات إنجليزية لخداع المصريين وإقناعهم بأن القوات البريطانية جاءت لمهمة ولن يطول بقاؤها.. لكن الإنجليز استمروا.. لتبدأ بعد ذلك المقاومة المصرية طلبا للجلاء.. وقاد الزعيم مصطفي كامل المقاومة الوطنية ومعه محمد فريد.. وكانت دعوة مصطفي كامل هي الشرارة التي انطلقت منها ثورة 1919 والتي اندلعت عقب اعتقال سعد زغلول ورفاقه في شهر مارس 1919 .


كانت ثورة 1919 إعلانا مصريا عاليا وقويا وواضحا ضد إعلان الحماية الإنجليزية علي مصر عام ..1917 واستمرت الثورة تحمل لواء المقاومة أملا في تحقيق الجلاء التام عن مصر حتي صدر تصريح 28 فبراير ..1922 وبرغم أن تصريح 28 فبراير أكد استقلال مصر واعتبارها دولة ملكية دستورية خاصة بعد صدور دستور 1923.


إلا أنه كان استقلالا ناقصا.. وغير حقيقي وفي حقيقة الأمر أن هذا التصريح كان إذعانا إنجليزيا لقوة المقاومة المصرية ضد المحتل وصدر من جانب واحد وإذعانا إنجليزيا للتخلي عن هذه الحماية التي أعلنوها خلال الحرب العالمية الأولي والتي أجبروا الدول علي الاعتراف بها في معاهدة فرساي التي أبرمت بين الحلفاء وألمانيا عام 1919.


المقاومة المصرية ودماء المصريين التي سالت.. وجهود شباب مصر أجبرت المحتل علي أن يصدر هذا التصريح من جانبه وهو وإن كان استقلالا منقوصا واستمرت قوات الاحتلال في أرض مصر في سيناء إلي القناة حتي الصحراء الغربية.. إلا أن مصر بموجبه أصبحت دولة مستقلة ذات سيادة وانضمت لعصبة الأمم التي تحولت إلي الأمم المتحدة بعد ذلك وشاركت في المؤتمرات والاجتماعات الدولية تحت علم مصر وأصبح لها ملك وشاركت في دورات الألعاب الاوليمبية وكأس العالم للكرة.. وغير ذلك في المحافل الدولية.. لكن جيش الاحتلال والمندوب السامي البريطاني ظلا يحكمان في الواقع ويسيطران علي مصر ومقدرات المصريين.. وكلما طالب المصريون باستكمال الجلاء البريطاني.. كان الإنجليز يسيطرون أكثر حتي كانت معاهدة 1936 والتي سميت معاهدة الصداقة والتحالف بين مصر وبريطانيا وتم توقيعها في 26 أغسطس عام 1936 وبمقتضاها تقرر انتقال القوات البريطانية المحتلة إلي مناطق محددة في سيناء ومنطقة القناة ومديرية الشرقية حتي حدود القاهرة والجيزة علي أن تقوم الحكومة المصرية ببناء ثكنات هذه القوات.


الحركة الوطنية لم تهدأ واعتبرت المعاهدة إهداراً لجهودها.. وظلما للدماء الزكية التي سالت من أجل جلاء القوات الإنجليزية تماما عن مصر لذلك عادت المظاهرات الشعبية الضخمة مع نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 واستمرت المظاهرات التي راح ضحيتها عدد من الشباب المصري في عام 1946 مطالبة بالجلاء ورضخ الإنجليز ورحلوا عن قلعة القاهرة في 4 يوليو 1946 لكن ذلك لم يشف غليل المصريين وظلوا يكافحون ويجاهدون ويطالبون بالجلاء التام تحت شعار "الجلاء التام أو الموت الزؤام".. وعادت المفاوضات من جديد.. إلا أن الإنجليز أصروا علي بقائهم في مدن القناة وعدم مغادرة خط القناة مهما كان الثمن.. وبدأت مقاومة الفدائيين المصريين علي خط القناة.. وأمام الضغط الشعبي الهائل أعلنت الحكومة المصرية إلغاء معاهدة 1936 وذلك في عام 1951 وقامت ثورة 23 يوليو 1952 ليرتبط الجيش مع الشعب في مقاومة المحتل.. وفي 1954 بدأت المفاوضات المصرية الإنجليزية تحت ضغط هجمات الفدائيين علي معسكرات الاحتلال وانتهت بعقد اتفاقية الجلاء في 29 أكتوبر 1954 والتي بمقتضاها كان الجلاء عن مصر وانتهاء الوجود الإنجليزي تماما في خط القناة.. وشهد يوم 18 يونيو 1956 جلاء آخر جندي إنجليزي عن مصر وقام الزعيم الراحل جمال عبد الناصر برفع علم مصر خفاقا علي القاعدة البحرية في بورسعيد وسط فرحة المصريين العارمة التي حققت ثمار سنين من العطاء والجهاد.


وقد لا يعرف شبابنا أيضا أن يوم 18 يونيو الذي وافقت ذكراه أمس يوم مهم جدا في تاريخ مصر الحديث.. ففي هذا اليوم عام 1953 تم إعلان مصر جمهورية وإنهاء حكم الملكية والذي استمر بعد الثورة من خلال الأمير أحمد فؤاد الثاني والوصاية علي عرشه لمدة عام تقريبا ثم كان الإعلان الرسمي عن إقامة الجمهورية والتي تولاها لأول مرة رئيس مصري هو اللواء محمد نجيب.. لكن هذا التاريخ تم نسيانه عمدا مع سبق الإصرار والترصد لان رجال الثورة الحقيقيين بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر عندما تولي الحكم رسميا حاولوا طمس معالم فترة حكم اللواء نجيب وكأنها لم تكن موجودة في تاريخ مصر الحديث ونسوا.. أو تناسوا أنه في يوم 18 يونيو 1953 كان الإعلان عن جمهورية مصر بدلا من مملكة مصر وانتهاء عصر الملكية وبداية حقبة مهمة في تاريخ مصر الحديث إلا أنها عادتنا الدائمة.. يأتي ملك فيلغي ما سبقه تماما.. وتلك مأساة مصرية حقيقية ليس علي مستوي الكبار.. بل علي مستوي الجميع من رئيس قسم في مصلحة حكومية إلي رئيس الوزراء يأتي رجل فيهدم ما قبله ويبدأ تاريخ المكان معه هو.. فكلهم فراعنة..!!


يوم أمس كان يوم 18 يونيو.. وله أكثر من ذكري وأكثر من معني يهم المصريين.. وتاريخ مصر العظيم مليء بالأيام والأحداث.. لكن إعلان الجمهورية وجلاء الإنجليز المحتلين حدثان مهمان رائعان في تاريخ مصر وحدثا في يوم واحد مع فارق 3 سنوات فقط.. ومع ذلك لا أحد يعرف هذا اليوم وشبابنا يجهلون تماما هذه الحكايات وتلك الذكريات.. وهذه البطولات.. وتلك التضحيات.. "ومن نسي قديمه تاه" ويبدو أن هذا ما يحدث فعلا.. لقد بدأت مرحلة التيه أو التوهان لدي شبابنا.. فهم يعرفون تاريخ شاكيرا وزيدان ورونالدينيو وكيت وينسلت وعمرو دياب.. ولا يعرفون تاريخ أحمد عرابي ومصطفي كامل ومحمد فريد وسعد زغلول وجمال عبد الناصر.





إن شبابنا في حاجة إلي صحوة ثقافية وفكرية ومعرفة جادة بتاريخ بلده.. وتاريخ العرب والمسلمين وفي حاجة إلي التعرف الحقيقي بنفسه.. لأن من يعرف بلده.. يعرف نفسه.. ومن يعرف نفسه يعرف مستقبله.. أما شبابنا الذي يتوه مع الانترنت والفضائيات وحكايات القهاوي.. وتأثر بالفكر البراجماتي الذي تبثه أمريكا في أفلامها عليه أولا أن يتأثر بتاريخ بلده.. وحضارة بلده.. ورموز بلده ومجتمعه.

أما عيد الجلاء أو عيد الاستقلال وعيد إعلان الجمهورية فعلينا أن نعيد إليه اعتباره من جديد.. فهذا العيد هو تجسيد حقيقي لتاريخ مصر الحديث.. وتحسين حقيقي لكفاح شعب حتي حقق استقلاله التام.. هذه الذكري هي تاريخ أمة فعلينا أن نعيد لها اعتبارها لأن فيها إعادة لاعتبار مصر.. ومكانة مصر.. وتاريخ مصر.. بل ومستقبل مصر وشبابها.









http://www.facebook.com/group.php?gid=114329005248893#!/group.php?gid=114329005248893&v=wall





****



د.عزازى على عزازى


نقسم بالثالث والعشرين من ديسمبر

السبت، 25 ديسمبر 2010


(نعم نستطيع) أن نخرق جدار العجز، ونبلغ الأحلام طولاً، نعم نستطيع أن نطرد غمامات الفساد وأغربة الاستبداد عن سماء الكنانة، نعم نستطيع بالإرادة والإيمان مواجهة كل جيوش الأرض بصدورنا العارية، فصدور المؤمنين دروع، وجباههم حصون، وعيونهم ثغور، وقلوبهم زلازل.

أقسم بالثالث والعشرين من ديسمبر فى العام السادس والخمسين، أننا نستطيع بلوغ مشرق الشمس، ومناجاة شفق الصبح، وتحويل مجرى الندى نهراً من العذب الفرات، فنحن الذين قاومنا حملة (إيدن - مولييه - بن جوريون) بالأيادى والسكاكين وأرغفة القنابل.

حينما تسلَّم المقاومون فى حرب العدوان الثلاثى قرابة مليون بندقية، أعادوها بعد انتصار الإرادة كاملة دون أن تنقص بندقية واحدة، فهل يكفى أن (نبوس كل إيد حاربت فى بورسعيد) هل يكفى الفدائى العظيم محمد مهران مجرد قبلة على اليد أو الجبين؟ وقد ضحى الرجل بعينيه فداءً لبلده وقائده.. كان الفتى مهران صياداً لمظلات الإنجليز فى مطار بورسعيد، حيرهم الرجل بفنونه وألاعيبه القتالية حتى تكالبوا عليه وحاصروه، ثم أخذوه أسيراً، ورحّلوه بعدها إلى لندن ليمارسوا عليه كل أنواع القهر والتعذيب، والتهديد بخلع عينيه لكى يسب مصر وعبد الناصر على الهواء من محطة الـ «B.B.C »، وحينما وقف مهران أمام الميكروفون هتف بأعلى صوت: تحيا مصر ويحيا جمال عبد الناصر، فنفذ الإنجليز الجبناء تهديدهم، فاقتلعوا عينيه، لكنهم لم يستطيعوا القضاء على وطنيته وكرامته، هذا الرجل الذى مازال يحيا بيننا، ألا يستحق تقبيل الأرض تحت نعليه، ومنحه عيوننا هدية متواضعة، هل أحدثكم عن الفدائى العبقرى السيد عسران، صاحب الحيلة الشهيرة بوضع قنبلة فى رغيف الخبز لكى يصل إلى سيارة (السير ويليامز) مسئول المخابرات البريطانية، الذى كان اسمه يثير الرعب فى القلوب، وينجح عسران فى مهمته بتحويل هذا الثعبان الإنجليزى إلى أشلاء؟ أم أحدثكم عن حمد الله وزنجير وغريب، وعن أسر (السير مورهاوس) ابن ملكة إنجلترا؟ ثلاثة جيوش على رأسها جيش الإمبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس، تخيلوا أن مقاومتنا الشعبية فى القناة، جعلت شمس بريطانيا العظمى تغيب للأبد ومعها وجه أنتونى إيدن رئيس وزرائها المتعجرف، ما فعلته المقاومة المصرية كان كالزلزال، الذى اهتزت له كل بقاع الأرض، ففازت كل حركات التحرر بالاستقلال، وكان الشعب المصرى بقيادته الوطنية النموذج والقدوة، ولم تكتف الجماهير المتعطشة للتحدى بزوال العدوان، فكانت وقفة التأميم وملحمة السد، وبناء المصانع، فالرهان على الجماهير نتيجته - دائماً - الانتصار، أما من يسبُّون الشعب ويتهمونه بأحط الاتهامات، فليس لهم إلا انتظار الخراب.. أقسم بالثالث والعشرين من ديسمبر أننا نستطيع الكثير إذا كنا مؤمنين - حقاً - بالله وبإرادة (الشعب المعلِّم) تلك المقولة السحرية التى وضعها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فى قاموس الوطنية المصرية، (نعم نستطيع أن نغير) هذا التعبير الذى افتتح به أوباما معركته الانتخابية، نحن أصل الاختراع، وشعبنا الأبى سابق فى تاريخ الإنسانية، فأقسم بذكرى دحر العدوان، أننا نستطيع دحر أعداء الداخل.



****



د.عزازى على عزازى


أقسم بالثالث والعشرين من يوليو 52

السبت، 24 يوليو 2010


أقسم بالثالث والعشرين، وبالأحرار، والأبرار والشهداء، أقسم بالجيش وبالضباط، بالإصلاح وعرق الفلاح، بصوت المكن الدائر فى حلوان وشبرا وكفر الدوار، بتوربينات السد، وزلزال التأميم، ومجانية الصحة والتعليم، أقسم بسطور جمال حمدان وشدو عبد الحليم وصوت محمود صديق المنشاوى وإنشاد النقشبندى، وقرى حسن فتحى وفرقة رضا وقصائد عبد الصبور وحكايات إدريس وكتاب سليم حسن، وفرقة زكريا الحجاوى وأهرام هيكل وأشعار جاهين ومسرح رومان وعاشور وألفريد وسعد الدين وهبة وسينما صلاح أبو سيف والبرنامج الثانى، أقسم بكمشيش وبهوت وكفور نجم والمحلة ونجع حمادى وبحر البقر وميدان المنشية وحى العرب فى بورسعيد ونمرة ستة والأدبية، بمنشية البكرى وميدان عابدين وكفر البطيخ وقواعد الصالحية، أقسم بالدم المراق فى الفالوجا وعراق المنشية والقنال وسيناء، والخرطوم والجزائر، وبالأحضان الدافئة فى الهند وباندونج وبكين وبلجراد، فى الكونغو وكوبا وإثيوبيا والصومال، أقسم بطوفان الوحدة ودمع الانفصال، بالنكسة والاستنزاف، وبأنهار الملح التى تتدفق فى حدقات الثامن والعشرين.

أن الثورة ما زالت تروى العطش المصرى والعربى بجداول من عذب الإنجازات، وأن عطاء الخالد عبد الناصر لم ينفد بعد، وعلى من يجحد ذلك الإجابة عن سؤال: من أنطق شافيز وموراليس باسم جمال عبد الناصر، ومن رفع صورته فى الضاحية البيروتية وفى صنعاء؟ من مارس ضغطاً على «أودنجا» رئيس الوزراء الكينى ليقول إن مصر عبد الناصر فى مبادئها فى العيون ولن نسمح بأى أضرار على الشعب المصرى، وأكد أودنجا فى حواره مع أحمد نظيف أن صورة عبد الناصر ما زالت تزين بيته ومكتبه، وأن أباه كان يحمل جواز سفر مصرياً أعطاه له عبد الناصر، حين سحب الاستعمار «باسبور» أبيه، قال الرجل ذلك بينما رئيس وزرائنا يقف مبتسماً بحياد ثلجى، ربما لأنه ينتمى إلى نظام يرى فى الزعيم الراحل عدوه الوحيد، فتحولت كل سياساته إلى قرارات انتقامية عقابية ضد كل انحيازات عبد الناصر، فقد أعطى الأرض للفلاحين فانتقم النظام وسلبهم الأرض، وبنى الرجل المصانع والمؤسسات الكبرى فباعها النظام بتراب الفلوس وطرد العمال والموظفين، كانت الدولة تبنى للشعب المساكن والمستشفىات والمدارس، فصارت دولة نظيف تهدم وتخصخص وتنهب وتسلب كل المكاسب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، كانت دولة عبد الناصر تصادق الصين والهند وأمريكا اللاتينية وأفريقيا وروسيا، وتساعد حركات التحرر فى العالم، لكن سياسات الانتقام من مصر عبد الناصر أوصلتنا إلى دويلة (لا تهش ولا تنش) وبنت سياستها الخارجية على قاعدة (نصادق من يصادق أمريكا و"إسرائيل" ونعادى من يعاديهما)، نجح عبد الناصر فى إدارة الأزمات الدولية والمحلية من كتلة عدم الانحياز لخليج كوبا للقرن الأفريقى، وفشل النظام الكاره لعبد الناصر فى إدارة مباراة كرة قدم، وفى أزمة دول المنبع، يأتى الأفارقة لمصر عبد الناصر مستعدين لتقديم كل التنازلات، فيكتشفون أنها صارت «مصر الدخيلة» فيسحبون اعترافهم بالاتفاقيات.






****



ويقول نزار قبانى فى كتابه (الشعر قنديل أخضر)



البنادق .. والعيون السود



( من رسالة إلى صديقة مجندة )



أيتها الصديقة .


الآن تعودين من معسكر التدريب , وأنت كالراية المتعبة , كالزورق العائد من رحلة مجد ..


جلست أدخِّن .. وأتأملك قطعة قطعة .. كما لو كنت لا أعرفك من قبل .



عيناك النقيتان كأمطار ليلة افريقية , قميصك المعقود الأكمام الذي تركت عليه البندقية بقعاً من الزيت أطهر من زيت المعابد .. أطهر من الطهر ..



غطاء الرأس الجامح على شعر فوضى .



لباسك المعجون بذرات التراب , ورؤوس الشوك , ورائحة الأرض .



جوربك الصوفي الخشن , راحتاك الملوثتان بشحم الزناد , حذاؤك الآكل من جبين الصخر يترك على أرض الحجرة قطعاً من طين يابس هي أثمن ما تضمهُ حجرتي من تحف .



أرأيت كيف تنتقل بلادي إليّ . كيف تتحول إلى ذرة غبار على قميص شجاع .



قعدت أتأملك وأنت كزهرة اللوتس الوحشية .. ليس على فمك شيء .. ومع هذا فهو أروع من كل شيء .. ذلك الثغر الراقد كنصف كرزة حمراء .. لا تعرف
من الطعام غير الهواء .. والشمس .. وجيرة العصافير .




قعدت أتأمل حسنك من زاوية جديدة . أنا أمام تجربة جمال لم أمر بها من قبل . لم يمر بها هذا الشرق من قبل .



كانت المرأة في بلادنا قطعة من قطع الآثار .. ليرة ذهبية ملفوفة بالقطن .. تعويذة كتبها شيخ لا يعرف الكتابة . ثم انفكَّ السحر يا صديقي وخرجتِ من قطنك .. من الصدفة الباردة المغلقة . وها أنت تجلسين أمامي أغنية بطولة تقرع نوافذ الشمس .



مضى عهد يا صديقتي كانت المرأة فيه دمية مطاط في يد الرجل يضغطها فتغني , ويزجرها فتسكت .



مر عهد كانت فيه أكبر مغامرة بطولية تنفذها امرأة هي أن تذهب إلى حمام السوق ..



أما سمعت قول أحد الفقهاء (( تخرج المرأة من بيتها مرتين .. مرة إلى بيت زوجها .. ومرة إلى القبر ..))




تأملي هذا المخطط الذي رسمه ذلك السخيف . تأملي هذا البرنامج الجافل الذي وضعه لتنقلك وتنقل زميلاتك .




مشواران فقط .. واحد إلى دار الزوجية .. وواحد إلى دار الأبدية . المهم أن صاحب القول قبر في المكان الذي أعده للمرأة .. وخرجت المرأة من قوقعتها الكلسية .. قفزةً واحدة .. إلى العراء .. إلى ملاعب الرياح والشموس .




أحاول الآن أن أدرس أشواقي من جديد . أن أبحث قضية الحب . حبي لك .



قد تقولين : ما نفع هذا ونحن لم نتغير ؟ هذا خطأ . إنني أشعر بتغيير جذري في لون حبي .. في نكهته .. في طاقته .. في اتجاهه ..



ترى هل تختلف قضية بين حالة السلم والحرب .




هذا سؤال تحرك في جبيني أكثر من مرة .



أنا أقرر أن شيئاً ما قد وقع فأعطى جمالك مفهوماً جديداً وأعطى حبي لوناً آخر ..




إنني معجب مثلاً بهذه الكدمة الصغيرة التي تركها الزحف على التراب فوق مرفقك . معجب برائحة اللاشيء .. نعم برائحة اللاشيء تصدر عن فتحة قميصك المتعب .. بأظافرك التي كسرها قتال الخنادق واحداً .. واحداً .. معجب بما حملت معك من معسكر التدريب من تعب .. وغبار .. وقطرات عرق ..



أعود إلى الكدمة الصغيرة المرسومة على مرفقك... هي حرف مجد يستحق أن يعبد .. إشارة بطولة يصلى لها ..




لم يعد يهمني صفاء البللور في الأصابع الشمعية .. كفرتُ بملاسة الشمع . . أصبحت أبحث عن معنى الأصابع قبل الأصابع .. عن بطولة اليد قبل اليد ..



هكذا هدمت المعركة كل مفاهيمي الجمالية . فلا تستغربي أن أزهد بكل ما تعبق به خزائنك .. من أصفر .. وأسود .. وليلكي .. وأقف ساعات أمام بقعة زيت تركتها بندقية على قميص مجندة من بنات بلادي ...




ماذا ؟ هل غيرت معركة بور سعيد حواسِّي أيضاً .. إن رائحة العطر التي كانت تنسف أعصابي من جذورها في الصيف الماضي لم تعد ذات موضوع . أشياء تزلزل وجودي في زمن السلام لم تعد تفعل بي شيئا ..




وفني , كجمالك , تغير يا صديقتي بحركة داخلية تلقائية .. مدَّ أظافره ونشر ريشه كما يفعل الطائر أمام خطر داهم بدافع من غريزته ..




لقد أخذت القصائد مكانها في الخنادق .. وتحت الأسلاك الشائكة , وحاربت بجميع ما يحمل الحرف من طاقة وقوة تفجير ..




البنادق .. والقصائد .. والعيون السود .. كلها أصبحت فحماً مشتعلاً في ليل المعركة .



فيا صديقتي .. يا ذات القميص المعقود الأكمام .. والشعر والفوضى , والفم المصبوغ باللاشيء .. والكدمة الصغيرة التي تُضَمُّ وتعبد ..


سلامٌ عليك .



1956








#ديانا_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إذاعة أم كلثوم .. إذاعة محترمة من عهد عبد الناصر إلى اليوم ن ...
- لن نرضخ للواقع القذر .. بل سنغيره بأيدينا وأقلامنا وأسناننا ...
- نحو إقامة حفل الزفاف صباحا أو ظهرا أو عصرا فى مصر والعالم ال ...
- نحو العلمانية المسلحة .. وأيمن نور نعجة الإخوان والسلفيين .. ...
- نحو إغلاق قناة وصال وقناة صفا على النايلسات والعربسات والأتل ...
- لا تسقطوا الشام أيها البقر
- كابيلا سان سيفيرو فى نابولى بإيطاليا Cappella Sansevero
- وحدوا جهودكم ضد الاخوان والسلفيين وسيبكم ولو مؤقتا من الشرطة ...
- رسالة مهمة من السعوديين إلى إخوانهم المصريين والتونسيين والل ...
- نص ما سيقوله مندوب أمريكا فى الأمم المتحدة عام 2014 .. وحقيق ...
- مجلة الدوحة القطرية الثقافية ، والمجلات الخليجية الثقافية ، ...
- مجلس التآمر الخليجى ، مجلس قبائل الخليج العفنة يصر على ضم مص ...
- خواطر من مفكرتى 5 : العلمانيون ورثة الأنبياء الحقيقيون و هم ...
- مذيع التنس المصرى اللامع عادل شريف .. لا كتب عنه ولا برامج . ...
- أصل أسماء دول الأمريكتين
- معنى علم الهند
- الذين قاموا بأداء دور الله فى الأفلام الأجنبية
- خواطر من مفكرتى 4 : أيام الإسلام الأخيرة و أيام مصر الأخيرة
- من مذكرات مسلمة سابقة ألحدت بفضل ثورة يناير : أمريكا أقوى من ...
- الكبة : القبعة اليهودية


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ديانا أحمد - 23 ديسمبر وأشياء نسيناها ! .. نحو عودة الاحتفال والاهتمام الإعلامى والجماهيرى ب عيد الجلاء وعيد النصر