أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الكحط - خطوة الى الخلف، خطوتان الى الوراء...!!!














المزيد.....

خطوة الى الخلف، خطوتان الى الوراء...!!!


محمد الكحط

الحوار المتمدن-العدد: 3584 - 2011 / 12 / 22 - 19:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أنتظر شعبنا عقودا عجاف من أجل التخلص من الأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة، وجاء التغيير وفرح شعبنا، رغم أن التغيير جرى بفعل عوامل خارجية بالدرجة الأولى، وعبر حرب مدمرة جاءت بالاحتلال وما نشأ عنه من معاناة، وتأملنا أن يتوحد شعبنا وقواه السياسية التي خاضت نضالا شرسا ضد دكتاتورية صدام وأعوانه، لتقوم بترتيب البيت العراقي من جديد، لتعيد لحمته الوطنية وتعيد بناء الإنسان العراقي، وتحرر العراق من الاحتلال، لبناء عراق جديد على اسس الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والوحدة الوطنية على اسس المواطنة والولاء للعراق، ونبذ الطائفية والعرقيات والعنصرية والشوفينية، التي حاول النظام الدكتاتوري غرسها في المجتمع العراقي، من خلال حروبه التي خاضها ضد بعض مكونات الشعب العراقي، فحارب الأكراد والقوى اليسارية والديمقراطية وضربهم بالأسلحة الكيمياوية، وحارب الشيعة وقتل معظم من أنضم الى تنظيماتهم التي عارضت حكمه، وصفى شباب الكرد الفيلية بعد أن هجرهم بعملية إجرامية يندى لها جبين البشرية خجلا وعارا.
ومن المؤلم أن يتم تشكيل أول حكومة مؤقتة بقيادة المعتوه بريمر وخدمة لمصالح بلاده قام بوضع حجر أساس الدولة العراقية الجديدة على أساس المحاصصة السيئة الصيت ولتكون هذه الصيغة هي الصورة الجديدة للسياسة العراقية، ولتكون بؤرة للفساد والصراع والاحتراب الداخلي على السلطة وحجر عثرة أمام جهود إعادة لحمة الشعب العراقي الذي مزقه صدام وحزب البعث المقبور، وليتراجع النفس الوطني الى الوراء وليحل محله العرقية والطائفية والعشيرة والأقارب، وما نشهده اليوم إلا نتيجة لذلك، ومع ذلك وأزاء كل ذلك الظلم والأنتظار وقف شعبنا فرحا في طوابير الانتخابات مرتين رغم الارهاب لينتخب ممثليه، لعلهم يخدموا مصالحة ويحققوا طموحاته، وفي كل مرة يصاب بالخيبة وفقدان الأمل بالتغيير الحقيقي، وكان يأمل العراقي البسيط ان تتحسن الأمور تدريجيا، فصبر وتحمل وصوت للدستور العراقي رغم كل النواقص التي حواها وفي سبيل أن تسير العملية السياسية الى الأمام وأن لا تتوقف أو تتراجع الى الخلف، ويمكن بعدها تصحيح وتعديل الدستور بما يخدم وحدة الشعب العراقي ويحقق طموحاته، ولكن التراجع من جديد هو الذي ساد، وما زال التراجع مستمرا.
وشخص شعبنا ضرورة النضال من اجل الخلاص من الاحتلال والتواجد الأجنبي، كضرورة وطنية ووقف مع القيادة المنتخبة ولو بالتزوير، وكانت المشاكل بين القوى السياسية مستمرة والتنافس المحموم واللاشرعي واللاشريف على السلطة، وكان شعبنا يعيش بين نارين نار الإرهاب ونار الوعود والفساد الذي أستشرى في مفاصل الدولة العراقية الجديدة، ولم يحصل على شيئ وهو يرى هروب الملايين من أمواله الى جيوب مرتزقة جدد جاءوا من كل صوب، بفعل سياسة المحاصصة، هذه الآفة التي أخذت تأكل الأخضر واليابس، والوطنيون الحقيقيون لم تتاح لهم الفرصة ليساهموا في البناء، وبقي المواطن البسيط محروما من كل شيء وهو يعاني من شحة موارد العيش ولا كهرباء ولا ماء صالح للشرب ولا رعاية صحية جيدة، وظل الوضع الأمني متدهورا، (تصور حتى الآن لم تحل مسألة الوزارات الأمنية من دفاع وداخلية، فأي حكومة هذه، وماذا نترجى منها...؟؟؟) وظل التراجع صورة مستمرة للوضع العراقي بسبب القوى السياسية التي تمسك بزمام السلطة، والتي خاب أمل شعبنا فيها.
وأنتظر شعبنا يوم الخلاص من التواجد الأجنبي، ليتفرغ لعملية البناء ولعل القوى السياسية ستتوحد في خطابها وجهودها، لتمسك الأمور لتبني الدولة الجديدة بعيدا عن أوامر وتوجهات الأجنبي، وخرجت القوات كما يقال اليوم بكاملها، فماذا فعلت القوى السياسية...؟، لقد تصاعدت خلافاتها وإزدادت اتهاماتها لبعضها، وكأن المثل القائل "لم يرونهم عندما سرقوا لكنهم عرفوهم عندما تقاسموا"، وهكذا تصاعدت المشاكل وتراجع الأمن وظل هاجس الخوف مسيطرا على أذهان أبناء شعبنا، وذهبت بهجة وفرحة التحرر والتخلص من التواجد الأجنبي أدراج الرياح، هذه اللحظة التاريخية التي أنتظرها شعبنا طويلا، لكن بعدها وبفعل الساسة العراقيين كان التراجع من جديد.
يبدو أن هذا الجيل القديم من السياسيين لم يعد ينفع معه الإصلاح ولا الكلمات ولا الحديث، أنه جيل سياسي تربى على أسسس دكتاتورية ومصلحية نفعية، بل لا وطنية، فكل منهم له أجنداته المرتبطة مع جهات معينة من أمريكية الى خليجية الى تركية الى أيرانية وهكذا، وهذا الجيل السياسي عليه اليوم أن يغادر الساحة بأسرع ما يمكن ليعطي مجالا لجيل جديد لم تلوثه الفترة الماضية بمآسيها، جيل وطني غيور لا يعرف غير العراق ولا يعرف الأنانية ولا تهمه مصالحه الشخصية، جيل يفكر بروح وطنية من أجل وحدة العراق وشعب العراق دون تمييز وبنكران ذات، جيل مسلح بالعلم والوفاء والأخلاص لقضية الشعب، هذا الجيل على أبناء شعبنا الذين تحملوا وأنتظروا كثيرا أن يفرزوه ويقدموه بالأنتخابات القادمة التي نتمنى أن تكون مبكرة، وليغادر الفرسان الحاليين فرسان التراجعات الساحة، ولتنتهي مع رحيلهم معاناة السنوات الثمانية العجاف التي مرت على العراق، بعد عقود عجاف قبلها تحت ظل ّ الدكتاتورية البعثية الصدامية.



#محمد_الكحط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى سنوية الرفيق أحمد كريم غفور (أبو صباح) اللقاء الذي ل ...
- هناء أدور أمرأة من بلادي
- عبير السهلاني الشابة العراقية الأصل: بخطوات سريعة وواثقة تسي ...
- ربيع الشعوب العربية أم خريف الأنظمة الإستبدادية
- يوسف أبو الفوز في روايته الجديدة كوابيس هلسنكي ما الجديد وما ...
- مبدعون في الغربة الدكتور المهندس عبد السلام مكي محمد الأسدي
- جاسم سيف الدين الولائي من الشعر إلى الرواية ثمّ إلى الترجمة
- كتاب - الرحلة المجهولة – الهجرة و التأقلم من خلال نظرة ثقافي ...
- الديمقراطية سلاح ذو حدين فالى أي حدٍ أنتم سائرون
- الحياة والفن Life and art
- ديمقراطيتهم ونهجنا
- إلى ملف الفضائية اليسارية العلمانية
- إلى مظفر النواب، عاشق البنفسج وليله أبن الرافدين البار الإنس ...
- أمسية حوارية حول تجربة النصيرات في حركة الأنصار في كردستان ا ...
- لقاء مع الرفيق أبو سركوت شذرات من سيرة كفاحية ثرة
- الفنان فؤاد الطائي يستذكر
- من يتحمل المسؤولية....؟ في استبعاد أصوات هؤلاء، في السويد وف ...
- زكريا تامر يفوز بجائزة ملتقى القاهرة الدولي الأول للقصة العر ...
- حرية الصحافة بين أخلاقية المهنة والنصوص القانونية 3-3
- حرية الصحافة بين أخلاقية المهنة والنصوص القانونية 2-3


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الكحط - خطوة الى الخلف، خطوتان الى الوراء...!!!