أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - صلاح الصادق الجهاني - سر الثورات العربية















المزيد.....

سر الثورات العربية


صلاح الصادق الجهاني

الحوار المتمدن-العدد: 3584 - 2011 / 12 / 22 - 13:35
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


تعتبر ظاهرة الثورات العربية ظاهرة جديدة ، تحتاج الي دراسة جيدة واهتمام لكون هذه الظاهرة سوف تشكل مستقبل المنطقة العربية ، ومن هنا تأتي أهميتها، وكذلك لكون هذه الظاهرة جديدة لا تزال في طور الملاحظة وجمع المعلومات، وهذه الظاهرة قد تقف عاجزة عن تحليلها وتعامل معها أدوات وطرق البحث العلمي التقليدي بالقدر الكافي وخاصة من الباحثين أو مراكز الدراسات والبحث في الوطن العربي ، والتي تستعمل وسائل وأدوات طرق البحث السياسي التقليدية غير متطورة والتي ترجع في بدايتها إلي الثورة الصناعية والحرب الباردة،
من مدارس كثيرا مثل السلوكية والاجتماعية سادت في ستينيات والكثير من نظريات مثل التوازن والقوة ، وغيرها من نظريات التي كان لها دور في مراحل معينة في تفسير الكثير من الإحداث ، ولكن رغم كل ذلك فمتطلبات التطور تتطلب أدوات جديدة ليست مثل الأدوات الموجودة اليوم، التي جعلت من الحقيقة أسيرة لهذه الأدوات والطرق ، مثلما يصبح الفقه أسير الفهم الخطي للنص في الدين علي حساب العقل والمنطق والواقع ، او أسير لإيديولوجية عقيمة لا تتمشي مع العصر .
والدليل علي عجز هذه الأدوات والنظريات انها وقفت عاجزة عن التنبؤ من خلال كل دراساتها التي قدمت بقيام هذه الثورات ، وتضل عاجزة عن معرفة أو أسبابها ودوافعها الحقيقية ، بل من هو الفاعل الحقيقي لها . وللاقتراب من هذه الظاهرة يمكننا ملاحظة التالي :
أول : ان هذه الثورات لم يقام بها الشعب السياسي المتمثل في القوي و التيارات السياسية او النخبوية وان التحقت بها بل من قام بها هم الشباب الذين كانوا محرك للجموع .
ثاني : غياب الشكل التقليدي في مثل هذه الثورات، بظهور رمز متمثل في قيادة يلتف حولها الشعب ، بل كانت جموع تتحرك لوحدها .
ثالثا : اختلاف الفاعلون وبدون اعتبار للقوي الخارجية التي كانت طرف مهم في المعادلة ، والتي أصبحت تبحث عن دور بعدما كانت الفاعل الرئيسي في إحداث المنطقة
رابعا : القدرة الكبيرة لهذا الجيل من الشباب من الاستفادة من الوسائل المتاحة له ، مثل الاتصالات وغيرها، رغم قلة وعيه السياسي مقارنة بوعي الأجيال السابقة .
هذه النقاط تجعلنا نقترب من المشكلة ونتعرف عليها، بدون التسرع وفي معرفة الفاعلون فيها قبل أسبابها، ربما يمكننا القول بعد سرد هذه الملاحظات عن الدور الرئيسي للشباب ، وهنا يكون السؤال سؤال لماذا المحرك الرئيسي من الشباب ؟ لماد لا يكون من فئات أخري تعودنا بدورها القيادي للشباب ؟ بل أصبح دورها في بدايات هذه الثورة المشاركة فقط ، المجتمع العربي تبلغ به نسبة الشباب ما يقارب عن60% من إجمالي السكان، قوي حقيقية فاعلة قد يكون دورها غير منظور لساسه . أصبحت بحكم تكنولوجيا الاتصال لديها خصائص النخبة في القدرة علي التواصل وتبادل المعلومات وكذلك التنادي وتجمع ، لديها مصالح مشتركة ، متفرغة بحكم البطالة المفروضة عليها، بل تمتاز عن النخب أنها أغلبية ، هذه المعطيات قلبت كل الموازين لهذه القوي الجديدة الفاعلة والتي تطور أدواتها كل يوما وتكون خيرة تراكمية . وأصبحت لديها القدرة وليس القوة فقط ، هذه القوي تعاني من مرض عضال جعل المجتمعات العربية بيئة طاردة فاستبدلت الاحتكار الطبقي في المجتمعات الأخرى، الي احتكار نخبة من جيل معين لدينا .
هذه القوي تعاني التهميش وانعدام المشروع وكذالك الأمل قيل الفرص وسقطت كافة المقيياس في تحقيق مشاركتها او حصولها علي مواقع في المجتمع من خلال الكافات وعمل لإثبات ذاتها علي الأقل . وأصبحت الفرص ومواقع بالتوريث هي أيضاء .
ويصح لنا تشبيه المجتمع العربي الذي تحول الي ما يشيه الغابة الاستوائية التي تغطيها أشجار كبيرة جدا تمنع وصول الشمس الي أعماق الغابة وتحيلها إلي ظلام ، وبذلك لا تعطي فرصة للأشجار الصغيرة لكي تنمو مهما كانت رائعة ، وتتحول الي بيئة طاردة وعفنة لا تنمو فيها الا النباتات المتسلقة والمتطفلة ، هذه البيئة خلقت مناخ من الفساد بكافة أنوعه، خلق، وأثرت ثقافة التملق وخداع والنفاق السياسي والانتهازية المغرقة في السلبية المقززة لكل الشرفاء والأحرار ، كل ذلك كان نواتج ثقافة الاحتكار التي شكلت كل مجتمعاتنا من القمة حتى القاعدة.
احتكار استمر في المجتمعات العربية شعر من خلاله الشباب أكثر من غيرهم بالظلم ،ولعقود متوالية بالموت البطيء والقهر، لم يجد فية العلم والفكر والعمل فرصة أمام الابتذال والبطالة والجهل.لقد عرف هذا الجيل ان هذا الواقع ليس قدر، بل انه من صنع فئة تحكمت في صنع القرار وثروة مجتمعات بالكامل، فئة انتهت صلاحيتها بحكم حتمية التاريخ وحراك المجتمع مثلما انتهي عصر الإقطاع ، بعدما تدفقت الثروات علي أوربا وظهرت طبقة جديدة تعتمد علي الكفاءات والعمل ، وليس علي امتيازات وراثية لطبقة معينة تعيير وحتى ان كان ربحي ، أتاح للمجتمع وإفراده الإبداع وتكسير حواجز تحكمت فيه لقرون متعددة.
فهذه الثورات وان تعددت أسبابها فان السبب الغير منظور والرئيسي هو الاحتكار احتكار جيل ومصادرته لحق كل الأجيال او بمعني اصح فئة او مجموعة من جيل ليس لها امتياز سوي أنها تواجدت في مراحل التأسيس ،تعلمت علي حساب الوطن وأعطي لها هذا الوطن فتنكرت له، وأخذت حقها وتنكرت لحق الوطن ،وجهلت أبناء هذا الوطن ووصفتهم دائما بالجهل ، تتعالي علي البسطاء من أبناء هذا الوطن بدل من الأخذ بأيديهم ، فئة تجدها في كل المواقع وكل الأماكن لأتمل ولاتكل حتى بعدما تحال الي تقاعد وتعجز عن الحراك، والأغرب والمثير للتساؤل والمفارقة ان في المجتمعات العربية التي توصف بأنها مجتمعات شابة، يحكمها عواجيز بينما المجتمعات الغربية مثل أوربا والولايات المتحدة مجتمعات توصف بالشيخوخة ويحكمها شباب، مفارقة عجيبة تثير التساؤل!!
اوبما وفرنتيني وغيرهم من قادة لأمم عظيمة، لا تقارن بنا يقودها شباب، فهذه الثورات التي تصور البعض بغباء سياسي مطلق ،لحركة المجتمع، انه في استطاعته التحكم فيها وتدجينها واستغلالها والقضاء علي حركها السياسي ، من خلال إقامة انتخابات سريعة لوصول للسلطة لبعض القوي من خلال استغلال الوعي الزائف في المجتمع وعدم اعطي الفرصة للقوي السياسية المثقفة من الشباب في إظهار الحقيقة فهذه القوي وحتى ان نجحت في الوصول للسلطة تبقي عاجزة بفكرها الرجعي القاصر عن تحقيق مطالب المجتمع .
ذلك جهل من هذه القوي بمتطلبات الفاعل الحقيقي ( الشباب ) وتحقيقها، بدل من القفز عليها، آو امتطى ظهرها للوصول للسلطة كما تعودت اعتباراته ذكاء سياسي، فلا تزال في جعبة الشباب والشعوب العربية الكثير وسوف نشهد ثورات وثورات وجماهير تملأ الشوارع نبؤه سنشاهدها ذات يوم علي الفضائيات، وسيكون ذلك نتاج لعدم دراسة هذه الظاهرة دراسة مستفيضة بأدوات وطرق جديدة لتدرس أنماط هذا التغير الاجتماعي ، والذي يقودنا الي دراسة كافة العوامل داخلية وخارجية ،وسرعتها بطئيه ام سريعة ، ومداها فصيره ألمدي او بعيدة ألمدي ،أثارها واسعة أم ضيقة ، وجفل مجالها اقتصادي، ثقافي ،سياسي وربما ،تأتي هذه القراءة والتحليل للاقتراب من المشكلة أدواتها وطرقها الجديدة هي المعرفة العميقة بهذا الواقع لكوننا شباب وناتج لهذا الواقع ربما تكون روية من جانب ولكن روية مهمة ورئيسية لفهم هذه الظاهرة .



#صلاح_الصادق_الجهاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجماعات المتميزة والاقليات في ليبيا ( من مظور الامن القومي ...


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - صلاح الصادق الجهاني - سر الثورات العربية