أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - زكريا حسن - سوريا المنقبة - تخوفات أهل المدينتين














المزيد.....

سوريا المنقبة - تخوفات أهل المدينتين


زكريا حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3583 - 2011 / 12 / 21 - 17:29
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


منذ أستقلال سوريا عن فرنسا ولسوريا مطبخين لصنع السياسة طازجة وهما دمشق وحلب ، أليست هذه حقيقة؟ فهل أهل المدينتين نائمون ؟ . طبعاً لا هم ليسوا كذلك وهل هم متخوفون من مصالحهم الاقتصادية ؟ ليس تماماً .
بعد ساعات معدودات ستشهد سوريا حضور المراقبين بعد أن أجبر النظام السوري على توقيع البروتوكول المثير والمسيل للدماء ، ولكن دعونا لا ننفصل عن الواقع ، فقد أعتادت المعارضة السورية على تقسيم الشعب السوري - وبشكل خاطئ محاولةً إخفاء عيوبها – إلى فئة معارضة وفئة مساندة وأغلبية صامتة بدافع الخوف من القبضة الأمنية ولكن الذي يرى التقسيم الحقيقي سيلاحظ عدم واقعية هذا الطرح وبالتالي فعدم دقة التوصيف يؤدي إلى عدم القدرة على إيجاد حل وأيضاً فإخفاء الحل يبرز وهناً بيناً في العقلية التحليلية للمعارضة أو قمعاً فكرياً مضاداً سيؤدي إلى تأخر الحلول المرجوة وهنا المشكلة .
البعثة والمراقبين والمحاولات المستندة على عاطفة واهية والغير مستندة على شرعية العقل كل هذا سيفشل وليس من مجال لشرح الأسباب وإنما على المعارضة* اعتبارها شراً مؤقتاً لا بد منه ، ومتابعة عملها الذي تتغاضى عنه ربما لهشاشة بنيتها .
إذاً فما هو التوصيف الأكثر دقة للحالة السورية ؟.
لعلنا لا نبالغ فيما سنذهب إليه بأن سوريا لها تقسيمين أثنين ومع جمع هذين التقسيمين وإعطاء الضمانة المتاحة على الحالتين سنكون قد وضعنا حداً لتلاعب النظام بالأغلبية المغلوب على أمرها (المترددة) .
التقسيم الأول : هو الموجود والذي يتم تداوله بحكم العادة (كما حصل في كل الثورات ) - وهذا يطبق على جميع أنحاء سوريا ما عدا أهل المدينتين- ويضاف إليه التنوع الكبير في سوريا عرقياً ودينياً .
التقسيم الثاني: وهو التقسيم الخاص بسوريا والذي يجب التركيز عليه في ظل أنقسام المعارضة بحكم براعة النظام وعمله المنتظم منذ عقود لترسيخ ذلك وخاصة بعد أن تعلمت الدروس من الثورات السابقة أكثر مما تعلمته المعارضة نفسها ، وهذا التقسيم الخاص هو الذي سيفضي بنا إلى التفكير ملياً عبر إجراءات أكثر دقة وتسريع مهمة المراقبين(بالرغم من حقيقة فشلها) لتؤتي ثمارها وبالتالي تكون داعماً للثورة في إسقاط النظام .
مرت على سوريا منذ ما يقارب السبعة عقود العديد من الاتجاهات الفكرية التي ساهمت في تحولات معينة ومنتمية إلى المجتمع نفسه وطبعاً متأثرة في ذلك بالتوجهات الفكرية العالمية منذ الحرب العالمية الثانية وإلى الآن وقد كانت دمشق وحلب هما الحاضنتين لتلك التوجهات ويصعب أنتزاعهم من تلك التوجهات بواسطة تفكير بدائي ينتمي إلى خطباء في العاطفة يجولون الشاشات ، إذاً فهم بالفعل يتخوفون من تفكيرٍ عرعوري ............... الخ .
أهل المدينتين خائفون أم متخوفون خائفون او مجبرون او يفضلون الحفاظ على مصالحهم ، هل هذا عنوان رئيسي في جريدة مشهورة أو عنوان حلقة لقناة واسعة الانتشار ، وماذا يعني ذلك ممن نخاف ومما نتخوف ؟
LE FIGARO اخطأت عندما أبعدت صفة التخوف من اهل المدينتين وآثرت تشبيه سوريا بباقي بلدان الربيع
لا يهمني كثيراً ما يفكر به صامتٌ وما يردده متخوفٌ أو خائف وما يتفوه به متظاهرٌ في ساحات دمشق وحلب المسيطر عليها من النظام وسواء أكانوا يرددون ( بالروح بالدم نفديك يا بشار ) او(الله سوريا بشار وبس)....الخ ، وبصرف النظر عن الاستثمار السياسي من قبل النظام لذلك ، ولكن المهم في ذلك أنهم يتخوفون من مستقبل سوريا ما بعد السقوط ولكن لماذا؟.
إذا صح لنا التشبيه فإن البنية الفكرية لأهل المدينتين وخاصة دمشق تقترب من تونس العاصمة وعلى هذا فهي تحتوي الطبقات الأكثر ميلاً للعلمانية إن لم يكن كذلك فالإسلام المدني الغير شكلي ، والحقيقة هي أن أغلبية هؤلاء متخوفون وهذا هو السبب الذي يردعهم من المشاركة في الثورة ، فشبح أسلمة الدولة يطال مستقبل سوريا كما هم يعتقدون ، وهؤلاء يريدون الحرية فكرياً وعلينا تقديم الضمانة الكافية التي تؤهلهم للإقتناع بأن سوريا ما بعد الحقبة الأسدية هي سوريا ديمقراطية على الطراز العلماني وليست سوريا منقبة وأن ما يسمى بالأماكن العامة لن تكون فقط دور العبادة ، إذاً ارتباطات الموضوع ليست أقتصادية فقط وهؤلاء ليسوا عرضة للشراء في أحيانٍ كثيرة ، وإنما المعارضة هي التي وجب عليها التفكير في أمرهم.
لقد تأخرت المعارضة كثيراً في ذلك وبأعتقادي أن فترة بقاء البعثة (التي ستفشل لا محالة)هو وقتٌ كافٍ للمعارضة لكي تتوجه إلى الأغلبية المتخوفة وتتطمأنها بأن سوريا ستكون نموذجاً لائقاً ، وليس أنتقالاً من قمعٍ أمني إلى قمع آخر ربما سيوجدون له أسماً خاصاً حينها .



#زكريا_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتمية التدخل الدولي لإنقاذ الشعب
- وثيقة المبادئ الكردية – ضمانة تفادي المعانتين
- لحية شابٍ لم تنتظم
- ما بين المؤامرتين - الكبرى و الصغرى -
- سوريا – شعب أم شعوب
- يجب إعادة النموذج العراقي منقّحاً - قانون أجتثاث الشمولية


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إلى غزة بعد وصولها م ...
- -نيويورك تايمز-: إسرائيل أغضبت الولايات المتحدة لعدم تحذيرها ...
- عبد اللهيان يكشف تفاصيل المراسلات بين طهران وواشنطن قبل وبعد ...
- زلزال قوي يضرب غرب اليابان وهيئة التنظيم النووي تصدر بيانا
- -مشاورات إضافية لكن النتيجة محسومة-.. مجلس الأمن يبحث اليوم ...
- بعد رد طهران على تل أبيب.. الاتحاد الأوروبي يقرر فرض عقوبات ...
- تصويت مجلس الأمن على عضوية فلسطين قد يتأجل للجمعة
- صور.. ثوران بركاني في إندونيسيا يطلق الحمم والرماد للغلاف ال ...
- مشروع قانون دعم إسرائيل وأوكرانيا أمام مجلس النواب الأميركي ...
- بسبب إيران.. أميركا تسعى لاستخدام منظومة ليزر مضادة للدرون


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - زكريا حسن - سوريا المنقبة - تخوفات أهل المدينتين