أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إياد أبازيد - القبض على السيّد الرئيس ...















المزيد.....

القبض على السيّد الرئيس ...


إياد أبازيد

الحوار المتمدن-العدد: 3582 - 2011 / 12 / 20 - 09:43
المحور: الادب والفن
    


بعد ظهر الثلاثاء و الجو بارداً حيث كان يرتجف من البرد أم خوفاً ذلك الرجل الذي قارب الخمسين من عمره في غرفة نومه القذرة التي لم يفارقها منذ فترة، شرب وبسرعة كأس الشاي الذي أعده على عجل كما اعتاد أن يشرب الشاي في أيامه الخوالي ، تنهد بعمق واستند الى الجدار ، كانت رائحة الرطوبة تزعجه ،قرر أن يتمشى قليلا في العراء قريباً من المزرعة التي يقيم فيها ، غادر الغرفة وسحب قدميه بتثاقل وهو يتأمل السماء الملبدة بالغيوم الداكنة رفع رأسه الى الأعلى مستنشقا هواء الساحل السوري ، هواء طفولته وصباه ، استنشق الهواء بعمق وتوقف ناظرا إلى غيمة بيضاء ، سرح فكره معها قرب باب الغرفة كان يقف مرافقه هزيل الجسم متعباً، قال بشار : يبدو أن الطقس سيكون ماطرآ هذه الليلة أجابه المرافق الذي كان يلوك شيئا في فمه : نعم ، سيدي الرئيس، كانون دائمآ ماطرآ في بدايته تابع مسيره الى الامام ، التفت مستغرباً الى حيث تقبع حمامة على شجرة البرتقال القريبة ، تذكر كم كان ولده يحب الحمائم ، صارت الذكريات تتداعى شيئاً فشيئاً، مر الشريط سريعا أمام عينيه وهو يسحب قدميه بتثاقل شديد ، ويتوقف بين الحين والآخر ليتأمل الشمس الساطعة ، من بين الصور الكثيرة التي مرت بمخيلته ، صورة واحدة فقط هي التي توقفت وأبت أن تترك المكان لصورة غيرها ، إنها صورة كان قد رآها وهو يجتاز النبك مغادراً دمشق ، كانت صورة ثابتة على شاشة التلفاز في أحد المقاهي ،صورة زوجته وأطفاله في إحدى ضواحي لندن التي طالما عرضتها شاشات التلفزة العالمية ،انتحب بشار باكياً كطفل ، وخرّ على ركبتيه ركض مرافقه اليه : خيراً سيدي .أزاح كفّ المرافق التي كانت على كتفه وقال : لاشيء ، دعني اتمشى بمفردي ، سمع من بعيد أصوات محركات سيارات تقترب، ولمح في الأفق طائرة ، ركض اليه مرافقه وقال: سيدي هيا اسرع بالاختباء انهم قريبون من المنطقة ، حث خطاه عائداً إلى الغرفة بسرعة شديدة ، ارتبك وهو يبحث بين الاشياء المبعثرة عن شيء كان لايعرف ماهو ، اقتربت أصوات محركات السيارات ، كان المرافق لايتوقف عن مناداته سيادة الرئيس ، أسرع أرجوك ، سيصلون ، إنهم قريبون من المنطقة ، هيا ياسيدي ازداد ارتباكه ، فحمل مسدسه الذي كان موضوعا تحت الوسادة ،وركض إلى الخارج ، بلمح البصر أزال كمية من الاتربة ، والقمامة ثم رفع المرافق سجادة صغيرة كانت تخفي تحتها كتلة إسمنتية لها مقبضان معدنيان ، رفع المرافق الكتلة ، فظهر تحتها نفق مظلم يمتد الى الأسفل ، كانت السيارات تقترب بسرعة ،وكان عددها كبيرا ، هبط بشارالى داخل النفق ، فقام المرافق بإعادة الغطاء وأعاد الاتربة والقمامة ، ثم ركض مبتعدا عن المنطقة ، في الحفرة كان الظلام دامسا ، استند بشار الى الجدار ، وأصغى بانتباه الى ما يجري فوق في العالم الخارجي بعيدا عن عالمه السفلي الذي كان فيه ، قهقه ضاحكاً وقال محدثا نفسه : انها المرة المئة التي يأتون فيها الى هنا ، يظنون بأنهم يستطيعون العثور عليّ ، أزاح بقدمه صندوقا معدنيا كان على الارض ، طالما انكم معي فلا خوف عليّ ، هكذا قال وهو ينظر الى الصندوق المعدني المليء بالدولارات ، سأنام قليلا ريثما ينقلعون ، لافائدة من البقاء مستيقظاً ، اغمض عينيه ، وغط في نومه ، على الرغم من أنه لم يستيقظ منذ وقت طويل الا أنه في الفترة الاخيرة لايفعل شيئا سوى النوم ، إنه ينام أكثر من نصف اليوم ، رأى نفسه مطلا من شرفة عالية على جموع من الناس يهتفون بحياته ، فتح فمه وقال : ياشعب سورية العظيم ، ابتسم ونظر الى صورته على الجدار المقابل ، وكانت الجماهير تهتف : عاش، عاش………… تابع خطابه الحماسي ، وحث الشعب على البقاء صابرين ، قال لهم : إنها المؤامرة الكونية على سورية إنهم أعداؤكم وأعداء القيم العظيمة التي نغرسها فيكم وفي أطفالكم كل يوم، لاتستسلموا وحاربوا ، حاربوا حتى النصر ولا تتوقفوا حتى يموت آخر واحد منكم أو نحقق نصرنا الذي سنحققه لامحالة ، أنهى خطابه ثم دخل الى قصره : هاتوا قدموا لي الطعام أنا جائع ، كان الخدم والحرس يتحركون بخوف أمام السيد الرئيس الذي كان يجلس وخلفه صورته ، والى جانبه تمثال صغير له صنعه أحد النحاتين ، ذلك النحات كان يحبني كثيرا قال محدثاَ نفسه ، قهقه بشار بشدة ، فتح عينيه وتململ في مكانه الضيق ماهذا؟ ماهذا الفراش؟ انتبه الى وجود حركة أقدام في الاعلى ، سيتعبون من التفتيش ويرحلون بعد قليل ، يبدو أن عددهم كبير ، لكن لايهم كبير أو صغير ، المهم أنهم سيتعبون ويغادرون ، أكاد أختنق ، هيا انصرفوا ، ماالذي تريدونه أكثر لقد أخذتم مني كل شيء ، القصور والبيوت والشوارع والمزارع ، أخذتم مني سورية كلها بعد أن ورثتها عن والدي ، كانت سورية كلها لي وقد أخذتموها ، ألن تتركوا لي هذا المكان الصغير لأعيش فيه ، هيا أيها المندسين ، وأصغى من جديد إلى أصوات كانت تجعل نفقه الصغير يهتز ، ها يبدو أنهم قرروا المغادرة ، وهاهم يحركون آلياتهم ويستعدون للإنصراف ، هذا أفضل ، المكان هنا لايناسبني أبدا ، كان المسدس الذي في جيبه يؤلم جنبه ، مد يده وأخرج المسدس ، وضعه على الأرض ، ومد قدميه ، كانت الحركة في الاعلى لاتهدأ ، وكان نشاط الجنود غير عادي لم يحدث في مرة من المرات السابقة التي جاؤوا فيها الى هنا أن فتشوا بهذه الطريقة . لاشك أنهم مجانين ، حتى الشيطان لايعرف مكاني ، هل سيتوقع هؤلاء المندسين بأنهم سيعثرون على بشار الأسد ، فجأة اندفع تيار هوائي الى الحفرة ، واندفعت معه أصوات الجنود ، لم يدري بشار ماذا حدث ، ضوء شديد أغلق عينيه على أثره ، وماهي إلا طرفة عين حتى واجهه مباشرة وجه جندي يمد فوهة بارودته باتجاهه ، مد أحد الجنود يديه اليه وسحبه الى الاعلى ، هاله المنظر الذي رآه مئات الجنود كانوا يحيطون به من كل الجهات ، اقترب منه الضابط المسؤول وقال :إنها النهاية ، عندها لم يعرف بشار ماذا يقول ، لكنه هز رأسه بهدوء وقال بثقة : قلت لكم أنا رئيس سورية الشرعي وأريد التفاوض ، قام أحد الجنود بتفتيشه ، وكان الجنود الباقون يتأملون وجهه ويتهامسون ، فقال له الضابط ، الذي علق بهدوء : حين سنصل الى القيادة سنتفاهم على كل الامور ، لاتقلق . هبطت مروحية بالقرب من المكان فاقتاده الضابط الذي لم يقم بتكبيله الى الطائرة ، صعد بهدوء شديد ، وقبل ان يدخل الى الطائرة ويغيب فيها ، التفت إلى الجنود المتجمعين في المنطقة ونظر إليهم ، تخيلهم للحظات جنوده ، ولكن لماذا لايسمع الهتافات ، أين بشار اسمك هز العالم ، أراد أن يطلب من الضابط أن يأمر عناصره بالهتاف ، لكن الضابط طلب منه أن يدخل الى الطائرة ، و قلبه كان يعتصر ألماً، ماهذا ؟ كيف وصلت الامور إلى هنا ؟ إلى أين يأخذونني ؟ أراد أن يصرخ ، أن يأمرهم بتركه ، أراد أن يقول لهم : أنا بشار الأسد ، بطل الصمود و الممانعة ، رئيس سورية ، اتركوني أيها المندسين ، اتركوني ، لكن الكلمات رفضت ان تخرج من فمه ، كان حتى هذه اللحظة غير مصدق كل مايحدث ، هل هذا صحيح ؟ هل أمسكوا بي حقا ؟ أنا بشار الأسد ألقى القبض عليّ هؤلاء الجنود الصغار ! تأمل وجوه الجنود الذين كانوا يركبون معه في الطائرة ، كانوا متجهمين ، لا يتحدثون ، يبدو على ملامحهم التعب والارهاق ، وأخيرا حامت الطائرة منخفضة ، وهبطت في مطار المزة بدمشق ، لم يرى السيد الرئيس هذا المنظر من قبل ، عربات وجنود ، ودبابات ، ومروحيات ، أنزلوه من المروحية ، وهذه المرة اقتادوه بقسوة ، حتى أوصلوه الى مكتب ضابط كان يجلس بمفرده ، نهض الضابط ، وقال : أهلا بك ، كنا بانتظار هذه اللحظة منذ وقت طويل ، لقد أتعبتنا يا رئيس كثيرا ، جلس بشار على كرسي في زاوية الغرفة ، وماهي الا دقائق من الصمت حتى دبت الحركة في الخارج ، ودخل رجل مدني طويل القامة نوعا ما ، إنه يعرف هذا الرجل جيدا ، نعم لقد رأى صوره على صفحات الجرائد ، ولكنه لايتذكر من يكون ، قال الرجل : سيد بشار ، لابد أنك لاتعرف من أكون ، أنا النائب العام ، كان لهذه الجملة وقعها السيء في نفسه ، ماذا يقول هذا الرجل ، النائب العام ؟ أي معتوه هل سيحاكمني ، أنا بشار الأسد حاكم سورية الوحيد وللأبد ، أراد أن يقول هذا الكلام ، ولكنه ظل صامتا يراقب ، وجوه الرجال الذين كانوا يتهامسون من حوله . بعد قليل جاء طبيب عسكري وبرفقته رجل يحمل كاميرا ، اقترب منه الطبيب ، وطلب منه أن يجري له فحوصاً للاطمئنان عليه ، نهض بشار من على كرسيه ، ووقف الى جانب الجدار ، رفع المصور الكاميرا الى الأعلى ، فكر بشار بالكاميرا : آه لقد حرموني منك طيلة هذه الفترة ، كان لا يمر يوم لا أقف أمامك مرتين أو ثلاث مرات ، وهاهي الكاميرا تعود إلي ، هيا صوروني نعم ،كم أحتاج لأن أرى نفسي من جديد ، على التلفزيون وفي الشوارع وفي المقاهي والبيوت ، وأن أرى الناس كلهم يحملون صوري ويطوفون بها في الاحتفالات الرسمية ، لا بد أن الشعب السوري مشتاق الي كما أنا مشتاق اليهم ، فحصه الطبيب فحصا كاملا ، كان يبدو عليه بأنه طبيب ماهر قال في نفسه هم السبب عن آلمي وهم سيدفعون ثمن كل ما فعلوه بي غالياً ، انتهت عملية الفحص الشامل وتوقفت الكاميرا عن الدوران ، لماذا يكفون عن تصويري إنها أشهر طويلة من الابتعاد وهذا الزمن لا يكفي لتعويضها ، سأله الضابط : هل تحب أن تقول لنا شيئا ، أقول لكم وماالذي تريدونني أن أقوله ، أنا لا أعرف شيئاً ، كل ماتريدون معرفته أنتم تعرفونه ، وأنا ليس عندي أي معلومات لأقولها لكم .اتركوني أريد أن أنام ، تقدم منه جندي يحمل ماكينة حلاقة وقال له : نود فقط أن نحلقلك هذا الشعر الكثيف ، هز رأسه موافقا ، وهنا عادت الكاميرا الى الدوران من جديد ، وعاد الارتياح الى قلبه ، ها أنا أمام الكاميرا مرة أخرى ، نعم صورني بشعر قصير ، نعم كي يعرفني شعبي الذي يحبني والذي اشتاق لي كثيرا . بعد قليل بدأ النعاس يتسلل الى أجفانه فطلب منهم أن يسمحوا له بالنوم ، قال لهم : أنا متعب وعليكم أن تتركوني أنام ، اقتاده جنديان الى غرفة جانبية ، كان فيها سرير معدني صغير ، أدخلاه فطلب منهما أنه يريد بعض الماء ليشرب، ذهب أحد الجنديين وغاب دقيقتين ثم عاد يحمل ماطلبه السيد الرئيس ، قدمه له ، ثم أغلقا الباب عليه ، حين سمع صوت المفتاح يتحرك في قفل الباب ، أدرك للمرة الأولى أنه سجين ، وأدرك أن كل شيء قد انتهى .

د . إياد أبازيد



#إياد_أبازيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سورية صباحك حلو ...
- احترق ليحرق الطغاة
- غموض و حيرة و تخبط ...
- صَرْخَة فيْ ضَميْر الإنْسَانِيّة .....
- الإنسان السوري ... أين حقوقه ...!!؟؟
- سورية .... إلى أين؟
- جوزيف ستالين خالد بكداش وحافظ الاسد اولاد القومية العدمي
- السوري ... أنا
- السلمية والحرب الأهلية
- سندان الثورة السورية بين المطرقة و المطارق
- أولاد حارتي ... أزاهير الرياحين
- صباح الخير سورية
- حسن الخيِّر .... قطعوا لسانه و أعدموه
- البرنامج الانتقالي لليسار الثوري في سورية
- القِدر لا يركب إلا على ثلاث
- مساء الخير يا وطني ..
- حوار .. تفاوض ..جدل ..
- أربع كلمات أسقطت الديكتاتور
- مبروك ها قد بانت بشائر النصر ...
- أيديولوجيا الربيع العربي


المزيد.....




- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...
- الجامعة العربية تشهد انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إياد أبازيد - القبض على السيّد الرئيس ...