أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - العراق يدخل جهنَّم سياسيّة باكراً: هل من رائحة أميركيّة؟















المزيد.....

العراق يدخل جهنَّم سياسيّة باكراً: هل من رائحة أميركيّة؟


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 3581 - 2011 / 12 / 19 - 14:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تسارعت التطورات خلال الساعات الماضية في العراق، وبلغ التوتر السياسي والاجتماعي مستوى ينذر بالخطورة. وزارة الداخلية أعلنت إنها ستعرض اعترافات عدد من أفراد حماية نائب الرئيس عن كلتة "العراقية" طارق الهاشمي، المتهمين بتدبير محاولة تفجير البرلمان الأخيرة . إعلان آخر يصدر عن الوزارة بعد ساعات يؤجل عرض المتهمين استجابة لطلب من مجلس القضاء الأعلى، والمجلس يشكل لجنة للتحقيق في اعترافات المتهمين المذكورين. أخبار وإشاعات متواترة عن صدور مذكرة اعتقال بحق الهاشمي، وأنباء عن سفره إلى السليمانية مقر إقامة رئيسه المباشر جلال الطالباني، ما لبث مكتبه أن نفاها وأعلن أنه ما يزال في بغداد. نائب عن دولة القانون يعلن في خبر عاجل عن طلب تقدم به المالكي لإعفاء نائبه صالح المطلك بعد اتهامات علنية حادة لهذا الأخير وصف فيها المالكي بأنه (أكبر دكتاتور في تاريخ العراق وأنه يقود البلد إلى حرب أهلية). موقف المطلك هذا جاء مصحوبا بانقلاب جذري في مواقفه من موضوع الأقلمة فقد ساد الاعتقاد أن المطلك وزميله علاوي هما الزعيمان الوحيدان في العراقية اللذان يرفضان تحويل المحافظات ذات الغالبية العربية السنية إلى أقاليم، ربما يجري جمعها في إقليم واحد لاحقا. ولكن المطلك وجه خطابا حماسيا قبل يوم واحد من هذه التطورات إلى أهالي ديالى يؤيد فيها مسعاهم للتحول إلى إقليم. على هذا الصعيد، نقرأ في التفاصيل أنّ أغلبية تشكلت بشكل غامض في المجلس المحلي لمحافظة ديالى المختلطة، نجحت في انتزاع قرار بتحويل المحافظة إلى إقليم . مظاهرات رفض واسعة انطلقت في أكثر من بلدة وقرية يشكل الشيعة غالبية سكانها في المحافظة أما الأكراد فلم يشاركوا بعد أن تسلموا تعهدا خطيا، كما قالت مصادر تحالف المالكي، من دعاة الإقليم يتنازلون لهم فيه عن قضاء خانقين.
المحافظ يحذر من انتشار مليشيات طائفية بدأت بأعمال قطع الطرق وقتل المدنيين ويطالب بتدخل الجيش وبتطهير أجهزة الأمن من المندسين على حد وصفه. المحافظ اعترف بأنّ رئيس الوزراء وجه أجهزة الأمن وقوات الجيش بالتهدئة ومنع التجاوزات ولكنه أضاف بأن التوجيهات لم تطبق على الأرض. هذه التطورات المحمومة والمتلاحقة لم تترك للمراقبين فرصة لالتقاط السياق العام الذي يربطها، ولماذا جاءت كلها في وقت واحد وبعد يوم واحد من إنزال علم الاحتلال إيذانا بإتمام عملية انسحاب القوات المحتلة؟ لماذا هذا التوقيت بالذات؟ كيف يمكن تفسير وقوع كل هذه الأحداث والتي محورها الأول هو قائمة "العراقية" والثاني هو " دولة القانون" في هذا الحيز الزمني والسياسي الحرج؟ لقد اجتمعت "العراقية" بغياب زعيمها في منزل الهاشمي ليلا، وقررت تعليق مشاركتها البرلمانية، مهددة بالتصعيد ومقاطعة العملية السياسية برمتها، ولكن المبررات والحجج التي سيق لتعضيد القرار لم تخرج عن المألوف وأغلبها قديم ومكرر. من ذلك مثلا اتهامات موجهة للشريك في الحكم " المالكي وتحالفه" بنقض الاتفاقات السابقة و ممارسة الإقصاء والتهميش والقمع الواسع ذي الخلفية الطائفية. هذه الاتهامات لا يمكن نكرانها وهي موضع إدانة من لدن جميع الديمقراطيين والوطنيين العراقيين، ولكنها ليست جديدة أو طارئة على الإطلاق، فما الذي حدث لتصبح الشرارة التي أشعلت الفتيل الآن وفي هذه اللحظة؟ هل لذلك علاقة، كما يشرح أنصار المالكي، بالاتهامات الموجة لحماية الهاشمي بالتورط بأعمال وصفوها بالإرهابية؟ ولماذا هذا الاستعجال من قبل الداخلية التي يقودها المالكي وكالةً بالتحقيق ومحاولة إعلان نتائجه في حين ترقد عشرات الملفات المشابهة في الرفوف ؟ إنّ المالكي والتحالف الذي يحكم باسمه، كما يرى أغلب المحللين، أحوج من جميع الأطراف الأخرى إلى الهدوء والتناغم لإنجاز ملف انسحاب قوات الاحتلال، وعبور هذه المرحلة شديدة الحساسية، فلماذا يمنح خصومه فرصة التصعيد ؟
أسئلة كثيرة ليس من السهل العثور على إجابات محددة لها، غير أن من الصعب تماما تصديق أنّ أصابع الاحتلال الأميركي بعيدة وبريئة مما يحدث الآن. لقد جاءت قصة محاولة تفجير البرلمان المفككة والمتناقضة في ذروة عملية انسحاب قوات الاحتلال، و رغم كل التفاصيل التي قيلت عن الموضوع، وشريط الفيديو التي سجلته كاميرات المراقبة، والاعترافات المزعومة لأفراد من حماية نائب الرئيس، رغم كل ذلك ظلت هذه القصة أقرب إلى المادة الخام غير القابلة للانسجام والاستخدام بهدف إنتاج شيء معقول يمكن تصديقه.
لماذا، مثلا، أراد الهاشمي أن يغتال المالكي إن صحت ادعاءات الأخير بأنه المستهدف بالتفجير المذكور على صعوبة تصديق هذا الادعاء؟ وإذا كان المستهدف هو رئيس مجلس النواب النجيفي كما زعم هذا الأخير، فهل يعقل أن يقوم الهاشمي باغتيال زميل له في التحالف السياسي الذي يجمعهما أي كتلة" العراقية"، أم أن المستهدف هو شخص آخر لم يكشف عنه بعد؟ اتهام آخر يروج له أنصار "العراقية" ويتهمون الحكومة وحزب المالكي وأجهزته الأمنية بتدبير محاولة التفجير ولكن هل يعقل أن يفجر المالكي الوضع العام وهو بأمس الحاجة اليوم للتهدئة ولوجود جميع الشركاء السياسيين معه في الزورق؟
إن هناك رائحة أميركية قوية في كل ما حدث وسوف يحدث، ويمكن تطوير الفكرة المهمة التي طرحها الكاتب العراقي صائب خليل وخلاصتها أن محاولة تفجير البرلمان دبرتها مخابرات الاحتلال الأميركي وذلك لكي تعطي الانطباع للعرب السنة بأنهم مستهدفون باغتيال النجيفي من جهة، وبأن تعطي انطباعا مشابها للعرب الشيعة بأنهم مستهدفون باغتيال المالكي من أخرى.
يعتقد مراقبون أنّ هذه الفكرة لا تخلو من الوجاهة والمصداقية، خصوصا إذا تذكرنا أن الكيفية المسرحية التي تم بها الانسحاب جاءت أقرب إلى الإهانة للمحتلين الأميركيين عموما ولأوباما شخصيا فليس من العسير عليهم وضع خطط لتفجير الوضع العام في العراق ليتمكنوا من العودة من الشباك بعد أن طردوا من الباب، وربما استهدف المحتل وضع العراق تحت الوصاية الدولية إنْ وجد أن ثمن عودته فادحا وهو سيكون فادحا بكل تأكيد.
إن من يعرف عقلية وتاريخ الإدارات الأميركية المتعاقبة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم، سواء كانت جمهورية أو ديموقراطية، لا يجد صعوبة في تصديق احتمالات تدميرية كهذه. ولكنْ هل سيتمكن العراقيون من الإفلات من هذا الكمين الأميركي الجديد، المعد لهم بمهارة شيطانية فائقة ؟ هل سيبادرون إلى التهدئة أو حتى للاتفاق على هدنة لستة أشهر لا يُقْدِمُ خلالها أي طرف على أي تصعيد، ليجري خلال هذه الفترة تنفيس الاحتقانات وحلحلة المشكلات ودراسة الوضع العام في البلد، فترة قد تنتهي بعقد مؤتمر سياسي عام، يخرج العراق من العملية السياسية الأميركية ويدخله في عملية سياسية وطنية عراقية على أسس وركائز جديدة بعيدة عن المحاصصة الطائفية والدستور الاحتلالي الذي تقوم عليه.



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المالكي في واشنطن : ل-ترقيع السماء العراقية-!
- أشباح جورج بوش تختفي من -عين الأسد-!
- إعادة الاعتبار العلمي لمصطلح -الثورة-
- قانون جديد لاجتثاث البعث وتقليص المحكمة التي أعدمت صدام
- أوان الورد في كركوك.. نصرت مردان يوثق للصحافة والقصة العراقي ...
- مؤتمر يساريّي أميركا في العراق: ممنوع ذكر الاحتلال
- كركوك وخيارات المستقبل: مقترحات للحوار/ج4 والأخير
- صراعات الحكم من الشمال إلى الجنوب : بين آل البارزاني وبين ال ...
- بانتظار زيارة جوزف بايدن ..خرائط تقسيم العراق جاهزة
- الانقلاب البعثي في العراق: شيء لا يشبه شيئا !
- الاستفتاء على كركوك بين الشرعية الدستورية والاستحالة العملية ...
- الاتفاقية الأمنية : حساب السلب والإيجاب
- العراق: ساسة العرب السُنة يقيمون للشيعة إقليمهم!
- الدستور في قضية كركوك: هل كان عوناً أم فرعونا؟ /ج2
- مع قتل القذافي ..العراقيّون يستعيدون إعدام صدّام
- لتكن كركوك أنموذجا لعراق المستقبل والمواطنة الحقة !/ج1
- الشهرستاني يدافع عن صفقة -غاز البصرة -شِل- معترفا ضمنا بعيوب ...
- الحدث السوري بعيون عراقية
- مجلس السياسات المستعصي
- أسرار المشهداني لم تحرك ساسة بغداد


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - العراق يدخل جهنَّم سياسيّة باكراً: هل من رائحة أميركيّة؟