أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى غطاس - المصريون.... أي نوعاَ من البشر أنتم ؟ 2















المزيد.....

المصريون.... أي نوعاَ من البشر أنتم ؟ 2


سامى غطاس

الحوار المتمدن-العدد: 3581 - 2011 / 12 / 19 - 08:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عادت بي الذاكرة الى نهاية السبعينات عندما كنت طالباً بالإعدادية ,وقتها كنا مجموعة من أصدقاء المدرسة والحي نجلس على ناصية شارعنا بحي الزيتون بالقاهرة لساعات الصباح المٌتأخِرة نتناقش فى أوضاع مصر وبالأخص السياسية منها , وأتذكر جيداَ و رغم صغر سننا نوعاً ما وإختلاف الفِكر ,إلا إننا إتفقنا جميعاً فى نقطة معينة و هى إن حِكم العسكر لمصر لم ولن يجلب لها سوى الخراب .

الأن و بعد أكثر من ثلاثون عاماً منهم مايناهز الربع قرن خارج مصر ومن خلال إهتمامى و متابعتى للشأن المصرى - والذى لم ينطفئ وميضه ثانية واحدة - مازلت أؤمن بأن سيطرة العسكر منذ منتصف الخمسينات والى هذه اللحظة على دفة الأمور لمصر خنق أي فرصة ممكنة للنهوض بهذا البلد.

كنت فى أشد الحزن عندما أشاهد فى التلفزيون الفاسد و لا أقول المصرى , كنت أشاهد خروج الملايين فى الشوارع للهتاف بعد مباراة كرة قدم وأعطاء الإنطباع إن مصر بفوزها فى هذه المباراة قد حققت المٌعجزة و حلت معظم مشاكلها . ......
و أعود و أشاهد نفس الوجوه تخرج للشوارع بالآف مزمجرة و متوعِدة بكل الوعيد والإسفاف و ذلك للزعم بإن إحدى نساء الأقباط قد إعتنقت دين خير أمة أخرجت للناس ...... ياللحسرة .

كنت أتساءل لماذا لا تخرج تلك الملايين للثورة على الظِلم والعبودية و الفساد الذي أصبح ينخر فى عظام الجسد المصرى ؟. و إستمر تسائٌلى لا يبرح مكانه لسنوات طويلة ومِملة الى الدرجة التى وصلت بى الحالة بفقد الأمل والكٌفر بكل ماهو مصرى و تذكرت المقولة الخالدة للزعيم سعد زغلول ... مفيش فايدة .....
وفى إحدى اليالى الباردة من ليالى الشتاء الهولندى أيقظتنى إبنتى ذو الثانية عشر لتخبرنى إن أخبار عن مصر تتصدر نشرة أخبار القنوات الهولندية وأكاد لا أصدق عينى و أحاول إقناع نفسى بإنها حقيقة و ليست ضغائث أحلام , شاهدت شباب مصر بصدورهم العارية وهم فى مواجهة القوة الغاشمة لجبروت قوات أمن المخلوع مبارك فى ميدان التحرير .
فى هذة اللحظة أصابتنى حالة من الهوس عبارة عن مزيج من الفرح و البكاء لم أمٌر بها من قبل ,حالة لم أستطع تفسيرها لمن حولى من اهل بيتى أو من الهولندين الذين أتعامل معهم . أعلم إن البكاء قد يكون مصاحب للفرح كما فى حالة النجاح مثلاً , ولكن حالة الهوس تلك كانت مٌ
غلفة أيضاً بنوع من الإعتزار بداخلى لهولاء الشباب الذين كنت أحنق عليهم لسنين عديدة فهٌم الأن و الأن فقط أثبتوا لي إنى لم أكن محقاَ فى إساءة الظن بهم .

فى تلك الأيام تولد لدي الشعور بأن الأنظار كلها تتجة نحوى, ولما لا و أنا المصرى إبن تلك البلد الذى تتجه أنظار العالم كله لتشاهد الملحمة التى يسطرها شبابه بسطور من نار فى سجل التاريخ , وإذ بى و بدون سابق إخطار وجدت نفسى ضيفاً على العديد من الجرائد و محطات التلفاز المحلية للحديث عن هذا العمل الخارق الذى يقوم به أبناء أرض الكنانة و كيف إنه سيكون الشرارة التى تندلع فى كل الوطن العربى الواقع تحت نير الظلم و الإستبداد .

لكن و بكل أسف لم تدٌم الفرحة الغامِرة تلك التى إنتابتى سوى إسبوعين على الأكثر وذلك لوجود شواهد كافية حينها بإن تلك الثورة سيتم وأدها ولن تستمر أو على الأقل ستأخذ الطريق الخاطئ , وكانت أهم تلك الشواهد ما أطلق عليه بالمليونية التى كانت تقام فقط أيام الجٌمع و أتخذت شكلاً دينياً إسلامياً وعلى نمط السجود فى مباريات كرة القدم المٌثير للشفقة ,بل تم إستجلاب أصحاب الفِكر المتطرف من أمثال القرضاوي و محمد حسان و أصبح هؤلاء الإرهابيين فكرياَ بقدرة قادر هم زعماء الثورة, وخرج علينا قتلة و مجرمون من عينة عبود الزٌمر وأصبحوا المثال الذى نحتذى بهم مة أخرى ....ياللحسرة.

إرتكب شبب الثوره خطاً قاتلاً بقبولهم تولى الجيش لزمام الأمور و وهو خطاً ما كانوا أن يقعوا فيه لإن العالِم ببواطن الأمور يعرف تماما ن المؤسسة العسكرية هى أحد أكبر بؤر الفساد فى مصر ومعلوم للقاصى و الدانى إنتشار كبار قادة هذه المؤسسة كالسرطان فى مختلف المشاريع الإقتصادية , كذلك و إتقاءاً لشرهم حصلوا على مميزات خرافية من المستحيل بمكان أن يتخلوا عنها و إن تم إبادة الشعب كله.

دخول الإخوان و السلفيين على الخط كان من أهم الشواهد التى أعطت الإنطباع بإن الثورة إنتهت قبل أن تبدأ فهؤلاء الإنتهازين يعلمون تماما إن المصريين فى حاجة الى رغيف الخبز والى الحياة الكريمة أكثر من حاجتهم لأن يتم الحٌكم بشرع الله و لا أعلم لماذ الله فى فكرهم ضعيف لهذه الدرجة بحيث لا يستطيع إن أن يفرض أحكامة على البشر بدل من أحتياجه لهؤلاء الرعاع و إستخدامهم كعصا غليظة يرهبون بها عباده الغلابة... الله الذى نعرفه حاشا له أن يكون كذلك .

الطامة الكبرى كانت مهزلة الإنتخابات التى تجرى الأن و يشارك بها من غرر بهم من أبناء هذا الشعب المغلوب - بإرادته - على أمره , شعب يعلم تماما إن هذا المجلس المٌسمى زوراً بمجلس الشعب لم يمارس أي دوراً فى الحياة السياسية منذ نشأته ولن يحدث ذلك مستقبلاٌ . مجلس لم يضم بين أعضاءه سوى النصابين و سماسرة المناقصات . مجلس يتكون معظمه من شلة من الجهله و الأميين حسب قاعدة إختياره الغبية أن يكن نصفه عى الأقل من العمال والفلاحيين .

أقولها و بكل حسرة على ما آلت اليه الأمور فى مصر الأن إن مصر لن ينصلح حالها إلا إذا بدأت الثورة مرة أخرى و تكون مطالبها وا ضحة و تتلخص فى الآتى
- المطالبة بعوده الجيش الى ثكناته فوراً
-إلغاء الإنتخابات الجارية الأن مهما ترتب عليها من نتائج ودود أفعال من الإنتهازيين وخاصة ذوى اللحة المتسخة منهم .
- إبعاد الدين وشيوخه تماما عن الشارع ووسائل الإعلام والإكتفاء بدورهم الروحى داخل أماكن العبادة
- محاولة تشكيل مجلس رئاسى مؤقت من عدد من الشخصيات المدنية المشهود لها بالكفاءة لتولى دفة الأمور .
- عدم المزايدة بالحديث عن أمريكا و أسرائيل فى الوقت الراهن
- العمل على كتابة دستور مدنى - بشرياً و ليس دينياً - ,و يحدد بكل دقة الصلاحيات المٌستقبلية لرئيس الجمهورية و القوات المسلحة المصرية حتى نتفادى ظهور فرعون أو فراعين أٌخر .

تلك المطالب عليكم الأن السعى للوصول اليها و عند إستقرار الأوضاع
بالتأكيد سنكون بحاجة لمطالب أخرى تنظيمية ومنها تعيين مجلس شعب من أساتذة الجامعات من كل التخصصات والعلماء كلاً فى تخصصه و مصر مليئة بهم . كذلك إلغاء منصب الرئيس و الإستعاضة عنه برئيس وزراء تنتهى مدته بفترة محددة أو تسحب منه الثقة بواسطة مجلس الشعب الحقيقى و و و و و...........

إذ لم يستطع أبناء مصر تحقيق ذلك فلن نستطع مصر التخلص من مقولة زعيمها سعد زغلول ..... مفيش فايدة ..
و سأظل أوجه لكم السؤال الإستنكارى

المصريون .....أي نوعاً من البشر أنتم ؟؟؟؟؟؟



#سامى_غطاس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفة الدعارة فى مصر ....المشكلة والحل
- المصريون .... أى نوع من البشر أنتم ؟
- مصر وإلغاء منصب رئيس الجمهورية
- وقف المرأة عن العمل ...... هو الحل .... مصر نموذجاُ
- د. وفاء سلطان - لعل المانِع خير -
- صفقة جلعاد شاليط -وجهة نظر -
- الكاتبة ديانا أحمد و غموض الفِكر
- لماذا نقد الإسلام تحديدا؟
- مصر الثورة - مجلس الشعب نموذجاً -
- الاستاذ احمد صبحى منصورو مقاله الأخير
- هل الصراع طبقي ام الصراع قومي وفئوي وعرقي وديني؟
- عشية انعقاد مؤتمر منطقة الناصرة للحزب الشيوعي الاسرائيلي هل ...


المزيد.....




- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى غطاس - المصريون.... أي نوعاَ من البشر أنتم ؟ 2