أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ريما كتانة نزال - حلقات العنف المتدحرج في المجتمع الفلسطيني














المزيد.....

حلقات العنف المتدحرج في المجتمع الفلسطيني


ريما كتانة نزال

الحوار المتمدن-العدد: 3580 - 2011 / 12 / 18 - 11:40
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


بعد صدور مسح العنف في المجتمع الفلسطيني، لم يعد مبررا رفع الحواجب، استنكارا أو اندهاشا، لدى الحديث عن العنف في المجتمع الفلسطيني وفي مركزه العنف الممارس ضد المرأة. وليس من الموضوعية الانخراط في سياسة النعّامة والتغاضي عن ظاهرة العنف بكل أشكاله أو التعمية عليه، ومن يفعل ذلك يكون كالذي يضع رأسه في الرمال المتحركة التي تبتلع من لا يعترف بوجودها..
يقدم المسح المصادر الثلاث للعنف في المجتمع الفلسطيني، الاحتلال والمحيط المحلي والأسرة. نصف الأسر الفلسطينية، وفي مقدمتها شبابها، تعرضت لعنف الاحتلال الذي تم في الأغلب على الحواجز التي يصعب التملص من مواجهتها يوميا. كما تعرض خمس الشباب للعنف في الشارع، وتعرض كذلك خمس طلبة المدارس للعنف على يد بعضهم البعض أو على يد معلميهم!
وفي نطاق الأسرة، تعرضت المرأة والأطفال والمسنين والأزواج للعنف من أحد أفراد الأسرة. فقد أفادت ثلث المبحوثات، ممن سبق لهن الزواج، بأنهن قد تعرضن لأحد أشكال العنف من قبل الأزواج. واشتكى أكثر من نصف الأطفال من تعرضهم للعنف من أحد أفراد الأسرة. وكان الإهمال الصحي هو الشكل الغالب للعنف الممارس اتجاه المسنين وكذلك المسنات اللواتي تعرضن له بشكل أكبر. وفي ذات المكان الأسري، تعرض الأزواج للعنف من الزوجات كما أفادت 17.1% منهن. ومن المدهش بأن ثلثي المعنفات فضلن الصمت على المشهد العنيف، وآثرن التستر والتواطؤ على أنفسهن. إلا أن 30% منهن قررن الهروب من وجبات العنف اليومية والعودة الى بيت الأهل، واختارت فقط 7% منهن مراجعة أحد المراكز النسوية أو أحد المؤسسات المختصة للاستشارة.
تدق الأرقام ناقوس الخطر بشدة.. مؤكدة على تدحرج وترابط حلقات العنف ودوائره. نقطة البداية الاحتلال، الحواجز المنتشرة في طول البلاد وعرضها، يصعب أن ينأى عنها أو يتجاوزها أي فرد من أبناء وبنات الشعب الفلسطيني. والاحتلال لا يمارس سياسة الإذلال على الحواجز دون هدف وغاية، بل يخطط لها بشكل منهجي لبرمجة سلوك فريسته ونزع صفتها الأنسانية وتهشيم شخصيتها وعنفوانها. هم يريدون إخضاع الشخصية وتطويعها وسلب إرادتها في المكان الذي يتحكمون ويسيطرون فيه على حركة المرور والتنقل اليومي.
ان إستراتيجية الاحتلال القمعية لا تقوم فقط على القتل والاعتقال والتشريد والحصار، بل تمتد لوضع السياسات التي تستهدف قمع وتعذيب الإنسان الفلسطيني نفسيا لزرع اليأس في داخله، وجعله غير قادر على التفكير المريح، واستبداله بالتفكير البدائي الانفعالي والعنيف، ومن هنا يمكن فهم ارتفاع معدلات العنف، وتفسير تدحرجه إلى أماكن أخرى متخذا أشكالا جديدة، الأمر الذي يؤكد العلاقة الطردية التي تربط بين عنف الاحتلال وتصاعد وتأجج العنف الداخلي بكل أنواعه وأشكاله.
ان العنف الاحتلالي على المجتمع يولد ديناميات تعميق العنف الاجتماعي، كما يكرس السلطة الأبوية ويفاقم من تأثيرها السلبي وتحديدا على القطاعات الأكثر ضعفا كالنساء والأطفال، حيث تسيطر منظومة العلاقات الاجتماعية في نطاق مجتمع تقليدي تتحكم وتستقوي فيه السلطة الأبوية وتعيد إنتاج قوتها لرد اعتبارها الممزق، بقذف قمعها واضطهادها وجنونها باتجاه الضعاف من الواقعين تحت سيطرتها، الطفل والطالب والشاب والمرأة في المدرسة والشارع والأسرة.
المدارس التي يتعرض خمس طلابها الى العنف النفسي والجسدي، تصبح أحد أماكن إنتاج العنف، ومصدرا لإنتاج محفزات تهديد الاستقرار والأمان في المجتمع. فالعنف في المدارس يشير الى عملية توظيف السلطة، على غير مقاصدها، في المدرسة بشكل سيء، يقوم على التعالي والسحق لحقوق الأضعف داخل أطر ينتظر منها بناء الشخصية وتقويمها وتشذيبها وتهذيبها. عنف من المعلم يقابله عنف مرتد من الطالب على زملائه والإدارة بذات الزخم والقوة، ولا يعدم الطلاب المعنفين الوسيلة لرد اعتبارهم والانتقام من المؤسسة التعليمية بأشكال من العنف المركب التي شهدنا عدد منه في مدارسنا، مع ملاحظة الضرر الكبير في المجال السلوكي والتعليمي والاجتماعي .
العنف الأسري كأحد أشكال العنف المنتشر في جميع أنحاء العالم، يستند إلى علاقات السيطرة الأبوية و، لكنه يرتبط أساسا بكيان المرأة الأنثوي، وفي مجتمعنا الفلسطيني يرتبط كذلك بالثقافة الاجتماعية السائدة التي تضع المرأة في نطاق السيطرة والملكية الخاصة للعائلة. فعلى الرغم من التطور الحاصل على تغيير الأدوار داخل الأسرة، إلا أن هذه التغييرات اقتصرت على شكل الأسرة ولم تمس نوعية العلاقات داخلها، بل ربما كرست العنف ضد المرأة بسبب ظروف التخلف الاقتصادي والاجتماعي والقهر السياسي.
ان محاربة العنف عملية متكاملة تتضافر فيها الأنظمة والقوانين والثقافة الاجتماعية الديمقراطية والاستقرار السياسي. لكن الأصل في المعالجة قيام المعنيين، في المستوى الرسمي والمجتمعي، العمل باستراتيجيات شاملة من أجل استئصال العنف، من خلال مشاريع فكرية واجتماعية وتربوية وقانونية واقتصادية، بما فيها وضع تصور جاد ومتقدم لمعالجة العنف في المدارس والشارع، وكذلك إيلاء وضع المرأة الإنساني وتنمية مكتسباتها المتحققة وبالذات في المجال التعليمي والتربوي.
وأخيرا، إن في توعية المرأة دور جوهري في التصدي للعنف، بتمليكها معرفة حقوقها الانسانية وكيفية الدفاع عنها، وتقويتها باتجاه عدم السكوت عن سلب حقوقها ووجودها وشخصيتها المعنوية، وعلى المراكز النسوية، المتخصصة بقضايا العنف، الإعلان عن نفسها وبرامجها بوسائل وآليات جماهيرية وابتداع أشكالا جديدة للدفاع عن المرأة وصيانة حقوقها ووجودها.



#ريما_كتانة_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النصف الفارغ من كوب المرأة
- الحزن والفرح في فلسطين
- نصف -دزينة- من النساء
- خطاب الرئيس: الى نيويورك
- التأجيل الرابع للانتخابات المحلية..
- هل سيتم الالتفاف على قرار محكمة العدل العليا..!
- ظاهرة اغتيال الشخصية الناجحة
- المصالحة من منظور نسوي
- جمعة هدم الجدار في بلعين
- على هامش -من أوراق العمر-..
- خمس وعشرون عاما على فراق خالد نزال، عن تجربة التعايش مع الفق ...
- مقترحات -توماس فريدمان- من ميدان التحرير
- القتل دفاعا عن -شرف العائلة- يقتل العائلة..!
- رمزية حضور المرأة في مشهد المصالحة
- حركة التضامن الدولية مستمرة في فلسطين
- أهمية قيام حركة اجتماعية للنساء الفلسطينيات
- لقاء رئيس الوزراء مع ممثلات من قطاع المرأة الفلسطينية
- الشعب يريد إنهاء الانقسام والاحتلال-
- المرأة المصرية جزء أصيل من ثورة التغيير في مصر العربية
- أرى.. لا أسمع.. ولا أتكلم


المزيد.....




- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ريما كتانة نزال - حلقات العنف المتدحرج في المجتمع الفلسطيني