أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - النظام القديم الذي لا يسمع ويدفع بالجنود لسحق الثوار














المزيد.....

النظام القديم الذي لا يسمع ويدفع بالجنود لسحق الثوار


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 3580 - 2011 / 12 / 18 - 11:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كل تقديرنا واحترامنا لكل من قدموا استقالتهم من المجلس الاستشاري (1) ، فوجودهم يعطي غطاء من الشرعية للمجلس العسكري في العنف الذي يمارسه مع الثوار أمام مقر مجلس الوزراء، عنف غريب، سحل، كهربة، ضرب، تعذيب، وقتل، يمارسه الأمن المركزي والشرطة العسكرية.

مثل كل المصريين بل وكل البشر كنت مصدوما وأنا أرى الثوار وهم يسحلون على الشاشات على إيدي الجنود، وهذا الشاب المسحول عبودي وهو يحكي قصته بعيون لا أعلم ان كان قد ضاع عنها النور، أم سيعود بعد أن تشفى جراحه. كانت ترن في أذني صرخة عمار الشريعي، "قتلت مين؟" بكلمات عبد الرحمن، في فيلم البرئ لأحمد زكي ، تلك الكلمات التي تستصرخ الجندي عندما يعود لذاته بعد أن يكون قد غسل يديه من دماء من ضرب وقتل وسحل، من دماء من قال له قادته أنهم أعداء الوطن، أكيد مهما كانت عتامة الأمية في عقله البرئ، أكيد ها يسأل، هم الأعداء دول يستاهلوا كل اللي عملته فيهم، ويستصرخه عمار، لا أعلم بالتحديد، هل يستصرخه عمار، أم الأبنودي، أم أحمد زكي، بهذا النشيد اللاذع وكأنه النشيد الخارج من ضميركل جندي: http://www.youtube.com/watch?v=4ra1dkrjdmU

الدم اللي في إيديا
بالليل ينده عليا
ويقولي قتلت مين ؟
ويقولي
يا
إنسان
تميز السجان
أزااااااااااااي من السجين ؟
قلبي اللي كان بريء
زي الطير الطليق
إزاي ضلت عيونه
لما شاف الطريق ؟ ...

نعم لابد أن يكون لدى هؤلاء الجنود ضمير، يصحو يوما ويحاكمهم ، قبل أو بعد أن تطالهم يد العدالة، وتطال كل من أعطاهم الأوامر بقتل المتظاهرين، تستصرخهم دماء الشهداء الأبرياء، هؤلاء الجنود هم وقود المجلس العسكري وجهاز الأمن، هذان هما الجهازان المسئولان عن الشعب وأمام الشعب، هما من لا يريدان حكومة انتقالية تمثل الثوار، لأنها ستكون حكومة في صف الشعب، وستلاحق الجناة وقتلة الثوار، في التحرير، والبالون، وماسبيرو، ومحمد محمود، ستلاحق جنرالات الداخلية وتطهر أجهزة الدولة من فلول النظام السابق، كي تبني دولة جديدة ، هم لا يريدون هذه الدولة الجديدة، هم يريدون الدولة القديمة التي تؤمن لهم امتيازاتهم ومكانتهم وتتستر على جرائمهم أثناء الثورة ، وخلال كل سنوات النظام السابق.

المجلس يعرف لماذا يجب إسكات الثوار، كي يغلق ملفات محاسبة الجناة، والثوار يعرفون لماذا يجب ان تكون هناك حكومة انتقالية تمثل الثورة وتعمل على تلبية مطالب الثورة، من لا يعرف هم هؤلاء الجنود، رغم ذلك فهم الجناة المباشرون ومن يقومون بكل أعمال العنف والقتل والسحل، وهذا لا يبرر ساحتهم، فهم في النهاية يمارسون أعمالا لا يقرها القانون حتى وإن كانت تنفيذا لأوامر، فهي أوامر غير قانونية، ولا يمكن أن تبنى دولة ما بعد الثورة وفق أوامر وإجراءات غير قانونية، لو قبلناها فنحن نقبل معها مستقبل غير مبشّر بل أسوأ مما كنا عليه قبل قيام الثورة.

نحن نعيش النظام القديم بمستفيدين جدد، يدافعون بشراسة عن مصالحهم، ويدفعون بهؤلاء الجنود الضحايا كي يقوموا بحماية هذا النظام القديم.

الجديد وسط كل هذه الدماء الطاهرة، هو د.الجنزوري نفسه، د.الجنزوري الذي قال نصا لن أسمح أن يُفض الاعتصام بالقوة، هو ذاته الذي خرج ليردد نظرية الثورة المضادة، والإيدي الخفية. د.عصام شرف كان في وضع أفضل، ربما لم يصل مع المجلس لاتفاقات في صالح الثورة فسكت، لكن ما كانش بيطلع للناس كي يردد كلام المجلس، سكت مع دول ودول، لكن رئيس الوزراء الجديد بيقدم خدمة جديدة، بيقول الكلام اللي عايزه المجلس، كلام المجلس لكن من واحد مدني.

المجلس الاستشاري، بنفس القدر ووسط هذه الأحداث الدامية- هوغطاء مدني لتجاوزات المجلس العسكري، وكل المستقيلين من هؤلاء الأعضاء هم من اختاروا ان يرفعوا هذا الغطاء عن المجلس.

بهذه التجاوزات يقضى المجلس العسكري على كل بارقة أمل في استرداد الثقة التي ضاعت منه مع الانفراد بالسلطة، وعدم تقديم الجناة للمحاكمة ، والاعتقالات، والمحاكمات العسكرية للمدنيين، وتعذيب الثوار وامتهان كرامتهم. لقد فقد المجلس رصيده، ومن هنا عليه أن يبدأ حساباته.

- هل يمكن أن يتدارك المجلس كي يوقف العنف، ويقدم الجناة للمحاكمة؟
- هل يملك الإرادة في أن يشكل حكومة انتقالية تمثل الثورة وتقود المرحلة الانتقالية، ويفرج عن كافة المعتقلين، ويضع الجيش والشرطة رهن هذه الحكومة الانتقالية كي تقود المراحل القادمة بحيدة ونزاهة ؟
- هل يملك المجلس الإرادة كي يحقق هذه المطالب ويتخذ خطوات لإنقاذ مصر قبل أن يجرفها مستنقع الفعل ورد الفعل؟

لقد تجاهل المجلس الثوار، وبطش بالمواطنين، وقدم الضحايا للمحاكمة، وسمح لجنوده بإهانة المواطنين، فماذا يتبقى لنا في وطن مهان وكرامة مهدرة، وأرواح تزهق؟ لقد كسرت تجاوزات مبارك العلاقة بين الشعب والشرطة، والمجلس بهذه التجاوزات يكسر العلاقة بين الشعب وجيشه، وعلى المجلس أن يستدرك ويستمع للشعب، تلك هي أعلى درجات الواجب، بدلا من أن يدفع بالمزيد من الجنود كي يتحولوا إلى جناة تطالهم العدالة إن آجلا أو عاجلا.

(1 ) د.منار الشوربجي ، أ.أحمد خيري، د.نيفين مسعد، د.نادية مصطفى، د.المعتز بالله عبد الفتاح، م. أبو العلا ماضي، د. نادية محمود مصطفى، د. حسن نافعة، أ. لبيب السباعي، د. حنا جريس، وأ. شريف محمد زهران



#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قل ما تريد، ونحن نفعل ما نريد.. قاعدة فات آوانها
- أفندم .. يافندم
- هل خذل الشعب الثورة؟
- دولة القانون في عهد إبراهيم حسن محمود
- سميرة إبراهيم وهذا الشناوي الهارب من شمس الحقيقة
- الشرطة الضحية
- التعذيب بنيران صديقة
- الهيبة أم التقدير في قضية خالد سعيد
- سقط القذافي.. سقط سنوسرت الأول
- محمد جمال الدين
- الدولة لازم تتغير
- فأقرأ ثانية رسالة بلال
- أصعدها كمقدارها بنعمتك
- المسلّمات والحقيقة المجردة
- عندما قال -مبارك- للشعب: أفندم
- عمق الثورة، وسطح الثورة
- جريدة الأخبار، في تضامنها الصريح مع الثورة
- الشارع لنا، وكذلك الحصان والعربة
- الخروج من عنق الزجاجة: الوساطة أم التفاوض المباشر
- حكومة ثورة ، أو شارع ثائر يصغي له المجلس الأعلى والحكومة الا ...


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - النظام القديم الذي لا يسمع ويدفع بالجنود لسحق الثوار