أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد محبوب - شتاء عراقي قاس ومضطرب














المزيد.....

شتاء عراقي قاس ومضطرب


محمد محبوب

الحوار المتمدن-العدد: 3579 - 2011 / 12 / 17 - 21:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وأخيرا وبعد تسعة أعوام رحل اليانكي من العراق، رحل حتى دون وداع ، لا أحتفالات رسمية ولا شعبية ، كان يأمل الأميركيون بسماع كلمة شكر، المدينة العراقية الوحيدة التي ودعتهم على طريقتها الخاصة هي الفلوجة حيث أحرقت الأعلام الأميركية في مظاهرة أحتفالية شارك بها بضعة آلاف، رحل الغرباء وبقي أهل البلاد ليستقبلوا شتاءا قاسيا تلوح في أفقه الكثير من الغيوم السوداء الداكنة ، ولكن هذه المرة حاسري الرؤوس دون مظلة أمريكية ، ليستقبلوا شتاءا صاخبا بدأ بأعصار الأقاليم وهناك تكهنات عن هبوب رياح التقسيم


المالكي في زيارته لواشنطن وضع باقة ورد عند نصب لقتلى الجيش الأميركي في حرب العراق ، وربما قال شكرا  لأوباما ولكن بعيدا عن كاميرات التلفزيون ، لعله كان التعبير الرسمي العراقي الوحيد والخجول في وداع مرحلة أشكالية من تاريخ العراق ، حرب لم يكن للحزب الديمقراطي ولا لحزب الدعوة الأسلامي قرار فيها ، كلا الحزبين ورثا متابعة هذه الحرب وجني حصادها المر

الحزب الديمقراطي والرئيس أوباما كانوا حريصين على وضع اللمسات الأخيرة على سيناريو الأنسحاب الذي ولدواع وطنية ينبغي أن يبدو مشرفا ، لكنهم في الواقع محاصرون بذل الهزيمة ، اليوم يحاول الديمقراطيون في أميركا الحفاظ على صورة الشرف الأميركي الذي لطخه الجمهوريون في مغامرة عسكرية غير محسوبة بصورة كافية ، ولكن سرعان ما تبدأ الأرقام تداولاتها وتنط الحقائق ، ويتسائل الأميركي هل كان ماكان ، يستحق الذي كان


حزب الدعوة الذي كان سادس ستة فصائل بارزة في المعارضة حينذاك أظهر تململا في قبول قرار الحرب على العراق وأخرج أعضاءه وأنصاره في المنافي الكثير من المظاهرات الأحتجاجية ضد الحرب ، لكنه صار الحاصد الأكبر في جني ثمار التغيير الذي أحدثته الحرب في العراق ، بأستثناء أشهر يتيمات تولى فيها أياد علاوي رئاسة الحكومة ، ظل حزب الدعوة المتربع الوحيد على عرش الرئاسة طيلة السنوات الماضية ، الأمر الذي مكنه من بناء قاعدة متينة له في الدولة وشعبية هي الأوفر حظا في الشارع


الأميريكيون ديمقراطيون وجمهوريون يعيشون اليوم تحت هاجس ثقيل من الشعور ليس بالخطأ ، انما بالخطيئة لأتخاذهم قرار حرب كلفتهم غاليا أكثر 4500 قتيل و 60 ألف معاق و 800 مليار دولار دون أن يستقبلهم أو يودعهم بالورود عراقي واحد من عرب العراق  بما في ذلك المستفيدين من الواقع الجديد الذي صنعته حرب الأميركان ضد صدام ، أولئك الذين تحولوا من شحاذين في مدن الغرب الباردة الى زعماء بارزين وحائزي أموال كبار


لعل أهم الدروس التي تعلمها الأميركيون في العراق ، أن لايتحالفوا بحرب ثانية مع الشيعة ، لا في البحرين ولا في أي مكان أخر ، والعلاقة مع حزب الدعوة والمالكي وأن بدت تحالفا مقبولا سعى الطرف الأميركي مكرها الى التظاهر بالرضا عنها ، لكنها في الحقيقة أشبه بشعرة معاوية وليس تحالفا حقيقيا ، الأمريكيون ظلوا لتسعة سنوات يغوصون في أوحال أرض ترفض أن تكون موطأ قدم لهم ، في وقت يسحبون قواتهم الى دول الجوار مثل الكويت والأردن حيث يشعرون هناك أنهم في أرض صديقة ومتينة

خلال التسع سنوات الماضية طالما واجه الاميركيون اتهامات باثارة الفتنة الطائفية في العراق وهو امر لم يثبت بالدليل القاطع ، تماما مثلما يُتهمون اليوم بالتحريض على تشكيل أقليم سني ، والواقع أن الأميركيون لايفرضون حلولا على الأخرين ، أنهم يقدمون تصوراتهم لسيناريوهات محتملة ويدفعون من خلف الكواليس بالأتجاه الذي يريدون ، بايدن وهو اليوم يحكم الولايات المتحدة من خلف دمية تدعى أوباما وهو صاحب مشروع تقسيم العراق الى ثلاث دويلات ، أعطى ضوءا أخضرا لزعماء سنة العراق في مقدمتهم النجيفي للمضي قدما بأتجاه تشكيل أقليم سني ، وهو ما يعني من الناحية الواقعية تحقيق رؤيته لخارطة العراق المستقبلية ، الأقليم الكردي واقع موجود ، فأذا ما تحقق الأقليم السني فأن الأقليم الشيعي نتيجة حتمية لهذه اللعبة


نوري المالكي يواجه اليوم شتاءا قاسيا ومضطربا ، العواصف والخطوب تحدق به من كل صوب ، صحيح أنه نجح أو ساعدته معطيات كثيرة في الصمود والأستمرار ، دعمته حتى الآن مراكز نفوذ متصارعة فيما بينها ، دعمته أميركا وأيران ومرجعية النجف والتيار الصدري رغم أن كل هذه الأطراف تعلن تحفظها أحيانا على بعض سياسات حكومته ، التحدي الأكبر اليوم أمام المالكي هو التمرد السني السياسي الذي بدأت بوادره من خلال أعلان تشكيل الأقاليم


الولايات المتحدة وتركيا والسعودية وقطر ورجال أعمال ومال عرب وعراقيون ، هي أطراف تقف اليوم معا أو فرادى خارج أطار الصورة من أجل تشكيل أقليم سني في العراق ، وهو مشروع لازال المالكي يواجهه بصلابة مستخدما كل الأوراق المتاحة لديه ، المشكلة أن مطلب دعاة الأقليم دستوري وأعتراض المالكي سيتسي وهو ما يجعل الموقف معقدا 

ومع أنطلاق أصوات الداعين الى الأقلمة ، فُتحت أبواب جهنم على ملفات الحدود والثروات والمناطق المتنازع عليها ، ولعل التوتر الحاصل اليوم بين الأنبار وكربلاء يقدم مثالا مما سوف يحصل وآخر تطوراته قيام حكومة الأنبار المحلية بأيقاف تجهيز معمل سمنت كريلاء بالمواد الأولية التي تقع مقالعها في أراضي أنبارية ! ورد حكومة كربلاء بأيقاف تزويد معامل الأنبار بالحصى والحجر والجلمود من مقالع كربلائية 


أذا ما أخذنا بأكثر التحليلات تفاؤلا من تلك التي تقدمها مراكز أبحاث عالمية حكومية وغير حكومية فأن العراق يستقبل شتاءا سياسيا قاسيا ومضطربا وسوف تواجه حكومة المالكي عواصف شديدة ، ربما لا تستطيع الصمود أمامها ، و بأنتظار الربيع القادم كان الله في عون العراقيين
.





#محمد_محبوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غياب ثقافة اللامركزية
- جوائز ومواقف
- دموع عبدالجبار شنشل على كتف طارق الهاشمي !
- أنا كنت أنفذ الاوامر !
- عرس الدجيل .. عرس الدم
- ميناء مبارك من منظور كويتي
- هايدبارك في بغداد
- الكراهية والقسوة في المجتمع العراقي (عرس الدجيل أنموذجا)
- أربعة أعوام عجاف والبقية
- دعوة لتشكيل تجمع ليبرالي لأنقاذ العراق
- أس هس لاصوت يعلو فوق صوت المعركة
- كبوة المالكي في أمتحان صابرين
- أحْزَمُ مِنْ حِرْبَاء
- غياب دولة المؤسسة الثقافية
- عراقيون وألمان يبحثون ثقافة التسامح بين الأديان والطوائف في ...
- الحرب القذرة
- التاسع من نيسان .. يوم للتحرير والإحتلال
- مستقبل شيعة العراق
- عصابة الإنتخابات في ألمانيا تتوعد العراقيين بالملاحقة القضائ ...
- رسالة محبة الى الدكتور كاظم حبيب


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد محبوب - شتاء عراقي قاس ومضطرب