أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال نعيسة - إلى الأبـــــد














المزيد.....

إلى الأبـــــد


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1060 - 2004 / 12 / 27 - 06:55
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


هذا المشهد الفانتازي اللامعقول حدث في كوكب آخر, وخارج كل المجرات المعروفة والمكتشفة الى الآن, فأرجو ألا تختلط الرؤى, والتأويلات على أحد في حقب الكوابيس والجن والعفاريت والشياطين.

حين عاد ذلك التسعيني المتهالك إلى ظلامستان الحالكة السواد,حيث كان التيار الكهرباثي مفصولا ومقطوعا لأسباب شمولية قاهرة,وحيث حالة انعدام الوزن في أوج تجلياتها, ومنذ مايقارب العشرة سنوات ونيف,وكان كل شيء هادئا وثابتا و متوقفا عن الحركة منذ زمان طويل وكأنه معرض للشمع في بلاد الأسكيمو, وقد علا الصدأ والغبار والتأكسد كل شيء حتى الوجوه, والأعين, والآذان, والألسن كونها لم تعمل بشكل طبيعي منذ أمد بعيد.وكانت الساعة المثبتة في مكان بارز وواضح متوقفة تماما وعقاربها تشير الى زمن قديم لم يستطع تحديده بدقة, وكذلك الأمر بالنسبة للروزنامة . لقد أتى من مدن النور ,وعواصم الألق الوهاج والضياءِ المبهر ,وبؤرالبث الإنبعاثي اللايزري المجراتي المحلقاتي اللامتناهي,وكانت تلك الذاكرة الشائخة المتعبة معبئة بكل" مالذ وطاب" عن الحضارة والمدنية والرقي الإنساني والتطور والتغيير وتقديس المبادرات الفردية الإنسانية العبقرية الفذة ,وكيف بنى أفراد عاديون امبراطوريات شاسعة من الإبداع.وممالك مترامية من الإختراعات ,وإمارات لاحدود لها من النمو والإزدهار, في حين يحرم على بعض المسروقين المنكوبين بناء ولو" قن" صغير,أوكوخ حقير ,أو خيمة أو حوش من البلان والطين في مدن الصفيح, وعلب السردين , بدون رشوة أصحاب الشأن المهمين .

وحين غادر ذلك المشرد المتعب صالة المطارالبدائية المتهالكة "الدولية" وجد نفسه أمام نفس رجال الأمن الباقين المتحجرين, والأختام والروتين ونفس الخدمة, والفراشين, والبوابين , والكناسين, ونفس سيارة التاكسي التي أقلته قبل خمسين عاما تاريخ سفره الى مدن الضباب وساعة البيغ بين, بنفس السائق المتجمد المسكين,ونفس الطريق بكل حفره ورداءته ومطباته ورصيفه الحزين,ونفس الأبواق الإستهبالاتية الإجترارية وكذبها المبين,ونفس المذيعات والمذيعين الباقين الأولين,والآخرين, , ونفس النشرة الإخبارية والجوية برغم ظاهرة النينيو والإحتباس الحراري Global Warming اللعين, ونفس صور الرسميين الأقدمين المتمترسين, ونفس القراقوشيات الأبدية والقراقوشيين,ونفس الزعامات المومياءاتية والمتنطحين, والنبرة الخطابية الصارمة العنين, ونفس الأحزاب القدرية والأمناء العامين والمساعدين المتمرسين, ونفس البرلمانيين الأزليين ,ونفس الوزراء الدائمين, والسفراء والملحقين والمنتفعين والديبلوماسيين الوارثين المورثين إلى يوم الدين, ونفس اللصوص والمختلسين والمافيوزيين المستمرين,ونفس الجمارك والمهربين, ونفس عتاة الشموليين وكبار الإستئصاليين وأئمة الثوابت والنصابين الملاعين,ونفس البياعين, واللاعبين,والمدربين ,والبقالين,والموظفين, ونفس الدساتير والقوانين الموروثة من العصمليين, والثوابت والثابتين ,ونفس الراشين والمرتشين الباقين,ونفس عربات بيع البطيخ والتين,ونفس الفقراء والباعة الجوالين,ونفس الملابس والأزياء والفساتين, ونفس السجناء والتهم والمعتقلين,و ونفس السجون والجلاوزة والجلادين والسجانين والزنازين ,ونفس الكتاب والصحفيين وتجار الكلمة المحتالين المرائين وقواديهم الخالدين المخلدين,ونفس الفنانات والهزازات والفنانين,والمطربات والمطربين, والمديرين الدهريين , لدوائر ومؤسسات الشفط والنهب واللهط والبقرات والمعز والغنم والبعير الوطنية الحلوبة, المعروفين والمشهوريين السرمديين,ونفس نتائج الإنتخابات والناخبين الأحياء منهم والميتين, بنفس النسب العالية المكشوفة والمفضوحة للبلهاء والأميين, ونفس جوقة الزفة من المطبلين والمزمرين الراقصين,ونفس الطبول والزماميروالربابات والموشحات والردادين, وماسحي الجوخ والمدلسين, ونفس الكهنة والقساوسة والوعاظ والمرشدين والشيوخ والمفتيين المحللين والمحرمين,ونفس "القمامات" و"القاذورات" و"الحاويات" و"الزبالات" والزبالين, ونفس الكبائر والفواحش والموبقات والعاهرات والزبانية والقوادين, ونفس ماسحي الأحذية المعترين و"المشحرين", وباعة اليانصيب الواقفين على الأرصفة وأمام الدكاكين, وبائعي الحمص والبوشار أمام المدارس ونفس الفوالين,ونفس الرقصات والدبكات والدباكين و"المزلغطات" و"المزلغطين", ونفس الأغاني والأناشيد والموشحات والمواويل والمداحين والمصفقين الأولين المخلدين, ونفس "الطبخات والطباخين" ,ونفس الأعياد الكئيبة والمناسبات الوطنية الكارثية والثوار المناضلين الهائجين, وباعة الأوهام الدجالين,ونفس الولاءات والمبايعات والقبض بكافة العملات بما فيها اليورو والين, ونفس الطوابير على الخبز والطحين والفجل والبنزين ,ونفس البضاعة والتجار والمتاجرين, ونفس الطلاب والمدرسين,ونفس الإبتسامات والمجاملات والكذبات والمنافقات والمنافقين,ونفس العبسات والتكشيرات والزفرات من المسؤولين والرجال المتميزين,ونفس المومياءات والهياكل العظمية والمستحاثات والمحنطات والمحنطين,ونفس الديناصورات المكشرين,ونفس صالات العرض و"الأفلام"والمشاهدين,ونفس المتحف ,و"التحف" ,و"الأنتيكات" والزائرين الواقفين "المسمرين".

وقد بدا هذا المشهد القطبي المتجمد الشرقي-الأوسطي الجنائزي الحزين, وكأنه ماض الى أبد الآبدين ,وتأكد ذاك المسكين ,وعلى عكس ماأتى به اينشتاين وماركوني وداروين ولامارتين, بأن الوقت والزمن ممكن أن يتوقف عند بعض الآدميين, ولا يتحرك إلا بقدرة رب العالمين. وحين حاول التقدم والإقتراب والحركة, حدث زلزال كبير أودى به, وبهم في أسفل السافلين.ويامعين.

(الخالدين المؤبدين ".......من يحيي العظام وهي رميم."س.ياسين(87

نضال نعيسة كاتب سوري مستقل



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتمية العولمـة-عولمة لغويــة
- بابا نويـــــل
- مأوى العجـــزة
- أضغــاث أحـــلام
- البــدون
- الأمـــــوات
- -هرطقات عربنجية-
- صـــــــح النوم يامو
- يوم للذكرى
- المعصومون
- الحضاريون الجدد
- اللعب في الوقت الضائع
- الحوار المتمدن ........عفوا
- الثورة العالمية الثالثة
- سوق عكاظ .........الالكترونية
- اللعب مع الكبار
- الحلقة المفقودة في حلقة الاتجاه المعاكس
- الفرق الضالة..............سياسيا
- 2-2العلمانية والجهل
- شموليات القهر الجاهلية في الالفية الثالثة


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال نعيسة - إلى الأبـــــد