أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - عندما يكون الله معديا














المزيد.....

عندما يكون الله معديا


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 3579 - 2011 / 12 / 17 - 10:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما ثارت الشعوب العربية على أنظمتها الشمولية ونادت بالتغيير، فأنها لم تكن تقصد تغيير وجوه بوجوه وأحزاب بأحزاب وأيدلوجيات بأيدلوجيات. فالشباب الذي فجر الثورة لم يكن منتميا لحزب أو لدين أو لمذهب، وحتى لو كان الشباب منتميا، فهذا الانتماء لم يكن هو المحرك ولا الدافع للثورة، لقد غاب أي انتماء عن أذهان وعقول الناس ولم يحس به احد لا من الثوار ولا من مناصريهم ولا من المتعاطفين معهم. الذي كان يجمع الناس بحبل عصمتة ووحدته هو الوعي الثوري الجمعي.
كان الانتماء إلى الوطن هو الوجه الأبرز للثورة وكان هو سر إعجاب شعوب العالم بها، فما إن تنتمي الثورة إلى طائفة أو إلى دين أو إلى حزب او اله حتى تفقد القها وجوهرها وتصبح فعلا انتقاميا همجيا.
لذلك يجب إن ينتمي التغيير بدوره لجميع المواطنين وليس إلى فئة أو طائفة أو دين أو حزب أو قومية حتى يكون شاملا عاما في معناه وفي مستقبله. وانتماء التغيير إلى جميع المواطنين نعني به إن يشمل خيره ورفاهه ورخاءه الجميع.
لا توجد الية أخرى غير الديمقراطية لتحدث مثل هذا التغير وتعطيه أبعادا وطنية وإنسانية. والديمقراطية التي نعنيها هنا هي حكم الشعب. حكم يتوق إليه الناس ، كل الناس وليس حسب تعريفه اليوناني الذي يقصر الشعب على الطبقات المترفة أو على تلك التي تمتهن السياسة ويستبعد منه الآخرين، وليس الى حكم الشورى الذي يتباهى به المسلمون، فالوالي او الخليفة ما ان يقرر وما يشهتي وما للاخرين، مهما كان عددهم إلا الطاعة.
حكم يبغي الرفاه والتحرر الاجتماعي من جميع القيود بما فيها قيود الإله. حتى لو كانت قيود الإله من ذهب أو فضة. فالسجين لا تزينه قيوده الذهبية، لأنها تبقى تبقى رمزا لإذلاله وليس إلى حريته.

واقع ما قبل الثورة هو واقع مزري، فلو لم يكن كذلك لما ثارت الناس عليه ودفعت حياتها في سبيل تغييره. وإذا كانت الأحزاب تتصارع مع الأنظمة من اجل تغيير الواقع السياسي أو من اجل مآرب سياسية مهما كانت إبعادها إلى أنها تبقى محصورة بين أقواس المصالح الحزبية، فان الناس لا تخوض هذا النضال ولا تشارك بالثورة وتكون على أهبة الاستعداد للتضحية بحياتها من اجل تغيير الواقع السياسي فقط، أنها تهدف إلى تغيير الواقع بشكل جذري، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. والتغيير الذي تنشده الناس وتناضل من اجله هو اتجاه نحو الأحسن وليس نحو لأسوء، اتجاه نحو الحرية وليس نحو الانغلاق، فهل من معنى إن يغامر السجين بحياته من اجل إن يكون في زنزانة أخرى مهما كانت مساحتها إلا أنها تبقيه حبيسا بين جدرانها الأربعة؟


الديمقراطية السياسية هي سباق بين أحزاب وكتل انتخابية من اجل كسب سباق الوصول إلى كرسي السلطة، ومهما كانت صرامة شروط هذا السباق ودقة التقيد بقوانينه إلا إن فخاخ الخداع والدجل والغش والاستغفال والحيل الانتخابية لا يمنعها القانون مهما كانت صرامته، وليس من فخاخ يقع بها الناس بكل استغفال ارادوي سوى فخاخ الدين. وليس امكر من الله إلا رجال دينه.
جاء في القرآن آمرهم شورى بينهم فكثر المستشارون حتى فاقت أعدادهم أعداد الحمير والبغال. ولكي لا يحسبوا على البغال ولا على الحمير قالوا ان زرائبهم هي مجالس شورى الدولة، لك ان تعرف ان ليس البغال وليس الحمير هم مستشاروا الدولة انما شعيط ومعيط وجرار الخيط هم المستشارون. وهم اسوء من البغال ومن الحمير.


في زمن الدكتاتورية وحكم قائدها و حزبها الأوحد، يسمح بالتسبيح باثنين لا ثالث لهما، الله و القائد، عندما تثور الناس على القائد أو على حزبه وتلعن اسمه لكنها تبقي على التسبيح بحمد الله|، تغفل إن الله نفسه يحمل نفس رائحة القائد الأوحد ويتميز بنفس صفاته، إن الله الذي تنقله الناس معها في مرحلة التغيير الثوري هو اله معدي ينقل معه كل علل وخبائث ومكروبات وامراض الدكتاتورية.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اجل ربيع يساري قادم
- هل يمكن تعايش الثقافتين العلمانية والاسلامية؟
- احتجاج جسد عاري
- الديمقراطية الإسلامية العجيبة في العراق
- الاسلام والقذافي وصدام
- الصخب الإعلامي والإسلامي
- القوميات بين الواقع والطموحات.
- هل تخلع الشعوب الاله كما خلعت الحكام ؟
- من الديمقراطية إلى الإسلام در.!!
- دولة الدين القائد
- هل سكب بشارالأسد الماء على لحيته؟
- هل يمكن للشيوعي ان يكون مسلما؟
- الدولة السنية والشيعة والتاريخ.
- الاخلاق والاسلاميون
- رئيس الجمهورية وأحكام الإعدام
- قمع واساليب دكتاتورية لحكومة تدعي الديمقراطية
- الاحزاب الاسلامية والثورة المصرية
- العالم يقف احتراما لشعب مصر.
- تجربة الفساد العراقية الرائدة
- شكرا شعب تونس


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - عندما يكون الله معديا