أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - الاء الجبوري - شرف المرأة زي يقاس بالامتار













المزيد.....

شرف المرأة زي يقاس بالامتار


الاء الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 3578 - 2011 / 12 / 16 - 22:32
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    



تحدث احد الزملاء معي انه معجب بإعلامية ولو لم تكن اعلامية وسافرة لتزوجها .... استفزني رأي هذا الزميل وضيق افقه ليس هو وحده بل غالبية المجتمع ليس من الرجال فقط بل وحتى الضحية نفسها وهي المرأة في مجتمعنا التي يقاس شرفها من خلال مهنتها او زيها ولا تسأل عن الامور الاخرى , لقد حكم هذا الرجل كغيره على شرف هذه الفتاة من خلال عملها وزيها ولكن لم يعطي لنفسه فرصة التفكير بأنها تستطيع الحصول على اضعاف ما تحصل عليه من مال لو استخدمت شرفها للارتزاق , ولكنها تفضل اجرأ تحصل عليه من عمل متعب , تدفع ضريبته في مجتمع مثل مجتمعنا كما حدث مع زميلي الذي اختصر شرف هذه الشابة بعملها وسفورها , لذا اكتب لكم قصتها التي لن اضع لها نهاية لانها مازلت مستمرة , واترك لكم تقييم شرفها , واتسائل الى متى نقيم شرف المرأة بنوعية العمل التي تمتهنه او بسفورها ؟
تبدو سحر اكبر من عمرها بعقلها وفكرها الذي لاينتمي لجيلها وبجسدها الممتلي الذي يتشظى انوثة وحيوية من بنطلون جينز وقميص او بدي او تنورة ..... خطواتها تتسارع الى القناة الفضائية لتقدم برنامج على مدار ساعتين وما ان تنهي عملها حتىى تتسارع خطواتها نحو كليتها لينتهي يومها بالعمل الاعلامي صباحا والدراسة مساءا
كانت سعيدة بأنها تساعد والدتها في تلبية حاجات الاسرة فدخلها الشهري مع دخل والدتها التي تعمل ماكييرة في احد الفضائيات يغطي مصاريف الايجار مع اجور الكهرباء وتكاليف الحياة اليومية في العراق اضافة الى مصاريف الدراسة الجامعية لاخويها المقيمين في احد الدول الخليجية مع ابوهما الذي طلق الام لتعود الى العراق مع ابنتها سمر ويبقى الابنان مع الاب الى ان يكملا دراستهما الجامعية.....
كانت هكذا تسير تفاصيل حياة سمر وككل مساء تتسابق مع الساعات لتعود بلهفة الى حضن والدتها وتسرد لها تفاصيل حياتها اليومية , وذات مساء عادت وهي تطوي درجات السلم بسرعة لتدخل الشقة وتذهب الى امها وتسألها بإتسامة : اخبرني ياما ماذا قال الطبيب لك عن الندبة التي في صدرك هيا اخبريني .... لم تجب الام على سؤالها فتبدلت ملامح سمر وكررت السوؤال , فأدارت الام ظهرها وقالت , سرطان ... سرطان وعلي اجراء استئصال الثدي خلال ثلاثة ايام وإلا سينتشر في جسمي ان لم يكن قد انتشر فعلا
فجأة وجدت سحر نفسها وحيدة في هذا العالم مسؤولة عن ام تترنح تحت انياب السرطان واخوة ينتظرون مصروفهم الشهري وكذلك الايجار ومصاريف الحياة اليومية , لم تنتظر طويلا لتأخذ قرارها فتركت الدراسة الجامعية لتعمل نادلة في احد المطاعم من الدرجة الاولى باجر شهري جيد اضافة الى ( البقشيش اضافة الى عملها الاعلامي في القناة الفضائية حيث يبدأ يومها بالعمل منذ السابعة صباحا وحتى العاشرة مساءا بين الفضائية والمطعم الراقي , وهي تحاول جاهدة اخفاء تعبها وتورم قدميها من الوقوف لتلبية طلبات الزبائن في المطعم الراقي واخفاء خجلها وتوجسها من العمل نادلة في مطعم , وعندما اعطاها احد الزبائن بقشيش رفضت وعندما الح بكت وقالت له انا احصل على المال من عملي وليس من الاستجداء , اذ لم تكن تعرف (البقشيش ) ولكن الاحراج تبدد امام المئات من الدولارات التي يصرفها رواد المطعم من رجال كأن اموالهم نهر من الدولارات لاينقطع ونساء تكاد الحلي الذهبية تغطيها من رأسها حتى قدمها , بينما هي توفر كل فلس لتدبر ثمن الحقن لعلاج السرطان لوالدتها
مشهد يتكرر كل يوم امامها دولارات تتطاير كالدخان وهي تلهث وراء دولارت لتدبر علاج مرض السرطان الذي اصاب والدتها , مشهد قطعته احدى النادلات عندما قالت لها , ترى لماذا نعمل ونتعب لماذا لا نكون مثل اللواتي يأتين مع ذوي الدولارات في جلسة واحدة نحصل على راتب شهر , فقالت سحر لها : لو أموت ما أبيع نفسي للرجل سأعمل ليل ونهار حتى تشفى امي ويتخرج اخوتي من الجامعة , حملت اغراضها وخرجت لتركب السيارة وما ان تحركت حتى اغمضت عينها ولم تفتحها الا على صوت السائق وهو يقول ( لاعيني ما شايل سلاح ) ثم انطلقت السيارة , صمتت سحر قليلا وقالت : ( فدوة عمو ابو محمد اذا شفت بقال مفتح اركن بجانبه اريد اشتري فاكهة لأمي لانها مهمة لها لتحمل جرعات الكيمياوي )



#الاء_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبير السهلاني نجحت في الوصول للبرلمان السويدي ولكنها فشلت مر ...
- المسلمات ناقصات عقل ودين ...!!
- العازبات في العراق شريحة في تنامي مستمر
- المراة المسلمة .... وفتاوى الاسلاميين
- ارتفاع نسبة العمليات القيصرية في العراق
- سياسيونا ..... ومعركة المناصب السيادية !
- برلمانيات التغيير ... غيرن الصورة النمطية للبرلمانيات العراق ...
- الاغرب من الخيال ... في الدعاية الانتخابية لمرشحي البرلمان ا ...
- الى السيد وزير التربية... مرشح إئتلاف دولة القانون.... قرارك ...
- أين أم سجاد
- المحرم قضية العراق المصيرية ....... وهدية السياسيين للمرأة ا ...
- الطفل العراقي بين مطرقة العنف وسندان الصراعات السياسية
- ختان النساء .... من الختان الفرعوني الى الختان الاسلامي
- ما تعانيه الطفولة في العالم .... وما يعانيه اطفال العراق
- المطلقات في قفص الاتهام
- رونق ... رسالة الى ابي في العالم الاخر
- فريال ورحلة العذاب والتحدي
- ابتسام ... لها الكلمة الاخيرة
- الحجاب بين الفرض الشريعي والذكورية والهوية الاسلامية والمذهب ...
- قصص حقيقية .... اميرة ... حسرة انثى


المزيد.....




- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-
- شوفوا الفيديو على قناتنا وقولولنا رأيكم/ن


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - الاء الجبوري - شرف المرأة زي يقاس بالامتار