أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مسعود عكو - أشهر تسعة والثورة السورية مستمرة














المزيد.....

أشهر تسعة والثورة السورية مستمرة


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 3577 - 2011 / 12 / 15 - 20:32
المحور: حقوق الانسان
    


تنهي الثورة السورية شهرها التاسع، بأكثر من خمسة آلاف شهيد، وعشرات الآلاف من الجرحى والمعتقلين وغيرهم من المفقودين واللاجئين والنازحين. ثورة بدأ بها مجموعة أطفال من درعا، بالكتابة على جدران مدرستهم "الشعب يريد إسقاط النظام" ولم تنتهي حتى اللحظة. ثورة تحمل بين طياتها إرادة السوريين جميعاً في التغيير والتحول إلى الديمقراطية، والعيش في وطن تسوده الكرامة والحرية.

لكن في المقابل يبدو أن الثورة السورية دخلت في غياهب نفق مظلم، فالثورة مستمرة، والقتل يستمر ويتزايد. النظام السوري لا يوفر أي سلاح إلا ويقصف ويقمع به المتظاهرين السلميين، مستهدفاً بذلك حتى المدنيين العزل المتواجدين داخل بيوتهم، بفعل دباباته ومدافعه التي سكتت عقوداً عديدة في جبهة الجولان. وها نحن نسمع أزيز الرصاص وأصوات انفجارات أسلحته، في حمص ودرعا وإدلب وحماه، وغيرها من مدن سوريا المحتلة بفعل جيش النظام وفرق الموت وكتائب الشبيحة المرتزقة التابعة له.

إن المتابع للشأن السوري يحتار حقاً في ماهية حل هذه الأزمة الإنسانية، فلا توقف النظام عن القتل، ولا اعترف بوجود مشكلة بالأساس، بل يصر على روايته الخرقاء، بأنه يحارب مسلحين قدموا من دول الجوار، تدعهم دول عربية وأجنبية، للنيل من مواقف سوريا الوطنية تجاه القضايا العربية والقومي! وهذه الشعارات المتهالكة بفعل الزمن وحقيقة النظام السوري الذي باع الجولان، وصمت عن الكثير من الانتهاكات التي قامت بها إسرائيل في عقر داره. النظام الذي يلعب بكل أوراقه الإقليمية محاولاً تشتيت الأنظار عم ما يجري في سوريا، بمعية أنصاره في لبنان والعراق وإيران وغيرها من الدول الداعمة لطغيانه.

أما الجامعة العربية فقد تشطت كثيراً في منح نظام القتل في سوريا، المزيد من المهل، مبيحاً له كافة الذرائع ليستمر في قتل السوريين، وزجهم في السجون، وقمع ثورته السلمية. وكأن الغرض من هذه المهل حقيقة هو إعطاء المزيد من الوقت للنظام للقضاء على هذه الثورة بأي شكل أو طريقة ما. ولا يهم في ذلك الفاتورة الباهظة من دماء وأرواح السوريين، التواقين للحرية والعيش بكرامة كباقي شعوب الخليقة.

أما مواقف الدول العظمى في العالم، فإنها تحزن أكثر من مواقف دول عربية كالعراق والجزائر ولبنان. فما تزال روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا من أكبر القوى الداعمة للنظام، متغاضية النظر عن ما يجري في سوريا، فيستمر الثنائي الروسي والصيني بمنع أية محاولة في مجلس الأمن الدولي، من استصدار أي قرار دولي يدين العنف في سوريا، ويلزم النظام السوري على وقف كافة انتهاكات حقوق الإنسان، وسحب المظاهر العسكرية من المدن. ولا تبدي هذه الدول أية مسؤولية أخلاقية ولا قانونية، تجاه المجازر التي ترتكب في سوريا، بالرغم من أن الأمم المتحدة وعن طريق مفوضيتها العليا لحقوق الإنسان، قد أصدرت تقاريرها عن القتل في سوريا، واصفة ذلك بأنها ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية، وعلى مجلس الأمن الدولي تحويل ملف النظام السوري إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، بغية محاسبة كافة المسؤولين عن هذه الجرائم وعلى رأسهم الرئيس السوري بشار الأسد وشقيقه ماهر، وكافة رموز نظامه الدموي.

إنه ليدعو إلى الاستغراب هذا الصمت الدولي عن الفظائع التي ترتكب في سوريا، فالسوريون بغالبيتهم ما عادوا يفهمون لماذا يسترخص العرب والمجتمع الدولي الدم السوري؟! في حين تحركا كليهما بسرعة كبيرة، في استصدار قرار أممي لحماية المدنيين في ليبيا، بعد أن مهدت الجامعة العربية لهذا الغطاء الدولي، الذي دفع بالأمم المتحدة ومن ثم لقوات الناتو بقصف كتائب القذافي، ومنهية بضربة قاضية نظامه الدموي. في حين تمنح الجامعة العربية المهلة تلو الأخرى للنظام السوري، وهو الذي يريد تفريغ كل الدعوات العربية له بالتوقف عن قتل المدنيين بموافقة مشروطة، ليعيد الكرة إلى ملعب الجامعة وهكذا تتناوب الجامعة والنظام السوري، تبادل الرسائل والاستفسارات، ويعيد النظام السوري جوابه بنعم ولكن!.

إن الثورة السورية في خطر حقيقي، والنظام السوري يرتكب يومياً مجاز في حمص وحماه وإدلب ودرعا وريف دمشق وغيرها من مدن سورية المحتلة من قبل قوات الأسد وفرقة أخيه وكتائب أقاربه، في منظر يعيد للأذهان الحالة الليبية. مستمراً في انتهاك حرمة بيوت الله، وعباده. آن الأوان كي يلعب المجتمع الدولي دوره في حماية الشعب السوري المنتهكة كافة حقوقه الإنسانية. وإلا فإن النظام السوري سيواصل إرهابه بحق المدنيين، ويقتل ويعتقل ويستبيح أعراض الشعب السوري، مستخدماً الأسلحة الحقيقة إضافة إلى وسائل دنيئة من قبيل التجويع وقطع الكهرباء والماء والاتصالات وحصار المدن التي تحتلها قواته. إن الشعب السوري يفقد يومياً العشرات من أبناءه. ألم يحن الوقت كي تتوقف هذه الانتهاكات، وينال الشعب السوري كغيره من شعوب العالم حريته وكرامته التي فقدها منذ عقود؟؟!



#مسعود_عكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجانب الآخر من الحدود
- لن تنطفئ نارك.. إلى مشعل التمو
- أنا والبحر والنورس
- سورية.. جبروت نظام وأزمة معارضة
- سورية.. مائة يوم من الثورة
- خطاب الأسد تسويف متكرر وفلسفة مهترئة
- آذار هاوار... نداء الأرض والسماء
- في اليوم العالمي للمرأة.. سوريات في المعتقلات
- الشعب أراد وأسقط النظام
- هل يطيح الخبز بالدكتاتورية العربية؟؟!
- لا تدع الحجل وحيداً.. إلى صلاح برواري
- محرقة السينما
- مائة يوم في بيروت
- طل الملوحي.. قضية حقوقية أم تنافس منظمات؟
- رسالة لا بد منها
- الصيف في بلادنا
- كنائس وجوامع
- محاولات يائسة لتشويه صورة حزب العمال الكردستاني
- الأمة التي ُوهِنت نفسيتها
- في ذكرى مجازر الأرمن.. عندما يكتب الموت رسالة الحياة


المزيد.....




- وزير المهجرين اللبناني: لبنان سيستأنف تسيير قوافل إعادة النا ...
- تقرير حقوقي يرسم صورة قاتمة لوضع الأسرى الفلسطينيين بسجون ال ...
- لا أهلا ولا سهلا بالفاشية “ميلوني” صديقة الكيان الصهيوني وعد ...
- الخارجية الروسية: حرية التعبير في أوكرانيا تدهورت إلى مستوى ...
- الألعاب الأولمبية 2024: منظمات غير حكومية تندد بـ -التطهير ا ...
- لبنان: موجة عنف ضد اللاجئين السوريين بعد اغتيال مسؤول حزبي م ...
- الأمم المتحدة: -لم يطرأ تغيير ملموس- على حجم المساعدات لغزة ...
- مع مرور عام على الصراع في السودان.. الأمم المتحدة?في مصر تدع ...
- مؤسسات فلسطينية: عدد الأسرى في سجون الاحتلال يصل لـ9500
- أخيرا.. قضية تعذيب في أبو غريب أمام القضاء بالولايات المتحدة ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مسعود عكو - أشهر تسعة والثورة السورية مستمرة