أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - انور حسين - ما الذى هيأه الكورد لمواجهة التغيرات و الصراعات المرتقبة فى العراق و المنطقة؟















المزيد.....


ما الذى هيأه الكورد لمواجهة التغيرات و الصراعات المرتقبة فى العراق و المنطقة؟


انور حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3577 - 2011 / 12 / 15 - 19:22
المحور: القضية الكردية
    


ما الذى هيأه الكورد لمواجهة التغيرات و الصراعات المرتقبة فى العراق و المنطقة؟
انور حسين (بازكر)
ان ما جرت فى تونس من تظاهرات و احتجاجات و ما اعقبتها من هروب زين العابدين بن على وما رافقه من احداث، لم تكن امورا متوقعة عن الكثير من المراقبين علما ان بعضا من هؤلاء المراقبين كانوا يتصورون ان هذه الامور قد اعدت لها سيناريوهات من قبل امريكا و دول الغرب سابقا. و يظهر ان جميع الوجهات النظر تتضمن شيئا من الصدق وان لم تتفق جميعها على ان ما حدث هو ثورة او انتفاضة. وهل وضع لها برنامج ام لا؟ وهل يقوده الأسلاميون ام القوى اللبرالية او القوى الديمقراطية؟ و مًن مٍن هذة القوى يكون مستفيدا منه فى النهاية؟ و الى اين يصل مصير هذه الدول فى المستقبل؟
هل يحل نظام سياسى و ديمقراطى محل الانضمة السابقة؟ و هل الأسلامى السياسى يكون البديل لللأنظمة السابقة؟ ام الصراع و الأنتقال الداخلى يحدد مصير النظام فى المستقبل؟ لذا فأن أوضاع هذه البلدان غير واضحة، وان ما يقال مختصر على ما يحدث يوميا. و هنا يتبادر الى ذهني سؤال وهو الى اين يسير مستقبل الأحداث و الوقائع؟ هل التحولات و التغيرات تسير نحو ما تريح النفوس و يطمئن القلوب ام تسير نحو ما يقلق الناس و يروع القلوب؟ وهل الذى لا تتوقعه قد يحدث؟ ان التاريخ يعيد نفسه بصورة مأساوية، و خلال هذا فأن مستقبل العراق و اقليم كوردستان خصوصا مهم عندنا و نحسب له الحساب.

هل السيناريوهات اصيلة ام مصطنعة؟
أن النظم التوتاليتارية فى الوطن العربى لهه تأريخ ملىء بالظلم و الأستبداد و قمع الحريات و هضم حقوق لأنسان و القوميات و الاقليات الدينية. تأريخ ملىء بالجور و الفساد و تداول السلطة بين الأبناء و الأحفاد و حكرها فى عائلة واحدة و السطوا على الثروات و مقدرات البلد.
فى اكثر هذه البلدان لا يوجد شىء بأسم الديمقراطية، ولا تتمتع اكثرها بالحياة البرلمانية النزيهة ولا بحرية الصحافة فضلا عن ارتفاع نسبة البطالة و شيوع الفقر فيها. لذا فأن العامل الداخلى الاصيل قد يكون مساعدا جيدا لكل سيناريو مختلق خارجيا مثل ادلة و مستمسكات ويكليكس، و اجماع البلدان الغربية الكبرى فى المجلس الامن على اتخاذ قرارات للتعاون مع شعوب البلدان المتظاهرة، و استخدام القوة العسكرية ضد الحكومات الأستبدادية اذا اقتضت الظرورة.
و يجب ان نعلم ان السيناريوهات الخارجية لها دورها الخاص فى الوقائع و الأحداث، فالبلدان الغربية فى الاقل حريصة على ايجاد انظمة سياسية جديدة فى المنطقة تحل فيها الديمقراطية محل الدكتاتورية و التمتع بالحريات محل الأضطهاد و القمع و مصادرة الحريات.




هل التغيرات و التحولات قومية او مذهبية؟
ان انفصال جنوب سودان عن شماله و ان كان يعود الى سيناريوهات عام (2005)، فأنه قد تزامن مع التغيرات الربيع العربي.
و يمكن ان ينظر الى استقلال مونتينيكرو و كوسوفو كاستقلال دولة قومية جديدة.
و اذا نظرنا الى التحولات و التغيرات القائمة فى العالم العربي و شمال افريقيا و الشرق الاوسط، و الى ما ينتظر ان يقوم نرى ان الميول و الاهواء المذهبية طاغية عليها ولاسيما مبادىء و افكار الاسلامين و الاخوان. ولا نبعد عن الحقيقة اذا قلنا ان الطابع الاسلامى طاغ على التظاهرات و الاحتجاجات فى مصر و سوريا، لكن هذا الامر قد يبدو اقل فى تونس و اليمن و كذلك ليبيا. و اذا ظهر شىء من هذا القبيل فى ايران فيحتمل ان يكون ذا وجه أخر و بنوع مختلف.
ان الذى لا ينبغى ان يصرف النظر عنه هو ان الموقع الاسلامين فى هذا البلدان قائم و راسخ و ان نفوذهم واسعة بسبب الجزور الاسلامية المتأصلة فيها فضلا عن ان جغرافية هذا البلدان و مواقعها الاستراتيجية تعد عاملا مساعدا لنشوء و نمو الاسلامين فيها. ولا يخفى ان وصول الاسلامين الى الحكم فى بعض البلدان ولا سيما تركيا له الدور الكبير و الاثر البالغ فى بلدان مثل مصر و سوريا و حتى العراق و اقليم كوردستان. ويجب ان لا ننسى دور العامل القومى فى هذا التظاهرات و الاحتجاجات، فأنه موجود و لكنه لم ينضم جيدا، و يحتمل ان يظهر فى المستقبل و يقود الى الانفصال و الاستقلال ولا سيما لدى القبطيين و البرابرة و المسيحين و الجركس و سكان الصحراء الغربية و الاذريين و البلوج. ولا يصح ان ننظر الى مستقبل هذه التحولات بأن جميعها تكون فى صالح الحركات الاسلامية او حركة الاخوان المسلمين.
ولا يعتقد ان اوضاع تلك البلدان اسوأ من اوضاع العراق اذ تعيش فيه العشرات من القوى المذهبية الاسلامية كالشيعة و السنة اللتين لهما دور فعال فى الحكومة و البرلمان. و مع ذلك تعيش بجانب تلك القوى ميول و اتجاهات قومية كل و اللبرالية و يسارية كالحزب الشيوعى العراقى. و بما ان الميول و الاهواء الديمقراطية و الحرة قائمة عند العراقيين فأن العراق لم يصبح تلك الدولة المليئة بالمخاطر كما كان يتصور فى الوقت الذى يضم العراق المرجع الشيعى الاولى و يقرب من الايران ذى النزعة الشيعية التى لها تأثير كبير فى الشيعة العراق. و مع كل تحول و تغير فى المنطقة لا يبعد ان يتجه العراق نحو الانفتاح و الديمقراطية و تشكيل الدويلات الصغيرة ذات النزعة القومية او المذهبية. لأن الحوادث الآخيرة فى المنطقة قد ساعدت كثيرا على التوجه نحو تلك الأهداف ولاسيما بالنسبة للسنة الأكراد و العرب، اذا لا يبعد ان يكون هذا الأمر أخر حظ يجربونه. ففى الشرق لأوسط ذى التنوع القومى و المذهبى ليس السهل ان يصرف النظر عن الأوضاع المذهبية و القومية و خصوصا ان كثير من الدول الكبيرة فى المنطقة فى تنازع مرير حول هذة المشكلات و يحاول ان يسحب المعادلات الى جانبه.

من اهم اصحاب القوى الكبرى فى المنطقة و ما هو دورهم فى هذه الأحداث؟
هناك فى الوقت الحاضر ثلات قوى رئيسية فى المنطقة لها دورها الفعال و أثرها المتميز وكل واحدة منها يرمى الى ان يتجه المصالح و الأهواء نحوها. فالعربية السعودية تعد نفسها مرجعا لأهل السنة و مناهضا قويا للجمهورية الأسلامية الأيرانية فى المنطقة. فمجمل احداث شمال افريقيا و الشرق الأوسط هو تحت هيمنة السعودية و دول الخليج و خصوصا الأمارات العربية و قطر اللتان تعدان من خلال فضائيتهما (الجزيرة) و (العربية) المحرك الأساسى للتغيرات الحاصلة فى المنطقة. ولا جدال ان السعودية هى التى انقذت البحرين من شفا سقوطها فى سيناريوهات ايران و الشيعة. فالسعودية كقوة مذهبية سنية لها دور كبير و موقع متين من سوريا الى تركيا و من الخليج الى شمال افريقيا. و صراعها مع الأيران اكثر من صراعها مع تركيا. وان كان حزب العدالة و التنمية بعد فوزه للمرة الثالثة فى الأنتخابات البرلمانية، قد يشكل مخاوف فى المنطقة، لأن هذا الحزب السنى الأخوانى بدأ يتجه رويدا رويدا نحو اقامة دور رئيسى له فى المنطقة، و حسم القضايا و المشاكل السياسية و المذهبية فى المنطقة.
ان العامل الرئسيى الذى يفصل السعودية عن ايران و تركيا هو قلة المشاكل الداخلية و الحدودية للسعوديين، فليس هناك معارضة مسلمة تقف بوجهها و ان الأمن و الأستقرار مستتب و داخلها، و اذا كان هناك مشاكل حدودية لها مع بعض البلدان الخليج فأن تلك المشاكل المؤجلة الأن و لعل اهم مشكلة تواجه السعودية الأن و تفرض سبيلها هو وجود الشيعة و الحوثيين و انصار ايران على حدودها مع اليمن. الا ان هذا الأمر لم يشكل لها عقبة و مشكلة دون حل بسبب معاداة افريقيا مع دول الغرب لأيران ولنشوب الأضطرابات الداخلية فى اليمن و احتمال سقوط حكومة على عبدلله صالح.
اما تركيا التى يحكمها حزب العدالة و التنمية (AKP) فأنها تواجه نشاطات حزب العمال الكوردى (PKK) المسلحة التى تكلفها سنويا (8) ثمانية مليار دولار، مع وجود نحو (20) عشرين مليون كوردى داخل بلدها حيث يشكلون دائما مصدر تهديد للحكومة التركية و اضافة الى الخشية من قيام جنرالات الجيش بانقلاب عسكري. و فوق هذا فأن وجود الاضطرابات و القلاقل على حدودها المتآخمة لسوريا و قيامها بمساعدة المناهضين للحكومة السورية و ايواء اللاجئين منهم قد يخلق مشاكل لها مع سوريا لا تبعد ان تؤدى الى التصادم العسكرى بينهما.
و هناك قوة أخرى فى المنطقة هى الجمهورية الأسلامية الأيرانية التى ينتظر ان تكون جانبا من السيناريوهات و ان كان يعتقد ان لا تكون الى الأبد منظما للسيناريوهات. وقد يرى المراقبون السياسيون ان ايران تحاول دائما ان تنآي بنفسها عن المشاكل المستعصية و ان لا تكون طرفا فى سيناريوهات شمال افريقيا و الشرق الأوسط و تحبذ ان لا يكون مصيرها كمصير تونس و ليبيا و سوريا.
و يذهب المراقبون الى ان الجمهورية الأسلامية الأيرانية كممثل للمذهب الشيعي العالمي تحاول دائما ان يكون دورها فعالا فى المعادلات السياسية فى المنطقة، فهى تعد نفسها المنافس الرئيسي الوحيد للسعودية فى المنطقة و تقوم بمساعدة شيعة البحرين و الكويت و السعودية و جميع بلدان الخليج حتى الحوثيين فى اليمن و شيعة باكستان و افغانستان. و لها دور كبير و اثر فعال فى جنوب لبنان و فلسطين و حتى فى العراق. وليس هذا الأمر بجديد، فلقد اراد الأمام الخمينى فى وقته ان يكون مرجعا لجميع المسلمين العالم، لكنه عندما رأى انه من الصعب ان يكون مرجعا للشيعة و السنة معا، اكتفى بأن يكون مرجعا للشيعة فى العالم فقط.
ان للجمهورية الأسلامية الأيرانية دورا كبيرا و فعالا فيما يحدث فى المنطقة. و لما رأت حليفتها سوريا تتجه نحو السقوط تدخلت فى الأمر و حالت دون سقوط حكومة بشار الأسد. و قبل هذا بدأ دور ايران فى المنطقة اكثر وضوحا حين اقترب الحكم الملكى فى البحرين من النهاية على ايدي الشيعة. ولولا السعودية و دول الخليج الأخرى لما كان مصير الحكم البحرينى افضل من مصير حكومة بن على فى تونس.
و ليس غريبا ان تؤول العلاقات بين ايران و تركيا الى حالة اسوأ مما هى عليها، فهما كدولتين كبيرتين فى المنطقة تحاولان ان تكونا مرجعين لمذهبين مختلفين لهما مواقف و اتجاهات متباينة. ولا يبعد ان يصل الخلاف بينهما الى التصادم و التناحر. فتركيا قد اعترفت مبكرا بالمجلس الأنتقالي الليبي و قدمت المساعدات له شجيت قمع الأنتفاضة فى سوريا. و اقامت مخيمات سكنية لمن لجأ من الناهضين السوريين الى تركيا وهى فى ظل حكومة سنية اخوانية تترنم بنغمة الديمقراطية مثل امريكا و دول الغرب. و فوق هذا لها دور كبير فى العراق و اقليم كوردستان، تهيىء نفسها لجنى ثمار بقايا اشلاء ايران و للبقاء كقوة وحيدة دون منافس لها فى المنطقة وفى اسيا الوسطى. ومع ذلك فأن ايران كانت دائما صاحبة الورقة الضاغطة على تركيا، فأنها تساند (PKK) مساندة قوية، و التصريحات الأخيرة لجميل بايك احد قادة (HPG) التابعة ل (PKK) خير دليل على ذلك. و يجب ان لا ننسى ان مساندة تركيا لمنظمة مجاهدى الخلق ايران فى المقابل ليست أمرا هينا.
لذا ينبغى لنا ان نقول ان هناك ثلاث قوى فى المنطقة لها دورها الفعال فى توجيه و تحريك الوقائع و الأحداث و خلق المشاكل و الأزمات. احداها السعودية التي هي الظهير الرئيسي للسنة و القوى الوهابية فى تركيا التى تدعى العلمانية تحت ظل (AKP) الذي يعمل بما توحى اليه القوى الأسلامية و جناح الأخوان. اما ايران فهي الظهير القوي للشيعة العالمية و مرجعها. ولا يعنى هذا ان المنطقة خالية من قوى ليست لها ادوار، فكل من الأردن و قطر كقوتين فى المنطقة لها ادوار رئيسية. و كذلك امريكا و دول اوروبا الغربية و اسرائيل لها موقعها الخاص و المميز فى الأحداث و الوقائع الأخيرة.

ما هى الصراعات؟
يرى المراقبون ان هناك نوعين من الصراع فى المنطقة، احداهما: الصراع و الصدام بين الشيعة و السنة كما يظهر جليا، و نصيب السنة افضل كثيرا فى هذا الصراع من الشيعة، لأن الظروف الشيعة فى ذات مرجعها التى هى ايران سىء و متردد، و ليس بعيدا ان يكون ايران نفسها ضحية هذا الصراع، و هذا يعد اكبر انحسار و تراجع عند الشيعة فى العقود الأخيرة. و مع انه لا يعتقد ان تخلى الشيعة عن مكاسبها و امتيازاتها وما يحلم بها بكل بساطة و سهولة فأن المؤشرات تبين لنا ان الشيعة و اوضاع منطقتها ليست بأفضل من اقليم كوردستان اما السنة فأنها قد وصلت الى قناعة تامة بأنها لا تستطيع مسايرة الشيعة و العيش معها، وذا كان هناك فى السابق ميل الى وحدة العراق، و كان اهل السنة يدعمونه فأن الأمر عندهم اليوم ليس كما سبق و كذلك عند معتنقى الشيعة فهم يشعرون بالخطر فى العراق الموحد و يدعون الى الأنفصال.
وفى لبنان فأن اوضاع حزب الله و شيعة جنوب لبنان ليست بأفضل منهم بأنتظار ما يؤول اليه مصير حكومة الأسد فى سوريا. و ليست أفاق مستقبل الشيعة فى فلسطين واضحة بجلاء. و معلوم ان الأحلام التى كانت تراود اكثر الشيعة فى البحرين قد اجهضت فخابت أمالهم.
واذا قيل ان حكومات مصر و ليبيا و تونس لم تكن حكومات مذهبية فلم اسقطت و أل مصيرها الى ما نراه اليوم؟ نقول: يبدو ان النزاع و الصراع يخرجان عند الطابع المذهبى فى تلك البلدان و انهما يتعلقان بلأنظمة الدكتاتورية و التوتاليتارية التى حظى رؤساؤها بنصيب الأسد من التسلط و التحكم و طبيعى ان يكون من نصيبهم الفشل و الخسران وقد تعد معاداة الغرب و امريكا للأنظمة الشيعية فى المنطقة ظلما تأريخيا، لأن دول الغربية و امريكا كانتا تحبذان النظام السنى فى المنطقة و تأثراته على النظام الشيعى ولا سيما فى السنوات الآربعين المنصرمة مثل دعمهم للحكم البحرينى الأن و سابقا لحكم صدام حسين فى العراق حيث تشكل الشيعة النسبة الكبيرة للسكان فى البلدين.
ان الصراع الأن بين امريكا و القوى الديمقراطية من جهة و بين القوى الدكتاتورية من جهة اخرى. وهذا يعنى ان الصراع دائر الأن مع النظام الدكتاتورى سواء اكان شيعيا ام سنيا، فنظام الأسد و ان يعرف بنظام قومى عروبي فأنه مع ذلك نظام علوى شيعى. فكما ان نظام القذافى قد انهار فى ليبيا و سقط فليس بعيدا تلحق هذه التحولات و التغيرات بالنظام الشيعى فى ايران. لذا يجوز ان نسمي الصراع على مستوى العالمي بالصراع بين القوى الديمقراطية و الدكتاتورية الشرقية. و على المستوى الأقليمي و المحلى فأن الصراع دائر بين مذهبي الشيعة و السنة، وهو لا يخرج من مصالح القوى السياسية فى المستقبل و توجهاتها له.

ما موقع الكورد و اقليم كوردستان فى المعادلات و الصراعات الجارية الآن؟
فى خضم هذه الصراعات و المشاكل فى المنطقة فأن النقطة المهمة للكورد هي ان يجنى اكثر الثمار فائدة. وهنا تتبادر الى الذهن عدة اسئلة هي: هل يستطيع الكورد ان يخطو الى الأمام و ان يكسب فوائد استراتيجية من هذه التحولات الدائرة و يقترب على الأقل من معبر الأستقلال؟ او انه يفقد ما اكتسبه الأن و يتراجع الى الوراء بشكل غير منتظر؟ هل الأتحاد الوطني الكوردستانى و الحزب الديمقراطي الكوردستانى كقوتين رأيسيتين في الأقليم و في ايديهما زمام الأمور قد استعدا و هيأ انفسهما لجميع الأحتمالات و التطورات المرتقبة؟ و هل الكورد مستعد الأن أن يعلن الأستقلال ام انه يفتقد ما ناله في السنوات لأخيرة؟ اين موقع الكورد فى هذا الصراع؟ هل موقعه بجانب الشيعة و السنة؟ او بجانب الغرب؟ اين موقع الكورد لدى الشيعة و السنة فى العراق؟ هل الكورد و حكومته مستعدان سياسيا و عسكريا و دبلوماسيا لما تنتظره من التطورات المحتملة؟ هل يبقى هَم المعارضة (حركة التغير، الحركة الأسلامية، الأتحاد الأسلامى) دفع الناس الى التظاهر و الأحتجاج و الدعوة الى اسقاط الحكومة الكوردية؟ ام يكون همها دفع القضية الكوردية مع الأتحاد الوطنى و البارتى الى الأمام كى تخطو خطوات الى الأقتراب من حلم الكورد فى الأستقلال؟
اين يكون موقع احزاب كوردستان ايران و كوردستان و اكراد سوريا في هذه الصراعات؟ هل هناك تنسيق بينهم حتى تتحول تلك المشاكل و الأزمات و الأحتمالات غير المرتقبة فى المنطقة لصالح الكورد؟
و يجب ان نعلم ان كل تحول و تطور فى المنطقة ان كان فى صالح الديمقراطية فأن الكورد قد يستفيد منه و يكون معه، كما يقول السيد ملا بختيار. و هذا يعنى ان الكورد مع هذه التحولات بدءأ من تونس و الى ما تصل اليه. لأن الكورد فضلا ان انه يؤمن بالنظام الديمقراطي و حق تقرير المصير فأنه يدعم نضال الشعوب فى سبيل التحرر من الأنظمة الأستبدادية و الخلاص منها و يساند كفاح الشعوب من اجل نيل حقوقها و حريتها. و حول معرفة دور الكورد فيما يجرى الأن و ما ينتظر فى المستقبل، هناك حقيقة يجب ان نعلمها، و هي ان حكومة اقليم كوردستان تستطيع ان تكون الناطق الرسمي بأسم الشعب الكوردي داخل المعادلات السياسية و القضايا الجارية الأن و تستطيع ان تهتم بلقضية الكوردية و مصير الكورد. لأن حكومة الأقليم معترف بشرعيتها السياسية فى الأوساط الدولية و لها تجربة طويلة و امكانات مادية و عسكرية لابأس بها.
ان الواجب الوطني و القومي يحتم على الأتحاد الوطني الكوردستاني و البارتي ان يقودا هذه العملية القومية و ان يتحملا مسؤليتها و يسيرابها الى شاطىء الأمان.
و ينبغى ان يؤخذ بعين الأعتبار حقوق و مهام اجزاء كوردستان الأخرى، و اهمية قواها السياسية المخلصة و ان التعاون و التحاور و الأنسجام فيما بين جميع القوى الكوردستانية هو سبيل الآوفق فى الأستعداد و التهيئة للفرصة السانحة للكورد.
و على الصعيد المستوى الداخلي يجب ان تكون حكومة كوردستان سباقة لملفات الحماية و الحفاظ، و ينبغى ان تكون لها قرارات مهمة بشأن الصراع الدائر بين ايران و تركيا. و بالنسبة لرؤية الكورد لتركيا يجب على الكورد ان يعلم بأن حكومة اردوغان قد تنصلت عن عهودها التي قطعها للكورد. و ان مقترحات احمد داود اوغلو وزير جارجية تركيا لحل المشكلة الكوردية قد باءت بالفشل. ولم تر القضية الكوردية اي تقدم يذكر، فلم ينل كورد الشمال كوردستان حقوقهم، و ما يزال الأقتتال جاريا بين PKK و الجيش التركي، و مايزال عبدلله اوجلان فى السجن، لذا فقد يتنبأ ان تركيا قد تواجه الأزمات و المشاكل قبل ايران لأستمرار احتجاجات الكورد و توقع تعريض حكومة اردوغان للأنقلاب العسكري.
ان المهم هنا معرفة موقف (PKK) من هذه المسائل. هل يشعر (PKK) بالمسئولية؟ فيقبل ان يكون حكومة اقليم كوردستان ناطقا رسميا بأسم الكورد جميعا؟ و يحصر جهوده في هذا الأمر ولا يخلق المشاكل و العقبات امام حكومة الأقليم ولا تكون الخلافات القائمة بين اجنحته عاملا فى انهيار الأوضاع و الأنحراف عن الطريق السوي للقضية الكوردية. ان تحركات قوات (PKK) الأن و كذلك قوات بزاك على حدود الأقليم ليس سهلا. وقد يتبادر الى الذهن سؤال وهو هل حكومة الأقليم عالمة بما يجري بين الآوساط (PKK) و بزاك؟ و بصورة دقيقة هل تعلم حكومة الأقليم بما يجري على حدود الآقليم؟ هل تقسيم العمل و العلاقة بين الأتحاد الوطني و البارتي من جهة و بين ايران و تركيا من جهة اخرى عمل مبرمج و منسق؟ و هل هو فى صالح الكورد؟ و هل القتال الدائر بين بزاك و القوات الأيرانية على حدود الأقليم هو صراع بين تركيا و ايران؟ و اين يقع التعامل مع المعارضة السورية؟ و هل للكورد برنامج يساير الأوضاع القائمة الأن في سوريا؟و ينبغى ان نعلم ان تطلع تركيا نحو تلك القضايا و المشاكل و قراءتها لها مطابق لما قلناه، لكنها سلبية فهي ان الخلاف بين حكومة الأقليم و (PKK) مهما كان فأنه في النهاية يصل الى ما يقال له (التوافق القومي) و يمكن ان تحتاج تركيا كأيران في هذة المعادلات لحكومة اقليم كوردستان.
و حول علاقة الكورد و حكومة الأقليم بأيران يجب ان نأخذ بنظر الأعتبار ان ايران مثل تركيا صاحبة (10) عشرة ملايين كوردي يقطنون ايران، و اوضاعهم اسوء من اوضاع الكورد في تركيا وهم اصحاب قوتين كبيرتين (كومةلة و ديموكرات) اللتين تعترفان بحكومة الأقليم رسميا. و الى الأن فهما ابعد من ان يختلقا المشاكل لحكومة الأقليم بخلاف (بزاك) التي تدعى بأن من القوى المعارضة الكوردية الآيرانية، وهي في الحقيقة ليست كذلك.
ان الآوضاع الأن فى ايران ليست بأحسن مما هي عليه فى تركيا، ففضلا عن الأستياء الشعبي الجماهيري من الحكومة الأيرانية فأن هناك ضغوطات محلية و عالمية عليها. لذا فليس سهلا ان يكون الكورد في هذه الصراعات بجانب ايران او تركيا او ان يكون محايدا. و مهما يكن فأن الكورد يجب ان يكون حزرا في تعامله مع هذه الملفات و يجب ان يراعي فى تعامله مصالحه في هذه البلدان.
و حول علاقات الكورد مع القوى المحلية التي تصطبغ بطابع شيعي او سني، ينبغي للكورد ان يأخذ هذا الملف بجد و حزم و حينئذ فهل يقترب الكورد من الشيعة او من السنة فى ما تدور من صراعات داخل العراق؟
صحيح ان الكورد في محاولاته لأسقاط النضام البعثي فى العراق كأن تحت تأثيرات ايران و بعض القوى الشيعية التي كانت مواقفها ايجابية تجاه الكورد و علاقاتها جيدة معه. الا ان الحكومة الأيرانية و تلك الأطراف الشيعية تتفق مواقفها تجاه الكورد و القضايا المصيرية للشعب الكوردي و تنضران اليها بمنضار واحد.
و اذا استخسر عن الكورد هل هو فى موقع و موضع قريب من السنة و الشيعة؟ قلنا لاشك ان موقع الكورد يقع بين حدود المذهبين على مستوى المحلي، و في الموقع الجغرافي و الأستراتيجي للمنطقة يقع بين تركيا السنة و ايران الشيعة اللتين لهما دور كبير و مؤثر في المنطقة. ان قراءة للوقائع و الأحداث تنبؤنا بأن العراق و المنطقة امام تحولات سريعة غير متوقعة و مرتقبة.
لكن المهم كم تكون هذه الأحداث و الوقائع في صالح الكورد؟ ترى هل نكون مطمئنين من ان هناك استعدادا و تهيئة تامة لتلك الأحداث و التغيرات المرتقبة.



#انور_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس
- طهران تدين الفيتو الأمريکي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- عشية اتفاق جديد مع إيطاليا.. السلطات التونسية تفكك مخيما للم ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس في الشرق الأوسط
- سويسرا تمتنع في تصويت لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم ا ...
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين من حرم جامعة كولو ...
- بمنتهى الوحشية.. فيديو يوثق استخدام كلب بوليسي لاعتقال شاب ب ...
- البرلمان العربي يستنكر عجز مجلس الأمن عن تمكين فلسطين من الح ...
- الكويت: موقف مجلس الأمن بشأن عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ي ...
- قائمة الدول التي صوتت مع أو ضد قبول الطلب الفلسطيني كدولة كا ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - انور حسين - ما الذى هيأه الكورد لمواجهة التغيرات و الصراعات المرتقبة فى العراق و المنطقة؟