أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم اللامي - مبادرة سلام ام اضغاث احلام















المزيد.....

مبادرة سلام ام اضغاث احلام


كاظم اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 3577 - 2011 / 12 / 15 - 19:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تعد مبادرات الدول المتجاورة لحل النزاعات الحاصلة بين هذه الدولة او تلك ضمن الحدود الاقليمية مبادرات ذات طابع قاسمه المشترك المصلحة الذاتية او عملية تلميع لصورة الكيان الحكومي نتيجة تواجد هذه الدولة بين فكي كماشة للدولتين المتنازعتين كما ان للعلاقة الحسنة التي تجمع الدولة المبادرة مع الدول المتنازعة ايضا له اثره في فك رموز النزاع وشفرته التي ربما تبدو للعيان انها ذات مغالق لا يمكن ان تتزحزح البتة وكذلك لشعور بالقوة نتيجة معطيات عسكرية واقتصادية وسياسية تجعل هذه الدولة المبادرة واثقة من نجاح مساعيها الحميدة اما لو كان الصراع بين حكومة دولة معينة ومعارضيها من الشعب وبعد ان وصل الحال الى الاعتقالات و القتل والهدم وهتك الاعراض كما في سورية , هنا تكمن صعوبة ما قد تحتاج لجهد دبلوماسي كبير ربما تنوء به هذه الحكومة المبادرة للحل .. ولو سلطنا نظرة فاحصة على واقع العراق وسياسته الخارجية اتجاه سوريا فانه واقع ينبأ بالتخوف القائم على خلفية لما سبق من تدخلات حكومة سوريا بشكل سافر في العراق كان نتيجتها اهراق الدم العراقي ومن هذا المنطلق الوجل لدى خارجية العراق برزت الى الساحة ثمة تطورات وكان اهمها الموقف العراقي من دول العالم المعارضه للاسد في اتخاذها منحى معاكس لتوجهات هذه الدول في اسقاط سوريا واسدها حيث كانت الحكومة العراقية من اشد المعارضين لكل ما يساهم في اسقاط الاسد وفي توقيع العقوبات المتكررة على حكومته وهو ما اشرناه بالتخوف العراقي من ان تكون هذه اللعبة سعودية خليجية هدفها احداث فجوة عميقة وكبيرة بين الحكومتين السورية والعراقية مع خلق عدو حقيقي للعراق الا وهو سوريا ليبلع الطعم وبعد ذلك تتبرا هذه الدول من اللعبة بكاملها لتدع البلدين في ازمة مستمرة وكما فعلوا سابقا مع المتوفيين صدام والاسد طال امد عدائهم الى اخر لحظة من حياتهم لذلك نرى الحكومة العراقية متحذرة من التعاطي مع هذه الدول المطالبة باسقاط الاسد الصغير .. ولو تمعنا ايضا بمبادرة الحكومة العراقية في حلحلة النزاع الحكومي السوري مع معارضيه من الشعب سنجد الكثير من الامور التي يجب التوقف عندها واستلهام الدروس والعبر منها.
المبادرة اذا كانت مجردة من اي املائات خارجية على العراق او سوريا فانها حالة ايجابية تدلل على تعافي الحكومة العراقية وتنامي احساسها باهليتها لاخذ موقعها الطبيعي والمتعارف عليه وسط الاشقاء العرب كما تقودنا الى استشفاف حالة من التوافق الحكومي بين البلدين وخفوت حدة التناقضات والاختلافات وكذلك اشعار للعالم اجمع بان العراق تجاوز مشاكله الامنية واصبح لديه امكانات عسكرية ناضجة اي ان المبادرة نبعت من موقع القوة والاهلية التي نتجت بعد قرب خروج اخر جندي امريكي محتل وهو امر طبيعي لكل دولة كاملة الاستقلال تتمتع بعلاقات جيدة مع هذا الطرف او ذاك لابد لها ان تدلو بدلوها في هكذا مواقف رافعة عقيرتها بانها موجودة (انا هنا).
الجميع يعرف ان العراق على خلاف دائم مع سوريا منذ الاحتلال الامريكي للعراق وكثيرا ما صرح القادة العراقيون بمدى ايغال سوريا بدماء الشعب العراقي في التفجيرات والمؤامرات العديد التي اثقلت كاهل العراق واخرت الانتعاش المرجو كما ان التلفزيون العراقي عرض الكثير من الارهابيين الذين اعترفوا بعلاقتهم بالمخابرات السورية كما لا ننسى ايواء الحكومة السورية ولهذه الساعة لشخصيات بعثية على مختلف مشاربها لها ضلع في الانهيارات الامنية في العراق وكثير من القادة العراقيين يعتبرون سوريا وحكومتها ملاذا امنا للبعث الاجرامي ونتيجة لما نقول كيف ستكون مبادرة العراق وكيف سيكون التحاور مع القادة السوريين وعلى اي اساس وضمن اي توافقات بينهم كما ان البعد العقائدي والايديولوجي العملي والنظري وتوجهات وسياسات المعارضة السورية المتمثلة بالسلفيين والشيوعيين والعلمانين والاسلاميين بشكل عام لا نعلم كيف سيكون التحاور العراقي مع الاطراف المتنازعة وهم على طرفي نقيض وبالنتيجة يتبادر الى الاذهان سريعا ان المبادرة محكوم عليها بالفشل والموت في مهدها وهذا على اقل تبرير وفقا للمعطيات التي ذكرناها انفا .
لكن الاجندات المتوفرة على الساحة العربية والعالمية والتي يكون للعراق نصيب من خارطتها شئنا ام ابينا تدعونا للتفكر والتامل بالمبادرة من وجوه اخرى ربما تخطيء وربما تصيب فالاحتلال الامريكي السيء الصيت للعراق خلف اوارات ملتهبة في نفوس القاصي والداني ناهيك عن نعته بالفشل الذريع من تحقيق أي من الاهداف المعلنة في اشاعة الديمقراطية والقضاء على الدكتاتورية وترفيه الشعب العراقي ومع قرب الخروج الامريكي من العراقي استدعت السيناريوهات الامريكية قضية غاية في الاهمية بتفعيل قيمة واهمية العراق من خلال هذه المبادرة واعطاء صورة جميلة مزوقة بنجاح امريكا والعراق الجديد على حد سواء والاحتلال الامركي هو في حقيقته تحرير وفتح صفحة تقدم وتطور وانتعاش للعراق والعراقيين وما تبرع العراق وهو المثقل بالمشاكل والقلاقل لاخماد فتنة كبرى تريد ان تحيل سوريا الى عراق ما بعد الاجتياح الامريكي في سنينه الاولى الا دليل على فتح المجال للعراق ان ياخذ دوره كاملا وهو الحليف المتميز لامريكا , وربما اوامر تلقتها الحكومة العراقية من ايران الحليفة لسورية في الدخول في المصالحة السورية من اجل كسب الوقت وانعاش الحكومة السورية على حساب المعارضة فايران لها في العراق ما لامريكا من ادارة فعالة للقطع الشطرنجية العراقية .. ورغم هذا وذاك فنحن نرى ان المبادرة العراقية لابد ان تدعم بقوة ومؤازرة الحكومة العراقية بهذا الخصوص لان سوريا تعني العراق وهي اقرب بلد عربي للعراق وفق كثير وعديد من القواسم المشتركة وخراب سوريا خراب العراق ويجب ان لا ننسى .. فسوريا الاسد رغم تقاربها مع الحكومة العراقية بكونه الراعي لها في ايام المنفى ورغم بغض الاسد لحكومة صدام ورغم المكاسب التي جناها من سقوط صدام ان كانت على الصعيد المعنوي والانفراد بالبعث او على الصعيد المادي والاقتصادي الا انه واجه العراق الجديد بشراسة بالغة التاثير اخرت من تقدم العراق فما بالك بالحكومة القادمة والتي مرجح لها ان تكون سلفية اسلامية ذات عقائد متناقضة مع عقائد الحكومة وبالتالي تصادم ربما يؤدي الى حرب يمتد جحيمها الى تصفية اخر عراقي واخر سوري كما لا ننسى ان المظاهرات والمعارضة هي من صنيع خليجي طائفي مقيت يريد ان يقظ مضجع التحولات الربيعية العربية السلمية فذهاب صدام ومجيء الشيعة لسدة الحكم في العراق وضعت حكام الخليج في خانة الارق الدائم والخوف الكبير من امتداد شعلة الديمقراطية الى بلدانهم التي بدات تدب بها حركة تغيرية لا باس بها وما تدخلها في ليبيا واليمن الا من باب عدم تكرار ما حصل بالعراق في سبيل تنصيب من يشاؤون من عملاء لهم اولا وبتدريب عملاء للقوى العظمى ثانيا .. اذن نتمنى للمبادرة ان تكون حقيقية صادقة عفوية نابعة من شعور بالمسؤولية لا وفق املاءات خارجية او مجرد ان يستيقظ احد النائمين في منتصف الليل ويقول لدي مبادرة .
كاظم اللامي



#كاظم_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة نقدية للمسلسل العراقي غربة وطن
- قصة قصيرة (وما زال التحليق مستمرا)
- نقمة القلم
- قصيدة انا والديك والعصفور
- مسرحية العار تاليف الكاتب كاظم اللامي
- قراءة لمسلسل الهروب المستحيل
- ملابسات مقتل هادي المهدي
- ابو طبر سيرة شعب
- تجليات من وحي المالكي
- مسرحية كاتم الصمت تاليف كاظم اللامي
- البرلمان الثقافي ما له وما عليه
- الحراك الثقافي التغييري


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم اللامي - مبادرة سلام ام اضغاث احلام