أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم نافل والي - قصص قصيرة بعنوان/ كؤوس الخمر















المزيد.....

قصص قصيرة بعنوان/ كؤوس الخمر


هيثم نافل والي

الحوار المتمدن-العدد: 3577 - 2011 / 12 / 15 - 15:47
المحور: الادب والفن
    




- ما أن يخطو بخطواته الثقيلة في داره، حتى يبدأ بالصراخ الذي يعلو الأفاق ويكسر هدوء الدار بصوته القبيح: ما هذا... لماذا لم تجعلوا الغرفة باردة؟! ثمَ يردف بوقاحة غريبة، قبحكم الله، ألم تعرفوا بأني سأصل الآن؟! ويشرع باستهتار صارخ وهو يدمدم: لتساقوا جميعاً كالجواري في عهد الجاهلية... ثمَ يضحك بفجور وهو يدق بقبضة يده على بطنه الممتلئة كخزان المياه! ويأمرهم قائلاً:
هاتوا لي خمري وكأسي ومزتي... هيا ... وأغلقوا الباب من خلفكم، ولا أريد أن أسمع صوت إبرة وهي تسقط على الأرض... ثمَ يشير بيده الغليظة القصيرة التي تشبه مجداف مكسور: إني أحذركم يا أولاد الأفاعي... سأقتلكم جميعاً بلا رحمة ولا أجعل نفسي تنطق بحسرة، عندها يصرخ بمرح كعادته، ليأخذكم إبليس من دوني...
لقد كانَ هاشم ح. طويل القامة، عريض المنكبين، له رأس الثور، أحمر الوجه، في صوته رنة، كالدف المثقوب! غالباً ما يتباهى بلبسه التراثي الذي يتقلده أينما كان وحتى في داره! يعمل دواراً لشراء القطع الذهبية والفضية من الناس وميزانه العادل يحمله معه ككرشه وهو فخور بهما! أمي ويجهل حتى أسماء أولاده... لا يجيد سوى بعض العمليات الحسابية التي تساعده على البيع والشراء.
ما أن زحفَ الظلام على الأرض رويداً كاللص... حتى طرقت باب دارنا بقوة جنونية وكأنَ متظاهرين يودون اقتحام حرمة الدار!
تفتح لهم أمي الباب والقلق والخوف كانَ قد تعلقا بجسدها كأزرار ثوبها... وإذا ترى عائلة السيد السكران شبه عراة يبكون( كبارهم وصغارهم) وهم يدمدمون بانكسار وخيبة وخجل:
لقد طردنا المعتوه بعدَ أن لعبت كؤوس الخمر في رأسه، وباتَ يضحك بهستيرية غريبة بينَ الهياط والمياط( الصياح والجور) توهم لنا بأنه يصرخ ويتوجع من شدة الألمِ! عندها، لم يعد يعرف نفسه، إن كانَ هاشماً أو قرداً... لقد كانَ يهتف بجنون قائلاً:
والله لو كانَ في هذا البلد ميزاناً واحداً عادلاً كميزاني... لأمتلئت السجون وفرغت القصور!! ثمَ أطرقَ بامتعاض، ماذا يعني؟ فأنا صعلوك وتخافني الشياطين! عندها قذفَ بنا في الشارع وهو يطلق لعناته وزفراته التي تطايرت من فمه كالرذاذ، يزمجر وينبش الأرض كالديك ويهتف بكل قذارة: أسرة لا تعرف الموت ولا الحياة! ثمَ صرخَ وهو يداري عجزه: لا أريد أن أرى أحداً منكم هنا... أبادَ الله نسلكم وأبعدكم عن نعمته، وهو يضحك بسفاهة قاتلة ها... ها... ها...
*** *** *** ***
- كانت حياة قيصر في الأشهر الأخيرة سلسلة من العذاب والأرق، ولياليه تملئها الكوابيس والأحلام المرعبة التي تجعل من نهاره غماً وقلق متواصل... لكنه في آخر المطاف حصلَ على ما كان يتمنى!
فقد أقنعَ عائلة حبيبته التي كانت ترفضه بإصرار لا يعرفه سوى البحر! وبعد تدخلات الطيبين... حصلت الخطوبة التي كانَ يحلم بها منذ أشهر. وها هو اليوم يحتفل بنصره العظيم في ليلة زفافه. فدعي من دعي ومن ضمنهم خال العروس- السكير رافد- ذو السمعة التي يقطر منها الخمر كمرزيب المياه! والتي تفوح منه رائحة الحانات أبداً... كانت دعوته فرضاً لابد من تحقيقه لأسرة هناء، فلبى طلبهم كارها وكأنه يكفر!
رقصَ الجميع وعلت الزغاريد في الأفاق ودوت في الآذان كأصوات البوق! وهي تعلن عن الغبطة والفرح الذي تنطق به القلوب قبل الوجوه... ثمَ رفعت كؤوس الخمر ترحيباً وأعلاناً وتآخياً مع العريس الذي لا يرى سوى صورة هناء الجالسة بجانبه كحمامة رائعة الجمال، يخفق قلبه بشدة ويدعوا أن تمر الليلة بسلام، وأعصابه مشدودة وهو يداري انفعالاته وكأنه جالس على مرجل يمكن له الانفجار في أي لحظة!
ما أن دخل الخمر فم رافد وتحسسه وذاق طعمه حتى دارت في رأسه الشياطين الشريرة وأفكارها الخبيثة المرعبة التي أعتاد عليها عندما يكون تحت وطأة الشراب الملعون وسحره! ولم يتم كأسه الثالث حتى أنتفض وسط الجموع المحتفلة وهو يدق الأرض بقوة بقدمه وكأنه يرقص... يصرخ بلسان متلعثم وبدنه يتمايل كلهب الشمعة وشعرهُ الأشعث الذي يشبه ليف عرنوص الذرة الصفراء يذهب ويأتي ليبدو هو الآخر يرقص من الفرح!
رفعَ رافد كأسه وهو يقول:
أنا الثور الذي هو أبلد من السلحفاة! ثم يقهقه بعفوية خارقة! رفعَ صوته وهو ينظر إلى قيصر( الغائص في مقعده بعدَ أن على الوجوم محياه وتلبدت سمائه بغمامة سوداء قاتمة وكأنه كانَ يتوقع حدوث المأساة وهذه هي بدايتها)
وأستطردَ رافد قائلاً مسترسلاً كالشاعر: أنا الذي أكون أبغى من الإبرة! أحضر عرس عزيزتي وحبيبة قلبي بنت أختي الغالية! ثمَ زئر بأعلى صوته: ليردد الجميع من بعدي وكأنه ينوي الغناء:
بصحة العروسة... وبصحة العريس... ثمَ فجأة تغيرت لهجته التي مازالت عارية من السباب! فقالَ:
حسبناه أحمق وهو باخس( مليء الدهاء)، لقد سرقها منا هذا الملعون! وسوف لن نراها ثانيةً ولم يبقى إلا أن يخبئها في صندوق! ثمَ قالَ كمن ينذر بالويل، سمنْ كلبك يأكلك... ثمَ طفق يضحك وهو يتلمظ ويمص شفتيه كالأفعى ويردد: سأدقُ رأسك يا وقح، وهو يشير إلى المسكين صاحب الفرح! وأردف: ثمَ أنك يا ولد أبخل من صبي! ومنظرك يوحي لي بأنك تشبه التيس! ولك أنف يشبه منقار النسر! وحركاتك لا تعجبني أبداً فهي تذكرني بحركات وخبث غراب نوح... ثم يقهقه هه... هه... هه... وكأنه لم يصدق بأنه أستطاع أن يأتي بأمثلة جاءت تتناسب وخطبتهِ البتراء! عندها وقفَ أمام العريس ليواجهه مباشرة وهو يقول بتراخي بعد أن جهد نفسه في الحديث وقال بعدَ أن تهدج صوته:
أنا هكذا... أرحب بأحبائي بطريقتي الخاصة! ثمَ صرخَ وعينيه ثابتة عليه وهو يقول بصرامة بدت مقلقة:
إياك أن تلمسها أو تؤذيها... فهي وكما ترى كالزهرة في رقتها وجمالها، هل فهمت؟! وإذا بحركة خاطفة منه، سحبَ فيها مسدسه الكالح كالخنجر وهو يصوبه نحو قيصر... ثمَ يطلق طلقة في الهواء وهو يزمجر بشكل مخيف وبجنون أعمى: قلت لك سأقتلك إلا تصدق ما أقول...
*** *** *** ***
- جالسه في ركن مظلم من الحانة وكانَ الخمر ثالثهما!
لم يكن جاسم يعرف الكثير عن داود، لكنه كانَ مصمماً في هذه الليلة على أن يخرج الثعبان من كهفه! فدعاه وهو يحاول الابتسام ويطرح عليه وده ويوعده بالمسرات والمغامرات التي تطيب لها النفس وتستقر عندها الروح! وما أن صعد الخمر في الرأس، حتى أصبح الهذيان رب كونهم! وأسترسل داود في الحديث عن مغامراته مع النساء... كانَ داود يتيماً، لم يتجاوز الثلاثين، له عيون جميلة كعيون النساء! يعمل في متجر لبيع العطور، ومن خلال عمله، يستغل بعض ظروف زبائنه لعمل علاقات غرامية، أصبحت مع الوقت شاغله الوحيد! وهو دائم القول: البصر في الزبون تجارة!
في حين كانَ جاسم يستمع له بصمت وهو حزين، وكأن مسرات الحياة لم تعد تستهويه... ودخان سيجاره يعلو في الأفق كالخواتم وهو يصك على أسنانه غيظاً، في حين كانَ داود يروي أحداث مغامراته وكأنه يفسر أحلاماً!
حتى وصلَ إلى آخر علاقة جمعته مع فتاة متزوجة وبدأ يكثر من محاسنها ومفاتن جسمها بشكل مخجل...! يتلعثم في الكلام وهو يحاول وصف عنفوان شهوتها ثمَ قالَ فرحاً بشكل ملفت للنظر، يجعل القلب يتوقف عن النبض من غبطتها:
سوفَ لن تصدق يا عزيزي وحبيب قلبي جاسم، لقد كانت على السرير كالأفيون، لا تشمه مرة حتى سرعان ما تدمن على معاقرته! ثمَ أستطرد بعدَ أن أستخف فيه الطرب، وعلقَ الخمر في عقله، وهو يلمح مدى تأثر جاسم وإصغائه العجيب لما كان يقوله، عندها تشجع وحاولَ أن يبالغ في وصفه فقال بمكر وهو يتمالك نفسه بالكاد:
يا رجل لقد كانت تتكلم على زوجها وكأنه سجانها! بل أبعد من ذلك عندما باحت لي بسرها وهي تقول:
إني أستغفله، لأنه وببساطة حماراً لا يفهم سوى أن يؤدي عمله الشاق اليومي دونَ أن يفقهه بأن الحياة ليست واقفة على العمل فقط... ثمَ أردفت وهي تغني بعدَ أن زرعت على وجنتي قبلاً حارة:
لم يكن يلبي حاجاتي النفسية أبداً، وكلما حاولت أن أوصف له شعوري، يجيبني بتذمر: إني متعب...! ثمَ أنهت حديثها قائلة: حمار لم يفهمني...
أفرغَ داود كأسه في جوفه وهو يقول: آه يا عزيزي جاسم، لو يفهم الإنسان الآخرين على النحو الصحيح، لاختفى الشر من على الأرض كالديناصور! ثمَ شرع يتباهى بالكلمات فقال: غالباً ما يحاول الإنسان أن يكون هو خالق ألآلامه( الإثم والخطيئة) ومن ثمَ يصب نار انفعالاته وجم غضبه وحسراته على الحياة ورأس الدنيا والناس، دونَ أن يقف عند مسبباتها الحقيقية... آه يا له من مارد غبي، سفيه ومتكبر...
ثمَ أدار في كأسه ما تبقى من الزجاجة وشرعَ يقول وهو يتغنى تغيراً للموضوع: لقد كانت سمية سائلاً ذبت فيه كقطعة من السكر! ماذا أقول لكَ... لقد كانت مختلفة جداً... ثمَ شرع يقول بعدَ أن بات فجأة شاحب الوجه، شاخص البصر وهو يهتف بتراخي:
تصور بأنني قلت فيها شعراً مقفى، أسمع ولا تقاطعني أرجوك... قالها بلسان ثقيل وكأنه سينام بعد حين!
أنا لا أهوى في الدنيا سواكِ
كل ما أملك، الروح والقلب فداكِ
وهل حبي مثل حبكِ ابتلاكِ
أهيم وكأن هيامي خطيئة حياتي
يا من جعلتني أشعر بالحياة بعدَ مماتي
فأنا لا أهوى في الدنيا سواكِ.
ماذا أراكَ لا تبكي؟! لقد قلت لها هذه الأبيات من الشعر وهي مازالت في السرير بجانبي كما ولدتها أمها! عندها بكت وقبلتني وكأنها ستودع الحياة! وأنت أراك عصي الدمع... شيمتك النظر!
ثمَ أستطرد بمكر: يا لكَ من إنسان متحجر، لا تملك المشاعر... لقد أحببتها فعلاً هل تصدق؟! عندها أردف بتخاذل، من حقك أن لا تصدق، فمن يعرف تأريخي يرجمني بالخطيئة... وهو يقهقه وكلماته تتدحرج من فمه بصعوبة، واتسعت عيناه وأصبحت غائرة كعيني مريض ميئوس من شفائه! قاطعه جاسم بحدة، وهبَ قائماً متوثباً وهو يقرض أظافره بعصبية كالقرد وصرخ ساخطاً... حتى تلبست صورته هيئة شيطان، ليبدو كالأشرار الذين يراهم الله! بعدها وجه له ضربة أسقطت من فكه ثلاثة أسنان شابة! وهو يزمجر:
أنك تتحدث عن زوجتي يا سافل، هل تعلم ذلك؟!



#هيثم_نافل_والي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة بعنوان/ معاناة عائلة
- قصة قصيرة / الطريق
- حكاية بعنوان / وعد
- رواية بعنوان / لحظات عبور المنقذ-الجزء الأول
- مجموعة قصص قصيرة بعنوان / مسكين في الزمن الحاضر
- قصة قصيرة بعنوان / ورطة
- قصة قصيرة بعنوان / لعنة
- حكاية امرأة عراقية
- قصة قصيرة بعنوان / صراع الروح
- قصة قصيرة بعنوان / الحدث
- قصة قصيرة بعنوان / سوء فهم
- قصة قصيرة بعنوان / شهرة
- حكاية بعنوان / رجل من الشرق
- قصة قصيرة بعنوان / حب في زمن الأخلاق
- قصة قصيرة بعنوان / الوداع
- قصة قصيرة بعنوان / رقم 101
- الدين وعلماء العصر الحديث
- قصة قصيرة بعنوان / مبارزة
- قصة قصيرة بعنوان / السر
- قصة قصيرة بعنوان / جنون الحزن


المزيد.....




- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...
- حديث عن الاندماج والانصهار والذوبان اللغوي… والترياق المطلوب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم نافل والي - قصص قصيرة بعنوان/ كؤوس الخمر