أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - مواجهة مع أحد المرتدين















المزيد.....

مواجهة مع أحد المرتدين


فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 3577 - 2011 / 12 / 15 - 16:48
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


كتب أحد المرتدين في إسرائيل باسم (نبيل عوده) يدين ثورة أكتوبر والتجربة الاشتراكية السوفياتية يقول ..
(1) ما كان في فترة ماركس لا يمكن ان نواصل العمل على اساسه نتيجة التغيرات العميقة والثورية في المجتمعات الراسمالية نفسها؛ مثلا تبين ان البروليتاريا هي ظاهرة اوروبية تتعلق بواقع اجتماعي واقتصادي وقانوني اوروبي ولم تظهر في أمريكا ..وهو موضوع اساسي في فهم نقد ماركس للاقتصاد الراسمالي
(2) نظرية الثورة الماركسية مثلا لم تطبق في روسيا وما طبق نظرية لينينية روسية. هذا لا ينتقص من لينين وعبقريته ولا من ماركس وفلسفته، ألا يحتاج الموضوع الى دراسة؟
(3) حول ستالين ، كان موقف لينين عزله قبل ان يصاب بالفالج محذرا من صفاته الشخصية الفظة
هل تظن ان اقامة السوفوخوزات بالقوة ومحاولة دمج الشعوب بالحديد والنار والقتل هي ماركسية؟
وهل هي من الاشتراكية في شيء؟


لا يتجرأ على إدانة ثورة أكتوبر سوى المرتدين من كتبة البورجوازية الوضيعة. ليس بوسعنا إدانة المرتد كاوتسكي أو المنشفي بليخانوف اللذين أدانا ثورة أكتوبر حينها كما ندين المرتدين اليوم لأنهما لم يعاصرا انجازات المشروع اللينيني الهائلة كما عاصرها المرتدون المحدثون. نحن نرد على أحد هؤلاء المرتدين كي نبين للعامة ضحالتهم الفكرية وهم يسرقون بعض الأفكار الهامشية الجوفاء من الدفاتر القديمة لأعداء الاشتراكية ومجندي الامبريالية، من دفاتر السي آي إيه والمكارثية. لذلك سأحاكم مقولات المرتد نبيل عودة واحدة بواحدة ..

(1) أولى الحيل التي يستخدمها أعداء المشروع اللينيني في الثورة الاشتراكية العالمية هي التعميم فيتحدثون عن الدكتاتورية والقمع والطغيان والحكم الفردي وإلغاء الآخر وما إلى ذلك من تخرصات دون تحديد الوقائع بعينها التي تسند مزاعمهم. يقول المرتد عوده أنه لا يمكننا أن نستمر بالعمل على أساس ما كان في عهد ماركس. عن أي أساس يتحدث المرتد عوده!؟ بهكذا تعميم هو يلغي ماركس الذي رأى وجوب أن يعي الشيوعيون المتغيرات التي لا تتوقف للحظة مثلما تقطع المادية الديالكتية. وليكشف عودة عن ضحالته الفكرية يقول بأن البروليتاريا حالة أوروبية وليست أميركية !!! القصور الفكري لا يأتي حقاً من شخص المثقف عوده، بل من الحزب الشيوعي الذي غرق في العمل السياسي ولم يشرح لأعضائه والمحيطين به المعنى الكامل لمفهوم البروليتاريا وهو بحق من أسس الماركسية والانتقال للشيوعية. لئن كان ما ادعى به عوده صحيحا فعبثاً ضيع ماركس عمره وحكم على عائلته بالجوع الدائم من أجل بناء نظري هش لدرجة أن أحد المرتدين الصغار يعصف به وكأنه قبض الريح.
لماذا علي أن أتابع ما يكتبه شخص لا يعي معنى مفردة البروليتاريا، يا نبيل؟ البروليتاري هو العامل الذي يقوم بعمل محدود لا قيمة تبادلية له قبل أن يضاف له أعمال عمال آخرين يعملون معه بذات الوقت. هذا هو البروليتاري بغض النظر عن أحواله المعاشية.
(2) ما يثير الدهشة والعجب حقاً هو أن أحدهم يرتد عن الماركسية، كما ارتد السيد عوده، دون أن يتحقق من تفاصيل كبيرة في تاريخ المشروع اللينيني. بداية قامت السوفيتات بالثورة البورجوازية في فبراير شباط 1917 وكان برنامجها يرتكز في ثلاث قضايا، أولها وقف الحرب، وثانيتها الإصلاح الزراعي، وثالثتها دعوة جمعية تأسيسية لسن دستور جمهوري جديد. مرت سبعة أشهر دون أن تشرع حكومة الثورة البورجوازية المؤقتة بالعمل على أي من هذه القضايا الثلاث، بل بالعكس فقد نشطت أكثر في المشاركة في الحرب حتى بات مصير روسيا في خطر حقيقي. في سبتمبر ايلول 1917 وجه لينين إنذاراً لحكومة كيرانسكي البورجوازية بأن البلاشفة سيسقطونها إن لم تبادر حالا إلى ايقاف الحرب بعد أن وصلت جيوش ألمانيا إلى أبواب العاصمة بتروغراد. قطاعات كبيرة من البورجوازية ومنها كوادر واسعة من الحزب الاشتراكي الثوري الحاكم نفسه ناشدت البلاشفة للإنتفاض على الحكومة وإسقاطها. في 6/7 نوفمبر (25 أكتوبر شرقي) غدا لازباً على البلاشفة الإنتفاض وإسقاط الحكومة البورجوازية لإنقاذ الكيان الروسي من الانحلال تحت الاحتلال الألماني ولاستكمال الثورة البورجوازية وتنفيذ برنامجها كاملا؛ ولذلك أصدرت حكومة لينين في صباح 7 نوفمبر مرسومي الأرض والسلام، ودعا جميع الأحزاب البورجوازية للإشتراك في حكومته، وجرى انتخاب جمعية تأسيسية بعد أسابيع قليلة. في أكتوبر كان انتفاضة وليس ثورة، انتفاضة لتصحيح مسار الثورة البورجوازية وليس ثورة اشتراكية كما وصفت فيما بعد؛ إذ كانت الأممية الثانية في مؤتمرها العام في بازل 1912 قد قررت بأن يقوم الاشتراكيون (حزب لينين) بالثورة البورجوازية حتى النهاية بسبب العجز التاريخي للطبقة البورجوازية الروسية. البورجوازية الروسية رفضت أن يقودها البلاشفة لاستكمال ثورتها وعادت تعمل للاستمرار في الحرب والمخاطرة بمصير روسيا ولذلك أعلنت معارضتها للإتفاق مع الألمان على الصلح في معاهدت برست مارس آذار 1918، وانتظمت في جبهة واحدة تحارب الشيوعيين. في مارس آذار 1919 لحقت بالبورجوازية هزيمة ساحقة على أيدي البلاشفة وهو ما استدعى لينين لأن يعلن انتفاضة أكتوبر ثورة اشتراكية، وأن البروليتاريا الروسية متقدمة على البروليتاريا الألمانية، وأن موسكو هي مركز الثورة الاشتراكية العالمية كما جاء في إعلان تشكليل الأممية الثالثة. وكان ذلك الإعلان إعلاناً صحيحاً وصائباً ففي نوفمبر من ذلك العام ثار الشيوعيون الألمان وشكلوا حكومة عمالية في بافاريا لم تصمد أمام الحرس الوطني أكثر من عدة أسابيع.
بقي أن نقول للمرتد عوده أن كارل ماركس وفي مقدمته للبيان الشيوعي باللغة الألمانية قال بأن شرارة الثورة الاشتراكية العالمية يمكن أن تنطلق من روسيا، ولذلك عاد لينين ليقدح تلك الشرارة في مارس آذار 1919 وليس في أكتوبر 1917
ونقول أيضاً أن أحداً في العالم لم يكن ليقول في خمسينيات القرن الماضي أن الاتحاد السوفياتي ليس دولة اشتراكية. بل إن أخصائيي الدراسات العسكرية في الدول الرأسمالية قد أكدوا بأن الاتحاد السوفياتي ما كان ليهزم ألمانيا لو لم يكن اشتراكياً. ألمانيا التي سحقت أكبر إمبراطوريتين استعماريتين، بريطانيا وفرنسا، خلال أسابيع قليلة سحقها الاتحاد السوفياتي وهو لم يكن مستعداً للحرب. وهذا حقيقة تظل إشكالاً كبيراً مفحماً للمرتدين.
(3) لم يكن صعباً حقيقة على الرجعية والغرب الاستعماري مساواة الاشتراكية السوفياتية بالرفيق ستالين، فقد عمّر الحزب الشيوعي بقيادة الرفيق ستالين كل البنيان الاشتراكي في الاتحاد السوفياتي، وما إن غاب ستالين حتى بدأ البنيان الاشتراكي بالتصدع والانهيار بفعل الصراع الطبقي الذي لم يكن يعيه كما يجب رفاق ستالين في القيادة. استغلت القوى الرجعية والاستعمارية التقرير السري الفاضح الذي أدلى به خروشتشوف في مؤتمر الحزب العشرين 1956 ذلك التقرير الذي لم يكن من وثائق الؤتمر، بل كان تقريراً شخصياً لم يطلع أو يصادق عليه المكتب السياسي للحزب كما هي الأصول، وقد دبجّه خروشتشوف بتحريض من العسكر الذين لم يكن ستالين يحترمهم أو يعطيهم دوراً في اتخاذ القرارات العامة.
يتحدث المرتد عوده عن وصية لينين بعزل ستالين؛ يتحدث دون أن يتحقق من مرجعية حديثه بغير ما سمعه من ألسنة السوء. إقرأ يا عوده رسالة لينين التي وصفت بالوصية اعتباطاً. إقرأها وعد إلي نادماً على ما قلت. يقول لينين في تلك الرسالة مخاطباً اللجنة المركزية .. عليكم أن تناضلوا من أجل إبعاد ستالين عن مركز الأمين العام لأنه لا يجوز أن يكون الأمين العام فظاً كستالين. ابحثوا عن شخص آخر يشبه ستالين بكل شيء باستثناء الفظاظة، لكن ليس تروتسكي قليل البولشفية. أعضاء اللجنة المركزية قرأوا الرسالة على أن لينين لا يريد أحداً أميناً عاماً للحزب غير ستالين ولذلك صوتوا بالإجماع لصالح ستالين بالاستمرار أميناً عاماً بعد أن قدم ستالين استقالته مصراً على أنه لن يكون إلا فظاً مع أعداء الثورة، ويذكر في هذا السياق أن تروتسكي صوّت لصالح ستالين.
ويتحدث عوده عن دمج الشعوب بالحديد والنار والقتل. مرة أخرى ينقل عودة من دفاتر المخابرات وعملاء الإمبريالية. يشير عوده إلى مواجهة الحزب الحازمة للثورة المضادة التي قام بها الكولاك (أغنياء الفلاحين) ضد الثورة ما بين 1929 ــ 31 منتهجين تجويع العمال في المدن من أجل إجهاض الثورة ــ هل كان على الحزب أن يسمح بذلك بعد أن ضحى ملايين العمال والفلاحين الفقراء بأرواحهم دفاعاً عن الثورة !؟ لو نجح الكولاك في مؤامرتهم لتغير تاريخ القرن العشرين ولاتسعت وتعمقت الإمبريالية تسحق الشعوب الكادحة. تمت مصادرة أراضي الكولاك وترحيلهم إلى سيبريا حيث هناك لا يأكلون إلا من عرق جبينهم فبنوا أجمل المدن السوفياتية.
الحرب العالمية الثانية قدمت برهاناً قاطعاً حول الحرية والمتحررين. الشعوب السوفياتية ضحّت بكل مقدراتها وبسبع وعشرين مليون نسمة تلبية لنداء قائدها ستالين للدفاع عن الوطن. ما كان شعب يدفع بمثل هذه الأثمان لو لم يكن حرّاً يدافع عن بلاد توفر له الحرية والخبز. اشتهر الجنود السوفيات بالقتال دون تراجع وهو ما روّع الهتلريين في حين استسلمت جيوش فرنسا على خط ماجنو خلال أسبوعين، وهربت جيوش بريطانيا مهزومة في دنكرك
ونسأل المرتدين وكل الذين يتحدثون حديث السوء عن الاتحاد السوفياتي .. كم شخصاً قتل لإسقاط آخر دولة سوفياتية. الجواب شخص واحد قتل خطأً ويقتل في سوريا خمسة آلاف وتظل الدولة صامدة ــ أين الحديد والنار والقتل أيها المرتد عوده؟

كنت سألت المرتد نبيل عودة سؤالاً لم يجب عليه، ولن يجيب لأنه لا يعرف. سألته عن الفرق بين الاشتراكية التي وصفها كارل ماركس بالمرحلة الأولى للشيوعية. هو لا يعرف الفرق ومع ذلك يقول أن لينين ليس ماركسياً !! هكذا قال معلمه المرتد كاوتسكي ومع ذلك يطلب مني أن أتابع كتاباته. أنا لن أقرأ كاوتسكي مرة أخرى.

www.fuadnimri.yolasite.com



#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية إقتصاد السوق
- رفيقنا الشيوعي الأميز علي الأسدي
- ليست الأخطاء هي التي أفشلت الاشتراكية
- العمل الشيوعي في عالم خارج التاريخ
- في نقد الإشتراكية السوفياتية
- من الديموقراطية إلى الشيوعية
- خيانة الاشتراكية وانهيار الإتحاد السوفياتي
- دور النقد في انهيار الرأسمالية
- المثقفون وسقوط التاريخ
- اللغو البغو تلغيه وقائع التاريخ
- نذر الكارثة الإقتصادية تقرع طبولها
- الإفساد بالأدلجة
- نقد فظ لشيوعي ناعم
- ماذا عن وحدة اليسار
- الإشتراكية والديموقراطية
- لن تكون رأسمالية في روسيا
- إنتهت الرأسمالية إلى الإنحلال وليس إلى الثورة !!
- حاجة العالم للينين مرة أخرى
- ماركسيون بلا ماركس
- لماذا الأول من أيار !؟


المزيد.....




- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - مواجهة مع أحد المرتدين