أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إبراهيم اليوسف - خارج النص














المزيد.....

خارج النص


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3577 - 2011 / 12 / 15 - 13:27
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



لعل الكتابة الحقيقية، هي تلك التي تعبر عن عوالم الكاتب، كما هي، بحيث تكون صدى عما يفكر به، من دون أي اختلاف، أو تحريف، لتكون" الكتابة/ الكاتب" نفسه، لدرجة أننا إذا أردنا استقراء رؤية الكاتب، فإننا نعود إلى عوالم كتاباته، ذاتها، حتى نتعرف على رؤيته للحياة كاملة.

وإذا كانت العلاقة بين الكاتب وإنتاجه، ينظر إليها، وفق هذا الفهم، فإن هناك ثمة كتاباً، لا يمكن التعرف على " شخصياتهم" من خلال تتبع كتاباتهم، وهذا ما دفع بالإغريق إلى القول:" كاتبك المفضل عليك ألا تتعرف عليه"، رامين بذلك إلى احتمال وجود هوة بين سلوك الكاتب وإنتاجه، وإن مثل هذه الهوة، في ما إذا وجدت فإن لها دواعيها، وأسبابها الكثيرة.

والكتابة المرادة، هنا، هي الكتابة النثرية، من مقال، أو سيرة، أو خطاب، حيث يتطلب أن تكون درجة الصدق فيها عالية، من دون أي تزوير، أو مجافاة للحقيقة، والواقع، إذ أن مقال الكاتب، الذي يقدمه إلى قرائه، سواء أكان منتظماً في أحد أوعية النشر،أو غير منتظم، مكتوباً وفق قراءة الناص لما حوله، ليس من المعقول أن يصف خلاله طفلاً باكياً، على أنه سعيد، أو يصف مظلوماً على أنه راض، عن الظلم الذي لحق به، كما أنه لا يجوز أن يكون انتقائياً في تناول ما حوله، كأن يكتب ما يريد، و"يغمض" عينه عن ذكر ما لايريد.

وإذا كان من واجب الكاتب أن يصورما حوله، كما هو، دون زيادة أو نقصان، فإن هناك حالات ما-ولاسيما في ما يتعلق بالقصِّ- حيث أن الكاتب قد يرسم شخصيات متناقضة، منها الخيِّرأو الشرِّير، فليس من الإنصاف أن نجد في سلوكيات الشخصية الشريرة، على أنها مطابقة، أو مستنسخة عن صاحبها، وفي هذا ظلم كبير للكاتب، لأن هناك بوناً واسعاً، بين العالمين الفني والواقعي للكاتب.

لقد تناول الأدباء والفنانون –عبر تاريخ الأدب- شخصيات متناقضة، في أدبهم، حيث من الممكن أن يتم تقمص حالات الشخصيات المتناولة، كلها على حد سواء، وليتركوا مسافة بينهم وأبطالهم هؤلاء، ليبينوا حقيقة تصرفاتهم، فالقاتل الذي يوجه مسدسه إلى ضحيته، ليرديه قتيلاً، إشباعاً لغريزة القتل، يقدم القاص، أو الروائي هذه الشخصية الشاذة، كما هي، وإنه لايمكن أن نحاكمهما البتة على الرأي الذي يتبناه هذا القاتل، مادام أنه يقدم رؤى الضحية نفسها، كما هي، لأن هذا الإنتاج الأدبي، يجب أن يكون وثيقة فنية لإدانة القتل، في النهاية، وأن جوهر رسالة الأدب يكمن في إنسانيته.

ومادمنا، نميز، بين نمطين من السرد، أحدهما فني، والآخر واقعي، فإن الكتابة الواقعية مطالبة أن تكون صدى لما يجري حول صاحبها، حيث أن مسؤوليته تكون أكبر، أمام ثنائيتي الصدق والكذب، وإن درجة الصدق لديه تتعلق بذلك القدر الذي يتمتع به، في أداء خطابه، وهنا تماماً، تكمن خطورة وحساسية مهمَّة هذا الكاتب، بعكس الأديب الذي يتوغل في عوالم الفن والجمال والرمز، بما يضمن له هامشاً من التورية، وحتى المراوغة، أمام السلطة، ولهذا فإن كاتب"العمود الصحفي" أو"الريبورتاج" أو الخطيب..مثلاً...!، هم أكثر عرضة للمسؤولية، ودفع ضريبة الكتابة، حيث لا خيار ثالث أمام هذا الأنموذج من الكتاب، سوى تبني الواقع أو القفز فوقه، أو حتى تزويره........!.

[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة والشباب: من يصنع الآخر؟
- حمص: إعدام مدينة
- إشهدوا أنها-كفر نبل-..!
- نقد الهزيمة وهزيمة النقد..!
- الجامعة العربية والنظام السوري: تفسير الدم بالماء..!
- ثنائية التفاؤل والتشاؤم
- الاستعصاء على-فكِّ الأسر-1
- الاستعصاء على-فكِّ الأسر-
- معلم الكذب وكذب المعلم
- الكتاب رقيباً لا مراقباً: مكتبة في جيب قميص
- الكاتب والصدمة الاستثنائية
- بين الناقد والشاعر
- بشار الأسد: قراءة -سيميائية- في ملامح وجهه
- -نقد النقد- في أسئلته الجديدة
- برهان غليون في-بروفة-سياسية فاشلة:
- مشعل التمو يحاكم قتلته
- -البيانوني- في دوَّامة تناقضاته
- مشعل التمُّو يرثي
- صديقي مشعل التمو فارساً للموقف
- : صورة فوتوغرافية لمدينة أحبها مشعل التمو


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إبراهيم اليوسف - خارج النص