أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادين البدير - ويل للمنافقين














المزيد.....

ويل للمنافقين


نادين البدير

الحوار المتمدن-العدد: 3577 - 2011 / 12 / 15 - 09:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يستيقظ على موعد مع الأعلى. والأعلى هنا ليس الله أو الضمير. يستيقظ بلا رأى أو شعور. صباحه كمسائه لا نكهة لهما. ولا دور له بهما، لا يرسم أى ملامح لأيامه.

يبدأ الكتابة.. الكاتب المشهور والصحفى اللامع. يريد إنهاء قطعته اليومية. لكنه يتذكر موعده. ويتجه فوراً قبلة رب قلمه وعموده وتوزع الجريدة. ونقرأ العمود وبقية الأعمدة. نقرأ التطابق حد الكفر. وتتكشف شفرة بلهاء يفكها أى صغير. صفحات الحرية أصبحت مسرحا للعرائس المتحركة. كل العرائس كانت على موعد مع الكبير، وبعضها مازال ينافق حالماً بلقائه ذات يوم بعد كل حدث، بعد كل بيان، بعد كل خطاب.. تتفق الأقلام الصحفية على رأى واحد. من يصدق هذا الإجماع المخيف؟

من يصدق تفكيرهم الأوحد؟ كأن وحياً مر عليهم ليلاً فحفظوه وأعادوا صياغته، كل بطريقته، لينشروه صبحاً مقالاً يخدم الأعلى ويخون المواطن. أين شرف المهنة؟

لاتزال صحافتنا صحافة بداوة لم تنتقل للمدينة ولم يمارس عليها التوطين. لايزال الصحفى يظن نفسه شاعر البلاط القديم، مهمته مدح الخليفة وهجاء معاديه، أما الحقيقة فأبعد عن كل اهتماماته. مضحكون. يفاخرون بأنها دلائل وحدة وطنية. الوحدة الوطنية لا تظهر على صفحات الجرائد إنما هناك فى الشارع العام. الوحدة الوطنية تتجلى بين أفراد الشعب ووحدتهم مع أرضهم وتكاتفهم مع بعضهم، ولهذه قصص أخرى موجعة. أما التكاتف بين الصحفى والمسؤول فليس وحدة وطنية ولا هو مؤشر لأى وحدة . إنما هو عقد نفاق. وعقد نفاق مرحلى.

أحدث مثال هو بيان وقعته بعض الأقلام الناشطة السعودية عرف بـ(بيان القطيف)، فور ظهوره هجمت عليه الصحافة لتنتقده بصورة عاطفية رديئة، وأعلن سماحة المفتى نقده للبيان فهناك فى رأيه قنوات رسمية لإيصال صوت المواطن للمسؤولين دون تواقيع وفضائح. ألا يعرف سماحته أنه لا وجود هنا لمؤسسات مجتمع مدنى، فكيف سيصل الصوت للمسؤولين؟ وألا يعرف سماحته أنه لا مجال لكل الأصوات الحقيقية فى قناة الصحافة إنما أصوات قارعى الطبول، فكيف سيصل الصوت للمسؤولين؟

حين يتهجم الصحفى على المواطن دفاعاً عن موقف المسؤول، فهذا لا يعنى أننا نعيش وحدة وطنية إنما أزمة وطنية. فرقة بين الإعلام والشارع العريض، وقطيعة بين منبر المفترض أنه ملك لحق المواطن فى التعبير عن رأيه (أياً كان ذلك الرأى) فى ظل غياب كل الوسائل المدنية، لكن بدلاً من ممارسة هذا الدور الشريف تنتهك الصحافة عرض ذاتها وتبيح شرفها، فتصنف المواطنين وتطلق عليهم الأحكام بين خونة ومخلصين. تخذلهم، تزجرهم وتقمعهم، ثم تجلد صوت المواطن بسوط القلم. هذه هى المباحث الحديثة. معتقلات صحفية.

انتهى عهد اعتقال الصحفيين. صار الصحفى جزءاً من النظام وجريدته هى المعتقل. هنا يوأد الفكر وتشوه سمعة الحرية، وهنا يباع الإعلام بين مزادات البلاط.

الصحفيون العرب الذين مارسوا النفاق للمسؤولين القدامى، مازالوا موجودين. امتداحهم للثورات وشتمهم للرؤساء الراحلين لا يعنيان أنهم تحولوا عن خطهم وعادوا لشرف المهنة والوطنية، ما حدث عشية الثورة أنهم جددوا نفاقهم وحولوا وجهته فقط. هذه المرة سيولون وجوههم شطر الشعب. سيقرعون له الطبول، فالشعب اليوم هو (المسؤول). وفور شعور المنافقين بأن البساط بدأ ينسحب سيولون وجوههم شطر قبلة جديدة وسترون. يستيقظ ليكتب عموده ولا ينظر للمرآة، فتقاسيم مقاله كتقاسيم وجهه، صارت تحمل خليطاً مشوهاً من وجوه كل المسؤولين الذين مروا من هنا.



#نادين_البدير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلف مصر.. نسخة تايوانية
- فى السعودية.. هذه انشغالاتنا
- السعودية: نجم الليبرالية الجديد
- شباب التحرير صناع التحرير
- عيب عليك يا شعب
- كنائس الخليج
- لا للحريات الاجتماعية
- امنحنى السلطة أمنحك الفتوى
- ميليشيا الشرطة الدينية.. قريباً
- حياتى كعازبة
- متى أستطيع..؟
- فتوى المرضعات الجدد
- ما بكم؟ وما كل هذا الغضب؟
- أنا وأزواجى الأربعة


المزيد.....




- شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات ...
- هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
- إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف ...
- مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
- الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ...
- فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار ...
- شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم ...
- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
- حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادين البدير - ويل للمنافقين