أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - تطوّر الإنسان














المزيد.....

تطوّر الإنسان


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 3576 - 2011 / 12 / 14 - 21:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يؤيّد بهاءالله (حامل الرسالة البهائية) علماء الأحياء الّذين وجدوا أنّ جسم الإنسان يعود في تطوّره إلى نوع عاش قبل ملايين السّنين. فالجسم البشريّ وقد بدأ بشكل بسيط تافه في ظاهره قد تطوّر في مراحل خلال أجيال لا تعدّ، وازداد تعقيدًا وتحسّنًا في تكوينه إلى أن بلغ إلى الإنسان الحاضر. ويتطوّر كلّ جسم بشريّ في بطن أمّه في سلسلة مراحل من مضغة أشبه بمادّة هلاميّة إلى رجل كامل. فإذا صحّ هذا على الفرد الإنسانيّ بما لا ينكره أحد، فلماذا نعتبر تطوّر النّوع الإنسانيّ على الأرض شيئًا مشينًا برفعة الإنسان وكرامته؟ وهذا موضوع يختلف تمامًا عن موضوع انحدار الإنسان من القرد. فقد يشبه جنين الإنسان يومًا ما سمكة ذات ذنب وخياشيم، ولكنّه ليس بسمكة بل هو جنين بشريّ. وكذلك النّوع البشريّ ربّما يشبه في تطوّره كما تراه أعيننا في الظّاهر نوعًا من الحيوانات الواطئة، لكنّه كان في ذاته نوعًا بشريّا يمتلك القوى الكامنة الخفيّة الكفيلة بتطوّره إلى الإنسان الحاضر الّذي نراه اليوم، بل ونحن واثقون من أنّه سيتطوّر في المستقبل إلى إنسان أعلى وأسمى من الإنسان الحاضر بكثير، ويقول عبدالبهاء( مركز العهد والميثاق في العقيدة البهائية) في كتاب المفاوضات:-

"من الواضح إنّ هذه الكرة الأرضيّة تكوّنت في رحم العالم، ونشأت ونمت ومرّت بصور وحالات مختلفة حتى وصلت بالتّدريج إلى كمالها وتزيّنت بمكوّنات غير متناهية وتجلّت في نهاية الاتقان. إذًا اتّضح أنّ تلك المادّة الأصليّة الّتي هي بمنزلة النّطفة كانت عناصرها المركّبة ممتزجة امتزاجًا أوّليًّا، وهذا التّركيب نشأ ونما بالتّدريج في الأعصار والقرون، وانتقل من شكل وهيئة إلى شكل وهيئة أخرى حتّى بلغ هذا الكمال والنّظام والتّرتيب والإتقان بحكمة الله البالغة. والآن فلنرجع إلى مسألة أنّ الإنسان في بدء الوجود نشأ ونما تدريجيًّا في رحم الكرة الأرضيّة كالنّطفة في رحم الأمّ وانتقل من صورة إلى صورة ومن هيئة إلى هيئة حتّى تجلّى بهذا الجمال والكمال وهذه القوى والأركان. ويقينًا أنّه ما كان في البداية بهذه اللّطافة والجمال والكمال، بل وصل بالتّدريج إلى هذه الهيئة والشّمائل والحسن والمَلاحة كنطفة الإنسان في رحم الأمّ. ولا شكّ أن النّطفة البشريّة ما أخذت هذه الصّورة دفعة واحدة وما كانت مظهر قوله تعالى: "فتبارك الله أحسن الخالقين"، لهذا أخذت حالات متنوّعة بالتّدريج وظهرت في هيئات مختلفة حتّى تجلّت بهذه الشّمائل وهذا الجمال والكمال والحسن واللّطافة. إذًا صار من الواضح المبرهن أنّ نشوء الإنسان ونموّه على الكرة الأرضيّة حتّى بلغ هذا الكمال كان مطابقًا لنشوء الإنسان ونموّه في رحم الأمّ بالتّدريج وانتقاله من حالٍ إلى حالٍ ومن هيئةٍ وصورةٍ إلى هيئةٍ وصورةٍ أخرى، حيث أنّ هذا بمقتضى النّظام العامّ والقانون الإلهيّ الكلّيّ. يعني تمرّ نطفة الإنسان بحالات مختلفة ودرجات متعدّدة حتّى ينطبق عليها قوله تعالى: "فتبارك الله أحسن الخالقين"، وتظهر فيها آثار الرّشد والبلوغ. وعلى هذا المنوال كان وجود الإنسان على هذه الكرة الأرضيّة من البدء حتّى وصل إلى هذه الحال من الهيئة وجمال الأخلاق بعد أن مضت عليه مدّة طويلة واجتاز درجات مختلفة، ولكنّه من بدء وجوده كان نوعًا ممتازًا. كذلك نطفة الإنسان في رحم الأمّ كانت في أوّل أمرها بهيئة عجيبة فانتقل هذا الهيكل من تركيب إلى تركيب ومن هيئةٍ إلى هيئةٍ ومن صورةٍ إلى صورةٍ حتّى تجلّت النّطفة في نهاية الجمال والكمال. وحتّى لمّا أن كانت في رحم الأمّ وفي تلك الهيئة العجيبة الّتى تغاير تمامًا ما هي عليه الآن من الشّكل والشّمائل، فإنّها كانت نطفة نوع ممتاز لا نطفة حيوان، وما تغيّرت نوعيّتها وماهيّتها أبدًا. وعلى فرض تحقّق وجود أثر لأعضاء تلاشت، فإنّ هذا لا يكون دليلاً على عدم استقلال النّوع وأصالته. وغاية ما هنالك أنّ الهيئة والشّمائل والأعضاء الإنسانيّة قد ترقّت، ولكنّه كان نوعًا ممتازًا أيضًا. فقد كان إنسانا لا حيوانًا. مثلاً: لو انتقلت نطفة الإنسان في رحم الأمّ من هيئةٍ إلى هيئةٍ بحيث لا تشابه الهيئة الأولى بأي حال فهل يكون هذا دليلاً على أنّ النّوعيّة قد تغيّرت بأن كانت في البداية حيوانًا ثمّ نشأت أعضاؤها وترقّت حتّى صارت إنسانا؟ لا والله".(بهاءالله والعصر الجديد)



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نشأة وارتقاء الإنسان بين دارون والفاتيكان ورأي البهائية
- رؤية بهائية
- البهائية وموقفها من الفتنة والفساد
- ليست ردة ولكن يقين إلى الامام !
- مؤمنون يتبيَّنون المقصود وآخرون يتبعون الظاهر وخاتم النبيين
- حوار بين زعماء الدين وأتباعهم وكتاب خاتم النبيين
- الوصايا العشر لصنع السلام في العالم
- الحياة فتنة وامتحان
- ذكرى مولد مظهر إلهي(مُرسل من الحضرة الإلهية) بدين جديد-بهاءا ...
- كيف تم تقسيم العالم بواسطة الدين ولماذا؟2-2
- كيف تم تقسيم العالم بواسطة الدين ولماذا؟1-2
- ومازلنا مع كتاب خاتم النبيين: الفضائل التي يتحلى بها قلب الإ ...
- ومع خاتم النبيين و إمتيازات الكلمة الإلهية وخلاقيتها
- وما زلنا مع كتاب خاتم النبيين والغاية الأولى لرسل الله أومهم ...
- ومن خاتم النبيين نتابع-الانتقال من لقب نبي في سورة 33 إلى رس ...
- استكمالاً مع خاتم النبيين و الفرق بين النبي والرسول
- الميراث في العقيدة البهائية- أحكام الميراث
- البشرية تتجه نحو السلام رغماً عنها
- القضاء والقدر
- نهج سياسي فاشل ونَظْم إلهي منقذ


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - تطوّر الإنسان