أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - هل يصطدم الأخوان بالعسكر؟















المزيد.....

هل يصطدم الأخوان بالعسكر؟


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3576 - 2011 / 12 / 14 - 21:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


● الضرورات تبيح المحظورات
منذ أن كتب ميكافيلى عبارته الأشهر فى العالم " الغاية تبرر الوسيلة" فى كتابه الأمير ، أصبحت هذه المقولة الكتاب المقدس للكثير من السياسيين، واستخدمت اسوأ استخدام وخاصة من الذين يدعون الحديث بأسم الله من جميع الأديان. فى الانتخابات الحالية يستخدم الاخوان والسلفيون هذه النصيحة الميكافيلية على أوسع نطاق، فهناك 30% من الشعب لا يعرف القراءة والكتابة ويذهب للأنتخابات ولا يعرف لمن يصوت، وهناك الفقراء المعدمين الذين يتطلعون إلى عائد مادى لأصواتهم، وهنا يأتى مندوب الاخوان والسلفيين من الموظفين وحتى القضاة للتصويت لهؤلاء لصالح الإسلاميين،أى أنه على الأقل 30% من جملة الناخبين هى اصوات باطلة بحكم أن اصحابها تم سرقة اصواتهم أو شرائها. يستخدم الإسلاميون كل أنواع الكذب والخداع والرشاوى للحصول على هذه النسبة، اختراق موظفين اللجان، زرع مندوبيهم وسط اللجان، اختراق القضاة،أستخدام الدعاية الدينية المضللة أمام اللجان، دفع رشاوى طائلة لبعض الموظفين المسئولين عن اللجان،إغراء البسطاء برشاوى مالية وهدايا غذائية... كل الوسائل مبررة من آجل السلطة عند الإسلاميين، ولو خرج ميكافيللى من قبره لقال أن الإسلاميين هم أكثر البشر استخداما لمقولته عبر التاريخ.

● سوبر ماركت التراث
معذرة يا سادة أننى اهنت الإسلاميين بالقول بأنهم يعتمدون على كتاب الأمير لميكافيللى،من يكون ميكافيلى هذا أمام سوبر ماركت التراث الإسلامى، فكل حيل ميكافيللى وكتابه تتوارى خجلا أمام كلمة واحدة هى " التقية"،وعبارة الغاية تبرر الوسيلة التى يتفاخر بها ميكافيللى لا تساوى شيئا أمام مقولة " الضرورات تبيح المحظورات"، فكل شئ مباح وليست الوسيلة فقط أمام فقه الضرورات.حقا إن ميكافيللى تلميذ صغير وقزم أمام زخم هذا التراث.

● أسلمة العسكر وعسكرة الأخوان
عند كل اختلاف بين الاخوان والعسكر تبادر الصحافة إلى تصوير ذلك على أنه بداية للصدام بين الطرفين مكررين على أسماعنا ما حدث عام 1954، وكأن العالم لم يتغير طوال هذه المدة، وكأن الاخوان لم يستوعبوا بعد درس عام 54، وكأننا نعيش فى زمن العسكر كما كنا أيام عبد الناصر. يا سادة الصدام مستبعد وهو أخر الاحتمالات،فالتفاهم والتداخل هى السيناريوهات الأقرب للتنفيذ، والتفاهم يتلخص فى استجابة الاخوان لمطالب العسكر بعدم تقديم أى منهم للمحاكمة ومنحهم المزايا الأقتصادية التى تعود عليها الجيش فى مقابل ترك الحكم للأخوان وشركاءهم، والتداخل يعنى التفاهم على تقسيم السلطة وتبادل الأدوار واقتسام الغنائم والمشاركة فى الفساد وأسلمة العسكر وعسكرة الأخوان كما هو حادث فى النموذج الباكستانى.
من يحلمون بالصدام بين العسكر والاخوان ننبههم إلى أن هذه أمنيات وأحلام يقظة، فمصر مقبلة على نموذج مركب من الفساد والأستبداد قادر على استيعاب العسكر والاخوان معا فى بوتقة باكستانية برعاية أمريكية... ولا عزاء للثوار.

● اتركوهم يحكموا وبعدين اتكلموا
من الأمور المضحكة تلك التى تقول اتركوا الاخوان والسلفيين يحكموا وبعدين احكموا على اداءهم،وكأن هؤلاء لم يحكموا من قبل،أكثر من الف ومائتى سنة من التاريخ المصرى ونحن تحت حكم الإسلاميين وحكم الخلافة وحكم الشريعة وحكم الدولة الدينية، وكأن حماس ليسوا اخوان، وكأن طالبان ليسوا إسلاميين، وكأن السودان والصومال وباكستان وإيران ليسوا إسلاميين. الليبراليون فى مصر لم يحكموا إلا 30 سنة هى افضل فترة فى تاريخ مصر منذ دخول عمرو بن العاص،أما هم فحكموا قرونا ونزلوا بمصر إلى الحضيض.وثانيا هؤلاء افكارهم معروفة ومعلنة وهى متخلفة وعنصرية وضد كل قيم التقدم والسؤال هيحكموا ازاى وهما أسرى لهذه الايدولوجيا العنصرية، فالجواب يقرأ من عنوانه، وأخيرا من ينادى بحكم الإسلاميين هو كمن يقول أعطوا فرصة للفاشيين وللنازيين لكى يجربوا فى الشعب المصرى. حتى ولو قالت الأنتخابات الشكلية والمزورة كلمتها، فنحن نقول:
لا للفاشية.... لا للنازية.... لا للعنصرية... لا لثقافة الكراهية... لا للتخلف... لا لحكم الإسلاميين.

● علاء عبد الفتاح رمز لحقبة جديدة
عندما عقدنا عام 2008 ندوة عن دور المدونيين فى التغيير فى مصر فى منتدى الشرق الأوسط للحريات بالقاهرة لم نكن نتوقع ابدا أنهم سيغيرون المشهد برمته فى مصر، ولم أكن أبدا اتوقع هذه الشجاعة والإصرار والعناد البطولى الذى يتمتع به بعضهم، ولم يكن أحد يتخيل أن رؤوساء وملوك يهتزون أمام دورهم ودور الإعلام البديل وشبكات التواصل الاجتماعى، ولم يكن أحد يتخيل أن رجال بشنبات يحملون الدبابير والسيوف المتقاطعة على اكتافهم يرتعدون أمام شجاعة هؤلاء فى توصيل الحقيقة للعالم كله.إن علاء عبد الفتاح هو بجدارة رمز لهؤلاء المدونيين ورمز لحقبة جديدة من التواصل الاجتماعى والإعلام البديل كسرت احتكار الوصول للجمهور وجعلت من الإعلام الحكومى بطة عرجاء مثل الطائرة التى دمرت اجنحتها فباتت عاجزة عن الطيران. لقد دمر هؤلاء أحد أهم اسلحة المستبدين وهو الإعلام.إن علاء عبد الفتاح هو أقوى بكثير من محمد حسين طنطاوى، وسيذهب طنطاوى وسيبقى علاء لأن حركة التاريخ مع علاء وليس طنطاوى.

● تقنيين للفساد السياسى
قال محمد سليم العوا ، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، في حواره ببرنامج "اليوم" على قناة التحرير أنه لايجب إخضاع أموال جماعة الإخوان المسلمين أو الجماعة السلفية للرقابة من قبل الدولة.جاء ذلك تعليقا من العوا على مطالبة البعض بأن تخضع أموال الجماعتين المذكورتين لرقابة الدولة، خاصة وأن أموالهما غير معروفة المصدر، وتثير العديد من الشكوك لدى البعض.
هذا الكلام الذى قاله العوا فى منتهى الغرابة والخطورة معا ويقوض أسس الدولة الحديثة تماما وينهى سيادة القانون ويقنن الفساد السياسى، ويدمر آلية العمل الحزبى والعمل العام ويعادى مبدأ الشفافية، فعلى حد علمى هذه أول مرة أسمع من سياسى يسعى لمنصب رئاسة بلده يعفى جماعات سياسية من أن تقدم للدولة بيان بالأموال التى تنفقها على نشاطها السياسى ومصادر هذه الأموال، وهذا يمثل قمة الفساد السياسى والأخلاقى، ويجعل من الإسلاميين دولة فوق الدولة وليس بداخلها فقط، وهذا أيضا يعطى مؤشر على أن محمد سليم العوا لا يريد الافصاح عن تمويل حملته الأنتخابية القادمة، ولا أعرف أى مسوغ أخلاقى أو قانونى أو سياسى يجعله يتجرأ بهذا الكلام. إذا كان الجيش يريد أن يعطى لنفسه ضمانات ليكون فوق الدولة،فأن العوا يريد أيضا أن يجعل الإسلاميين يحصلون على نفس المكانة،ويحضرنى سؤال افتراضى وهو لو شعر المسلمون المصريون بكل هذه المزايا للإسلاميين وأنضموا إلى الأخوان أو السلفيين لكى يكونوا فوق الدولة وفوق الرقابة وفوق القانون فماذا سيكون شكل الدولة؟.. أنها قمة الفوضى والفساد واللاوطنية والعنصرية والطريق القصير للدولة الفاشلة .



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة ولا مش ثورة؟
- الصفقة السياسية المفضوحة
- ماذا يعنى أختيار الجنزورى؟
- العسكر والإنتخابات وأشياء أخرى
- أهمية الإنتخابات القادمة: فى حالة عدم تأجيلها
- خطاب عنصرى للشيخ القرضاوى
- ماذا يقول تقرير المجلس القومى لحقوق الإنسان؟
- ماذا يريد المجلس العسكرى من المصريين؟
- هل يتعظون من القذافى؟
- دروس من أنتخابات نقابة أطباء الأسكندرية
- جريمة ماسبيرو... والعدالة الدولية
- شهادات على مذبحة ماسبيرو(1)
- يقظة الأقباط.. والحفاظ على الدولة المدنية
- الحزب القبطى وإستنساخ الفشل
- رحيق الكتب(1)
- دانات فى كل الأتجاهات
- 11 سبتمبر: يوم لا ينسى
- أفرجوا عن مايكل نبيل سند
- سقوط دولة الأكاذيب
- محاولة لإنقاذ الدولة المدنية فى مصر


المزيد.....




- بالأسماء.. 48 دول توقع على بيان إدانة هجوم إيران على إسرائيل ...
- عم بايدن وأكلة لحوم البشر.. تصريح للرئيس الأمريكي يثير تفاعل ...
- افتتاح مخبأ موسوليني من زمن الحرب الثانية أمام الجمهور في رو ...
- حاولت الاحتيال على بنك.. برازيلية تصطحب عمها المتوفى إلى مصر ...
- قمة الاتحاد الأوروبي: قادة التكتل يتوعدون طهران بمزيد من الع ...
- الحرب في غزة| قصف مستمر على القطاع وانسحاب من النصيرات وتصعي ...
- قبل أيام فقط كانت الأجواء صيفية... والآن عادت الثلوج لتغطي أ ...
- النزاع بين إيران وإسرائيل - من الذي يمكنه أن يؤثر على موقف ط ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي يشيد بقرار الاتحاد الأوروبي فرض عقو ...
- فيضانات روسيا تغمر المزيد من الأراضي والمنازل (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - هل يصطدم الأخوان بالعسكر؟