أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - الالوهة التي فارقت الانسان














المزيد.....

الالوهة التي فارقت الانسان


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 3576 - 2011 / 12 / 14 - 16:06
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يسعى الانسان في البحث عن النصف المفقود من ماهيته الى التعبير عن الالوهة بطرق شتى ولنا ان نصيغها على شكل تساؤلات ..
1- هل خلق الله الكون والارض والانسان والكائنات الحية الاخرى في ستة ايام واستراح من التعب في اليوم السابع ؟
2- هل خلق الله الكون والارض من العدم بكلمة منه ؟
3- هل خلق الكون عن طريق الصدفة العشوائية المحضة كما يقول بعض العلماء ؟
4 – هل الله هو الذي في السماوات ام في داخلنا؟"
5- هل هناك طريقة اخرى لخلق العالم ولتفسير الالوهة فيه ؟
هذه الاسئلة شغلت تفكير الانسان منذ القديم , منذ ان اصبح واعيا وامتلك ملكة التامل والتفكير والتنظير .
للاجابة عن هذه الاسئلة اقول بداية ان القول بخلق الكون بصورة عشوائية هي فكرة عشوائية بحد ذاتها . فقوانين المادة ابتداء من التركيب دون الذري وانتهاء بالمجرات العملاقة تسير وفق قوانين دقيقة جدا ولايمكن ان توجد هذه القوانين بمحض الصدفة .
وثانيا اقول ان خلق الكون من قبل الله الذي لايحتاج لاحد سواه ثم قيامه بمعاقبة الانسان الخاطيء بنار جهنم هي فكرة سوريالية ومجنونة واكثر عبثية من القول بالخلق العشوائي .
ثالثا – النظرية السائدة هي القول بنظرية الانفجار العظيم وهناك من العلماء من يؤيدها وهناك من يرفضها ولانستطيع التحقق منها ولكن يبقى التساؤل الاهم
من اعطى القدرة لهذه المادة شديدة الكثافة على الفعل والانفجار ؟هل هي قوة الوهة مفارقة خلقتها واعطتها القانون الاسمى لنشوء الكون ؟ ام هي قوة كامنة في داخل هذه المادة الكثيفة ؟
في اجابتي عن هذا التساؤل ازعم ان ليس هناك الوهة مفارقة خططت للانفجار العظيم . وانما الالوهة كامنة في نفس المادة . انني ارى ان في المادة وفي الكون شفرة وراثية فيها الجينات السرية للحياة والمادة والكون . هذه الشفرة الوراثية هي في حالة كمون في نفس المادة . انها تشبه الفايروس . في الحالة الاعتيادية عندما لاتتطابق المادة الاولية مع الشفرة الوراثية فلا ينبثق من المادة شيئا وتكون الشفرة الوراثية ميتة كاي حجر او فايروس في حالة سبات . وعندما تتهيا الظروف والشروط المناسبة لخلق الكون وفق الشيفرة السرية لجينات الكون ستنهض هذه الشفرة من كمونها وتخرج قوانينها وتبدا بالعمل والتخليق . وبالتالي تكون المادة كلا مترابطا ونسيجا حيا واحدا في جميع الكون يؤثر ويتاثر احدها بالاخر ابتداء من التركيب دون الذري وانتهاء بالمجرات العملاقة . كما ان لهذه الخليقة الجديدة من المادة من التركيب دون الذري وانتهاء بالمجرات العملاقة وابتداء بخلية الاميبا الاحادية وانتهاء بالانسان , اقول ان لهذه الحيوات والمادة روحا كلانية منسجمة مع ذاتها تؤثر وتتاثر باجزاء الكون , وبالتالي الالوهة التي يعيها الانسان هي هذه الروح الكلانية للكون .. روح جمعية يكون الانسان جزء من نسيج الالوهة وليس منفصلا عنها . وهذا يفسر قدرات الانسان القديم في استشعار الاخطار المحدقة به ,وكذلك يفعل الحيوان وقدرة الانسان على التخاطر مع الاخرين حتى قبل ان يكون ناطقا . ان قوة السحر والالوهة مسميان ووجهان لجوهر واحد هي الالوهة الكلانية المنبثقة عن الشفرة الوراثية للكون . هي الوهة موجودة داخل كل انسان وحيوان ونبات وجماد . هذه الالوهة استطاعت من خلالها زرقاء اليمامة استشعار جيوش الاعداء الزاحفين والمموهين انفسهم باغصان الاشجار . انها نظرت اليهم ببصيرتها وليس ببصرها , اي بحدسها وهذا مايفعله القطب الصوفي العارف . ان جميع القدرات الشفائية والمعجزات وما يسمى بعلم الباراسايكولوجي والتنويم المغناطيسي ان هو الا جزء من هذه الالوهة الكلانية الشاملة . عندما بدا الانسان يعيش في القرية والمدينة ويمارس الزراعة والحرفة والصناعة والتفكير والكتابة بدات تنفصل عنه هذه الالوهة الكلانية ليحل محلها العقل والذي اصبح للفرد الانسان والمعتز بفردانيته بمثابة الالوهة ذاتها . وهكذا بانفصال الانسان عن الطبيعة وظهور التملك الخاص ازدادت فردانية الانسان وانانيته وازدادت بالتالي تبعيته لعقله وذاته ورحلت عنه الالوهة . في المرحلة الوسيطة من حياة الانسان عبر عن الالوهة والخلق والحياة والموت بالاساطير والملاحم واتي نجد في ( ملمحمة جلجامش ) تجسيدا لهذا الفكر وهذا الصراع . فانكيدو يمثل الانسان البدائي ابن الطبيعة , كان ياكل من الحشائش مع الحيوانات ويركض معها , وعندما اغوته البغي وجعلته يستحم ودهنته بزيت الملوكية والبسته لباس المدنية , حصل الانفصال عن عالمه الاول وانكرته الحيوانات التي عاشت معه ولم يستطع اللحاق بها.وفي المقابل نجد البطل جلجامش وهو ابن المدينة وباني اوروك يفتقد النصف الثاني غير المكتشف , اي الطبيعة . وعندما صادق انكيدو تكاملت فيه مقومات المدنية مع الطبيعة في عملية تكاملية . وعندما توفي انكيدو فقد جلجامش الجزء الطبيعي فيه
,اي فقد الالوهة والطبيعة , ورغم ان ثلثا جلجامش من اله الا انه بفقده انكيدو فقد هذه الالوهة واصبح الموت مقدرا عليه .
من هذه النظرة الفلسفية في ملحمة جلجامش اكتشف الانسان سر الحياة والموت والخلود وسر الالوهة . لقد كانت الالوهة تعيش في داخل الانسان وهي جزء منه ومن الطبيعة والكون وعندما اخذ يفكر ويكتب وينتج ويتملك اذت تنفصل عنه هذه الالوهة ولايشعر بها , ومن هذه المرحلة بدا بتصوير الالوهة على شكل الله المفارق للانسان . في سعي الانسان الدائم والدائب للعمل والحياة والتملك فقد الانسان الالوهة واخذ يشعر بالاغتراب . ومن اجل التعويض عن هذا الاغتراب اخذ يلهث وراء الالوهة متمنيا اللحاق بها وامساكها ولكنه لايدركها . لقد خرجت الالوهة من الانسان الحديث بعد ان انكر جذوره وعاش في بيئة صناعية . انه يحاول اكتشاف ذاته مجددا عبر اكتشاف الالوهة والامساك بها مرة ثانية ... ولكن هيهات ... فالالوهة قد فارقته مرة واحدة وللابد .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الله قادر على الانجاب ؟
- لماذا ينصح بولس بعدم الزواج ؟
- دولة المكابيين اليهودية العنصرية
- اليهودية واوهام عبادة الاله الواحد
- اعترافات حمار ناطق ج 2
- حجاب عيون المرأة السعودية
- اعترافات حمار ناطق ج1
- الديانات الشمولية
- هل انكر بطرس يسوع ؟
- انجيل هيجل
- خارطة طريق نحو كركوك آمنة
- اشكالية وجود الله ومعرفته والاحساس به
- فرض الحجاب على الطالبات في مدارس العراق
- المسلمون اخوة يسوع
- سورية ... كيف الحل ؟
- اول مخالفة قانونية للمجلس الانتقالي الليبي
- تزييف التاريخ و المسكوت عنه في فتح الاندلس
- كركوك ... القنبلة الموقوتة
- ضوء على الاحداث في مصر
- الفرق بين تدين الانسان وانسانيته


المزيد.....




- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - الالوهة التي فارقت الانسان