أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عودة وهيب - الفلم الأمريكي














المزيد.....

الفلم الأمريكي


عودة وهيب

الحوار المتمدن-العدد: 1059 - 2004 / 12 / 26 - 10:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يختلف الفلم الأمريكي ( حرب حرية العراق) عن مجمل الأفلام الهندية بشيء واحد و(بسيط) جدا وهو ان ألأحداث في الأفلام الهندية تجري على شريط سينمائي فقط وليس لها اساس واقعي ، اما (الفلم الأمريكي) فأن احداثه جرت وتجري على ارض الواقع العراقي ( بشحمه ولحمه المتناثرين على الأرصفة) . وعدا هذا الفارق (البسيط )فأن احداث الفلم الأمريكي تتفوق بغرائبيتها ولامعقوليتها عن غرائبية ولامعقولية الفلم الهندي، ولن يمر زمن طويل حتى تدخل تسمية ( فيلم امريكي)في (مؤسسة) السخرية العراقية لتحل محل (فلم هندي). غرائبية ولامعقولية احداث (الفلم الأمريكي) وحّدت العراقيين ،جلادين وضحايا، وهم من يقال عنهم انهم ( اتفقوا على ان لايتفقوا)،فالضحية والجلاد متفقون على استحالة تصديق مايجري في العراق. ورغم انه لم يسبق للعريف علي حسن الكيمياوي ان شارك العراقيين قناعتهم في يوم من ألأيام الا انه اليوم يتفق معهم على ان مايجري في العراق امر غريب يشبه الفلم الهندي ، فالكيمياوي (وهذا اللقب ليس شهادة علمية بل شهادة جريمة استحقها بعد ان محى من الوجود مدينة حلبجة الكردية بواسطة الأسلحة الكيمياوية) لم يصدّق ان يعامل معاملة الضيف العزيز لامعاملة المجرم الخطير، وكيف له ان يصدق هذه المعاملة المتناهية اللطف وهو الذي وثّق جرائمه باشرطة صوتية وصورية ؟كان يتوقع ان يواجهه ضحاياه بمثل ما واجههم يوم كان يدوس على رؤسهم بحذائه العسكري امام عدسات الكاميرا،واذا به يرى ضحاياه لازالوا، كما تركهم، في قبورهم الجماعية يرسفون وعن حقوقهم مبعدون، ومثله، مما يجري، مستغربون، واذا به يعيش في بحبوحة من الحرية ماكان يحلم بها حين كان يقابل ابن عمه صدام،فلا تعنيف ولاهم يحزنون ، (اهذا واقع ام فيلم هندي تشاهدون؟!!) كان يتوقع محاكمة سريعة ستطيح برأسه بكل تأكيد لأن كل الدلائل الجرمية موجودة وموثقة ،واذا به يجد متسعا لمداعبة ابنه او حفيده ( الحقير الطويل) عبر مراسيل الصليب الأحمر الذين لم يزوروا سجينا عراقيا واحدا في عهد نظام (ضيوف امريكا) المدللين .ماذا لو قال للكيمياوي احد منجمي ابن عمه الهنود: بانك بعد ان يطاح بنظامكم في يوم لايشبه امسه، ستدلل في سجن ذي نجوم خمسة ،لاتلقى فية من يسدي اليك برفسة ،هل كان سيصدق حدسه؟لقد عبر الكيمياوي بسذاجة متناهية عن غرابة مايحدث له وهو الذي كان يتوقع مواجهة غضب وحقد مشروعين من ضحاياه الذين لاتتسع ذاكرته لألتقاط صورهم او حتى اسمائهم لكثرتهم.
وكما ذهل الجلاد الكيمياوي ذهل العراقيون ضحاياه، فقاتلهم محميّ من غضبهم وهيهات ان تطاله يد من قطعت ايديهم ووسمت جباههم، وفوق هذا ، واعجبي، يتمتع برعاية لاتتوفرلملايين العراقيين ،ويتسابق على الدفاع عنه وعن اقرانه المحامون من مختلف الجنسيات، في حين يتلفت الضحايا شرقا وغربا فلايجدون محاميا واحدا يتصل بهم ليوثق شكاواهم !! ومن يدري فلربما ،بسبب شطارة المحامين الخصاونويين وكرم المضيفين الأمريكيين، (سيتضح) ان صدام والكيمياوي وباقي اركان العصابة التي دمرت العراق ابرياء براءة طارق عزيز من دم كوبونات النفط، وان المجرم الحقيقي هو الشعب العراقي، وعندها ستأمر المحكمة (باحقاق الحق) وتطلق سراح هذه الزمرة وتأمر باعتقال الشعب العراقي لثبوت انتمائه للمحافظات السوداء. ولم لا اليس هو فلم امريكي كما نرى، او فلم هندي كما يرى جلادنا الكيمياوي.
[email protected]



#عودة_وهيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبادة حقوق الأنسان


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عودة وهيب - الفلم الأمريكي