أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نعمة حسين الحباشنة - الموت والحرية














المزيد.....

الموت والحرية


نعمة حسين الحباشنة

الحوار المتمدن-العدد: 3576 - 2011 / 12 / 14 - 07:37
المحور: كتابات ساخرة
    


ــ ماذا تفعلين "نعمة " ؟؟؟

ـــ من أنت ؟؟ ما هذا الصوت ؟؟

_ جني الشعر "فهد" يا بلهاء ... نسيت فهد ؟؟؟

ــ ها قد عاد الجني المفتون والعاشق المأفون ليؤرقني ؟؟؟

ـــ لم أعد هذا و لا ذاك أصبحت "هارب من الأيام" .

_ومن يقدر علي الهروب منها أيها الأحمق ؟؟؟

_حمقاء وتتكلم عن الحماقة كفاك "نعمة" !!! مازلت أنتظر الرد على السؤال ؟

_ "نعمة"هل بقي الكثير لأعرف الإجابة ؟؟؟

_ تقول أنك جني فكيف لا تعرف ؟؟

ـــ في هذه اللحظة أنا لا جن ولا مجنون لكني بالبحث عن الرد مفتون ؟؟؟ انتظري .. ماذا تكتبين ؟؟ وما هذا الذي تشربين ؟؟ ما زلت تشربين هذا السم الأسود ؟ألم أخبرك أن شرب الماء أفضل ؟

ــ أكره الماء يذكرني بالمستنقع الذي نعيش فيه وبدموع التماسيح التي يذرفها أولئك الطغاة وزبانيتهم ..

ـ و بماذا يذكرك هذا السم الأسود ؟؟

ـــ لونه يذكرني بك يا صديقي وطعمه يذكرني بمرارة هذه الأيام ...

ــ هو إذن ليس أفضل من الماء ؟؟؟

ــ ها قد عدت لإزعاجي بثرثرتك "فهد" .

__ أنا لم أزعجك ؛ أنت من أخرجتني من عزلتي بضوضائك .

ـــ مازلت صامتة منذ الغروب أكتب ؛ عن أي ضوضاء تتكلم ؟؟

ــ صوت لوحة المفاتيح أصابني بالصمم وصوت هذه الأغنية الحزينة مع صور أولئك القتلى ..

_ لهذا عدت ؟؟

_تعرفين أني أخاف عليك "نعمة" حزنك يقتلني , ظلم بني البشر , رائحة الدم المنتشر , أزكمت أنوف الإنس والجن , حتى الشياطين صارت تبكي من الظلم في دياركم ؛ صوت الكذابين صم أذاني ؛ لم يعد هناك متسع للهروب , وأنت تثيرين الضوضاء من حولك , عدت لأسألك ماذا تفعلين ؟؟

__ أراقب الغدر والظلم من بعيد ؛ ارسم في كل يوم خارطة للحب والأمل وعندما استيقظ أقيس المسافات علها أصبحت قريبة . لأعرف أن الثمن لم يكتمل بعد , وان علينا تقديم المزيد من الأحرار كقرابين للحرية ..

ــ للحرية ثمن غال لا يعرفه إلا من يبحث عنه وأنتم معشر البشر الغدر والظلم من طباعكم ؛ تقولون في أمثالكم "الكذب ملح الرجال " حتى جاء الدجال ليقتلكم بسيوف من الكذب وأنتم تصفقون له ....

__ ليس كل البشر يكذبون وما أنت إلا جني متطفل جاء في عتمة الليل ليخبرني عن الكذب .

_ ليس تطفلا لكنه البحث عن الحقيقة مازلت تمارسين هوايتك القديمة بتكذيبي وتجريحي لأكون أنا المغفل ؛ هل أخبروك أنك متسلطة ..

ــــ ههههههههه .

__ ما الذي يضحكك أيتها البلهاء ؟؟ الوقت مساء يسمعك العذل ويقولون أنك جننت ....

ــ أضحكتني بحديثك عن الجراح وعن التسلط , ما زلت تذكر ؟؟ لهذا رحلت ؛ اتفقنا أنا وأنت على الفراق لأنك تتهمني دائما بالتسلط عليك والآن عدت لتعيد الكرة .. ارحل "فهد" يكفيني ما أنا فيه !!

ـــ "نعمة" اسمعيني ولا تقاطعيني بعدها ربما أرحل , تذكري أن زمن الهروب قد ولى , قدري وقدرك وقدر كل الطيبين واحد ؛ تعرفين لماذا ؟؟ لأننا الحقيقة ونحن سيفها البتار في زمن الكراهية وعبادة الأصنام ؟؟ ترين كل أولئك الموتى !! ذنبهم الوحيد أنهم خرجوا يصرخون بالحقيقة . وذنب جلادهم أنهم قتلوه بقولها ؛ وما بين الحقيقة والكذب نقف نحن من بعيد يكبلنا العجز والمسافات لنبكي الطيبين ونقتل الطاغية بسيوف الحقيقة البعيدة أيضا .

ــ صرت أكره الحقيقة فهد لأنها تقتلنا قبل أن تقتله .

_ لهذا خرجت "نعمة " حزنك هو الذي أخرجني من سباتي ...

_ أنتم تبكون قتلانا ؟؟

__ كيف لا نبكي قتل المظلومين ؟؟

_ أعرفك شاعر مغرور تعشق الحياة ؛ لم أعرف أن ستلبس في يوم من الأيام ثياب العدل والحرية !!

ـــ ليست الحرية قصيدة ولا شعار لكنها تاج يدفع ثمنه من دماءهم الأحرار ؛ لن أرفع علم الحرية ليقال أني حر لكن عندما تحين اللحظة وينهد المعبد سيخلع ثياب الأفاعي الأنذال ويلبس تاج الحرية الأحرار ...

ـــــ ما زالت الأرض مثخنة بدماء الأحرار "فهد" . يقتلونهم ثم يلقون بهم في صناديق القمامة ؛ يسحقون عظامهم حتى لا يعرفهم أحد ثم يقولون أنهم يدافعون عن الأوطان . رحل الربيع وجاء الخريف وما زال بركان الدم يفور وأصنام المعبد يسجد لها العبيد ويسبح باسمها المرتزقة ؛ أعرف أن الموت هو ثمن الحرية عندما تكون الأرض مليئة بالأصنام لكني أبغض الموت عندما ينتصر لظالم .. وأكره الظلم عندما ينتصر للموت .

ــ الموت هو الحقيقة الوحيدة في الوجود ؛ والحرية هي الصديق اللدود للموت , هم يحصدون الأرواح المعذبة لتبقى ؛ هل سمعت عن ميت يطالب بالحرية ؟؟ بالطبع لم تسمعي , لكنك تسمعين في كل يوم عن حرية تسقي الموت دماء أبناءها !!

ـــ ماذا تريد أن تقول ؟؟

ـــــ اذهبي للنوم وغدا هو يوم أخر .

ـــ سترحل ؟؟

ـــ لن ارحل ؛ أقف هنا وراءك لنرجم القاتل .

ـــ سأكتب ما حدث .

ــ اكتبي عن الحقيقة , ولا تنسي أن تكتبي أن الربيع لم يرحل فما بعد الشتاء الا الربيع ..

( هرطقات من زمن الهروب ) عمان / 14/12/2011/



#نعمة_حسين_الحباشنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربيع الانسانية
- الغول والربيع
- طرقات الصنوبر
- نثار البنفسج
- هرطقة الحجارة
- ما بين اللعنة والخطيئة وطني يتمزق
- إليك يا هذا
- هرطقة الظلام
- في الأردن -بلطجية- وفي سوريا -حماة الديار- والمجد للدولار
- صك براءة
- رحيل الصمت
- سيادة الرئيس ! لملم كرامتك وارحل
- عندما ينطق رغيف الخبز تسقط كل الحروف
- هرطقة بلاد العجائب
- إلى أين تأخذنا كراهيتكم يا أصحاب العقول الرشيدة ؟
- دم فرات
- هللويا يا وطن الأغراب
- طفل مدلل
- جدائل السكر
- الى روح أمي


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نعمة حسين الحباشنة - الموت والحرية