أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل يعقوب - سيادة مصر وديمقراطية مصر لن تتحققا في ظل نظام الرأسمالية المتوحشة














المزيد.....

سيادة مصر وديمقراطية مصر لن تتحققا في ظل نظام الرأسمالية المتوحشة


نبيل يعقوب

الحوار المتمدن-العدد: 3575 - 2011 / 12 / 13 - 16:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تبخرت فرحة الغرب بالربيع العربي وما صاحبها من وعود صاخبة بمساعدات اقتصادية سخية، لا تعين فحسب على الخروج من الضائقة الاقتصادية، بل وصلت في كتابات بعض اقتصاديي الغرب الى ايحاءات بمشروع "مارشال" لاعادة بناء اقتصاد تونس ومصر. وثمة تقديرات ان ما تحتاجه كل من مصر وتونس للنهوض الاقتصادي لا تزيد تكلفته عن ما انفقته الولايات المتحدة خلال شهرين اثنين فقط على حربها في العراق.
الآن تغير الكلام، وعدنا نستمع من نفس المصادر الي حديث الازمة التي جعلت الخزائن خاوية في اوروبا وأمريكا. حتي الدول العربية الشقيقة والغنية التي توجه استثماراتها لأسواق المال في امريكا واوروبا، والمعنية بألا تصلها رياح التغيير، لم تسارع بتقديم عون يسهم فعلا في تخفيف حدة المشاكل الاقتصادية "للاشقاء"، وانصب اهتمامها على التأثير السياسي لاحتواء الثورات.

ولكن يبدو ان عند الغرب ومؤسساته المالية العالمية دائما ما يستطيعون ان يمنحوه بل ويصرون على تقديمه. فهم فعلا يواصلون تقديم النصائح. وتكمن هذه النصائح التي يحملها مبعوثو المؤسسات المالية العالمية وسفراء وخبراء في "تشجيع" مصر وتونس على الاقدام "بمزيد من الجرأة" على "تحرير الاقتصاد" و"الخصخصة" حتى يتشجع المستثمرون على العودة لاسواق الربيع العربي. ومعظم شعوب العالم الثالث تعرف هذه الوصفة الشهيرة: وصفة "وداوها بالتي كانت هي الداء".
وكأن العرب لم يكونوا قد سلكوا هذا الطريق الذي اسماه السادات "الانفتاح" وواصله حكم مبارك، الطريق الذي ادى لتدهور اقتصادي، وبؤس اجتماعي، وتدهور اخلاقي، دفع للانتفاضات العربية التي رفعت شعارات الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
طريق الرأسمالية المنفلتة أو ما يسمى نظام "اقتصاديات السوق الحرة" في ظل حكم سلطوي يمنع المشاركة الشعبية في القرار، ويرفض الرقابة الشعبية، ويطبق سياسة فرق تسد للحيلولة دون تشكل ارادة موحدة للشعب، أدى في كل البلدان ذات الظروف المشابهة، الي نشوء طغمة تضم فئات من رجال المال والاعمال والسياسيين تتحكم في البلاد وتستغل العباد. هذه تجربة الشعوب من الديكتاتوريات السابقة التي اطاحت بها شعوب امريكا الجنوبية، الي باكستان مرورا بممالك وشبه ممالك عربية على اختلاف مسميات نظم الحكم وراياته الايديولوجية. الحكم لقلة من الطفيليين خاطفي الربح السريع، وحكومات لا تلقي بالا لمصالح الشعب، لا لأمنه الغذائي، ولا لمستوى معيشته الآدمي، ولا لتوفير اماكن عمل، ولا حتى لمحو الامية في القرن الحادي والعشرين.
رغم ان بلدان الغرب الصناعية الكبرى لا تعرف بعد كيف تخرج من الازمة العميقة التي اوقعتها فيها السياسات الرأسمالية النيوليبرالية فانها تواصل هذه السياسات وتسعي لترويجها عالميا.

ما هي هذه الوصفة التي يقترحونها لمصر وتونس؟
هي ما يسمى الشراكة بين القطاعين العام والخاص. الحل السحري للخروج من الازمة واستعادة العافية الاقتصادية في رأي المؤسسات المالية الدولية والاتحاد الاوروبي يتمثل في اقامة شراكة بين القطاعين العام والخاص. والمقصود بالشراكة بين القطاعين العام والخاص واسمها Public-private-Partnerships (PPPs) ان تتخلى الدولة للشركات الخاصة (العالمية على الأغلب) عن مهمات حيوية في قطاعات مثل الري وإمدادات المياه العامة، والمستشفيات، والمواصلات وما شابه ذلك لفترة محددة. (جريدة TAZ الالمانية 11.10.2011). وتذكر الصحيفة انه حتى لو كانت هذه الترتيبات مؤقتة فانها تعني في النهاية خصخصة القطاع العام. و"تبعا لذلك يشجع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي تونس ومصر لتحرير أسواقهما والتوجه للشركات متعددة الجنسيات للبحث عن قروض. وقد وضع الدائنون الدوليون والشركات الغربية الكبرى اقدامهم في الباب بالفعل ومنذ زمن ولكنهم يطالبون بالمزيد من حرية الحركة."
ولم يقتصر تطبيق هذه الوصفة على دول بل جربها ولا زال عدد من المدن الاوروبية الكبرى (ومنها على سبيل المثال مدن مثب دوسلدورف وماجديبورج في المانيا) للتغلب على العجز المزمن في ميزانياتها وذلك ببيع مؤسسات يملكها الحكم المحلي مثل معامل تكرير المياه ومجاري الصرف الصحي، وخطوط الترام، وشبكات نقل الكهرباء لمؤسسات مالية امريكية لتحصل هذه المدن على مليارات من الدولارات ثمنا لهذا المنشئات، لتسدد ديونها المتراكمة، ثم تستأجر هذه المشئات من المشترين.
مثل هذه الشراكة لا تمثل فحسب طريقا ملتفا يؤدي الي نزع ملكية الدولة وملكية الحكم المحلي بل اينما طبِقَت كانت أداة فاعلة لنزع اسلحة الديمقراطية. هذا جربته برلمانات دول ومدن عديدة في العالم لأن نواب الشعب لم يعد لهم سلطة التحكم في قرارات حساسة في الحياة الاقتصادية، ومنها على سبيل المثال تحديد اسعار الطاقة او مياه الشرب أو وسائل المواصلات العامة. القرار في يد الملاك الجدد والذين يقيمون في الغالب ما وراء البحار.
جمعيات المجتمع المدني في اوروبا المناهضة للعولمة تؤكد على ان الديمقراطية لكي تكون معبرة عن الارادة الشعبية فعلا لا غناء لها عن قاعدة اقتصادية من الملكية العامة وملكية المحليات للمصادر الاساسية المتحكمة في مسار الاقتصاد والمجتمع زمنها شبكات الطاقة الوطنية والمحلية، وشبكات الامداد بالمياه، والسكك الحديدية، والمستشفيات الكبرى. وتجربة دول امريكا اللاتينية التقدمية تؤكد ان اصلاحا زراعيا عميقا هو الضمان للتغيير المجتمعي الذي يضمن التقدم الاجتماعي ويحمي الديمقراطية بالمشاركة الشعبية الواسعة.
ومن الواضح ان الهم الاكبر لدوائر الحكم في الغرب هو الا تعود مصر الى سياساتها الاقتصادية في عهد عبد الناصر، اي الي سياسات التنمية الوطنية المستقلة. وحسب تقديرات عدد من المؤسسات العلمية الكبرى ومنها "مؤسسة العلم والسياسة" في برلين والذي يقدم المشورة للبرلمان والحكومة لا خوف من ان تحيد مصر عن نهج الاقتصاد الحر في ظل حكم اسلامي.



#نبيل_يعقوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل اليسار على حق؟
- أزمة اسرائيل – أزمة نظام عنصري توسعي
- سفاح النرويج: باسم -الدين- و-القومية- ضد الحياة!
- مدينة لايبزج الالمانية تودع كمال قلادة ضحية العنصرية
- في انتخابات كبرى ولايات المانيا: سقوط حكومة اليمين واليسار ي ...
- المهاجرون المصريون والعرب في المجتمعات الغربية
- ماذا ومن احبط التضامن مع فلسطين في أوروبا
- أفول النيوليبرالية - من الازمة المالية الي ازمة اقتصادية وسي ...
- أبعد من جورجيا ومن أوسيتيا
- ازمة الديمقراطية في بلاد الغرب
- اسرائيل تصبح فعليا de facto عضوا في الاتحاد الاوروبي
- بعد قمة الناتو في بوخارست: خطط لتصعيد الحرب الباردة ومزيد من ...
- هل يتحرر الديموقراطيون الاجتماعيون من تبعيتهم لليمين؟
- -ماذا صنعتَ؟ إن صوت دماء أخيك صارخ إليَّ من الأرض-
- هزيمة للعنصرية وللعداء لليسار في المانيا
- النبوءات الكاذبة للنيوليبرالية
- المانيا: سقوط النيوليبرالية شعبيا وصعود اليسار
- البحث عن مشروعية لنظم الرأسمالية بعد التخلي عن الدولة الاجتم ...
- جماعات الارهاب تغتال التضامن العالمي مع شعوب البلدان العربية
- ميلاد حزب اليسار في المانيا


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل يعقوب - سيادة مصر وديمقراطية مصر لن تتحققا في ظل نظام الرأسمالية المتوحشة