أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نبيل عبد الأمير الربيعي - ماذا فعل الغزاة بالشأن الثقافي والمكتبات العامة














المزيد.....

ماذا فعل الغزاة بالشأن الثقافي والمكتبات العامة


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 3575 - 2011 / 12 / 13 - 12:51
المحور: المجتمع المدني
    


ماذا فعل الغزاة بالشأن الثقافي والمكتبات العامة
نبيل عبد الأمير الربيعي

سوف يذهب هذا العراق إلى آخر المقبرة
سوف يدفن أبناؤه في البطائح جيلاً فجيلاً
ويمنح جلادهُ المغفرة
لن يعود العراق المسمى , ولن تصدح القبُرة .... الشاعر سعدي يوسف

لقد شهد العراق من الحروب الدامية والنزاعات ما لم تشهدهُ أي من دول هذا الكوكب, دخل الغزاة على شكل موجات متتابعة, حتى اتخذوا منه قاعدة لضرب الحضارات المجاورة من فارسية ورومانية , وأخيراً بنيت بغداد بعصر الدولة العباسية وخليفتها أبو جعفر المنصور ثم أكمل بنائها المعتضد , حيث حكم العراق 37 خليفة عباسي , ثم أحتلَ من قبل البويهيين الفرس والسلاجقة والأتراك والمغول وسلوكهم المرعب في محاربة كل ما هو مبدع في هذا البلد وأغرقت كل المكتبات والمخطوطات في نهر دجلة, إذ خربت ما كان لحضارة وعمران ودام حكمهم 250 عاماً , ثم أحتلً من قبل الدولة العثمانية حيث استغلً كل ثروات البلد من قبل الولاة والسلاطين حتى حكم بغداد السلطان سليمان القانوني عام 1534 فبدأت الحروب الطويلة بين الأتراك والفرس لخلق العداء الطائفي داخل بغداد , فمنهم من يسارع لنصرة الأتراك ومنهم من يسارع لنصرة الفرس حتى هلك الحرث والنسل وتخريب المدن , كان تعداد العراقيين أيام الدولة العباسية قد تجاوز العشرين مليون فأصبح يتناقص إلى أقل من مليونين , كانت البلاد تئن تحت نير الحكم العثماني وتنقل خيراتهُ إلى الأستانة من قبل الولاة الأتراك بينما أهلها يعانون شغف العيش والجوع والجهل والمرض.
بعد الحرب العالمية الأولى دخلت الجيوش البريطانية العراق , ولكن لو نتابع ما قام به الغزاة السابقين واللاحقين من إهمال الجانب الثقافي والتراثي العراقي وحماية المؤسسات النفطية فقط من قبل الاحتلال الجديد (الأمريكي) وفسح المجال للغوغاء بسرقة المال العام وتخريبها ثم سرقة المكتبات العامة والمتحف الوطني ومواقع الآثار ليطمسوا ثقافة وتأريخ هذا البلد , قد يكون ذلك مقصوداً لطمر التأريخ العراقي وثقافته .

طقوس حرق المكتبات:

لو نعود للتأريخ ونتذكر ما فعل المغول وجيوشهم عند الهجوم على بغداد, فقد رمى أطناناً من الكتب والرسائل في نهر دجلة, فذهبت مؤلفات واصل بن عطاء وكتب أبي الهذيل ومصنفات النظام المعتزلي في الفكر والفلسفة والتوحيد والكثير من كتب الطبقة الحاكمة ومفكريها وأدبائها ومعارضيها , كل هذا بسبب الصراعات الفكرية والسياسية و الدينية والقبلية لمسلسل الحروب الطائفية,ثم لجان التحقيقات ومكاتبها في العهد الملكي من مصادرة الكتب التي لا تنسجم مع أفكارهم المتخلفة والتي تدعو للتحرر ونبذ المعاهدات الجائرة, متغاضين عن الظلم والقهر والبؤس المنتشر في البلاد, وختمها الدكتاتور صدام بسحب كل الكتب للمذاهب المغايرة من المكتبات العامة وللفكر اليساري, فقد كانت هذه الحملة بعد فض الاتفاق الجبهوي .
كل هذا سببهُ الانتهازية الفكرية وثم ظهور المتعصبون للمذهبية للطائفية ,فلو تابعنا ما يحصل في دول الجوار والعراق من تكفير بعضهم البعض والذي شمل المفكرين والباحثين أمثال السيد القمني والدكتور الراحل نصر حامد أبو زيد وقتل الدكتور فرج فوده والمفكر حسين مروه والمناضل مهدي عامل والمفكر كامل شياع , فأين يقف الفكر الطائفي والتكفيري من عمالقة الفكر العربي والمطرودين والمطاردين , هدفهم من هذه الأفعال التغييب العام للعقل والفكر المعاصر .
أما عربياً فقد أحرق اخناتون النصوص التي تختلف مع فكرة الوحدانية وأحرقت مكتبة الإسكندرية مستخدمها مشعلاً للحمامات لأربع سنوات حين كانت أكبر مكتبات العالم , كما أحرق السلطان محمود بن سكتكين الغزنوي إحدى المكتبات في الري الذي كان فهرسها فقط يحتوي عشرة مجلدات , وأحرق صلاح الدين الأيوبي كتب دار العلم للدولة الفاطمية الذي بلغ عددها مليون مجلد فقد نزعت جلودها للاستفادة منها لصناعة الأحذية ثم احرق مكتبتها , ثم غزا طبخيل مكتبة طرابلس فأحرقها ونقل المتبقي منها إلى أوروبا , كانت تحتوي ثلاثة ملايين كتاب , أما مكتبة الحسن بن صباح صاحب قلعة آلموت فقد جاوزت المليون ونصف مجلد ثم حولها هولاكو إلى رماد , ثم إحراق كتب أبي حيان التوحيدي وابن رشد وكتب الفقيه الزاهد داوود الطائي والزاهد يوسف بن أسباط والمتصوف الزاهد الحسين الحلاج وصلبهُ على أبواب بغداد , ثم إحراق كتب أبي السعادات وهو معها ثم تبعتها كتب الرازي وابن سينا من قبل السلطات جهلاً وتعسفاً من العلم , هذه المهرجانات التاريخية والتصفية للفكر والثقافة و لعشاق الحرية ومصيرهم ومصير فكرهم ومكتباتهم من طب وهندسة ومعمار في أوج ما يكون.



#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف في زمن الأنظمة الشمولية
- هل يغلبونا هؤلاء الأجلاف
- بدون الكتاب يصمت الضمير وتنام العدالة
- إذا لم يضع المواطن نهاية للحرب ..ستضع الحرب نهاية للمواطن ال ...
- طارق معروف الفنان الذي غرس يداه في غرين الفرات الممتد في مدي ...
- أهمية المكتبة العامة والمكتبة المدرسية في وعي الفرد العراقي
- نصب اللاعنف....( المسدس المعقوف )للفنان السويدي كارل فريدريك ...
- الفنان التشكيلي سعد الطائي.. دمج أكثر من أسلوب فني في أسلوب ...
- إبراهيم عوبديا... شاعر بغدادي النشأة والهوى
- كوكب الباحث الفلكي العراقي الدكتور عبد العظيم السبتي
- شالوم درويش..القاص العراقي الذي تميزت قصصهُ بالواقعية
- الروائي الراحل غائب طعمه فرمان.. جسد في الغربة وفكر ووجدان ف ...
- عصابات الجريمة في العراق و تجارة الرقيق الأبيض(الجسد النسائي ...
- يهود كردستان العراق بين السبيً الآشوري والتهجيًر القسري
- صالح وداود الكويتي .......ملحنا الأغنية العراقية الأصيلة
- الأديب والشاعر اليهودي العراقي شمؤيل سامي موريه
- إلى شهيد الحرية ..هادي المهدي
- من ذاكرة الديوانية...شخصيات خدمة المدينة(الشيخ جعفر الأسدي)
- الباحث الاقتصادي والاديب والصحفي مير بصري
- من ذاكرة الديوانية.... شخصيات خدمة المدينة( 2)


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نبيل عبد الأمير الربيعي - ماذا فعل الغزاة بالشأن الثقافي والمكتبات العامة