أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - أشباح جورج بوش تختفي من -عين الأسد-!















المزيد.....

أشباح جورج بوش تختفي من -عين الأسد-!


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 3575 - 2011 / 12 / 13 - 11:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أخيرا، انسحب آخر ضابط وجندي في قوات الاحتلال من قاعدة "عين الأسد" أو " قاعدة البكر" كما كانت تسمى في عهد صدام حسين تيمناً باسم رفيقه الرئيس الأسبق الذي اتُهِمَ بتسميمه بعد إجباره على الاستقالة والحلول محله في رئاسة الدولة والحزب أحمد حسن البكر. و"عين الأسد" قاعدة جوية عملاقة غربي الأنبار، تمتد على مساحة ثلاثين كيلومترا مربعا، وتضم مدرجات إقلاع وهبوط ذات مواصفات عالمية لجميع أنواع الطائرات المدنية والعسكرية. كما أنها مزودة بمجموعة من الرادارات المتقدمة لمراقبة أجواء العراق بحسب ضابط عراقي كبير ويبدو أنها بيعت للحكومة العراقية. أما المعدات الأخرى فقد نُقِلَ بعضها إلى الكويت، و بِيعَ البعضُ الآخر كالمدرعات والدبابات في سوق للمزاد أقيم على عجل في مطار بغداد. مصادر متخصصة بالشأن العسكري، رجحت ألا تكون أسعار هذه الرادارات مختلفة في ارتفاعها عن تلك التي بيعت بخمسة أضعاف سعرها الأصلي في "سوق مزاد المطار" وفق ما ذكرت صحيفة يومية بغدادية قبل أيام. اليومية البغدادية أكدت أيضا أن أغلب زبائن ذلك السوق كانوا من رجال حكم المحاصصة ما بين وزير ومدير ونائب وغيرهم من محدثي النعمة الباحثين على الوجاهة.
القاعدة سلمت للحكومة العراقية من جانب قيادة قوات الاحتلال الأميركية يوم الأربعاء 7 كانون الأول/ ديسمبر الجاري في مراسيم خاصة حضرها ممثل عن رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي وعدد من جنرالات الجيشين.
إنها القاعدة رقم 501 التي جرى الانسحاب منها وبقيت أربع بأيدي المحتلين قيل إنها ستسلم لاحقا. هذا العدد الهائل من القواعد العسكرية للمحتلين، والذي لا مثيل له في كل تجارب الاحتلال، يعطي، وفق بعض المحللين، صورة عما كان عليه مشروع احتلال العراق"المتفائل" في بداياته، حتى بدا وكأنه ضَمٌّ وإلحاقٌ بالقوة العسكرية للعراق بالولايات المتحدة الأميركية، وصورة أخرى عما آل إليه هذا المشروع اليوم حيث تريد إدارة أوباما الانتهاء بأسرع ما يكون من الإمساك بالجمرة العراقية والخروج بماء الوجه، وإلا فبالوجه السليم فقط، فلا قواعد عسكرية معلنة طالبت بها، ولا معاهدات هيمنة علنية، وإنما اكتفت بقواعد سرية هنا وهناك وسفارة عملاقة هي الأكبر في العالم وتعادل مدينة كاملة كما وصفها مسؤول عراقي رفيع، واتفاقية لم يعلن منها سوى الديباجة العامة والاسم هي"اتفاقية الإطار الاستراتيجي".
انسحب آخر جندي من قاعدة "عين الأسد"، ولم تخبرنا وسائل الإعلام التي تابعت الحدث من الداخل بما فعله المحتلون قبل رحيلهم، وهل أحرقوا ودمروا الكثير من المعدات كما فعلوا في قواعد أخرى في محافظة ديالى مثلا. ولكنها كررت معلومات معروفة، وأخرى مسكوت عنها.
انسحاب قوات الاحتلال من هذه القاعدة، يعني أنّ الوجود الأميركي في محافظة الأنبار قد انتهى، فهي الوحيدة المتبقية في المحافظة، من دون أن يجزم أحدٌ بتأكيد عدم وجود قواعد برية صغير سرية هنا وهناك، فالوضع غامض ومراكز القرار العراقي باتت متعددة.
العميد أحمد المهدي الذي شارك في مراسيم التسليم قال ( إن القاعدة جاهزة لاستقبال الطائرات بمختلف أنواعها وإن راداراتها تدار بأي عراقية) ولكنّ مراقبين أبدوا عدم تفاؤلهم بقدوم طائرات كبيرة إلى هذه القاعدة شبه الصحراوية، والتي يبدو أن إمكانية استغلالها بشكل ما، تبقى قائمة من طرف الأميركان أنفسهم لضمان سيطرتهم على دول الجوار العراقي، و ربما للتجسس على سوريا أيضا. هذا ما يمكن استنتاجه من تصريح قائد العمليات في الأنبار الفريق الركن عبد العزيز محمد العبيدي الذي قال ( إنّ القوة الجوية العراقية تسلمت الموقع وستنشر طائراتها هناك، دعماً لخطط السيطرة على شريط حدودي يمتد مئات الكيلومترات). العبيدي أضاف أيضا معلومة مهمة تقلل من شأن وقيمة الوجود الأميركي في القاعدة وعموم المنطقة حين قال ( لم يكن للأميركيين دور فاعل في مكافحة الإرهاب والجريمة السياسية في المحافظة منذ منتصف عام 2008 واقتصر دور – قاعدة الأسد- على تقديم الإسناد). محللون يرون في هذه المعلومة دلالة مهمة يشير إلى أنّ الوجود العسكري الأميركي لم يعد احتلالا مباشرا و فعالا منذ ثلاث سنوات على الأقل بل كان وجودَ ابتزازٍ وتسليطِ ضغوطٍ على الحكم العراقي.
من جانب آخر، وطوال سنوات وجود المحتلين فيها، حصلت قاعدة "عين الأسد"، وباعتراف ضباط الاحتلال أنفسهم، على حصة الأسد من الصواريخ وكافة أنواع المقذوفات التي أطلقتها فصائل المقاومة العراقية خلال فترة صعودها عليها، حتى أنّ ضابطا أميركيا كبيرا شبهها (بمانعة الصواعق التي تجذب شحنات الصواعق إليها). وكما هي الحال في أماكن أخرى، ظلت خسائر المحتلين مجهولة، غير أن وجود مستشفى ضخم ومتخصص في جميع أنواع الجراحات في القاعدة ينبئ عن أن تلك الخسائر لم تكن طفيفة البتة.
لم تنته قصة "عين الأسد" تماما، فثمة ما هو طريف وغني بالدلالات فيها، وذلك عندما تحولت هذه القاعدة العسكرية الجوية شبه الصحراوية إلى عاصمة فعلية للولايات المتحدة لعدة ساعات. فبعد ظهيرة يوم الاثنين 3/9/2007 حطت طائرة الرئيس الأميركي جورج بوش الابن في القاعدة، مرفقا بوزيرة خارجيته كوندوليزا رايس ووزير خارجيته روبرت غيتس، في زيارة سرية لم يعلن عنها. وفور نزوله من الطائرة، واستقباله من قِبَل قيادة قواته، عقد الرئيس مجلسا حربيا لمناقشة الوضع القتالي في العراق ومحافظة الأنبار في المقدمة. في تلك الأيام، كانت العشائر العربية في المنطقة الغربية على وشك إنزال هزيمة عسكرية قاسية بمجاميع تنظيم القاعدة التكفيري، و كانت قوات الاحتلال والقوات المحلية تتابع توجيه ضرباتها العسكرية وعمليات القمع الواسعة في جميع أرجاء العراق ضد كافة مظاهر المناهضة والمقاومة والرفض. وقد التقى بوش بعد اجتماعه بالرؤساء في الحكم المحلي، بالشيخ عبد الستار أبو ريشة شيخ عشائر الدليم وقائد القوات العسكرية العشائرية التي كانت تقاتل ضد تنظيم القاعدة الذي اغتاله في ما بعد بواسطة تفجير انتحاري. حظي بوش باستقبال حاتمي من قِبَل أبو ريشة الذي أمر بأن تنحر للضيف خمسون خروفا، ولكن الشيخ أبو ريشة، كما روى بعض من حضر الوليمة الرئاسية، لم يُكْرِم الرئيس بوش ويهديه ساعته التي امتدحها هذا الأخير مداعبا، مثلما يقتضي العرف العراقي السائد.
قبل الوليمة، كان بوش قد استدعى الرئيس العراقي جلال الطالباني ونائبه طارق الهاشمي ورئيس الوزراء نوري المالكي إلى القاعدة فأحْضِروا على الفور بطائرة أميركية خاصة وبشكل سري وعقد معهم سلسلة اجتماعات. لم يَبِتْ الرئيس الأميركي ليلته في "عين الأسد" وانتهت زيارته بعد ساعات، وسافر منها متوجها مباشرة إلى أستراليا من دون المرور بالعاصمة العراقية بغداد.
بقية القصة معروف، اختفى جورج بوش من المشهد السياسي الأميركي والعراقي والعالمي بعد ثلاث سنوات تقريبا، ولكن أشباحه ظلت تجوب القاعدة الجوية العراقية طوال تلك السنوات الثلاث، وهاهم جنوده ينسحبون منها أخيرا، فهل ستختفي تلك الأشباح بانسحابهم، أم أنها ستظل تجوبها وتجوب مناطق أخرى في العراق لبعض الوقت؟



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعادة الاعتبار العلمي لمصطلح -الثورة-
- قانون جديد لاجتثاث البعث وتقليص المحكمة التي أعدمت صدام
- أوان الورد في كركوك.. نصرت مردان يوثق للصحافة والقصة العراقي ...
- مؤتمر يساريّي أميركا في العراق: ممنوع ذكر الاحتلال
- كركوك وخيارات المستقبل: مقترحات للحوار/ج4 والأخير
- صراعات الحكم من الشمال إلى الجنوب : بين آل البارزاني وبين ال ...
- بانتظار زيارة جوزف بايدن ..خرائط تقسيم العراق جاهزة
- الانقلاب البعثي في العراق: شيء لا يشبه شيئا !
- الاستفتاء على كركوك بين الشرعية الدستورية والاستحالة العملية ...
- الاتفاقية الأمنية : حساب السلب والإيجاب
- العراق: ساسة العرب السُنة يقيمون للشيعة إقليمهم!
- الدستور في قضية كركوك: هل كان عوناً أم فرعونا؟ /ج2
- مع قتل القذافي ..العراقيّون يستعيدون إعدام صدّام
- لتكن كركوك أنموذجا لعراق المستقبل والمواطنة الحقة !/ج1
- الشهرستاني يدافع عن صفقة -غاز البصرة -شِل- معترفا ضمنا بعيوب ...
- الحدث السوري بعيون عراقية
- مجلس السياسات المستعصي
- أسرار المشهداني لم تحرك ساسة بغداد
- المعلم التركي والدرس الكردي -غيرالعويص-
- هدايا كويتية -مسمومة- قد تطيح هوشيار زيباري


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - أشباح جورج بوش تختفي من -عين الأسد-!