عبد العاطي جميل
الحوار المتمدن-العدد: 3575 - 2011 / 12 / 13 - 00:51
المحور:
الادب والفن
إليها امرأة أدركت سرها بعد فوات الأوان .. إلى حبيبتي أمي
تقول كلاما يشبه الحلم
مهما تقادم
يزداد رونقا
يتفتق حينما تعانقه الأيام ..
لم تك الآذان في مستوى البحر
كي ترتشف الشفاه ملوحتها
وملاحتها
فقدت غنجها المدينة
فأسلمت سيقانها للرحيل ..
المدينة نامت
على صوت السياط
تدمن الصمت
لا وقت للفرح
الشوارع تكبل طفولتها
لا ملامح لها
تحتل الشاشات :
لغات صفراء
شخوص بقايا
من صندوق النقد
وأثرياء حرب ضد الماء ...
تقول كلاما يشبه الحلم
تهاب فورة الشعر
فتنصح بالصحو
بعيدا عن بوح الريح
تخاف نشوة السفر
في الأغاني الشعبية
تلك أسطورتها
التي لا تبلى :
أن تخفي ملامحها
كي لا تحلم بعيدا
عن بيت الله ...
كأنها زرقاء اليمامة
لن يصدقها بيضها
إلا بعد وفاة الأماني
تعلق لغتها في
صرة الصمت
الصرة في علبة
العلبة في صندوق
والصندوق كما الكنز
في حفرة لا تنتهي
بعيدا عن عيون الشامتين ...
عقارب الوقت خانت حلمها
فكانت بالأمازيغية تهذي
وهي تودع ناسها
كيف يفسر الفقيه شدوها
وهي تهدي جسدها
لقبر البهاء ...
كانت تقول كلاما يماما
له عيون
له يدان
ينضح ببكارة السؤال
جسارة الطفولة
و ذهاء حواء ...
#عبد_العاطي_جميل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟