أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلال سعيد يادكار - أنتم لم تختلقوا فلسطين , بل نحن اختلقنا اسرائيل !















المزيد.....

أنتم لم تختلقوا فلسطين , بل نحن اختلقنا اسرائيل !


طلال سعيد يادكار

الحوار المتمدن-العدد: 3574 - 2011 / 12 / 12 - 21:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قال نيوت غينغريتش المرشح الجمهوري للرئاسة الامريكية " اعتقد اننا اختلقنا شيئا اسمه الشعب الفلسطيني، الذي هو في حقيقته من العرب، وهؤلاء تاريخيا جزء من الشعب العربي" واضاف السيد المرشح في سباقه نحو البيت الابيض " الفلسطينيين ليسوا شعبا لانهم لم ينشئوا دولة ابدا، ولانهم كانوا جزءا من الامبراطورية العثمانية قبل انشاء اسرائيل" ! وجاء تصريحات المرشح الجمهوري تلك على احدى القنوات اليهودية في الولايات المتحدة قبل أيام ، والذي وصف فيها أيضا رئيس الوزراء الاسرائيلي بانه "شخصية قوية تضع امن اسرائيل قبل اي شيء"! ".

ولا يخفى على احد أن تلك التصريحات لايراد منها الا مغازلة اسرائيل وكسب اصوات الناخبين اليهود الامريكيين للوصول الى الرئاسة الامريكية ! والكل يعلم والسيد غينغريتش يعلم واليهود يعلمون بأن الفلسطينيين تاريخيا قد تواجدوا على ارض فلسطين قبل ان تكون مقدسة وقبل ان يصلها عبراني واحد ,لا بل قبل ان يولد ابو الانبياء ابراهيم !

وانه يعلم بأنهم لم يختلقوا فلسطين ولم يختلقوا شعب فلسطين , بل العكس تماما ! فنحن اختلقنا اسرائيل واختلقنا شعب اسرائيل وفضلناهم على بقية الشعوب في فترة ما من التاريخ ! وألقينا بحضارة كاملة في البحر من أجل سواد عيونهم , ونصرناهم على الفلسطينيين عند اجتياحهم للارض المقدسة ( فلسطين)! وأعطيناهم وثيقة تمليك سماوية لتلك الارض ! فنحن من اختلقنا اسرائيل وبكل قداسة , ليس من خلال التاريخ العلمي بل من خلال التاريخ المقدس !

فلو راجعنا الكتب المقدسة لدى اتباع الديانات الابراهيمية ( الكتاب المقدس العهد القديم وكتاب المسلمين القران ) لوجدنا ان تلك الكتب قد أهدت الارض المقدسة (فلسطين) على طبق من ذهب لليهود! وان تلك الكتب قد انتزعت تلك الارض من أهلها ( الفلسطينيين) المالكين الشرعيين لتلك الارض واعطتها لمالك جديد وبصك سماوي وبتوقيع الهي !
فقد جاء في التوراة " في ذلك اليوم قطع الرب مع ابرام ( ابراهيم) ميثاقا قائلا" لنسلك أعطي هذه الارض , من نهر مصر الى النهر الكبير, نهر الفرات." 15 سفر التكوين.
وقال الرب ايضا " ادخلوا وتملكوا الارض التي اقسم الرب لابائكم ابراهيم واسحاق ويعقوب أن يعطيها لهم ولنسلهم من بعدهم " 1 تثنية .

وجاء القران مصدقا لما بين يديه من الكتب وشهد بان التوراة فيها هدى ونور ! " انا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور" 44 المائدة . ومن المعلوم ان التوراة اليوم هي نفس التوراة التي كانت بايدي اليهود اثناء نزول القران , ولم يتهم اليهود بانهم قد حرفوا التوراة الا في ما كان متعلقا بقضية ( نبوة محمد ) وبصفاته " الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل" 157 الاعراف . ولم يتهموا بانهم قد حرفوا أو اختلقوا قصة ( الارض الموعودة أو شعب الله المختار) ! " إياك قد اختار الرب الهك لتكون له شعبا أخص من جميع الشعوب الذين على وجه الارض " , " مبارك تكون فوق جميع الشعوب" 7 تثنية ! وجاء القران مصدقا لذلك "" ولقد اتينا بني اسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العلمين"" 16 الجاثية . وفي سورة اخرى "" ولقد نجينا بني اسرائيل من العذاب المهين(30) من فرعون انه كان عاليا من المسرفين(31) ولقد اخترناهم على علم على العالمين(32) الدخان !

وبالنسبة للارض الموعودة فان القصص القرانية تثبت بأن الله قد وعدها لبني اسرائيل , وكم جاء على لسان موسى "" ياقوم ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على ادباركم فتنقلبوا خاسرين""21 المائدة . ويمكن الرجوع الى التفاسير في تفسير معنى الارض المقدسة ومعنى كتب الله لكم, فلا مجال هنا لذكر تلك التفاسير. هذا كان بعد الخروج من مصر , ويحثهم موسى على القتال للدخول الى تلك الارض ! ولكن بني اسرائيل لم يقاتلوا الا بعد اربعين سنة , بعد ان توفي هارون وتوفي موسى وتولى القيادة ( يوشع بن نون ) الذي قاد بني اسرائيل عبر نهر الاردن للدخول الى الارض المقدسة وكانت اول مدينة تم الاستيلاء عليها هي أريحا !
ولم يستطع بني اسرائيل ان يحتلوا القدس الا في زمن الملك طالوت ( شاول ) بقيادة داود الذي استطاع ان يقتل البطل الفلسطيني ( جليات ) أو جالوت الذي تحدى بني اسرائيل كافة " فقال شاول لداود , اذهب وليكن الرب معك " , " فتمكن داود من الفلسطيني بالمقلاع والحجر , وضرب الفلسطيني وقتله. ولم يكن سيف بيد داود , فركض داود ووقف على الفلسطيني واخذ سيفه واخترطه من غمده وقتله وقطع به راسه, فلما رأى الفلسطينيون أن جبارهم قد مات هربوا." 17 صموئيل الاول.
والقران الذي لاياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , أكد تلك القصة وأكد أن الله ( الرب ) مع بني اسرائيل ومع داود ضد اصحاب الارض الفلسطينيين وضد بطلهم جالوت "" فهزموهم باذن الله وقتل داود جالوت "" 251 البقرة . وهكذا انتصر بني اسرائيل على اصحاب الارض الشرعيين واحتلوا الارض المقدسة (فلسطين) باسم الله !

وأثناء انتشار وتوسع الاسلام في الجزيرة العربية كان اليهود العائق الديني (السماوي ) الاكبر امام انتشار الاسلام ! فبالرغم من أن القران قد مدح اليهود ومدح انبياءهم ونصرهم على الفلسطينيين وقبل ذلك أنقذهم من فرعون والقى به وبجنوده في البحر من اجلهم ! وبالرغم أيضا من أن نبي العرب قد داهن اليهود واتبع قبلتهم واخذ بعضا من أحكام التوراة وحلاله وحرامه ( كتحريم أكل لحم الخنزير وتحريم شرب الخمر , والعين بالعين والسن بالسن , ورجم المحصن من الزاني والزانية ) , الا أن ذلك لم يقنع اليهود بالايمان بمحمد كنبي !

وبعد أن يئس نبي العرب من اليهود وتأكد من أنهم لن يؤمنوا به ولن يصدقوه كنبي , بدأ يغزو قلاعهم وحصونهم وتحت ذرائع شتى ! فمنهم من قتل رجالهم ومن بلغ من صبيانهم وسبى نساءهم وغنم أملاكهم , كبني قريضة الذين اتهموا بانهم نقضوا عهدهم مع المسلمين ! ومنهم من تم اجلاءهم من المدينة كبني قينقاع وبني النضير , والذين توجه قسم منهم الى خيبر والقسم الاخر توجه الى الشام (فلسطين). والمحصلة النهائية كانت أن ( أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب ) , الى اين , الى الشام حيث غادر معظم اليهود , والاخرين رحلوا الى اليمن والعراق وأجزاء اخرى !

وفي العصر الحديث و في عصر ولادة الملوك والسلاطين والامراء , في عصر مراسلات حسين - مكماهون , وعصر سايكس – بيكو , في عصر اعطني العرش وأعطني الفلسطينيين , تم اجلاء ماتبقى من اليهود في البلاد العربية وتم تهجيرهم الهجرة النهائية الى الارض المقدسة الى ( اسرائيل ) لكي تنمو الدولة الحديثة – القديمة ويزداد عدد سكانها على حساب اهلها من الفلسطينيين العرب ! ومرة أخرى تحصل دولة اسرائيل على المساعدة , ليس من قبل الاله , بل من قبل الدول العربية والاسلامية ! فأولئك اليهود من العرب حملوا معهم تنوعهم الثقافي والحضاري وساهموا في بناء دولة اسرائيل مرة اخرى !

من الجدير بالاشارة هنا ,وحسب التاريخ المقدس,الى أن دولة اسرائيل هي الدولة (الدينية–القومية )الوحيدة في العالم نشأت تقريبا قبل الف عام قبل الميلاد واستمرت الى الان ! مع أن اليهود وخلال تاريخهم الطويل قد تعرضوا للاستعباد والسبي والمحارق وتعرضت دولتهم الى الدمار مرارا وتكرارا, الا أنهم استطاعوا أن يعودوا من جديد وأن يبنوا دولتهم مرة أخرى ! وبالمقابل سقطت وأنتهت جميع الامم والحضارات والدول التي عاصرتها كالفراعنة والبابليين والفرس وأخيرا الخلافة الاسلامية والدولة النازية !

وفي عصرنا وزمننا الحالي , في زمن القومية العربية وعصر القومجية من القادة العرب استطاعت اسرائيل الحديثة ان تتغلب على العرب في جميع حروبها واستطاعت أن تنتزع اعتراف دول عربية لطالما تغنت بالعروبة ومازالت تغني ! وباعتراف تلك الدول العربية باسرائيل بتوقيعها معاهدات سلام وتطبيع علاقاتها معها على مستوى تبادل السفراء ورفع العلم الاسرائيلي في عواصمها فانها بذلك قد رسخت دولة اسرائيل وثبتت جذورها أكثر فاكثر على الارض المقدسة ! تلك الارض التي ( كتب الله ) لهم , نرددها نحن أناء الليل واطراف النهار وبكل ايمان وخشوع , ثم نقول أن اليهود قد اغتصبوا ارضنا !
فبعد كل هذا ألسنا نحن من أختلق اسرائيل ؟



#طلال_سعيد_يادكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكر وتقدير بمناسبة الانسحاب الامريكي من العراق !
- هل الشرق الاوسط بانتظار حرب الخليج الرابعة ؟
- الجلاد والضحية ...عندما يلبس أحدهما ثوب الاخر!
- الحسن والحسين و أنا
- خطاب تاريخي!!
- الجذور التاريخية والدينية للصراع العربي - الفارسي !
- الشباب العربي والثورات العربية والقضية الفلسطينية ....
- نعم ... كان سيتحول الى مزار!!
- في ذكرى الغزو.... غزو الفضاء
- داء العظمة... مرض و جنون!!
- النظام السابق !!
- ياعرب ... لاتتدخلوا.. أنه شأن داخلي!!
- الله ... الغائب عن الثورة
- الصوت الثائر ....!!
- أنا متألم لسقوط بن علي ...
- نهنيء الشعب التونسي بفرار قائد المسيرة!!
- إذا كانت الوحدة نقمة.. ربما يكون الانفصال نعمة!
- دماءنا ماء... ودماءهم دماء
- المواطن العراقي والشقيق العربي بين المرحلتين السابقة والحالي ...
- من كسوة الحجر الى زينة الشجر .... الأغلى في جزيرة العرب!


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلال سعيد يادكار - أنتم لم تختلقوا فلسطين , بل نحن اختلقنا اسرائيل !