أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد مهدي - الإلحاد المزيف و المعرفة















المزيد.....

الإلحاد المزيف و المعرفة


وليد مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 3574 - 2011 / 12 / 12 - 10:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



(1)

الاعتقاد بفكرة وجود عالم ما بعد الموت مفرحة للمؤمنين بوجود خالق ...

لكنها " مرعبة " لذوي الإلحاد المتضعضع غير الراسخ ...!

قلتها واقولها دائماً :

الإلحاد حين ينبني في ذهن انسان متفكر مثقف فهو انما يصل بمستوى عقله إلى ذروة اعماق التفرد ويتفتح في المدى الواسع المطلق للقيم الإنسانية ، الإلحاد حين يتأسس على قناعات علمية راسخة فهو ذروة الفضيلة في القيم المعرفية التي تُحَمّل الإنسان كامل المسؤولية عن هذا الوجود ..!!

ربما بعد مخاض عسير في مسيرة افكاري توقفت ذات يومٍ في محطة الإلحاد ، لكنني لم اجد الإلحاد إلا كبرى فضائل العلم ..

لم اصل لذلك المستوى نتيجة لكراهيتي القيم الموروثة كما يفعل اغلب من تصوروا انهم ملحدين حقيقيين ..

لكن ، حين استمر بي المشوار في دراسة الفيزياء والباراسايكولوجي و " اجبرت " على التوقف مجدداً في محطة اسمها العالم الآخر , او عالم ما بعد الموت .. لم اشعر باي خوف او قلق من وجوده رغم إلحادي الراسخ في ذلك الحين !

( اقول في ذلك " الحين " لقناعتي انني لم اعد ملحداً ولا موحداً ... ولا بين بين .. ، الفكر الحقيقي يرفض التدريج الاعتقادي في ذلك ، هذا ما تعلمته من رولان بارت وميشيل فوكو وجاك لاكان ، لان وضع اي باحث نفسه موقع معين من " الاعتقاد " سيؤثر على وجهته حتماً سواء في الفكر أوالعلوم الصرفة )

فأنا ابحث عن الحقيقة ، وهي من القداسة ما يجعلها تستحق ان لا نرتاب في وجهتنا مهما كانت النتائج ..

مشكلة بعض الاخوة الذين لم يتبنوا الحادهم عن قناعة علمية موضوعية وإنما استمالتهم الميول المضادة للفكر الديني ، المضادة للشريعة الاسلامية خصوصاً ، جعلتهم يتوهمون ولفترة امتدت بهم طويلاً من الزمان بانهم ملحدين ..!

سيداتي الكريمات ..
سادتي يا كرام ...

يا من يرعبكم الجدل " العلمي " عن وجود او عدم وجود العالم بعد الموت ، لستم بملحدين كما تتوهمون ..!

انتم مجرد " قتلة " لايقونة الرب في داخلكم ، قتلتم اباكم الساكن في عمق اللاشعور عندكم ، سواء اكان هذا الرب هو " الله " رب محمد ، الله صاحب السيف البدوي الذي يقطر دماً ..

او كان هذا الرب هو ابوكم المسيح المتجسد في كائن بشري ، الذي ما فتا يجر صليبه عبر الازمان في اورشليم ..

انتم قتلتم هؤلاء .. ودفنتم جثثهم في اعماقكم على امل ان لا يستفيقوا بعد موتهم ابداً ..
فكرة العالم بعد الموت ترعبكم في ان يستفيقوا في وجدانكم من جديد وتعودوا مضطرين لخوض الصراع مع هذه الآلهة الكريهة مرة اخرى ..

فانتم الآن ، كما تتصورون ، تحملون فكراً " ليبرالياً " حر و مجردٌ من كل عوالق الماضي ..

لكنها في الحقيقة ، بنت في الاعماق جزراً من المرجان ببطئٍ وانتم لا تشعرون ...!


(2)


الملحد الحقيقي هو الذي لا يقتل التاريخ في وجدانه ، بعبارة تقنية ( سايكولوجية ) واضحة :

لا يكون دافعه لتبني الفكر الالحادي هو " كراهية " القيم الاجتماعية الموروثة ...!!

الإلحاد الحقيقي هو الذي يتبنى فكرة الإلحاد بناء على " ولع " بالحقيقة فقط ..!

حتى الإسلامويين الكثر في هذه الايام ، ومنهم جهابذ المفكرين والادباء والكتاب ، هؤلاء ليسوا بموحدين أو مؤمنين حقيقيين بوجود الله ما داموا مؤمنين فقط بالإله الباطني العميق الموروث من ثقافتهم ....!

فهذا الذي آمنوا به ، لا تنطبق عليه الكثير من صفات " الإله " بمعناه القيمي الاخلاقي الشامل الذي عرفته عموم الثقافة الإنسانية ..

حينما يكون الدافع لتقديس الإله هو " كراهية " نماذج اخرى من الآلهة في ديانات اخرى ، او كراهية النموذج الإلحادي الرافض لفكرة وجود إله ، هذا الايمان لا يكون حقيقياً بالمعنى المعرفي العلمي للحقيقة ..

لهذا السبب ، فكرة ما بعد الموت نجدها مؤطرة بإطار " روحاني وهمي " لدى المؤمنين سواء من المسيحيين واليهود ، من يؤمنون بأن الروحانية فضاء مفتوح لا يمكن التوصل إليه بالمعرفة العلمية أو القالب العقلاني

او كانوا من مسلمين ، اذ لا يختلفون عن هؤلاء في شيء ، فقد ختموا على باب عالمهم الروحي بالشمع الأحمر يوم فسروا ما ورد في القرآن :

( يسئلونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم إلا قليلاً )

على انه عالم " ممنوعٌ الدخول إليه " ..

كلا الفريقين يخشى احتدام الصراع في اعماق اللاوعي حيث تتفاعل القيم الموروثة ، وتنشط بشكل رموز ميتة الحضور في الواقع الحقيقي ، لكنها موجودة لا تموت في العمق الثقافي ..

فكان انسب الحلول للتخلص من هذه المشاكل هو زرع الالغام ما حولها ، لتبقى ميتة إلى الابد ..!

(3)


الباراسايكولوجي كظواهر ، درسها العلماء " الملحدين " السوفييت وحققوا بها انجازات على المستوى التقني تفوق كثيراً عن الذي درسه الاميركان طيلة فترة الحرب الباردة ....!!

اغلب اولئك العلماء بتقديري الشخصي ولدوا ضمن فضاء ثقافي " ملحد " ، اي ، تلقفوا القيم التي تجعل الإنسان وحده مسؤولٌ عن هذا العالم ...

لم يمروا في حياتهم باطوار تنقلهم من الإيمان بوجود إله مع ركام هائل من القيم الدينية إلى تبني افكار وقيم مضادة يمكنها ان تتفاعل وتنفعل في اللاشعور بهيئة حرب اعماقية في غياهب ضميرهم ..

هؤلاء كان الحادهم إلحادٌ موضوعيٌ علمي ، ولا عجب بانهم تجرأؤا على دراسة " الباراسايكولوجي " اكثر مما فعله الاميركان المؤمنين ..!

مع انني لا ادعي ان ليس بين علماء الغرب من هو ملحد ، لكن ، من قاموا بالتجارب في الاتحاد السوفييتي كانوا بمعظمهم تقنيين وليسوا علماء مبرزين ..!!

تعاملوا مع جملة تلك الظواهر على إنها طاقات فيزيقية خفية يمكن لمسار العلم الإنساني ان يستثمرها مستقبلاً

لم تكن هناك حقولٌ من الالغام " العقائدية " المضادة كالتي لدى ملحدينا اليوم ..

او الايجابية كالتي لدى اغلب المفكرين الإسلامويين الذين يضعون حداً فاصلاً بين العالم الروحي والعالم المادي .. !

تبنى العلماء السوفييت ، كما فعل الشرقيون القدامى في الشرق الاقصى والاوسط مبدأ وحدة العالم واستحالة تقسيمه إلى عوالم منفصلة ...!!

لم تكن هناك من عوائق عقائدية يمكنها أن تحيط بأبحاثهم ودراستهم تنبئهم بانها قضايا روحانية ولا يمكن للروحانية ان تنحصر في قالب كما يعتقد الاخوة اليهود وكثير من المسيحيين ..!

لم يكن هناك سيف موضوع على رقابهم يخبرهم بانها من الروح والروح من امر الله وحده ... مثل اغلب الافكار الشعبية الشائعة لدى اخوتي المسلمين ...!

تمت دراسة الباراسايكولوجي في الاتحاد السوفييتي وتحققت به قفزات ناجحة من الناحية التجريبية ، لكنها تميزت بافتقارها للإطار النظري اليوم حين نقارنها بباقي تطبيقات الفيزياء ..

تطور الفيزياء المعاصرة وظهور نظريات اكثر سهولة وقابلة للتطبيق كما كانت مطلع القرن الماضي يمكنها ان تكمل المسار الذي بداه العقل الإلحادي " الحقيقي " لدى العلماء السوفييت في الخوض بماهية العالم ما قبل الزمان والمكان ..

العالم الذي سبق خلق العالم بعد الانفجار ( كما اتصور بناءً على معطيات علمية ) ، وهو العالم الذي تجري ضمن قوانينه ظواهر الباراسايكولوجي المعروفة ..

ما نحتاجه اليوم فقط هو عقول " مسؤولة " لا تقتل التاريخ وتحاربه مثل اغلب اللادينيين ، ولا تتكأ عليه كلية فتكون عالة عليه مثل جل الاسلامويين ..

نحن بحاجة إلى عقول مجردة حقيقية تتحمل مسؤولية الكشف عن الحقيقة بلا خوفٍ أو وجلٍ باي طريقٍ سوف تخوض..!


(4)


هذه السطور القليلة كانت مجرد وقفة للرد على استفهامات بعض الاخوات والاخوة حول حقيقة عقيدتي ما اذا كانت الحادية ام توحيدية أم لا ادرية ...؟؟

العقل المعرفي الحر " يكره " بشدة ان يوضع على مسطرة الاعتقاد ...!!

الإلحاد عقيدة وإن تنكر معتنقوها لهذه الصفة ، هي مضادة للإيمان لا اكثر حين ندرسها بعمقٍ وتفصيل ..

لا انتمي إلى ايٍ من هذه الفصائل " الايديولوجية " ..

انا اعبد العقلانية rationality ...

ولو كان في حياتي انبياء في هذه الطريق ، فلن يكونوا سوى هيجل وماركس و كارل بوبر ، والذين " اسعى " لتجاوزهم جميعاً في اكمال هذه الطريق و التأسيس لمدرسة معرفية فكرية جديدة تخرج عن اطار القياس الحسي الإدراكي المتداول في مناهج البحث العلمي الغربية المعاصرة ..

والتحول إلى " علمٍ جديد مجرد Absolut new science " .. وهو ما اعكف عليه حالياً ..



#وليد_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث عن ملكوت الله (2)
- البحث عن ملكوت الله (1)
- من يقود الحرب الامبريالية ؟ آل الصباح وشل الانجلوسكسونية اُن ...
- الوعي الثقافي الإنساني من ديكارت إلى ما بعد الماركسية
- الروحانية و العقل Spirituality and Mind
- الانوثة والروحانية Femininity and spirituality
- النبوة و العقلانية Prophecies and Rationality
- ثوار النيتو .. غرهم في - اميركا - الغرور
- وحيٌ من جهة موسكو ! تجربتي مع الزمن
- التاسع من اكتوبر
- متى ستنتهي الرأسمالية ؟
- العلم ورؤية في مستقبل الحضارة ..
- القومية والنجم الثقافي الإسلامي الجامع
- اغتيلَ المهدي .. وصح النوم يا وطن !
- فيزياء العالم الآخر - ج 2
- فيزياء العالم الآخر - ج 1
- ملامح من فيزياء العالم المنطوي Implicate World
- عالم ما بعد الموت و علم الفيزياء
- الوجود قبل خلق العالم رؤية لفيزياء جديدة
- روحانية الهرم وروحانية الكعبة


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد مهدي - الإلحاد المزيف و المعرفة