أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وهيب أيوب - المجلس الوطني السوري - على المحكِّ الأخير














المزيد.....

المجلس الوطني السوري - على المحكِّ الأخير


وهيب أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 3573 - 2011 / 12 / 11 - 20:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الغالبية الساحقة للمعارضة السورية في الداخل والخارج، تعلمُ علم اليقين أنّ نظام دمشق الاستبدادي سوف لن يسقط بالمظاهرات ولا الاعتصامات ولا الإضرابات ولا حتى العصيان المدني. كما أنّه لن يسقُط، ولن يتنازل عن تمسّكه بالسلطة من خلال العقوبات الاقتصادية، سواء كانت العربية منها أو الدولية. هذا النظام الفاشي المُجرِم، ومنذ اللحظة الأولى اتّخذ قراره بقمع وقتل كل من عارضه ودعا لإسقاطه، لهذا فإن فاتورة القتل والاعتقال والتعذيب والتهجير ومحاصرة المدن وتدميرها، فاقت كل الحدود.
ما نسمعه من غالبية "تنسيقيات" الثورة السورية في الداخل كما الخارج، أنّه لا حلّ لإسقاط هذا النظام إلا باستخدام القوّة والسلاح، من خلال إقامة منطقة عازلة أو أكثر، يلجأ إليها الجيش الحرّ المنشق، وحظر جوّي تتخذ قراره الأمم المتحدة ومجلس الأمن، دون الحاجة لقوات دولية على الأرض السورية، وأن الجيش الحرّ وما سينضمُّ إليه من أعداد كبيرة جاهزة للانشقاق وهي تنتظر تأمين المناطق الآمنة والحظر الجوي، هي الكفيلة بإسقاط هذا النظام العصابة، خلال أسابيع.
إذاً، من المسؤول عن هذه المماطلة وإضاعة الوقت؟ وهل البعض في انتظار أشياء لا نعرفها، ولا يعرفها السوريون..؟ وماذا تعني المُهل المتكرّرة من الجامعة العربية؟ هل هناك تسوية تحت الطاولة وخلف الكواليس، على غرار التسوية اليمنية؟ وهل هناك من مشاركٍ بها ،سواء من الداخل أو الخارج من المعارضة السورية، ومن داخل المجلس الوطني وخارجه..؟
تلكؤ المجلس الوطني في توسيع المجلس ليضم كافة أطياف المعارضة السورية، يثير الريبة والشكوك...! فمن الذي سيطالب بإحالة الملف السوري للأمم المتحدة ومجلس الأمن، إذا لم تكن هناك معارضة سورية موحّدة في الداخل والخارِج يستطيع المجتمع الدولي السماع لها وتلبية طلباتها؟
الواضح أيضاً، أن هناك أطرافا عربية في الجامعة وأطرافا دولية أُخرى ومنهم إسرائيل، تسعى لإنقاذ نظام الأسد، من خلال إدخال بعض الإصلاحات عليه، وبهذا يتداركون الخطر القادم عليهم فيما لو سقط النظام تماماً، فربما يكون أحدهم هو التالي. ولهذا تمّ أخيراً تفويض الوفد العراقي من قِبل الجامعة العربية للتفاوض مع النظام السوري. فماذا يعني هذا الخيار من قِبل الجامعة بإرسال وفد، هو بالأساس طرف وحليف النظام السوري وداعماً له في قمع الثورة، سوى أن يكون شكّنا في محلّهِ!؟
إن استمرار الوضع السوري على ما هو عليه، لا يعني سوى أمرين اثنين:
إما أن يستطيع النظام، عبر المُهل المعطاة له من الجامعة العربية واستمرار قمعه الدموي للثورة بإخضاعها للقبول بحل وسط، تشارك فيه بعض أقطاب المعارضة القانعة أو المتواطئة في تسوية تُنقذه من الانهيار الكامل، ويؤمّن لها هي حصّة في المشاركة بالسلطة المُعدَّلة؛ وهذا ما سيرفضه الثوار على وجه التأكيد، على اعتبار أن هذا نظام يستحيل العيش معه بعدما أظهر أنّه بمثابة العدو للشعب السوري وليس مجرد خصم سياسي. وإما أن تنزلق البلاد إلى حرب أهلية من خلال عسكرة الثورة، إضافة للجيش الحرّ المنشق، وهذا غير مُستبعد؛ وقد أشار له برهان غليون نفسه. فهمجية النظام ووحشيته في قمع الثورة السلمية، لن تترك للعقلاء مكانا باستمرارها على هذا النحو السلمي، خاصة بعد فقدانهم الأمل بأي دعمٍ وتدخّلٍ دولي وإقليميّ يؤمّن لهم الحماية من بطش النظام وإجرامه من دون أي وازعٍ أو ضوابط.
كذلك فإن مصلحة إسرائيل وأميركا تكمن في خيارين، إما الوصول لهذه التسوية والمحافظة على العهود المقطوعة لها من النظام الحالي بالحفاظ على هدوء وأمن حدودها الشمالية في الجولان المحتل القائم منذ أربعة عقود، وإما الحرب الأهلية التي قد تستمر لسنوات، على غرار الحرب الأهلية اللبنانية، وقد تؤدّي لتقسيم سوريا لدويلات، وهذه أُمنية إسرائيلية قديمة، ترجع لعام 1968. ومن هذه الزاوية أيمكن رؤية سبب تلكّؤ أميركا لعشرة أشهر تجاه النظام السوري.
إن مدينة حمص اليوم وبعض المدن السورية الأخرى، تعاني من أزمة إنسانية حقيقية، تجعلها مناطق منكوبة بكل ما تعني الكلمة، فحتى الأطباء يُقتلون بسبب معالجتهم للجرحى، وقطع الكهرباء والماء والاتصالات، ومنع العلاج والدواء عن المصابين، وقلة الغذاء ومواد التدفئة، هو بمثابة كارثة إنسانية حقيقية لا تُحتمل. والتعامل مع هذه الأوضاع بدمٍ بارد غير مسؤول، سيوصل الناس والثوار إلى أماكن وخيارات يصعُب التراجع عنها. فمن يكون المسؤول حينها عما ستؤول إليه الأمور؟
هذا السؤال برسم المجلس الوطني والمعارضة السورية كاملة، ولن نتحدّث هنا عن مسؤولية الجامعة العربية والمجتمع الدولي، فهؤلاء ينطلق كُلٌّ من مصالحه الخاصة.
ربما يدخل المجلس الوطني السوري في هذه المرحلة الحرِجة من الثورة السورية امتحانه الأخير، في كسب مشروعيته لتمثيل الثورة والشعب السوري، ويتحمّل مسؤوليته في اتخاذ قرارات واضحة وحاسِمة، وهذا يتطلّب الاستحقاقات التي ذكرتها سابقاً، وأهمها ضمّ باقي أطياف المعارضة للمجلس، وإلا فعليه تحمّل العواقب التي ستحلّ به، كما بالثورة والشعب السوري.

الجولان المحتل – مجدل شمس



#وهيب_أيوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب يُعيدون إنتاج تخلّفهم ديموقراطياً...!
- القوى اليسارية ودورها في الربيع العربي
- الجيش السوري-عَسكَر لَمِين وعلى مِين...؟!-
- فنُّ علي فرزات وفنون بشار الأسد..!
- بين سكّين الجزار وحنجرة القاشوش
- حسن نصرالله - زعيم شبّيحة النظام السوري الإقليميين
- لماذا وجَبَ إسقاط النظام السوري...؟
- استبداد النظام السوري وجرائمه في عصر الثورة الرقميّة
- أفواه ومدافِع
- المتواطئون والمخدوعون
- بلا دراما بلا زراطة ...
- الشعبُ السوري وامتحانُ التاريخ
- أأُسودٌ على حوران وأرانب في الجولان..؟!
- ( الأعداء ...! )
- الشعب يريد إسقاط المطر...!
- النظام في سوريا - ممنوع من الصرف وغير قابل للإصلاح
- فنّانون ومثقفون سوريّون -عضاريط-
- طافَ الاستبداد فأبدع طائفيّة...!
- بيان لسوريين من الجولان المحتل / -أنتم الصوت ونحن صداه-
- سُمُّ الإسلاميين في دَسَمِ الثورات ومخاطِر أُخرى


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وهيب أيوب - المجلس الوطني السوري - على المحكِّ الأخير