أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - السيمورغ














المزيد.....

السيمورغ


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 3573 - 2011 / 12 / 11 - 13:53
المحور: الادب والفن
    


السيمورغ*

" إلى محمد الخطاط عاشق اللون والحرف"

أنا من أعراق فارس
رضعتني شيرازُ عسَلاً
من نحْلٍ يمرحُ في مغانيها
سقتْني معينَها العذبَ لَبَناً رائقاً
أطعمتْني حَبّاً سُكَّراً نباتاً
جناحاي يتخاليانِ بين شِعابٍ
أزهى من خمائلِ " ذي يزن"
فقوادمي أقوى من الريحِ العاتية
وخوافيْيِّ أكثر نعومةً من الحرير
لستُ طيراً كاسراً ذا مخالبَ جارحة
وجهي تعلوهُ المهابةُ
تاجي مرصّعٌ بالجمال الآسِر
لم أكن يوما ثلاثينيا كما يتوهم البعض*
فأنا أتطيّرُ من عقودِ الأزمان
لم ألدْ من قحّ بيض
لكني خُلِقْتُ من ريشةٍ مغمسةٍ بألوان السماء
بيدِ ساحرٍ لايتقنُ سوى البدائع والأعاجيب
أبهرَ الملأَ بأناملِهِ
لأنها خُضِّبتْ بحنّاء الملائكة
وهي تتبركُ بهِ
أما رياشي فقد أنبتَها اللهُ بمحيط جسدي
وسقاها عطرَ جنانِه
لم يكنْ لي كفواً أحد
لا من الفينيق الطالع من الرّماد
أو مارجِ النارِ ، أو سموِّ اللهب
لأني جمرٌ زرادشتيّ الهوى
ولَهَبٌ يتعالى على التراب
توسّلَ القوسُ قزح واستعار بعضاً من ألواني
فوهبْتهُ حزمةً منها
ثمّ أقبلت الفسيفساءُ وقبّلتْ جناحيّ
**************
ارتحلتُ في مخيلتِكم مرارا
ونصبتُ شباكي مصائدَ للعيونِ الساحرة
تتطلعُ طيور الحُبِّ الجميلة الملوّنة نحوي
تستأذنني لِتغنِّي تسبيحَ الغروب
وتمدّ رقابَها انبهاراً بي
لكنني لستُ نرجسيا مختالاً فخورا
أتبخترُ كالطاووس
ربما يكون شبيهي في الألوان
بيدَ انه أحمقُ القدَم ، بأصابعَ مقززة.
كثيراً ما أجولُ في أساطيرِكم
طائراً في أجواءِ قصصِكم
متألقاً كالشمسِ في رسوماتِكم
غير أني لاأتراءى في قصائدِكم
ولاأبدو جميلا وضّاحا في أشعارِكم
ولأني مغامرٌ دؤوب يأنفُ الاستكانة
ليس يكفيني أن أكونَ مرأىً جميلا لعيونِكم
ولا أقنعُ بان أبهرَ من يشدّ انتباهي
تراني أرتقي في أرواحِكم
وأزيلُ ما يعكِّر صفْوَها
وأنسلُّ كالضوء في بصَرِكم وبصيرتِكم
ولا أموتُ كفراشةٍ تعشقُ ألقَها
أحبُّ أن أكونَ دواةً في أوراقِكم...
أهيمُ في وديانِكم المترعةِ ...أيها الشعراءُ
أحبّ أن أصهرَ في أفرانكم ...أيها المثّالون
أحكي معكم كلَّ الحكايات المشوّقة
كم شعراً سمعتُ
كم لوحةً رأيتُ
كم قمراً تطلّعتُ في الليالي
كم نجمةٍ راودتني عن نفسها فأبيت
لأني طاهرُ القلب...السماءُ أحبّتني
الينابيعُ روتْني
الأرضُ أنضجتني
الحقولُ أخذتني بأحضانِها
الجبالُ منحتْني كبرياءَها
البحارُ أهدتْني سخاءَها
لكنّما الشِّعرُ أبى أن يطاوعَني
يحيدُ بوجهِه عني
ويشحُّ بصرَه كلما رآني مقبلا نحوه
فاتحاً صدري لعناقِهِ
كيف السبيلُ إلى إقناعه
وتهدئةِ نزقهِ ؟!
أرشدوني أيها المبصرونَ العرّافون
أكادُ أسخطُ عليكم غضَباً
مللْتُ الوقوفَ في وادِيَّ العشقِ والحيرة*
فأنا أبغي الهيامَ بصحبتِكم
أسامرُكم في حلِّكم وترحالِكم
أشحذُ أقلامَكم نصاعةً
أهزّكم من غفلةٍ أو سكرةٍ
تذهبُ بكم بعيدا
تطيحُ بكم بغتةً
فيقظتي وسعت الآفاقَ كنجمٍ يأبى النوم
يوماً ما ستأتون إليَّ طائعين
تفرشون لي كلماتِكم ؛ مباهجَكم
أنتقي أحلاها ، أصدقَها وصفاً
أحيطُها حولي كوصائفَ حول مَلِكتِها
يوما ما ستركعون تحت قدَميَّ
طالبين المغفرة والصفحَ عن نزواتكم
سأقبلُ اعتذاركم لأني أحبّكم
مهما تذمّرتم مني وأدرتم ظهورَكم جفوةً
سأفرشُ بساطي احتفاءً
انتظارا لِلَيلةِ قدومِكم
سلاماً هي حتى مطلعِ اللقاء

جواد كاظم غلوم
[email protected]
________________________________________________________
*) السيمورغ : طائر أسطوري الملامح تخيّله الكاتب والفنان الفارسي فريد الدين العطّار وكتب عنه وفقاً للنهج المثنوي في الأدب الفارسي وبمنحى صوفيّ بارز
*) السي مورغ: تعني لغوياً الثلاثين طائرا بالفارسية
*) واديا العشق والحيرة ؛ من الوديان السبعة كما يراها الصّوفيون



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللعبُ مع الصغار -هنيهةُ وأخواتها-
- حفيدتي الكَنَدِيّة
- كيف لي أنْ أرأبَ الصدْع
- قصائدٌ مدفوعةُ الثمن
- إنّما الدنيا لِمَن وهَبا
- هناء أدور....نهنئكِ
- أسفحُ بكاءً على فيضِ أنوثتها
- الناسخُ والمنسوخ
- ما لنا وما عليهم
- مواجعُ طرَفة بن العبد قبل النزعِ الأخير
- يشيخ وفي نفسه شيء من-نوبل-
- أما آنَ لي أنْ ألقى قمري الضائع
- أكادُ أختنقُ من نفثِ دخانكم
- رمادٌ يؤطّرُ أرضَ السواد
- ما قالتهُ ذاكرةُ الرّجْع البعيد
- بانتظار - بهجة - العيد
- مقاطع منسيّة من مرثيّة ليلى بنت طريف
- يسألونك عن - البدون- أجبْ بإختصار
- شَجَنٌ آيِلٌ للصعود
- وليم سارويان في ذكرى ميلاده


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - السيمورغ