أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حلمي محمد - إن كانت هذه هي أخلاقياتكم ... فبئس الديمقراطيون أنتم !














المزيد.....

إن كانت هذه هي أخلاقياتكم ... فبئس الديمقراطيون أنتم !


حلمي محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3573 - 2011 / 12 / 11 - 13:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


إن الذين سمعوا عن الديمقراطية وقرؤوا عنها وعن الليبرالية, وراحوا يلملمون أفكارها ومبادئها من هنا وهناك, من مخلفات الثقافات الغربية القديمة التي عفا عنها الزمن والتي لم يعد لها أي دور يذكر بمفهومها الرجعي الفوضوي المنحل, في الكثير من المجتمعات الغربية, والذين ينادون بالحريات الفكرية اللاعقائدية (العلمانية), لا عن دراسة وعلم وتفهم حقيقي للمعاني والقوانين والالتزامات التي تفرضها الديمقراطية على من ينادون بها ويسعون لتطبيقها, وإنما بدافع التقليد والنقل عن الأخرين.

ـ إن حال أؤلئك المقلدون, كحال الأبله الذي يحمل في يده (سلاحاً آلياً) صنعه انسان أخر وكون أجزاءه بحسابات دقيقة وأجرى عليه تجارب واختبارات عديدة في مختلف الظروف والأماكن. فلم تكن فكرة صنع هكذا (مادةً آليةً), فكرة اعتباطية هوجاء, ولكن عن قصد ودراية وعلم بما يصنعه, وكيفية استخدامه وتصويبه نحو الهدف بدقة عالية. أما (الأبله) الذي يحمل نفس (المادة الآلية) ولا دراية له بها ولا عن تكوينها وكيفية تحريك أجزاءها وجهله التام بما هو بين يديه, فينتج عن ذلك, إما ان يقضي هو على نفسه بحماقته, او يدمر كل ما حوله ويحيط به من بشر وحيوانات وجماد.

ـ فالذين أسسوا الديمقراطية وأوجدوا لها المناخ المناسب وعملوا على تهيئة المجتمعات وأعدوا المؤسسات والجمعيات الأهلية (الفاعلة والمنتجة), (وسنوا للديمقراطية قوانين تحكمها) يلتزم بها كل من يمارسونها, واهتموا بتطوير الانسان (أخلاقياً, تعليمياً, ثقافياً, وفكرياً), يختلف أمرهم وحياتهم عن الذين يقلدونهم تقليداً أعمى ويحاولون تطبيق تجربتهم في مناخ فاسد ومجتمعات غارقة في الجهل رغماً عن تشيدها (للمنشأت البنائية) للجامعات والمعاهد والمؤسسات (الصماء المتحجرة) الخاوية من العلم والثقافة والفكر ومن (الإبــداع ... لا التقليد), ولم يجتهدوا في تطوير أنفسهم أخلاقياً, ومجتمعاتهم سلوكياً, ثم يريدون ان يصلوا إلى نفس النتجية التي توصل إليها غيرهم.!!!

ـ لذا فإن أخلاقيات من أسسوا الديمقراطية (قديماً) ثم طوروها وانتقوا منها ما يتلاءم مع الحياة العصرية ويخدم مجتمعاتهم, وطبقوها ومارسوها ممارسة عملية وليست نظرية, تختلف أخلاقياتهم عمن يتبعونهم ويتشدقون بهم وبأفكارهم ويُسيؤون تطبيقها وممارستها.

فالديمقراطية عند من أسسوها تعني في المقام الأول احترام الأخرين وتقبلهم والتعايش معهم في سلام, رغما عن الاختلافات الجوهرية بينهم في العقيدة والسلوك الشخصي (ما لم يضر الأخرين) بأي من الطرق, سواء كان ذلك الضرر مباشراً (بالتعدي على حقوق الآخرين, بالسلب او المنع والحجر على حرياتهم), او غير مباشر بالسخرية والاستهزاء والسب والاهانات اللفظية التي تسبب آلاماً نفسية وعصبية لمن حولهم.

ـ أما أخلاقيات المتشدقين المقلدين التبعيون, الذين لا هوية فكرية لهم ولا مرجعية عقائدية يؤمنون بها ويحتكمون إليها فيما بينهم, ولا تؤثر في سلوكياتهم وتعاملاتهم ومخاطبتهم للآخرين, فهي أخلاقيات بذئية ورديئة وغير محمودة وغير آدمية. إذ ان (الديمقراطية والليبرالية) من وجهة نظرهم ورؤيتهم المحدودة الأفق, تعني الفوضى في السلوك الشخصي والانحلال الأخلاقي وتَهدم بناء الانسان وتُخرب المجتمعات وتنشر الفساد بين الآدميين. بل والحيوانات أيضاً.

ـ الديمقراطية والليبرالية عند من يجهلون فهمِ أحدهما او كليهما ... تكون فساداً في الأرض. !!
ـ تصبح همجية وكفراً وإلحاداً (حين يتم التطاول على الذات الإلهية, وتُسب الأديان ولاتُقدس المعتقدات ويهزأ بالتشريعات الدينية)..!!
ـ تصبح لا مُبالاة بمشاعر الآخرين حين يُتعمد الجهر بالرذيلة والتباهي بالشذوذ الجنسي وتبادل الزوجات و زنا المحارم والعلاقات الرسمية الموثقة بين الرجال والرجال .. وبين النساء والنساء, وقد يدخل في تلك العلاقات الشذوذية طرف ثالث قد يكون بشراً او حيواناً.

... إن كل هذه الرذائل ترفضها وتنهى عنها كل العقائد الدينية. حتى الكثيرين من الغربيين عزفوا عنها وتخلصوا منها وطردوها من ثقافتهم الحديثة التي تهدف إلى الإرتقاء بقيمة الانسان.
فلم يعد هناك من ينادي بها ويشجع على انتشارها, إلا من يرفعون شعارات الديمقراطية والليبرالية من داخل المجتمعات العربية حتي أصبحت الرذيلة والفوضى الفكرية هي من أهم سماتها.

فإن كانت هذه هي أخلاقياتكم وتلك ديمقراطيتكم وليبرالياتكم التي أخذتموها عن الغرب وتناودون بأسوء ما جاء فيها من انحلال وفوضى عارمة.

فلبئس الديمقراطيون وبئس الليبرالييون ولبئس الكائنات الناطقة بلسان البشر .. أنتم.!!!
***************
من ألمانيا الديمقراطية ـ في 11.12.2011



#حلمي_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الأدب العربي ... بعض الأدباء يعانون عدم القدرة على القراء ...
- تداعيات (الدانات العشر) ... قراءة (1)
- ألأني انسان ... من مجموعة ذكرى وأد الانسان


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حلمي محمد - إن كانت هذه هي أخلاقياتكم ... فبئس الديمقراطيون أنتم !