أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - القرآن وأنبياء الربيع العربي














المزيد.....

القرآن وأنبياء الربيع العربي


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3573 - 2011 / 12 / 11 - 11:24
المحور: كتابات ساخرة
    


تستمر فضائح ما يسمى بالربيع، وتنكشف يوماً بعد آخر كل تلك الفصول والألغاز التي جعلت نعمة وبركات الثورات تفيض، هكذا وفجأة، وعلى حين غرة، على شعوب دون غيرها في المنطقة، ويأتيها شيطان الثورة، كما شيطان الشعر، فيما هو-الشيطان- برداً وسلاماً على شعوب أخرى أشد حاجة، وعوزاً وطلباً وتوقاً للتحرر والثورات على الظلم، والفساد، والاستبداد ونهب الثروات.

وعلى مقلب آخر، تستمر الحملات الإعلامية، و الهجمات والمساعي الحثيثة ومن شتى المحاور والجبهات لشرعنة وتبرير ربيع برنار هنري ليفي الذي اعترف بنفسه بأنه يقف وراءها ويحركها، بكتابه المعنون الحروب التي لا نحب، هذه الحروب التي يعشقها برنار، لكنه لا يحبها، حسب قوله، وتجسيداً ليهوديته في اعترافاته المثيرة الأخيرة، ومن خلال حبه هذا، أيضاً، ومن هنا يمكن أن نفهم اجتماعه ببرهان غليون، وإعلانه، بعد ذلك مباشرة، الحرب على سوريا، التي يحب ولا شك، والتي نرى فصولها الدموية الكارثية-أي الحرب- في شوارع بعض المدن السورية.

وآخر ما حرر، وفي هذه المرة، يلجأ مشعوذو ودجالو الثورات الأطلسية إلى الاحتماء واللوذ بالقرآن، للقول، وإيهام العامة والجهلة بأن وصولهم للبرلمانات هو من عند الله، وهو على كل شيء قدير، وأن فوز الإسلاميين بالانتخابات الأخيرة في مصر، وبعد أن بلغ بهم الصلف والغرور والمال السياسي الوهابي مبلغاً، هو أمر مذكور في القرآن، هكذا ولهذه الدرجة. وهنا، لا يسعنا، وفي ذات السياق، إلا أن نصدق، إذا سلمنا برواية سلفيي مصر، إلا التساؤل ماذا عن فوز تجمع الليكود الديني المتطرف، الذي يتحدث عن أحلام توراتية لبني إسرائيل في أرض الميعاد، في الانتخابات الإسرائيلية على نحو مستمر، هل هو مذكور أيضاً في التوراة يا أولي الألباب؟ ماذا سنقول لمتطرف إسرائيلي مهووس بخرافاته التوراتية؟ بل ماذا يمكن أن نقول لجورج بوش الذي غزا العراق، وقتل وشرد الملايين من أهلها، والذي قال، هو الآخر، بأن أحلاماً توراتية، ودينية، كانت وراء غزوه للعراق، وأن الله هو من اختاره لفعل ذلك. ألا ينبغي علينا، والحال، أن نصدق جميع هؤلاء المهرجين والمشعوذين دفعة واحدة، وبالجملة، ومن دون تمييز بين مهرج وآخر، طالما أنهم ينهلون من ذا البئر والمكان؟

إذ يحاول التيار السلفي المهيمن على هذه الثورات الغمز من قناة الدين، والقول بأن ربيعهم قد ورد في القرآن، حسب ما نقل عن نائب رئيس حزب النور في محافظة الدقهلية محمد عبد الهادى حرفياً: "إن الله أخبر عن نتائج انتخابات مصر في القرآن الكريم". وأضاف قائلاً: " إن الله تعالى يقول في كتابه الحكيم "وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ". وتابع: نحن من الذين استضعفوا في الأرض، ونفوز في الانتخابات لأن الآية تنتهي بقوله تعالى: "ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين".

وهنا سنضطر، كما في كل مرة، لتذكير السلفيين والإخوان حلفاء الأنظمة، وغيرهم من القوى الماضوية عن سبب هذا الاكتساح والاجتياح للشارع العربي، وهو قيام طغم الفساد والاستبداد العسكريتارية الحاكمة، بالتحالف العضوي مع التيار الظلامي، ومن ثم شن حملاتها الاستئصالية المعروفة لتفريغ هذه المجتمعات، وتجويفها، والقضاء على كل الأصوات والأحزاب، والتيارات، والفعاليات التنويرية، والنهضوية، والحداثية، وتهميشها، وعزلها، والإفساح بالمجال، وبعد تواطؤ، وتلقي رشى كثيرة من المال الوهابي النفطي، للقوى الغيبية والظلامية والتكفيرية والتيارات القومجية والسلفية لاحتلال الساحة وتبوء المشهد، وتركها تعمل على راحتها، لا بل مشاركتها في تلك الجريمة، حيث سيطرت على الشارع ولم يعد لها أية منافسة أخرى تذكر من أية قوى سياسية أخرى، هذا هو سبب الفوز الحقيقي للإسلاميين، والسلفيين، والجهاديين، وهيمنتهم على الساحات، وليس لأن ذلك مشيئة قرآنية، بالتوازي مع ورود تقارير وأنباء، أزكمت الأنوف، عن ضخ مليارات الدولارات من المال السياسي النفطي من قطر والسعودية لدعم السلفيين والوهابيين في الانتخابات الأخيرة في مصر.

ومن هنا، وفي ذات، لا نستبعد غداً، وفي ذات تبرير فشل السلفيين الحتمي، لقيادة الدولة أن يقول نفس هؤلاء بأن غلاء الأسعار، وتفشي البطالة، وتغول الفساد، وانتشار الفقر، والبلاء، واستفحال أزمة الإسكان، هو مذكور، أيضاً، في القرآن وأنه امتحان وابتلاء للمؤمنين، ليبلوكم أيكم أحسن عملاً، مثلاً، ومن هذه المصفوفة الجاهزة من التبريرات التي يسطون بها على عقول العامة والجهلة والفقراء مع مصفوفة الهرطقات والخزعبلات والخرافات والمخدرات الأخرى، فكذا كان الأمر بالنسبة لعقد معاهدات الإذعان والاستسلام مع إسرائيل، موجودة ومبررة أيضاً بالقرآن، كما فعل الرئيس المؤمن أنور السادات، مستنداً، يومها، على الآية: وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم، الأنفال 61، وحين عمد إلى إخراج مصر من معادلة الصراع في المنطقة وحولها من لاعب إقليمي كبير، إلى مجرد تابع وجرم سياسي صغير يدور في فلك هذه المشيخة أو تلك، ويتدثر رجالاتها بعباءة هذا الشيخ الصحراوي أو ذاك، كما رأينا وتابعنا جميعاً هزليات نبيل العربي في مجلس الجامعة العربية.

لا مؤامرة في هذا المنطقة إلا المؤامرة على العقل، فهو المستهدف الوحيد في نهاية المطاف، في البداية والنهاية لتمرير كل ذلك الدجل والأباطيل. ومن هنا، لن نقتنع بربيع برنار هنري ليفي، ولا بحجج السلفيين، حتى لو بعث الله لهم نبياً جديداً باسم نبي الربيع العربي. فهل يأتي؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وا برناراه!!!
- لا لعودة سفراء الأعراب لدمشق
- مرحباً بالمقاتلين الليبيين
- نعم لعقوبات عربية على هؤلاء
- جاييكم الدور
- سوريا ليست ليبيا2
- سوريا ليست ليبيا 1
- فضائح إعلامية إصلاحية سورية
- متى يتحضر العرب؟
- لماذا لا أخشى من الله؟
- أين عزمي بشارة؟
- مجازر إعلامية سورية
- لماذا لا يعتذر حزب البعث للسوريين؟
- السيد وزير الإعدام السوري: أنت متهم
- هل وصلت بوراج عسكرية روسية إلى سوريا؟
- هل أفلست الجامعة العربية؟
- لا لتريد شعار البعث والأمة الخالدة
- الجامعة العربية: إنا أعطيناك الخنجر فصَلِّ لجنرالات الناتو و ...
- ما هو المطلوب، شعبياً، من هيثم المناع؟
- لماذا لا يكون منصب رئيس الوزراء في سوريا دورياً؟


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - القرآن وأنبياء الربيع العربي