أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - نظرية الحساسية














المزيد.....

نظرية الحساسية


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3572 - 2011 / 12 / 10 - 21:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لو قال لك احد انك حساس ... فهو يعنى انك تتأثر بسرعة ... او انك مصاب بمرض الحساسية او مصاب بالامراض الكثيرة التى تكون الحساسية احد اسبابها .. اى انك واحد من 500 مليون يعانون من نفس هذه الاعراض... ام هذه الاعراض فهى التهاب الجلد وظهور الحبوب وضيق التنفس وانقباض المعدة وتقلص الامعاء وارتفاع الضغط ... لماذا؟... احد هذه الاسباب : اللبن ... او التراب او الوبر الذى يتطاير من الاقمشة الصوفية او بعض الروائح او المواد الكيماوية التى نستخدمها فى ابادة الحشرات .. او المواد الكيماوية الموجودة فى الماء والهواء بسبب عوادم السيارات والمصانع او دخان السجائر....


لكن الغريب اذا قرأت فى الصحف ان أبا قتل ابنه لخلاف على امرأة ... واحسست بدوخة كلما رأيت صورة للاميرة القتيلة ديانا تحمل طفلها الصغير فانت مصاب بمرض الحساسية ... اما تفسير ذلك فهو ان الاب اسمه داوود والمرأة اسمها دولت ... اى ان حرف (الدال ) فى اسم ديانا والابن والمرأة هو الذى يطلق النار فى جسمك ... وهذه ليست حساسية كيماوية ... انما هى حساسية نفسية اجتماعية اخلاقية دينية ....


ويذهب المتحمسون لنظرية الحساسية الى ان كل ما نسميه بالادب الرومانسى والادب العذرى ...ليس الا حساسية مرضية .... اصيب بها بعض الادباء والشعراء , وان الشعر الجميل الذى تغنينا به طويلا كان من اعراض الحساسية ... التى ادت بشعراء الغزل عند العرب والتروبادور فى اسبانيا والرومانسيين فى اوربا ان يسعلوا وينزفوا دما .... فقد كانوا مصابين بالسل ... اذن لم يكن الشعر الجميل الرقيق الذى تغنى به الاصحاء ... الا من اعراض الحساسية !!!


وهناك الحساسية الابداعية التى تجعلك مشغولا مهموما دائب البحث عن علامات للطريق الابداعى المصرى او عن خريطة لوجدان مصر ... وكما تتحدد الخرائط بالطول والعرض والانهار والجبال والبحار فكذلك هذه الرقعة الفكرية فى العالم العربى وفى مصر بوصف خاص ... فانا ابحث عن العلامات الابداعية ... اى الفكر الذى هو علامة فى الطريق .... او الكتاب الذى هو اهم تضاريس معاناة الحساسية الفكرية والادبية !!! لذلك اتساءل عن دلالة التماثيل فى الشوارع عندنا ... لماذا نحن نصنع تماثيل للسياسيين فى الشوارع اما الادباء والشعراء ففى حديقة صغيرة لايراها ولا يراهم احد !!!! ألا يدل ذلك على الاثر الضئيل للفكر والادب والشعر فى حياتنا ؟!!!...


فهل هناك كتب تعتبر علامة فى الطريق ؟ نعم هناك !!! ... ولكن لا اثر لها لان المتعلمين فى بلادنا قليلون جدا (من وجهة نظرى ) والمثقفون اقل كثيرا !!! .. وابلغ دليل على صدق ما اقول ما قاله الاستاذ العظيم / العقاد : لو قرأ الناس كتابه عن (الله) لوجدوا فيه عبارة يستحق عليها الاعدام .... ولكن الناس قرأوا ... او قرأوا ولكن لم يفهموا !!!!... ولذلك خرج كتابه واعيد طبعه ولم يلق من الناس ما كان يستحقه ...او ما كان يتمناه العقاد من هز العقول !!! ولو قرأ الناس (اولاد حارتنا ) لنجيب محفوظ ... او قرأوا (عودة الوعى ) لتوفيق الحكيم او ( المنطق الواعى ) لزكى نجيب محمود لزلزل اعماق اعماقهم ... لذلك تحيرت تماما فى رسم علامات الخريطة الثورية للفكر المصرى طبقا لنظرية الحساسية الابداعية فى الادب والفكر ...


لذلك اجد نفسى تأنس لعبارة المؤرخ الكبير ( لورد اكتون ) : ليس قبل مائة عام يكون المؤرخ (الكاتب / الصحفى / الناقد / الشاعر / الاديب ...الخ ) حرا فى ان يكتب ما يريد !!! .... اى ان الانسان من الممكن ان يروى الاحداث وهو طرف فيها ... عندما يعايشها ويكتب سوف تكون الدماء حارة والالوان حية والاصوات واضحة ...ولكنه لن يكون حرا ... لابسبب هذه الزحمة اللونية والصوتية ... ولكن لان صانعى الاحداث وشهودها احياء ... ولانهم احياء فلن يكون على حريته ...سيكون خائفا او سيكون مجاملا ...وهكذا لن يكون دقيقا فى وصف الاحداث ... او بعبارة اخرى : معايشة الاحداث تجعل منك اديبا او شاعرا او كاتبا او رساما ولكن تحرمك من ان تكون منصفا ....

فلكى تكون منصفا ... يجب الا يهتز الميزان فى يديك ...ويجب ان تكون معصوب العينين والاذنين .... فلا ترى احدا يخيفك او تخيفه ... ولا تسمع رجاء ولا شكوى وان تنشغل فقط بما يمليه عقلك على ضميرك الذى يعبر عنه قلمك !!! ويضرب لورد أكتون مثلا صغيرا قد احتار هو فى حله .... جاءه طفلان صغيران يختلفان على من يكون له تمثال (بابا نويل ) ... فقد دخل الطفلان غرفة نومه ...ورأى احدهما التمثال واخذه وخطفه الثانى وانكسر التمثال بينهما ...وطلبا اليه ان يحسم الخلاف بينهما ...مع الوضع فى الاعتبار انهما دخلا غرفة لورد أكتون ولم يعرف ايهما الذى دخل اولا ... وايهما الذى رآه اولا .. وايهما الذى مزقه .... فكتب رسالته المشهورة : ( الى ولدى العزيزين : لست مؤهلا للحكم فى هذه القضية ... احفادكما اقدر منى ...رفعت الجلسة !!! ) ...


ولذلك ارى ان الكثير مما تنشره الصحف والمجلات عن مصر يدخل من باب الأدب والفن ويخرج من باب العلم ... اى علم التاريخ المنزه عن الخوف والغضب الانفعالى ... لذلك فمعظم هذه الكتابات اقرب الى الخناقات والخصومات الشخصية وتسوية الحسابات ... ولذلك يتخذ الكاتب اسلوب الدفاع عن النفس ..كأن هناك تهمة ..والتهمة هى ان يكتب فى هذا الموضوع او ذاك ... فاذا فعل ..فيجب ان يقول : انا .... وهكذا يقف امام الموضوع او القضية وليس الى جوارها ... وقد ينسى القضية ...لانه شخصيا قد اصبح هو القضية ...
حمدى السعيد سالم



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجلس العسكرى يستخدم الحرب النفسية القذرة لاجهاض الثورة
- اهداء الى حبيبتى التى احاول ان اكرهها بكل جهدى ولكنى ازداد ح ...
- صراع الافيال ( التيار الدينى ) لحكم الغابة مع الاسود (المجلس ...
- جرح بملامح انسان
- قررت ان اكرهك
- ساعدوا مصر على شفاء مصابها فنحن مصابها
- لن انحنى كى اقبل الاقدام ...
- اكتبى على قبرى (شهيد العاشقين )
- العلمانية هى الفصل بين ما هو ديني وما هو دنيوي
- تحالفات الظلام بين الاخوان والامريكان لحكم مصر
- مشكلة الاخوان والسلف ان اعجزهم حكم مصر , هدموا مصر!!!
- إذا مات السيد فأقتل كلبه ... المجلس العسكرى هو السبب فيما نح ...
- فلترحلى ان كنتى تظنين انى اخون
- قصيدة (احا)....
- المجلس العسكرى يلجأ الى المخبرين لتحسين صورته امام الرأى الع ...
- الجنزورى لا يصلح رئيسا للوزراء لانه المسئول عن الاموال التى ...
- تمخض المشير فولد بيانا هزيلا ..مثله مثل مبارك ... هو بعينه ! ...
- هل يتعلم المجلس العسكرى من حكم التاريخ ام يذهب كما ذهب مبارك ...
- فى ذكرى مذبحة الاقصر ... حتى لاننسى لهم اياديهم الملطخة بدما ...
- بزنسة الدين ... وتديين البزنس


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - نظرية الحساسية