أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جودت شاكر محمود - حب الذات (SELF-LOVE) طاقة ايجابية بين مشاعر متناقضة















المزيد.....



حب الذات (SELF-LOVE) طاقة ايجابية بين مشاعر متناقضة


جودت شاكر محمود
()


الحوار المتمدن-العدد: 3571 - 2011 / 12 / 9 - 21:17
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


حينما نبحث بالوجود هناك فلسفتان: الأولى تقول في البدء كانت الكلمة. في حين الثانية تشير إلى أن المادة هي التي كانت البداية، وباختلاف أي شكل من أشكالها المعروفة أن كانت عناصر أو ذرات. ولكن هناك عالم آخر هو عالم المشاعر الإنسانية وبالذات الحب فإننا نقول في البدء كانت الأنا أو الذات. والطبيعة البشرية وبشكل عام هي الشيء المشترك بيننا جميعا، ودليلنا مسارنا الخاص في هذا العالم ألا وهي طبيعتنا الداخلية الحقيقية. فالتواصل مع الجميع، هذا هو بداية الحب الحقيقي، انه الحب والقبول غير المشروط للجميع بما فيهم ذاتك. في جميع الأوقات، اسأل نفسك، "هل أنا أفعل / أفكر / أقول، من اجل الحب أو بدافع منه أو لتحقيقه ؟ أو أنا ذاهب في المسار الخاطئ ؟ تعلم:
• كيف تحب ذاتك دون قيد أو شرط ؟
• هل تعرف ماذا يعني أن تحب ذاتك دون قيد أو شرط؟
• هل تعرف تماما كيفية قبول وتبني ذاتك تماما؟
• هل كنت تواجه صعوبات ما مع محبتك لذاتك ؟
• هل تجد انه من الصعب الاعتقاد في ذاتك؟
• هل كنت تنتقد ذاتك باستمرار؟
• عندما تنظر في المرآة، هل يمكنك أن تشير إلى النقائص والعيوب التي فيك ؟
• هل كنت تشعر بالخوف من أن ترفض من قبل الآخرين في بعض الأحيان ؟
• هل لديك انخفاض في مستوى الثقة بالنفس ؟
• هل كنت تعاني من نوبات من الاكتئاب أو نوبات مفاجئة وغير مفهومة من الحزن ؟
• هل كنت تشعر بألم خفيف ومشاعر من عدم الجدارة تخفيها بسلوك من الإدمان على الجنس والتدخين والتسوق ؟
هل تأتي معي في هذه الرحلة، دعنا نستكشف سبل زيادة معرفة محبتنا لنفسنا، وكيف نصبح أفضل صديقين مع ذواتنا، ضمن هذه المنطقة الخاصة أو المجال الضيق مكانيا الواسع وبدون حدود إدراكيا ومشاعريا وزمانيا، من اجل أن نعيش حياة أكثر سعادة. لا تستغرب، أنت إنسان فريد في نوعك ومختلف عن الجميع واعلم بان تستحق كل ما هو مثير وجيد ونبيل، من اجل أن تكون: سعيداً، يملؤك الامتنان، تعيش في بحبوحة من الفرح والحب والنجاح، التمتع بعلاقات شخصية وعاطفية ايجابية، يقبل عليك الآخرون لكي يغتسلوا بتلك المشاعر الفياضة من الحب والتقدير والاحترام، أذن هل نتفق على بدء المسيرة. أذن تعال معي لنتفق بان حبنا الأول والأخير هو حب النفس أو الذات(SELF-LOVE).
حب الذات ليس نعمة من الآلهة، ولا هو شيء يمكن أن يحققه الآخرون لك، وليس ضربة حظ يمكنك الفوز بها، أنما هو إرادة ذاتية واكتشاف فريد لخبايا المجهول في ذاتك، والتعرف عليها ومن ثم بناء علاقة حب معها، بشرط أن لا تتجاوز حب الآخرين، لان الآخرين ومحبتهم هم الواقع الذي يظهر لك مدى حبك لذاتك.
هل تبادر إلى ذهنك هذا السؤال: هل يمكن أن توجد العلاقة حب بدون وجود شخص آخر كي تحبه ؟ الحب كممارسة هو علاقة مفترضة ثنائية بالضرورة بين الحبيب والحبيبة، أي بين شخصين.
تجرئ على نفسك، فالتجرؤ على أن تكون نفسك يمنحك أدوات لتحويل حقا حياتك وما حولها بالاتجاه والكيفية التي ترغب. سوف تتعلم مهارات جديدة مهمة، مما يتيح لك أن تنظر إلى العالم بعقل أكثر وعيا، وفتح الدماغ الأيسر والأيمن في الدماغ كي تعمل في وئام، بحيث لم يعودا يقمعا احتياجاتك ويكبتا مشاعرك. وهكذا تبدأ حياتك جديدة معززة بالإنجاز والسعادة. حيث لا يمكن لأي احد أن يشعرك بالنقص أو الدونية دون موافقتك ورضاك. فالخطأ هو ليس في اعتقادك ما أنت ولكن في اعتقادك ما لست أنت. انك تمتلك الأفكار في راسك وقوة السير في أقدامك، لذا يمكنك أن توجه نفسك وتقودها في أي اتجاه تريد، فأنت وحدك تقرر ماذا تريد، والى أين تروم الذهاب، فلا احد سواك يستطيع أن يقرر وينفذ ذلك. عندما يتغلغل الشك إلى نفسك، وحينما تفقد بوصلة الحقيقة، فتذكر بأنك تقف على ارض هشة ومصيرك الانحدار إلى المجهول. دائما ارفع راسك وليكون انفك مقابل من تواجهه، أن ذلك يعطي صورة حقيقية عن قدراتك الشخصية لذاتك وعن ذاتك للآخرين.
الأشياء التي نكرهها ونشمئز منها ليست موجودة أكثر حولنا من الأشياء التي نحبها ونرغب بوجودها حولنا. بالطريقة التي نرى بها الآخرين، يجب علينا أن نرى بها أنفسنا. فالحب الذاتي هو الحب الذي لا يمكنك تبادله مع الآخرين، في اغلب الأحيان. من غير الملائم والمحبب أن تشك في الطيبة التي غرست فيك. أزرع عالمك الخاص بما تحب أن يراه فيك الآخرون، واعمل على رعايته وسقايته، ولا تنتظر من شخص آخر يفعل لك ذلك، لان من يزرع هو الذي يحصد ويجني الثمار، فكن أنت من يجني الثمار التي تجود بها ذاتك. ثق بنفسك وأجعلها تنمو من خلال علاقتك معها ومع الآخرين، وافعل كل ما يعزز تلك العلاقة.
ليس هناك في الخارج عدو يستطيع إيذائك أو تدميرك أبداً، وإنما عدوك هو ما موجود داخلك.
كن فخورا بما تلبس وما تعمل وما تعتقد وما تقول، فرضاك عن ذلك هو البداية لرضا الآخرين عنك. يقولون حب جارك كنفسك، أليس الأولى بك حبك نفسك ومن ثم حب جارك كما تحب نفسك، لان حبنا للآخرين دائما أكثر من ذواتنا، لأنهم يملكون ما نرغب به، في حين ذواتنا تملك ما نحن نملكه أصلاً، فليس هناك إضافة جديدة كما نعتقد، وهنا يكمن خطأنا. حاول أن تربت على ظهرك حينما تريد أن تكافئ نفسك، وأن ترفسها حينما تخطأ، حينها انك استطعت أن تعارض الطبيعة التي خلقت وأجبرت عليها. لا تكن غصن صغير يرتجف حينما تمر به العواصف والرياح، وإنما كن شجرة جذورها غائرة في الأعماق، ترقص حينما تمر بها العواصف الهوجاء. هناك الخصوبة في حالة من الفوضى داخلك. هناك داخلك جمال مختبئ في المجهول، ابحث عنه وانقله للخارج لكي تزهر حياتك.
ماذا ترى عندما تنظر إلى نفسك في المرآة ؟ ماذا تقول داخليا ؟ كيف تفكير في ذلك؟
إذا كنت تبحث عن شريك ولم تعثر على نصفك الآخر أنظر في المرأة هل رأيت نفسك مرة أخرى حدق بعينيك بكل شيء. إذا لم تكن قد عثرت على نصفك الآخر لحد الآن، شخص يعشق من أنت في الداخل، شخص يحبك دون قيد أو شرط... فإذا شعرت بالشوق لنصفك الآخر، فتيقن أنك قد وصلت إلى المكان الصحيح، وهذا هو ما كنت حقا بحاجة إلى معرفته، وهو أنك كنت تبحث عن نفسك. يمكنك الاطلاع على كل ما كنت تبحث عنه في داخلك. يمكن اكتشافه عن طريق التعلم للاستماع والثقة والحكم على ما في داخل نفسك، حتى تتمكن من قبول ومحبة من أنت حقا، وتعطي لنفسك ما كنت ترغب في الحصول عليه، وأنك تنجذب إلى العلاقة التي تريدها. بمجرد التوقف خارج نفسك ومعرفتها ومعرفة نوع الحب والقبول به، تصبح هي مصدرك لذلك الحب، وستجد أنها توفر لك حرية الارتباط بالآخرين. الآن حان الوقت لتتعلم كيف تعيش مع ذاتك. هذا الحب هو الأكثر جاذبية وقوة. الحب الذي لا يحتاج إلى قناع. الحب الذي لا تتوقع منه الخيانة. انه ذلك الحب الذي ليس لديه جدول للأعمال وأفضليات. الحب الذي تشعر معه بالأمان، الحب الذي لن يتركك أبداً، الحب الذي لا يسمح بالخوف أو الطمع لتوجيه مساره. هو الحب غير المشروط، أنه حب الذات SELF-LOVE .
كل علاقة هي المرآة التي تعكس رؤيتك الخاصة لنفسك. مشاعرك اتجاه نفسك عندما تكون مع شخص ما، وكذلك الأحكام الصادرة عنه حولك، هي ببساطة جميع الحقائق حول كيف أنت... وما أنت... كلها تتجسد في تلك العلاقة. ففي ضوء مشاعرك والأحكام تلك تحديدا، تحتاج إلى إجراء تعديلات في شخصيتك لكي تعكس وعلى نحو أفضل الشبه الحقيقي بينكما. المفتاح لإيجاد الشريك المثالي هو انعكاس للكمال المتجسد بك. وهذا يعني عدم ارتداء القناع، ولست بحاجة إلى التظاهر من اجل أن يحبك الشخص الآخر. جعل من أنت داخل نفسك حقيقة تكون موجودة في شكلك الظاهري، وبدون قناع أو انقسام، حتى يمكن أن تحب نفسك بما يكفي لتكون من أنت حقا مع شخص آخر، دون القلق حول ما يفكر به، أو إذا ما كان سوف يقبلك كما أنت. وبعكس ذلك فأنك لن تجد توأم الروح الخاص بك. وبدلا من ذلك سوف تنجذب إلى شريك لا يمكن أن يكون صادقا معك... لتتذكر، مثل ما أنت... تجذُب أليك. إذا كان الشريك الذي تنجذب إليه لا تتوفر لديه عواطف، فهذا يعني أنك لا تملك العواطف، وبحاجة إلى أن تتعلم كيفية الانفتاح والثقة. إذا كنت تنجذب نحو الشخص الغيور، فهذا يعني أنك شخص غيور، وتحتاج إلى أن تتعلم كيفية التوقف عن محاولة السيطرة على كيفية التي تسيير بها الأمور، وإعطاء مساحة عاطفية وحرية للآخرين. فانك سوف تجد توأم روحك حينما تجد ذاتك أولاً.
لماذا نلبس الأقنعة حينما نواجه ذواتنا وكأننا نواجه شخص غريب نريد الإيقاع به. فالسعادة تأتي من كوننا نمتلك الشجاعة لنقول الحقيقة نسمعها ونشعر بها قادمة من أعماقنا، ولا نخشى مهما كانت النتيجة. فلا يمكن لأي شيء حقيقي ودائم أن يأتي من الكذب والخداع. فحينما تعمل خلاف ذلك فانك تتخلى عن ذاتك الحقيقية. لمعرفة الحب الحقيقي علينا أولاً أن نشعر به ونمنحه. يجب أن تتعلم أن تنظر إلى الأمور كما هي في الواقع، وليس كما تريد لها أن تكون. يجب التوقف عن جعل نفسك كما يريد الآخرون منك أن تكون، وتعلم أن تكون وفيا لقلبك بنفسك (بذاتك). هذا يتطلب الممارسة المستمرة لامتلاك مشاعرك والتعبير عنها دون وجود حكم أو توقع حكم من الآخرين. لا تنكر أو تقمع مشاعرك. ولكن بدلا من ذلك تواصل بدقة وبصراحة دون استخدام الهجوم أو اللوم ودون مشاعر سيئة تجبر على أن تعتذر عنها. الحقيقة هي أكثر أهمية من الحب، لأنه يمكن أن يكون هناك حب دون الحقيقة. الحب هو الرغبة في توسيع ذاتيتنا الفردية لكي تنمو مشاعرنا وأفكارنا وعواطفنا، من اجل خلق علاقات وقيم شخصية تتميز بالألفة والحميمية والتفاهم والانسجام والحب. الموت والحياة ليست حالات مختلفة، وإنما هي جوانب مختلفة للحالة ذاتها، وكذلك الحب والكره. عليك قبل أن تعوم في الماء أن تغطس في أعماقه لتعرف ماهيته، وكذلك الحب.
كيف تستمع إلى أصوات الآخرين الذين في الخارج وان تغلق أسماعك عن سماع الأصوات القادمة من داخلك. يجب عليك أن تعطي لنفسك ما كنت ترغب في الحصول عليه. كما يجب التوقف عن النظر خارج نفسك تبحث عن الحب والقبول. تمعن في الفضاء المقدس الخاص بك حيث يمكنك هناك من أن تجد نفسك مرارا وتكرارا. فالقرد متفوق على الإنسان، لأنه حين يتطلع إلى نفسه في المرآة يهرب خوفا مما يرى. فهل تستطيع الهروب عندما تنظر إلى نفسك، الموقف هذا دليل أولى على انجذابك نحو ذاتك. فإذا لم تكن جديرا بحب نفسك، فانك ستواجه صعوبة في حب الآخرين، وستشعر بالاستياء مع مرور الوقت من زخم الطاقة التي تبذرها على الآخرين في حين انك تحرم نفسك منها. حب الذات هو الحب الذي لا ينافسك احد عليه. حب الذات هو اهتمام استثنائي وإعجاب بالنفس. العقول، مثل المظلات، وظيفتها تعمل بشكل أفضل عندما تفتح، وكذلك القلوب، افتح قلبك وعقلك وأستمع إلى مشاعرك وأفكارك أولاً. إذا كنت تبحث عن الحب من الآخرين، فانه يجب عليك في المقام الأول أن تقوم بتنسيق منزلك الخاص لكي تكون على استعداد لاستقبال الضيف الجديد. وعند ذلك تكتشف ما هو موجود داخلك من حب حقيقي لنفسك أولاً، لكي تتمكن من حب الآخرين بعد ذلك. مهما كان عمرك، وما هي ظروفك، فأنت شخص مميز بما موجود لديك، انه شيء فريد ويعطى معنى لحياتك، انه معرفة كيف تحب ذاتك. حب الذات هو الحب الذي لا تحتاج فيه لمساعدة الآخرين، انه ينبع منك واليك. لا يمكن أن تكون وحيدا، حينما تحب شخص هو دائما معك في وحدتك، يشاركك همومك ومآسيك.
الطريقة التي تعامل بها ذاتك هي المعيار لكيفية حبك للآخرين. حب الذات هو القصة التي لا يمكن أن تنتهي بالفراق حتى الموت. حب الذات هو اكتشاف للمعاني الإنسانية المختبئة داخل قمقم ذاتك، فاحرص على إخراجها إلى النور. هدفي في الحياة أن أكون ما أنا عليه اليوم، وهو أنا. أن كل الآثام يمكن أن تغفر، وكل الآلام يمكن أن تزول، ولكن الآثام والآلام التي لا يمكن أن يعشها الفرد هي احتقاره لذاته. حينما أعرف ذاتي وأعشقها، استطيع أن أقدمها لك في أبهى صورها، لكي أرها فيك حينما انظر أليك. إذا كنت صادقا مع نفسك فانك لن تكون وحيداً أبداً. كيف لك أن تتقبل الإنسانية جمعاء وأنت تعجز عن قبول جزء بسيط منها وهو ذاتك. أول خطوة في النمو إلى الأفضل، هي حينما تكتشف ضعفك وتحبه وتعمل على مساعدته. لقد توقفت عن الهرب الدائم من الوحش الذي يطاردني، حينما اكتشفت انه في داخلي ويعيش معي، وحينما تعرفنا على بعضنا أصبحنا أصدقاء وها نحن نحب بعضنا، ونسعى سوية لكي نكون أفضل من أمس. الكمال شيء صعب الوصول إليه، لذا عليك البدء بمعرفة عيوبك واكتشافها والاقتناع بها لكي تقتنع مستقبلا بأنك يمكن أن تصل إلى الكمال. كل منا هو فريد في نوعه، فلا تقارن نفسك بالآخرين. أن أعظم رغبة في طبيعتنا البشرية هو أن نكون موضع تقدير وحب من الآخرين. لكل ديانة معبدها الخاص، وإيمان خاص، وصلاة خاصة، وأما ديانة حب الذات، صلاتها الحب، وإيمانها الحب، ومحرابها الحب. انظر داخل نفسك وتعرف على ما موجود هناك وأعشقه وافتخر به، وبذلك الحب حينما يعرفك الآخرين يعشقوك. شعورك بالدونية هو أمر تختاره أنت ولا احد يفرضه عليك. قدر ذاتك مثلما تقدر معدتك، فالثانية غذاء ماديا، في حين الأولى غذاءها الحب والتقدير. لا تطلب من الآخرين أن يعاملوك جيداً، في حين أنك لا تفعل ذلك مع نفسك. تعلم أن تقع بحب نفسك قبل أن تسعى للوقوع في حب الآخرين. وأنت تنظر في المرآة تصالح مع الحقيقة، أنك لن تكون مثالي، وتوقف عن محاولة التنافس مع صورة خيالية داخل رأسك. هل تعلم انه من اجل تحقيق النجاح تحتاج إلى الاتجاه والانضباط والمثابرة.
يقول احدهم نحن ليس بشرا نمتلك خبرة روحية، نحن كائنات روحية تمتلك خبرة إنسانية. أذن أكرم نفسك بالحب. الحب هو الميعاد الخاص مع الذات لكي تكرمها بما تتميز به. وأعلن وبصوت عالي ومسموع بأننا كائنات قوية قادرة على خلق الفرح والنجاح أو الألم والمعاناة في حياتنا. ليس من المحتم أن نكون ضحايا. لدينا القدرة على الاختيار، وهذه القوة هي المسؤولية الأكبر والفرصة الأكبر اللتان لدينا وعلى حد سواء. هي القوة غير المحدودة التي لدينا والكامنة في داخلنا. حب الذات ينطوي على الاعتراف بأنك كنت في تطور مستمر ومتزايد لتصبح كائنا أكثر قوة وأكثر محبة، لذا كرم نفسك بما أنت عليه الآن. تكريم مشاعرك بالاستجابة لتلك المشاعر. تذكر، أن المشاعر هي إشارات هامة، وحتى منها ما يسمى المشاعر السلبية من الغضب والخوف أنها تخدم غرضاً مهما هو التنبيه لنا عن وجود عقبات وإشكالات ما قد تظهر في حياتنا. مع اعترافنا بان الوجود لا يستقيم دون حب، لذا علينا أن نفتح أنفسنا لاستقبال حبنا وقبولنا له مثل الزهور التي تسعى للانفتاح على أشعة الشمس. ولنخلق واقعنا الخاص بنا، فالعديد من الناس يعترضون بقوة على حقيقة أننا نخلق واقعنا الخاص.
ولكن ما هي الذات ؟ الذات هي منظومة ديناميكية معقدة ومنظمة وحيوية من المعتقدات الضرورية، والاتجاهات والمشاعر والميول والمواقف والآراء، والتي يحملها كل شخص ليكون صورة حقيقية عن وجوده أو شخصيته. كما يمكن أن أشير إلى أن مفهوم الذات هو أيضا الفكرة العامة التي نحملها عن أنفسنا. وبقدر ما نعلم، لا أحد يولد مع مفهوم الذات. ولكنه يتضح تدريجيا في الأشهر الأولى من الحياة، ويتشكل من خلال إعادة تشكيل وتكرار التجارب المتصورة، ولا سيما مع الآخرين الأكبر منا. حقيقة يجب أن تعلم أن مفهوم الذات لديه بعض المظاهر المهمة: أن مفهوم الذات لا يبدو بأنه غريزي، بل هو نتاج اجتماعي وينمو من خلال التجربة، وإنه يملك إمكانات لا حدود لها نسبيا من أجل التنمية والإدراك. بسبب التجارب السابقة والتصورات الحالية، يمكن للأفراد أن ينظرون إلى أنفسهم بطرق تختلف عن الطرق التي يراهم بها الآخرون. يتصور الأفراد ت جوانب مختلفة من أنفسهم في أوقات مختلفة وبدرجات متفاوتة من الوضوح. ولذلك، مع انه بؤرة التركيز الداخلي، فان مفهوم الذات هو أداة لتقديم المشورة والتقييم. كما يمكن اعتبار أي خبرة ما تتعارض مع مفهوم الذات باعتبارها واحدة من التهديدات التي يتعرض لها الفرد، وأكثر من هذه الخبرات، هناك، المزيد من التصلب. ويتم تنظيم مفهوم الذات من خلال محاولة الذات للحفاظ على نفسها وحمايتها. عندما يكون الشخص غير قادر على التخلص من التناقضات المتصورة، فأن المشكلات النفسية والعاطفية تنشأ. وكذلك أنماط التفكير الخاطئة، مثل التفكير بين شيئين (تقسيم كل شيء من حيث الأضداد أو المتطرفات) أو التعميم over-generalizing (جعل استنتاجات ما يستند إلى معلومات واسعة قليلا) بما يؤدي إلى إنشاء التفسيرات السلبية عن نفسه. ويتم تنظيم مفهوم الذات وفقا لكل ذلك. معظم الباحثين يتفقون على أن مفهوم الذات لديه نوعية مستقرة عموما تتسم بالانتظام والانسجام. كما انه يحافظ على عدد لا يحصى من التصورات حول وجود وطبيعة شخصية الفرد، وخالق لكل التصورات عن كل الأشخاص الآخرين. كما يسعى إلى الاستقرار النوعي عموما، ومفهوم الذات المنظم يعطي الثبات للشخصية. كما انه يخلق نوع من البديهيات. مفهوم الذات يتطلب الثبات والاستقرار، ويميل إلى مقاومة التغيير. إذا كان مفهوم الذات يتغير بسهولة فإن اتساق شخصية الفرد لا يمكن الاعتماد عليها. وهناك اعتقادات رئيسية كثيرة في مفهوم الذات وأكثر هذه الاعتقاد هو مقاومة التغيير. قلب مفهوم الذات هي النفس أو هو الفاعل، "أنا" ، وهذا يسمح للشخص للتفكير في الأحداث الماضية، وتحليل التصورات الحالية، وشكل ونوع الخبرات المستقبلية.
التصورات الأساسية للذات في حالة مستقرة تماما، لذلك التغيير يستغرق وقتا. ربما لم يظهر في يوم واحد، وهذا هو مفهوم الذات. ينظر إلى أن النجاح والفشل يؤثر على مفهوم الذات. الفشل في المنطقة بتقدير كبير يخفض التقييمات في جميع المجالات الأخرى كذلك. والنجاح في مجال يثير التقييمات في مجالات أخرى لا علاقة لها على ما يبدو في ذلك المجال. ولفهم الطبيعة النشطة الذات، فأن مفهوم الذات نظام دينامي، فهو يساعد على التصور، أنه البوصلة لنظام فعال يمكن الاعتماد عليه بشكل مستمر يشير إلى "الشمال الحقيقي" لوجود الشخص المتصور. نظام التوجيه هذا، ليس فقط للأشكال، والطرق، والشخص نفسه، ووجهات النظر، والآخرين، والعالم، ولكنها تعمل أيضا على العمل المباشر، حيث إنها تمكن كل شخص من أن يأخذ الشيء الثابت "الموقف" في الحياة. وبدلا من عرض مفهوم الذات باعتبارها السبب وراء كل مظاهر السلوك الإنساني، فأنه يفهم وعلى نحو أفضل مثل البوصلة في شخصية الإنسان، فهو يوفر الاتساق في السمات والتوجيه للسلوك. مفهوم الذات هو عملية تنمية مستمرة. ففي الشخصية الطبيعية هناك الاستيعاب المستمر للأفكار الجديدة، وطرد الأفكار القديمة طوال الحياة. ويسعى الأفراد إلى التصرف بطرق تتماشى مع المفاهيم الذاتية الخاصة بهم، مهما كانت مفيدة أو مؤذية لنفسه أو غيره. مفهوم الذات عادة ما يأخذ الأسبقية على الجسد المادي. والأفراد في كثير من الأحيان يسعون للتضحية بالراحة والسلامة البدنية من أجل الارتياح العاطفي. مفهوم الذات يدافع عن الذات فهو الحارس باستمرار عن فقدان احترام الذات، لأن هذه الخسارة هي التي تنتج مشاعر القلق. لذا كان مفهوم الذات يسعى للدفاع عن نفسه باستمرار من الاعتداءات، ومحدودية فرص النمو.
أذن كيف لي أن أتعامل مع هذا الذي يملكني ويسعى لحمايتي ويبرز وجودي للآخرين ؟ هل اكره وأتنكر له أم أحبه واحترمه وأسعى إلى تقديره ؟ هل يمكنك البحث في هذا العالم كله على شخص يستحق حبك كمثل ذاتك؟ ولكن، أولاً، لنعرف، ما هو حب الذات ؟
الأساس لقدرتنا على التواصل مع أنفسنا ومع الآخرين هو الحب والاحترام بدلا من الخوف والعدوان. الحياة العاطفية تعطينا طرق لجعل حب ذات شيء حقيقي وليس مجرد وهم. حب الذات هو كيف لي أن أنظر إلى نفسي في هذا العالم. نحن جميعا على حد سواء نعيش رغبة تجتاحنا في أن نكون سعداء في هذا العالم، ولكن، كلنا وعلى حد سواء نعيش في ضعف للتغيير ولإزالة المعاناة عن أنفسنا. تعلمت أن انظر بعمق داخلي ومرة نظرت فوجدت الخير الذي يمكن أن يعم الجميع فيها، الخير المخفي بين الثنايا الذات وعوالمها الخفية، وجدته ولم تستطع الحضارة ولا ظروف الحياة أن تغيره. قبس من الخير، انتزعته من مخبئه لزرعه بين الفكر والشعور، فشعرت بذاتي سعيدة مسرورة به، وها أنا عندما أقابل شخصا غريبا، لم اعد اشعر بذلك الخوف، والقلق اللذان كانا يجتاحاني في ما مضى، وحينما أقابل ذاتي في لحظات التأمل، أجد أنني لم اعد ذلك الكائن الغريب، الذي يلفه الاغتراب ليحمله إلى المجهول والعصاب. فقد اكتشفت الخير في ذاتي، واكتشاف الذات هو معرفة من أنا والى أين أنا ذاهب وماذا أريد والى أي شيء أسعى، وما هي رغباتي وحاجياتي.
وعندما يتعلق الأمر باكتشاف الذات، فان هناك ثلاث طرق لا غنى عنها في حياتنا، وهذه الطرق تجسد طبيعتنا البشرية: الطريق الأول من خلال الحب: والذي يعبر عن أهمية علاقاتنا، الأفلاطونية والرومانسية، الرعاية الذاتية، حب بلا حدود (وغير المشروط)، الحب المطلق المتمركز في أنفسنا للناس الآخرين. أما الطريق الثاني هو الجنس: والذي هو: الشهوانية، النشاط الجنسي، الألفة، الاتصال، التقارب والتواصل، المتعة غير مأهولة، ماذا نفضل من مشاركة إنسانية غير محدودة وغير معيبة. والطريق الثالث هو الحرية: والتي تتجسد من خلال: حرية التعبير، وعشق الحقيقة والبحث عنها، القيام بالأشياء التي ارغب بها، التمتع بالأخلاق التي لا تشوبها شائبة والإيمان بها، منح الآخر الفرصة للتعبير مع إعطاء ذاتي فسحة من الإصغاء والاستماع إليه.
استكشاف هذه الأمور الثلاثة هي حيوية لوجودنا. ومصادفة، لا يمكننا التمتع بواحد دون الآخريات: الجنس يطالب بالحب (المشاعر غير عميقة أو ضحلة)، والحب يطالبك بالحرية (الحرية بوعي أعلى من اجل الحقيقة) والحرية تطالب بالتعبير بلا حرج عن الحب والجنس. استكشاف هذه السبل الدقيقة، مع الحفاظ على المشاعر المفتوحة والعقل المدرك، هو بالضبط يمثل كل مكونات الذات العاطفية من: الحب، والجنس والحرية تقريبا. رسائل حب الذات هي عناق العطاء في شكل رسائل أو مسجات سريعة. وهو حديث من القلب إلى القلب ومن العقل إلى العقل مع من هو أفضل أصدقائك في هذه الحياة. أنها تذكير بأنك لست وحدك في عالم المشاعر والحب ولكن هناك من يشاركك ذلك وهو من يقودك إلى المحبة ويطلق العنان لنفسك لممارسة حياتك بكل ما تظهره أو تخفيه لكونك تخجل منه، لتكون أنت حقيقة. أننا (أنت وذاتي) في هذا معا. نعيش الحب والحرية والحميمية. فستكشف ذاتك عبر ممراتها الإنسانية، والجلوس معها، ولمسها، فالحب هو نوع من اللمس ألذيذ، وعانقها فانك ستعرفها على حقيقتها عند شروعك في ذلك.
وبعبارة بسيطة، حب الذات هو الحب الذي يوجه نحو مختلف جوانب أنفسنا: لكل ما لدينا من الأفكار والعواطف والمشاعر، والسلوكيات، والجسد المادي، والصور، وما إلى ذلك. أليست هذه العاطفة هي ما يمكننا أن نطلق عليها "الحب"، بل هو الحب غير المشروط. حب الذات هو تقبل وتقدير واحترام الذات والثقة بالنفس والرضا عنهما.
الأفراد الذين لا يحبون أنفسهم غالبا ما يمضون حياتهم يفعلون الأشياء التي يشعرون أنهم يجب أن لا يفعلونها. كيف يمكن لشخص آخر أن يحبنا ونحن لا نحب أنفسنا حتى، وكيف يمكن أن نعطي ما لا نملك ؟ حينما الكثير من الناس يتعثرون في محاولتهم لتحسين نوعية حياتهم، أشعر بأنهم لا يملكون ما يكفي من حب الذات، واحترامها والثقة بقيمتها في خلق حياة ناجحة. حب الذات واحترامها وقبولها هي قيمة أسمى والأساس أو حجر الزاوية في خلق حياة عظيمة لنفسك وأحبائك. العالم الخارجي مرايا الخلفية لواقعك الداخلي، وإذا كنت لا تحب نفسك في الصميم، فلن تكون محبوبا ويمكن الاعتماد عليك في العالم الخارجي. جوهر حب الذات واحترامها حافز لك لتعيش حياة مملوءة بالعواطف. تعيش حياتك بشكل أفضل، وتعرف من أنت وماذا تريد وأين تريد وما هي أهدافك، إلى جانب استخدامك للوقت بحكمة والطاقة الإنجازية العالية وبفعالية.
تحب نفسك دون قيد أو شرط، تحب نفسك بكل ما لديك من طاقة ومشاعر، بكل ما تمتلك من قوة وشجاعة يمكن لك حشدها لتحقيق ذلك، لأنك في نهاية المطاف ستبقى وحيدا مع أفكارك وخيالاتك وأوهامك. تحب نفسك لأن لديك معاني لكل شيء وبما فيه الكفاية. تحب نفسك لأنك تستحق كل شيء جيد. ولكن ألا يمكنك الابتعاد ولو للحظات عن حياتك الغارقة عميقا في وحل من الارتباك والشك الذاتي، والكراهية والحسد والحقد ليس على الآخرين ولكن على نفسك أولاً، لتعرف الحب الأمان الاحترام التقدير لكل ما داخلك.
جميع البشر لديهم حاجة إلى أن تحترم وتشعر بالتقدير من قبل الآخرين. والإنسان العادي لديه رغبة في عرض شخصيته لكي تكون مقبولة ومقدرة من قبل الآخرين، نحن شاشات عرض تعرض ما نملك، وما لا نملك. الناس بحاجة إلى الانخراط في كسب الاعتراف وأن يكون لها نشاط أو أنشطة تعطي الشخص الشعور بالمساهمة والمشاركة، ليشعر بكونه مقبول، وله قيمة ذاتية، سواء في مهنته أو عند ممارسته لهوايته. والخلل هنا هو نتيجة لانخفاض في الثقة بالنفس أو الشعور المتدني نحو الذات أو ما يسمى بعقدة النقص. أن الكثير من الناس مع تدني احترام الذات لن تكون قادرة على تحسين نظرتهم لأنفسهم، لذا تسعى وببساطة عن طريق تلقي الشهرة والاحترام والمجد من الخارج، ولكن يجب أولاً قبول أنفسهم داخليا، لأن ذلك السلوك يحدث تنافر بين الداخل والخارج بما يؤدي إلى حالات من السلوك المرضي يمر بها ذلك الشخص. كما أن معظم الناس لديهم الحاجة إلى وجود احترام ذات مستقر. فالفرد كما أشار (ماسلو) بحاجة لنوعين من احتياجات التقدير، احدهما قليل والثاني مرتفع، القليل هو ضرورة احترام الآخرين، والحاجة للحصول على مركز، والاعتراف والشهرة والمكانة والاهتمام. في حين المرتفع هو الحاجة لاحترام الذات، والقوة والكفاءة والتمكن والاستقلال والثقة بالنفس والحرية. وهذا يمكن الحصول عليها من خلال الاعتماد على الكفاءة الداخلية والنجاح والتفوق. ويمكن لحرمان الشخص من هذه الحاجات يؤدي إلى الشعور بالنقص والعجز.
والثقة بالنفس هي القدرة على الشعور أو التفكير بشكل ايجابي في ذاتك، وهذا لا يقل أهمية، أن كان لدى الكبار أم الصغار. أي هي طرق الحصول على المزيد من الإيمان بنفسك مهما كان عمرك. فالثقة بالنفس تساعدك على وضع وتحقيق الأهداف، واعتبار الأخطاء ما هي إلا خبرة يمكننا الاستفادة منها في المستقبل. أما تقدير الذات فهو الشعور بالذات، والقدرة على الإيمان في ذاتك، حتى لو كانت هناك في بعض الأحيان أخطاء ما. فالأشخاص الذين يتمتعون باحترام لذواتهم لديهم قبول بالمسئولية عن تصرفاتهم الخاصة، كما أن لديهم معرفة بدوافعهم، ويستطيعون تحديد الأهداف الصعبة لأنفسهم، ويفخرون في إنجازاتهم، لديهم وفرة من التسامح واحترام للآخرين، كما أنهم يمتلكون قدرة لا تنضب على الصفح عن أنفسهم والآخرين.
بالنسبة لمعظمنا، إرادتنا في احترام الذات تتقلب طوال حياتنا. إحدى الدراسات وجدت أن لدى كلا الجنسين احترام الذات، وهي عادة تكون مرتفعة حتى حوالي سن التاسعة. ثم تبدأ بالانخفاض في مرحلة المراهقة، ثم ترتفع بعد ذلك، وتبقى في حالة ارتفاع طوال فترة البلوغ والشباب وما بعدها (وتبلغ ذروتها في منتصف 60 عاما)، وتنخفض بعد ذلك في سن الشيخوخة. وبالإضافة إلى هذه التقلبات، فأن لدى معظمنا تجارب أخرى تنعكس نتائجها على شعورنا بالثقة في أنفسنا. قد تكون مشاعرك جيدة جداً عن نفسك عندما تسير الأمور على ما يرام في المنزل أو في العمل، ولكن أن وجدت أي عقبة صعبة وخطيرة داخل الأسرة، وتتعلق بالصحة الشخصية، أو مشكلات في العمل. فإنها يمكن أن تؤثر على موقفك من احترام الذات. أن من أفضل السبل لبناء الثقة بالنفس هو تطوير مجموعة متنوعة من نقاط القوة. يعتقد بعض الخبراء أن هناك خمسة نظم أو مسارات من احترام الذات، أو الأشياء التي تحتاج إلى أن تشعرك بالرضا عن نفسك:
1)الشعور بالأمن، أو المعرفة التي سوف تجعلك تكون آمن وتشعر بالعادلة في التعامل وبطريقة متسقة مع الآخرين.
2)الشعور بالانتماء، أو معرفة أن لديك الناس الذين يحبونك ويسعون إلى توفير الرعاية لك. 3)الشعور بالهوية، أو المعرفة التي هي فريدة من نوعها والتي توضح أن لديك القوة والقدرات التي لا توجد لدى الآخرين.
4)الشعور بالهدف، أو معرفة أن حياتك ذات قيمة وتستحق أن تعيشها ويمكنك أن تقدم مساهمات للآخرين.
5) شعور من الكفاءة، أو معرفة أن لديك المهارات اللازمة، والجهود لإتمام تلك المهام، والقدرة على تحقيق الأهداف.
كما لا يغيب عن ذهننا أن حب الذات يبدأ من خلال الوعي بأحاسيس الجسم والتي تضرب بجذورها في العواطف. حيث يتم تخزين كافة التكيفات بما في ذلك كراهية الذات في الجسم، وكذلك في العقل، وهي غير قابلة للوصول بشكل كامل إلينا دون علم أجسامنا وإحساسنا بها.
نفترض لو كنت محاطا ببيئة سلبية، فمن المحتمل أن تكون في وضع شعور بالذات متدني، مع وجود نمط معتاد من رفض الذاتي، والبحث عن الأخطاء، وإدانة الذات. أن كنت فيما مضى ليس لديك الوقت لدراسة نفسك فيمكنك أن تبدأ الآن. استكشف أفكارك الخاصة، عواطفك، استجاباتك، أنظر على كل أنماطك السلوكية، مواقفك التي مررت بها، عاداتك سيئة كانت أم جيدة. يجب التخلي عن كل ماضيك وما تشعر به من آلام أو منغصات مرت بك، تحدى أفكارك وإجاباتك النمطية الدائمة التكرار، استكشف معتقداتك، حاول أن تنظر في الجهة الأخرى إلى أماكن التي لم تنظر لها سابقا في داخلك أو حولك، أن تنظر وتتمعن في وجهات النظر الأخرى، وخاصة التي كنت تعارضها، لاحظ الأشياء التي لم تكن تنظر لها، دقق فيها استكشف الجديد الذي لم تشاهده منها قبلا، انظر بعيون جديدة وعقل غريب لم تعرفه من قبل.
حاول أن لا تستقبل الرسائل المموهة وأعمل على تجنبها. لتكن كل الرسائل واضحة لديك. حتى الأشخاص الذين كانوا يتسببوا لك ببعض الأذى، ولا تستطيع الابتعاد عنهم، حاول معرفة ما يجري داخل عقولهم، حاول توقع خطواتهم المستقبلية، فانك بكل ذلك سوف تتعلم المزيد عن ما يفعلون.
أفضل شيء يمكنك القيام به لنفسك هو عدم السماح لهذا النوع من الناس يجعلك تغضب وتؤثر على حياتك. السيطرة على أفكارك الخاصة، سلوكك، عواطفك، جسدك هي هدفك الأول. أن صورة جسدك هي جزء من صورة ذاتك الداخلية، أنها قد نشأت هنالك. آراء الناس الآخرين مرآة لا تجعلك تغير انطباعك حول وضعك ومظهرك الجسدي. حاول أن لا تستمع إلى بعض التعليقات، حتى وان سمعتها لا تعمل مقارنات. فالكثيرين يعتقدون بان هناك خلل ما أو عيب في طولهم، وزنهم، مظهرهم، مشيتهم. من المهم جدا أن تكون راضي عن جسدك من حيث البناء والشكل. غير الطريقة التي ترى نفسك بها، فان التغيرات في صورتك الداخلية هي الخطوة الأولى والأهم. وما دام لديك اعتقاد خاطئ حول كيفية نظرتهم إليك، فانك لن تغير ما تشعر به عن نفسك. أنظر في داخلك بصدق وعمق، وأسعى لمعرفة منشأ عدم رضاك عن جسدك. لا تقارن نفسك ببعض المشاهير من رياضيين أو ما تراه في وسائل الإعلام. أزل مخاوفك حول الكيفية التي يراك بها الآخرون. يجب أن تشعر بالامتنان لما أنت عليه الآن وتذكر هناك أشخاص آخرين معاقين جسديا، وآخرين من المرضى، وأنت تتمتع بالصحة والعافية. تصرف وأنت مقتنع بأنك شخص جذاب ووسيم. حاول العناية بجسدك أعطه بعض الاهتمام، لأنه واجهتك للآخرين، ونحن البشر كثيرا ما نهتم بالمظهر على الجوهر. مثلما تكون رسالتك إلى الآخرين حينما تكتبها تبدأ بالكلام الطيب والحسن والمنمق، فمظهرك هو رسالتك، لتكن النظرة الأولى من الآخرين تكشف ذلك الطيب والحسن الذي بدأته بها، وهو مظهرك، ثم بعد ذلك ابذل عناية بالخصائص والميزات الجوهرية الأخرى لتكون شخصا كاريزميا بحق. وبذلك يأتلف المظهر مع الجوهر. حينما تحب جسدك وتشعر بجاذبيته فانه سوف يجذب الآخرين أليك. أبدا أذن بالصورة التي تحملها عن جسدك في مخيلتك، فهي نقطة البدء، بدلا من إجراء ترميمات خارجية قد تضيع بمرور الوقت، ولكن حينما تبدأ من داخلك فأنها سوف تستمر وتتوسع إلى جميع ممارساتك وعلاقات ومشاعرك وأفكارك. أن مفهوم الذات ليس فكرة دائمة وثابتة عن النفس، بل هي في تغير نسبي وفق خبراتك وتجاربك. أن تقدير واحترام الذات يرتبط بمفهومك لذاتك، فحينما يكون لديك ثقة في ذاتك فان مفهومك عنها يكون واضحاً. أن وجهة نظرك عن نفسك هي في عقلك، لذا غير الطريقة التي تنظر بها إلى نفسك. من اجل أن تغير شعورك بالنقص غير تصورك عن ما يمكنك أن تصبح عليه أو تريد أن تكون، وأخلق في عقلك الصورة التي تريد أن تكون عليها. أحذر أن تقارن نفسك بالآخرين، اعمل على قهر مخاوفك، وأعمل على تغيير سلوكك ومظهرك. كلما زاد الشخص من قبول ذاته، ارتفع تقديره لها، لذا فمن المهم أن تقبل من أنت. لا تتصور محبتك لنفسك أو جسدك أنانية. أسمح لذاتك بالاستماع إلى آراء الآخرين واعتراضاتهم دون عُقد وأحقاد وتعلم التساهل معها. السماح لذاتك برفض المقاييس التي تضعها في ضوء توقعات الآخرين. أعتني بنفسك وعدم الانتظار الآخرين القيام بذلك نيابة عنك. تقبل المديح من الآخرين، واعتقد بأنها صحيحة وصادقة. ابحث عن القطع الجيدة والنفسية والجذابة داخلك. طمأن نفسك أنك متوافق معها. ركز على الجانب الإيجابي الموجود فيك. جاملها، اشكرها لما تقوم بانجازه، تسامح مع نفسك وساعدها في أن تتقبل أخطائها وعدم كفايتها. لا تنظر إلى نفسك بأنك شخص كامل. توقف عن جلد ذاتك وتوجيه النقد والسخرية لها دوماً.
استخدام تقنية الحرية النفسية لإزالة كتل العاطفية ومقاومة التغيير، فأنها شيء جيد وضروري. ولكن قبل البدء بذلك عليك أن تتعلم كيف تتقبل نفسك دون قيد أو شرط، ومن أجل زيادة مستوى القبول الذاتي، والتفكير في مواهبك الفريدة وقدراتك، والتفكير في مهاراتك الأساسية، والتفكير في الأشياء الجيدة التي تفعلها وبشكل استثنائي مما يؤدي إلى نجاحك في مهنتك وحياتك الشخصية في الوقت الراهن. والتفكير في النتائج التي حققتها من خلال تطبيقك للتقنيات التي تتحدى بها العالم الذي تعيش فيه. والتفكير في قدرتك على الكسب وقدرتك على تحقيق أهدافك. والتفكير في قدرتك على تقديم مساهمة لشريكك وعائلتك وإلى العالم من حولك. فكر في جميع الأشياء التي لديك والتي ترغب بقديمها إلى العالم الذي تعيش فيه.
ومن اجل تعزيز مستوى القبول الذاتي لديك، والتفكير في الاحتمالات المستقبلية الخاصة بك، تذكر حقيقة أن قدراتك غير محدودة تقريبا. ويمكنك أن تفعل ما تريد القيام به، وتذهب إلى حيث تريد أن تذهب. يمكنك أن تكون الشخص الذي تريد أن تكون. يمكنك تعيين الأهداف الكبيرة والصغيرة ووضع الخطط والتحرك خطوة بخطوة، وتدريجيا نحو تحقيقها. لا توجد عقبات أمام ما يمكنك تحقيقه، إلا العقبات القائمة أو التي تنشئها هناك في عقلك.
ربما البعض منا يشعرون بعدم الارتياح مع فكرة حب الذات، لأنه غالبا ما تفسر على أنها العناية المفرطة في النفس. حب الذات هو مماثل لبعض الحالات المدمرة. بعض الناس يرفضون محبة أنفسهم لأنهم لا يفرقون بين حب الذات ، وهذه الحالات الأخرى. علما بأن العديد من الأديان تجمع على أن الإيثار هو السلوك المثالي، وبأن حب الذات هو نقيضه ويجب نكران الذات(selfless). أنا لست من المؤمنين بمصطلح نكران الذات، هذا المصطلح كسلوك لا وجود في الواقع. فقط يمكن أن يوجد في الحالات المرضية جداً، حينما المريض لا يدرك وجوده الواقعي في العالم ويتصور نفسه شيء آخر. فالبعض قد يتصور نفسه حيوانا ما، أو ملاكاً، أو شيطاناً(جن)، وهناك الكثير من هؤلاء، وبالرغم من ذلك فهم لم ينكروا ذاتهم أنما قاموا بإنشاء ذوات أخرى وامنوا بها. حب الذات هو المشاعر الوسطية التي تتواجد بين نقيضين متضادين. فهناك في جهة كره الذات واحتقارها أي النظر بدونية لها، وفي الجهة المضادة هناك الغرور والأنانية(selfish) والنرجسية(Narcissism) وعشق أللذي للجسد(الاستمناء Masturbation). من كل هذا فأن محبة أنفسنا، أو حب ذواتنا، يعتقد البعض بأنها ممارسة غريبة على معظمنا لأن كثيرا منا يخلط حب الذات مع النرجسية والأنانية وجميع ما ذكر سابقاً. المحبة لأنفسنا هي في الواقع واحدة من أجمل وأفضل ما يمكن أن نفعله لأنفسنا، أنها يمكن لها من أن تغير حياتنا جذريا.
حب الذات إلى حد كبير مسألة قبول الذات غير المشروط، مع قليل من التقدير والاحترام والقبول والتعاطف مع الذات، أنت !!! هل تقبل ذاتك وفق هذه الشروط فقط، ودون الحاجة إلى الوفاء بأية شروط أخرى. أو لائحة من الشروط والتي قد تطول إلى جانب أن مضمون بعضها قد يمس بشخصية وكرامة الفرد. علما بأن الكثير من الناس لديهم شعور واطئ باحترام أو تقدير الذات. وبما يؤدي إلى كرههم لذواتهم.
أن حب الذات هو تعبير عن العشق لكل شيء فيك أنت، في حين كراهية الذات(self-dislike) هي حفنة من الشك هدفها تقليل الخير الذي في داخلك وعظمة ما هو طبيعي فيك. حب الذات هو اعتراف بانجازاتك في كل شيء، حتى تلك الصغيرة منها، كراهية الذات شعورك بالذنب على كل خطأ قمت بها منذ اليوم الذي كنت قد ولدت، إضاعة لمجدك. حب الذات هو الخفة، والإضاءة، البهجة، كراهية الذات اللامبالاة وانعدام الأمن والحزن. حب الذات يكشف عن عظمتك، كراهية الذات تخنق النمو لديك. حب الذات يتجلى في الابتسامة، في ممارسة الجنس، وفي الاستحسان، كراهية الذات هي الإذلال. حب الذات هو الاعتذار، كراهية الذات رفض الأعذار. حب الذات تحتفل بخصائصك وجوهر فرديتك، كراهية الذات الخجل من جذورك وخصائصك الموروثة (الأنف الكبير، والدك، وشعرك المجعد، أمك، والقامة النحيفة، جدك). حب الذات هو الاستلطاف، كراهية الذات هي الوحشية. حب الذات هو الشيء الطبيعي، كراهية الذات هي الشيء المعيب والمخجل. حب الذات هو إعطاء نفسك الإذن لتقول أنت نعم، ويقول الآخر لا، أو يتخلي، أو يتنازل، في حين كراهية الذات تطالب بقرار وتنفيذ الحكم كونكما مذنبين. حب الذات يغذي العاطفة ويطورها باستمرار، كراهية الذات الحجر والكبت على المشاعر الطيبة والنبيلة.
أن عدم حب الذات هو واحد من اكبر العوائق التي تواجهك لتحقيق السعادة. عدم حب الذات عائق أمامنا يمنعنا من بناء علاقات عاطفية مثالية سليمة مع الآخرين. عدم حب الذات هو مصدر للسلوك ألإدماني وتدمير الذات والذي لا يخدمنا أطلاقا. لا يمكن لعدم حب الذات أن يحقق لنا الوفرة، والصحة، في جميع علاقاتنا الأخرى مع الآخرين. إزالة الحواجز عن محبة الذات يؤهلك جسديا وروحيا لتحولات في الطاقة النفسية أكبر.
الأشخاص الذين يكرهون ذواتهم، هم أشخاص يشعرون بأنهم ليسوا جيدين لذا فهم يفشلون في أداء امتحاناتهم، يفشلون في علاقة الحب التي يقيمونها مع الشريك، يفشلون في الحصول على وظيفة تتناسب مع قدراتهم، أنهم يفشلون في كل شيء. في حين ينظرون إلى الآخرين بأنهم أذكياء، جذابون، أنهم على ما يرام بما فيه الكفاية. تبقى هذه الأسئلة المؤرقة والمقارنات بالآخرين تتفاعل داخل ذات الفرد ومن ثم تظهر وفق أنماط سلوكيه وأفكار ومشاعر تنعكس على شخصيته وتلقي بظلالها على علاقاته مع الآخرين. فهل أنت راض عن محاولاتك إلقاء اللوم على نفسك، ومحاولتك في الانتقاص من قدراتها ؟ إذا كنت هكذا فأعلم بأنه ربما لديك عقدة النقص(inferiority complex).
ولكن أعلم بأن كل منا لديه العيوب البدنية، والقيود النفسية والفوارق الاجتماعية، وهذه الأمور قد تسبب لنا بعض الإحراج القليل أو الكثير، وهذا ما يشير إليه (الفريد أدلر)، ويضيف، إلى انه يجب أن تعتقد أن تركيز الناس الرئيسي في النهاية هو للحفاظ على السيطرة على حياتهم. كما انه أعرب عن اعتقاده في وجود "محرك" واحد أو وجود قوة دافعة وراء سلوكنا، مدعيا أن لدينا الرغبة لتحقيق إمكاناتنا وان تصبح أوثق وأقرب إلى مبادئنا وهو السعي نحو التفوقstriving towards superiority. وقال، انه يرى أن الناس كانوا يحاولون التغلب على مشاعرهم الدونية باستمرار للوصول إلى التفوق. وعقدة النقص وفقا لنظرية (أدلر)، هي الشعور بالنقص الذي يأتي معنا ومن لحظة ولادة كل واحد منا في العالم، ويرى أن ذلك هو القوة الدافعة وراء كل الأفكار الإنسانية، والعواطف، والسلوكيات. (أدلر) يعتقد أن لدى الجميع شعور بالنقص في بعض الأحيان، وهذا هو جزء من التجربة الإنسانية الشاملة. لأن الناس هم فقط الذين يعانون من عقدة النقص، فهم يسعون لإقناع الآخرين. فنحن باستمرار نسعى إلى مقارنة أنفسنا إما بأنها متفوقة على الآخرين أو على أنها أقل شأنا من الآخرين. وبسبب هذا الهراء من المقارنات أنشأنا مكونين: مكون التفوق وعقدة النقص، في حين أن كل منهم يسعى إلى عكس اتجاه الآخر. وعقدة النقص هي مشاعر سلبية أو شعور الفرد بالدونية.
ويشير (أوشو) إلى أنه فقط رجل الدين لا يوجد لديه عقدة نقص لأنه لا يقارن نفسه، ودون المقارنة لا يمكنك أن تكون أعلى أو أدنى. وبالتالي فإن هذا الرجل(أي رجل الدين) لا يسعى إلى أن يكون سلوكه أو مشاعره أو شخصية أعلى أو أدنى من الآخرين لأن همه الأول وسعيه في الحياة إلى أن يكون الآخرون مثله، فهو ببساطة يريد أن يكون نفسه وان يكون الآخرون نفسه. ويقول انه يقبل طريق الله، ورغبة هذه جعلته يتمتع بهذا الطريق، انه سعيد تماما به. لمجرد أنه هو، وبذلك فانه يشعر بالامتنان، وفي كل لحظة. انه لا يريد أن يصبح أي شخص آخر، هو قانع بما هو تماما. لأنه يعلم انه فريد من نوعه لا أدنى ولا متفوق. (ولكن هذا القول لا ينطبق وللأسف الشديد على اغلب رجال الدين في بلداننا فهم يسعون ووفق سلوك تنافسي مع الآخرين في السعي للربح واكتناز الأموال والعقارات وحتى السلطة السياسية، هم غير قانعون بأي شيء، حتى ما يدعون إليه الآخرون من إيمان بالله، حتى أصبحوا يحلمون بالسلطة وكراسي الحكم)، فعن ماذا يتحدث (أوشو)، ولكنه يمكن أن يكون حديثه عن رجال الديانة البوذية. فالورود جميلة لأنها لا تطالب بأي تفوق، فهناك الآلاف من الزهور ولكن ليس هناك منافسة بينهما، كل منها هو فريد في بساطته. حتى في المملكة الحيوانية كلها، وجميع الأشجار، والغيوم، والنجوم، لا أحد يريد أن يكون شيئا آخر. لأنك حتى لو كنت تحاول أن تكون شيئا آخر، فسوف تكون شيئاً زائفاً. الطبيعة كلها في سلام عميق لسبب بسيط هو أن المنافسة لم تسممها بعد، هناك لا توجد منافسة على الإطلاق. لا شيء من التفوق، لا شيء من النقص، فكل منها هو فريد في وجوده. ولكن هذا الغباء دخل وعي الإنسان وتغلغل فيه وأستقر هناك، وها هو يحب أن يسمع الإطراءات والمديح والتعظيم، من كل الناس، لكنه يبخل به على ذاته التي هي مصدر لكل شيء فيه.
أن عقدة النقص يمكن أن تنشأ من تجربة متخيلة أو الشعور بالنقص متكيف، كما هو الحال بالنسبة لمعظم الناس، بل هي مزيج من الخيال وتكييف الخفيف. هل تشعر بالدونية عندما لا تأخذ المكان الذي يجعلك تشعر بأنك لست اقل من غيرك (الجانب تكييف)، أما خيالك الخلاق (الجانب المتخيل) الذي يفجر تفهمكم لهذا الحدث، بما يتجاوز ما يبدو من المعقول اتجاه الشخص آخر أو الأشخاص الآخرين. تقبل فكرة أنك شخص فريد من نوعه، قارن الخجل الخاص بك الحالي إلى الخجل قبل شهر واحد. فانك ستشعر بالارتياح وأنت تعرف أنك أصبحت شخصا أفضل. لن يكون أي شخص من ذوي الخبرة يعيش في الحالات التي عشتها ذاتها، والأشخاص هم أنفسهم، والأحداث والأفكار والمشاعر هي ذاتها التي أدت بك إلى هذه المشاعر الدونية. هناك الكثير من المتغيرات التي تجعلك فريد من نوعك: الأسرة، والأصدقاء، زملاء العمل، التربية، والقائمة تطول. فمن الحماقة أن تقارن نفسك بالآخرين. للتغلب على عقدة النقص التي فيك تحتاج إلى تغيير الصورة الذاتية التي تحملها عن نفسك. صورة الذات هو كيف تتصور نفسك. وهي الصورة الذهنية التي تقول من أنت. لذا لا يجب أن تكون الحقيقة مشوهة بعقدة النقص التي تحملها. أن صورة الذات هي صورة نفسك أنت والتي كنت تحملها في عقلك.
كان الطبيب(ماكسويل مالتز) وهو جراح تجميل يعمل مع الكثيرين من الأشخاص الذين على الرغم من أنهم قاموا بأجراء الجراحة التجميلية، إلا أنهم ما زالوا يشعرون بالنقص. لذا يعودون إليه من جديد لطلب المزيد من جراحة، وذلك في سعيهم لكي يبدو تماما مثل بعض الأشخاص المشهورين. ويعود ليعمل معهم مرة أخرى، ولكن بعضهم لا يزال غير راضي عن مظهره. ولكن بالنسبة لبعض مرضاه، لم يكن الحال كذلك، فان بعضهم كانت مشاعرهم بالدونية تختفي بعد الجراحة التجميلية، في حين آخرون فان الندب والتشويهات العاطفية كانت تختفي دون الاضطرار إلى الخضوع لعملية الجراحة.
جعل هذا الدكتور (ماكسويل مالتز) يبدو مندهشا ويتساءل، لماذا الأفراد الذين لهم " ندوب خارجية" تلتئم مثل تشوهات الوجه، ولكن لا تزال " الندوب الداخلية" باقية مثل الشعور بالنقص. هذا دفعه للعمل في مجال علم النفس وخاصة في حقل المساعدة الذاتية. وهو المؤسس لفرع ضمن فروع علم النفس يهدف إلى التصور والخيال الخلاق في تغير الصورة الذاتية. أن هؤلاء الأفراد لديهم شعور بأنهم اقل شأناً من الآخرين بطريقة وأخرى. أن عقدة النقص هي حالة متقدمة من الإحباط، وهي وجود احترام للذات منخفضة للغاية.
فإذا كنت لا تشعر بالرضا عن نفسك حقا، فعلم بأن لديك أيضا صعوبة الشعور بالرضا عن الآخرين. وتجد أن من المنطقي من وجهة نظرك من تعداد العيوب الخاصة بهم وكشفها. أنك تبحث عن السبل التي من شأنها أن تجعل هؤلاء الناس لا يشعرون بالرضا عن أنفسهم أيضا. وهذه الحالة هي منفذ أو طريقة لإسقاط ما تشعر به على الآخرين لكي تشعر براحة ما بعد قيامك بذلك الفعل المشين.
كما يؤدي كره الذات المتضخم إلى سلوكيين مضطربين هما الاضطراب السادي(Sadistic Disorder) أو الاضطراب المازوخي(Masochistic Disorder).
فالشخص السادي يسعى للحصول على المتعة من آلام ومعاناة الآخرين، وإلى إذلال ضحيته بحيث يشعره وكأنه إله. وهي سلوك متعلق بفرض السيطرة، وهو ممارسة خطيرة للغاية فإذا لم تكن هناك ما يكفي من السيطرة العقلية لدى الفرد، فانه من ممكن أن تنتج أشياء مرعبة كالقتل مثلاً. فالسادية سلوك عدواني هدفه الحط من قيمة وكرامة الآخرين، وهو يستمد اللذة من إذاء وإهانة الآخرين، يتميز بعدم المرونة في جميع المواقف الشخصية والاجتماعية. الناس عادة تستخدم القسوة السادية البدنية أو العنف لغرض إظهار الهيمنة في العلاقة أو في بعض الأحيان لمجرد تحقيق بعض الأهداف ذات الطابع الشخصي. وتميل إلى فرض السيطرة في العلاقات بين الأشخاص وإظهار عدم احترام أو التعاطف والإذلال أو تحقير الناس في وجود الآخرين. واتخاذ المهانة ومذلة الآخرين وسيلة للوصول إلى البهجة والسرور، وهذا الشخص لا يتوانى عن إلحاق الإيذاء الجسدي أو النفسي بالآخر من اجل متعته.
وغالبا الأسباب الحقيقية وراء هذه السلوك قد تكون ذات طابع عقلي إدراكي مشوه، أو نتيجة لعلاقة سيئة في فترة سابقة، أو ضعف صورة الذات، أو نتيجة للإحباط والتوتر وعوامل أخرى كثيرة تغير اتجاه الفرد نحو الحياة عموما والتي قد تعوق أداءه الكلي. وهذه الاتجاهات ذات جذور عميقة، وتغذيها المشاعر السلبية المفرطة. ويجب الإشارة إلى أن هذه المشاعر السلبية قوية وبشكل هائل جداً. بحيث تؤدي إلى ضعف سريع للغاية في ديناميكية حياة الفرد وذلك بسبب في التفاوت في نظام الطاقة النفسية الداخلية لهذا الفرد. بحيث تؤدي إلى مشاعر عاطفية غير متوازنة، تبلغ ذروتها في نهاية المطاف في حالة صحية سيئة، تؤدي إلى عواطف سلبية في النفس مثل: الإحباط، الغضب غير المنضبط، المرارة، الخجل المفرط، الشعور بالذنب، الغطرسة، الحسد والغيرة والطمع والخوف، الطبيعة المشبوهة والمشوهة، عقدة النقص، المعاناة والكآبة المستمرة، عدم الاستقرار العقلي، الهروب من الواقع، ضعف الاتصالات، التخوف، ضعف قوة الإرادة، انخفاض الاستيعاب، الذهول، الكسل، تضييع الوقت، التهرب... الخ. أن السادية هي اختلال التوازن العاطفي والشعور بالمشاعر السلبية، والتي تأتي إما من عقلنا ذاته، نفسه أو من الظروف المحيطة بنا. ولكن حالما نحدث تغيير في حالتنا العقلية نستطيع السيطرة على السلوك السادي الذي نظهره في سلوكنا في بعض الأحيان.
أما الشخص المازوخي فهو يستمد المتعة أو اللذة، أو يحاول اشتقاقها من خلال إيذاء الذات نفسيا وبدنيا. فهو يسعى للتعرض للإذلال أو سوء المعاملة، سواء من جانب شخصاً آخر، أو من قبل نفسه. وهناك رغبة أو ميل إلى تكرار التجارب غير سارة أو المؤلمة التي مر بها. كما يقوم بتحويل الأفعال أو الميول المدمرة إلى داخل النفس. والميل إلى البحث عن المتعة في إنكار الذات، والاستكانة أو التذلل للآخر. يشعر بأنه لا يستحقون هذه الصورة الذاتية التي يحملها لذا يرغب بإهانة ذاته، مع التركيز على الخصائص الأسوأ جداً في الشخصية، ويشعر بأن جميع محاولاته قد فشلت في الارتقاء إلى مستوى توقعات الآخرين، وبالتالي، فأنه يستحق أن يعاني وأن يتعرض إلى الإذلال والإهانة والعواقب مؤلمة. السادية والمازوخية هما من السلوكيات المضطربة ضمن مجموعة اضطرابات الشخصية ذات العلاقة بالسلوك الجنسي، حيث أن الشخص الذي يتسم سلوكه بأحد هذين الاضطرابيين يستجيب جنسيا للمنبهات غير المرتبطة بأنماط السلوك الجنسي العادي، من اجل الحصول على الشهوة الجنسية.
فالمازوخي متعته الجنسية أو الإشباع أللذي لديه يتم من وجود الألم أو المعاناة اللذان تعيشهما الذات، وغالبا ما تتكون نتيجة للتخيلات، مما يدعو ذلك للتعرض إلى الضرب والإهانة والتقييد والتعذيب، وبشتى الوسائل، وذلك من اجل تعزيز السلوك الجنسي أو لجعله بديلا عن المتعة الجنسية. علما بان الكثير من السلوكيات الشائعة بين الزوجين لها طابع سادي أو مازوخي ولكنها تمارس باعتبارها سلوك غير مؤذي للشريك، وغير دائم. ولكن هذا نموذج من السلوك السادي أو المازوخي، يجب أن يدرك بأنها ليس مجرد بعض الانحرافات السلوكية الشاذة، وإنما هما طريقة في العيش يمارسها البعض، ويعطها الشرعية، بوعي منه أو انه غير واعي بذلك. فهو سلوك يدل على غياب التعاطف وفهم واحترام الذات أو الآخرين.
الشخص المازوخي قد لا يتوقف على الوصول إلى حالة الإذلال والمهانة وكره الذات من خلال المشاعر السلبية وجلد الذات وتحقيرها، وإنما يتعدى ذلك إلى توجيه الأذى والضرر المادي بالجسم. أن سلوك إذاء الذات Self-injury أو(Self-harm)هو أمر أكثر شيوعا مما يدرك الكثير من الناس. فغالبا ما يساء فهمه، وليس فقط من العامة، ولكن أيضا من جانب العاملين في مجال الصحة العقلية الذين ينبغي لهم التعرف ظاهريا على ما يعرف بإيذاء الذات، وما هي أفضل سبل التعامل مع هذه الحالات.
سلوك إيذاء الذات يتكون من أفعال ذاتية مدمرة تؤدي إلى تلف في أنسجة الجسم، والتي لا يقصد من فعلها الإقدام على الانتحار، فهي سلوكيات مرفوضة اجتماعيا وبشكل واسع جداً، وهي ليس تعبيرا عن مرض التخلف العقلي أو مرض التوحد أو الاضطرابات التطورية أخرى. هذا السلوك يختلف عن الانتحار لان الانتحار يؤدي إلى الموت، في حين إيذاء الذات آلية للتعامل يقصد من وراءها البقاء على قيد الحياة. كما انه يختلف عن الإصابات المرضية الذاتية والاجتماعية مثل الوشم وثقب الجسم. وهو سلوك غير موجود لدى المصابين بمرض التخلف العقلي أو التوحد، فان هذه الإصابات الذاتية تتم من قبل شخص يدرك تماما ماذا يفعل.
إيذاء النفس ليس بالجديد، فهو معروف منذُ القدم في ممارسات الدينية لدى بعض الجماعات، كما انه ذكر في بعض الكتابات اليونانية القديمة أو وجود في بعض الممارسات السلوكية الجمعية لدى بعض الشعوب والأقوام. ولكن كثيرا ما يمارس هذا النوع من السلوك في حالات الشعور بالحزن نتيجة لفقد شخص عزيز، فيقوم الشخص باللطم والضرب على الصدر والرأس أو الصراخ والعويل الهستيري، وطرح الجسم على الأرض والتعفر بالتراب أو الطين. وذلك نتيجة للشعور بالإحباط والغضب والخوف والعجز وعدم القدرة على التعاطف أو المشاركة.
إيذاء الذات هو الأكثر انتشارا بين المراهقين والشبان البالغين في العالم الغربي، حيث يقوم الشخص بقطع أو ثقب الجلد، وتشير التقارير الذاتية والبيانات السلوكية والفسيولوجية، إلى أن هذا السلوك يخدم وظيفة داخل الشخص نفسه(أي يقلل من مشاعر حالة الكره التي يشعر بها، أو من اجل الزيادة المعرفية بالحالة المطلوبة) وكوظيفة للشخصية(أي زيادة الدعم الاجتماعي أو يزيل مطالب اجتماعية غير مرغوبا بها). لا توجد حاليا أية علاجات المبنية على الأدلة النفسية أو الدوائية لإيذاء الذات. جرح الناس لأنفسهم تكمن خلفه أسباب عديدة ومختلفة. فهناك أقلية من الناس تقوم بهذا الفعل من اجل إثارة اهتمام الناس وجذب انتباههم. ولكن غالبية من يقوم بفعل إيذاء الذات فإنها تفعل ذلك في الخفاء، والاختباء جيدا وبعيداً عن أنظار الآخرين. ومن أهم الأنماط السلوكية التي يمكن مشاهدتها على هؤلاء الأشخاص: إحداث جروح بشكل خطوط على الذراعين أو الساقين بشفرات الحلاقة أو السكاكين. ووشم أجزاء الجسم بعدد من الحروق، أو المشاركة في مباريات جماعية مع الأقران في حرق أجزاء من الجسم. شد الشعر، لكم الجدران أو السطوح الصلبة مرارا وتكرارا، وقد يأخذ ذلك ضرب النفس وإحداث كدمات دموية على الجسم. وهناك الكثير من هذه الأنماط السلوكية.
هؤلاء الناس عادة ما تفعل ذلك بسبب المشاكل النفسية الكامنة، والتي قد تنجم عن الاكتئاب أو بسبب الكره الشخص لذاته أو نفسه فهو قد يسعى أساسا إلى معاقبة نفسه نتيجة لعدم رضاه للطريقة التي يمشي بها أو يتحدث بها. أيضا يمكن أن يكون وسيلة الشخص في التعامل مع العواطف التي يشعر بها أن كانت حب أو كره، كما أن بعض الناس يجدون من الصعب جدا التعامل مع مشاعرهم وأنهم بناء على ذلك لا يعرفون كيفية الإفراج عنها. وهناك أسباب أخرى، فأن مثل أن هذا السلوك يعطيهم الشعور بالسيطرة عندما تكون الجوانب الأخرى من حياتهم ليس لديهم فيها سيطرة تذكر، أو أنهم لا يستطيعون إيصال ما يشعرون به، لذا فان إيذاء النفس هو الوسيلة للقول للآخرين بأنهم في حاجة إلى مساعدة، وإظهار كيف هم يشعرون في الداخل. كما أن العلامات والندب على الجلد قد تساعد هؤلاء على الشعور أكثر باستقلالية، والتصرف الذاتي، أو أنهم منفصلين ومتميزين عن غيرهم. الأذى الذاتي في كثير من الأحيان نتيجة لتوقع ضائقة شديدة قد تحدث. ولكن بمجرد أن يبدأ الناس إيقاع الضرر بأنفسهم فإنه ذلك غالبا ما يؤدي إلى الإدمان على هذا السلوك. لأن السلوك الإدماني يعمل وفق ذات الآلية. لذا فمن الأفضل عدم البدء في أي سلوك يكون مؤذي ومضر بك، والبحث عن طرق أخرى للتعامل مع مشاعرك والأحداث التي مررت أو تمر بها.
علما بأن إيذاء النفس يعتبر نوع من الاضطراب العقلي في حد ذاته. ولكن هذا لا يعني أنه لا يمكن علاجه. عادة ما يتم العلاج عن طريق العلاج النفسي ويركز على مساعدة الشخص وتحديدا على الأسباب المؤدية لهذا السلوك المضر بالنفس، وإيجاد طرق بديلة لمساعدتهم على التعامل مع الألم العاطفي في حياتهم. وهذا السلوك مرتبط بشكل كبير بالانتقادات الوالدية المدركة، والشعور بالاغتراب، أو لوجود صديق أو قرين يمارس هذا السلوك، وفي الوقت الحالي فان الإنترنت مصدر آخر للمعلومات، أو للبحث عن علاقة حميمية قد تشجع البدء بهذا السلوك أو استمرار عليه وذلك من خلال الشبكات الاجتماعية. لذا فإن احتمالات زيادة فرص التعلم أو الحصول على معلومات عن إيذاء النفس قد أصبحت اليوم متاحة وعلى نطاق واسع جداً وللجميع. لذا فان تعلم مهارات سلوكية جيدة للتعامل مع الآخرين، والقدرة على التعبير المناسب عن المشاعر، وقبول الذات، هي خطوات أولية لمعالجة هذا النمط من السلوك المضر بالذات.
هذا الجانب الأول من السلوكيات المناهضة لسلوك أو مشاعر حب الذات، ولكن هناك في الجانب الآخر سلوكيات تتميز بالإفراط في حب وعشق الذات. لذا ستكون تلك السلوكيات هي موضع حديثنا في الجزء الثاني.... أوقاتكم سعيدة والى لقاء جديد.....



#جودت_شاكر_محمود (هاشتاغ)       #          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشخصية الإنسانية وسيكولوجية الألوان
- الإنسان والحب الرومانسي Romantic Love
- العرب بين التثوير والثورية
- الشخصية الإنسانية من العناصر الأربعة إلى الأمزجة الأربعة
- أنواع من الحب الإنساني والحب الأفلاطوني نموذجاً
- الشخصية الإنسانية وفق مبدأ العناصر الأربعة
- ما هو الحب
- حرية الإرادة والحتمية في السلوك الإنساني
- كيف نفكر ؟
- نحنُ والأنظمة النفسية القسريّة
- لماذا العنف ؟ كيف يصبح الناس فجأة أكثر عنفا ؟
- سياسي الألفية الثالثة
- اتفاق أَنصاف الرِجالْ
- غزة والأصنام
- قولٌ في الميزان
- أنا والعراق والدجال
- حذاء ولكن !!!!!
- تكريم عراقي
- الثورية على الطريقة العراقية
- رحلةٌ مع نون


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جودت شاكر محمود - حب الذات (SELF-LOVE) طاقة ايجابية بين مشاعر متناقضة