أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد باليزيد - أوراق اعتماد لأمريكا!















المزيد.....

أوراق اعتماد لأمريكا!


محمد باليزيد

الحوار المتمدن-العدد: 3571 - 2011 / 12 / 9 - 15:49
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


في يوم عاشوراء، وخروجا عن عاداته التي عودنا عليها أن لا يظهر علنا لأنه المطلوب الأول لدى إسرائيل، خرج السيد الزعيم حسن نصر الله ومشى بين الجماهير محروسا. وكان من بين تصريحاته: "إن إعلان المجلس الوطني السوري قطع العلاقات مع كل من إيران وحزب الله وحماس ليس سوى تقديم أوراق اعتماد لأمريكا و إسرائيل."
لقد عشنا نحن العرب عقودا تحت مظلة عقلية المؤامرة: يقول العلماء أن الإنسان البدائي، أمام عظمة الظواهر الطبيعية وعجزه عن فهم ما يجري حوله وحتى ما يتحكم في مصيره وحياته اليومية، أمام كل هذا اخترع عقلُه، الذي لا بد له من أن يطمئن إلى تفسير، اخترع/خلق "كائنات" فوقية تحت تسميات وتمثلات تختلف من هذا الشعب إلى ذاك. وكان هذا، بالنسبة للإنسان البدائي، "عملا" ذا قيمة لأنه على الأقل تجاوز مرحلة أن يتفرج على الأحداث دون أن يتساءل عن مصدرها ويربطها ب"فاعل/مسؤول". آنذاك كان العقل البشري ما يزال بعيدا جدا عن التفكير في ما سيسمى ب"قوانين" طبيعية أو فيزيائية. المؤامرة إذن، كما أشار إلى ذلك قبل اليوم بزمن عدد من المفكرين، ليست سوى التعبير على أن الشعب العربي كان يواجه مشاكل أكبر بكثير مما يمكن لعقله أن يستوعب. الشعب العربي إذن ما كاد يتحرر من "غيبية بدائية" حتى رمته ظروفه في "غيبية عصرية".
قوى ما نَعْرفه ونُعَرفه بالرجعية يساند الثورة هنا ويندد ويهدد بالتدخل هناك وقوى ما نَعْرفه ونُعَرفه بالمقاومة أو التقدمية أو الممانعة يقمع [هذا الشعب أو ذاك] الشعب العربي أو يساند من يقمع أو يصف الثائرين بالعملاء لأمريكا..... ضعوا الكل بين قوسين فلم أعد أعني بالكلمات ما تعني ولم أعد أثق في أن ما كانت تعنيه أو أعتقد أنها تعنيه، تعنيه فعلا ولست متأكدا من أن القارئ ستعني لديه كلماتي ما تعنيه...
الشعب العربي الآن في موقف آخر من المواقف التي تحير العقل الإنساني وتجعله يقف عاجزا أمامها غير قادر على التمييز بين الأبيض والأسود. ومع اعتذاري للثوار الذين "يعرفون ما يفعلون" بحكم أنه من في الميدان هو من يكتوي بنيران قمع هذا الطاغية أو ذاك، كما أقدر رأي الذين هم خارج الحلبة لأنهم يستطيعون أن يروا ويصوروا، عكس من هو وسط المعمعة، صورة عامة عما يجري.
وإذا كان منطق المؤامرة هو ما يطغى على عقلية عامة الشعب، إلا أن السيد حسن نصر الله أكبر بكثير مما يمكن أن نصفه كذلك، وهذا ما يفرض علينا أن نبحث عن زاوية، أو زوايا، أخرى ننظر من خلالها إلى المسألة. ما الذي يدعو زعيم المقاومة للجوء إلى هذا الأسلوب الصبياني حتى ينعت حركة شعب كاملة بالعمالة لأمريكا وإسرائيل؟ هل هو الخوف من أن تسرق هذه الحركة الضوء من «المقاومة الصامدة"؟ ألم تكن فعلا تلك قد سرقت الأضواء من هذه مادام زعيم المقاومة قد خرج علنا ولم يعد المطلوب الأول لدى إسرائيل؟ هل هو منطق الهجاء العربي الجاهلي الذي تغلب على شيخنا فخرج عن كل منطق سياسي أو مقاوماتي؟ هل هو الحقد على ثورات "شعبية" خرجت دون استئذان الزعماء الذين يودون لو يكونوا المهندسين؟ لكن إذا كان كل ما قلناه محتملا بالنسبة لنظرة الشيخ اتجاه الثورات العربية، فإن الثورة السورية تختص، دائما في نظر الشيخ، بخاصية فريدة: إن الرجل الأول في المجلس الوطني السوري، الدكتور برهان غليون، من الصنف الذي لا تتردد ولا تخجل طائفة الشيخ من التحالف مع الشيطان ضده. إن الشعب العربي عليه أن لا ينسى، رغم ما قدمته المقاومة الإسلامية، عليه أن لا ينسى أن هذه الحركة بدأت، قبل ضرب العدو الخارجي، بدأت بضرب العدو الداخلي باغتيالها لمهدي عامل وحسين مروة وأمثالهما. إن الشعب العربي عليه أن يفهم بأن "ضرب العدو الداخلي قبل الخارجي"، أو بالأحرى اعتبار المنافس الداخلي عدوا، هو الحاجز الصعب، وربما الوحيد، أمامنا الذي يمنعنا من دخول العصر.
إن الدكتور برهان غليون وأمثاله يعرفون، قبل الشيخ حسين وأتباعه، ماهية كل من أمريكا وإسرائيل. لقد كانت المقاومة العلمانية، بالخصوص في القضية الفلسطينية قبل اللبنانية، هي من أبان للصهيونية والإمبريالية أن هناك شعب فلسطيني وأن الشعوب لا تدجن. ولم تكن المقاومة العلمانية لتضعف بتلك السرعة لو لم تتخذها الحركة التي أتت بها رياح العصر، لو لم تتخذها عدوا وتنظر إليها بأنها أخطر من الصهيونية والإمبريالية.
لقد وجد الشعب العربي، في حالة ليبيا والحال في سوريا لم تصل بعد ما وصلته في ليبيا، نفسه بين خيارين أحلاهما مر: أ) إما قبول المساعدة الخارجية عن مضض ب) وإما تعريض ليبيا إلى إبادة جماعية من قبل جيوش ومرتزقة حاكم تجاوز هتلر في الجنون والإجرام حيث هتلر كان يبيد شعوبا أخرى من أجل شعبه في حين الحاكم العربي في القرن الواحد والعشرين مستعد لإبادة شعبه من أجل نفسه. نحن نتمنى أن لا تصل الأمور في سوريا إلى ما وصلت إليه في ليبيا ولكن ليطمئن السيد نصر الله أن السوريين التقدميين يفهمون الإمبريالية وهم أولى من غيرهم بمراعاة المصلحة الوطنية، لكن على كل حال لن يتركوا شخصا مجنونا بالسلطة يبيد السوريين لمجرد أن جنونه أوحى له ذات يوم بأن يتظاهر بمظهر المقاوم لإسرائيل رغم أن جيشه مجرد محتجز على الحدود ولم يطلق ولو رصاصة واحدة اتجاه محتلي الجولان. ألم يكن القذافي يتشدق بعداوة أمريكا أكثر من كل الحكام العرب والحقيقة أنه أجبن من كل هؤلاء اتجاه أمريكا إذ بمجرد ما حوصر صدام قدم هو لأمريكا على طبق من ذهب كل ما يمتلكه الشعب الليبي من مواد نووية؟ ومتى يقاوم من سمح لنفسه بأن يحول الجمهورية إلى ملكية بين عشية وضحاها؟ لقد أرجع حافظ وبشار سوريا 14 قرنا إلى الوراء حيث كررا بالضبط ما فعله معاوية ويزيد. إرجاع الأمة الإسلامية قرونا هو بالضبط ما تصبو إليه الحركات الأصولية فأين ستختلف مع مثل ابن معاوية خاصة إذا كان هو مدعمها؟
يتردد الكثير من المثقفين العرب حيال الحراك السوري متشككين في مصداقيته، يقول المحلل الدكتور حسين هيكل في لقاء سابق مع الجزيرة: "لماذا لم تتحرك الطبقات الوسطى المتواجدة في المدينتين الكبيرتين، دمشق وحلب؟" ويستنتج الدكتور من عدم تحرك الطبقة الوسطى بأن الأمر "فيه شيء". لنلغ فرضية أن هاتين المدينتين شدد عليهما بشار الضغط أكثر من المطلوب كي يبقيهما كذلك، أليس من حق الطبقات "دون الوسطى" أن تثور أو تشتكي حالها؟ ألا يعلم الدكتور هيكل بأن التاريخ عرف ثورات المهمشين أو العبيد؟ ... إننا، في العالم العربي بما في ذلك دكاترتنا مثل هيكل على ما يبدو، لم نفهم بعد معنى الديمقراطية فبالأحرى أن نطبقها، إن الفرق شاسع بين أن لا تأخذ في الحسبان برأي فئة لا تشكل سوى 5% (مثلا) من الشعب وبين أن تقمع هذه الفئة بالدبابات (هذا مع افتراض أن المحتجين في سوريا هم فقط 5%).
على الصعيد العالمي الوضع أقرب إلى ما هو عليه في الوطن العربي: القوى الكبرى، وعلى رأسها الو.م.أ تريد أن لا "يغني الكون سوى موسيقاها". ف"الانتخابات في روسيا لا تطمئن" حسب الرأي الأمريكي أما الروس فإنهم يشتكون من أن "الو.م.أ تتدخل في ما لا يعنيها وتعطي إشارات للمعارضة.."
لقد حرق جزء من البشرية المراحل حيث حاول في القرن الماضي بناء الاشتراكية في مجتمعات لم تمر من المراحل التاريخية اللازمة لتشيد هته. طبعا لم يكن من المحتم فشل التجربة لكن صعوبة نجاحها هو ما كان متوقعا. وإذ فشلت التجربة، فهذه المجموعات البشرية لا يمكنها أن تبقى "بين بين". هذه المجموعات البشرية عليها أن "ترجع خطوة" كي تبني ما كان عليها أن تبنيه قبل الحلم بالاشتراكية، المجتمع الديمقراطي الذي، رغم فوارقه الطبقية الاقتصادية، يعترف بطيف كبير من حقوق المواطنة. إلا أن بقايا "العقلية الشمولية" أو مزيجا من هذه مع النبلاء الجدد تحول دون ذلك في روسيا على الخصوص. هل الو.م.أ جادة في أن "توضع" روسيا على طريق الديمقراطية؟ سؤال يمكن وصفه بالبليد ولا حاجة للإجابة عليه. لكن على كل التقدميين قبل غيرهم، روسا كانوا أو عربا أو غيرهم أن يفهموا بأن العالم اليوم أصبح أكثر من أي وقت مضى قرية واحدة يمكن لأي كان أن يطل على بيت أي كان ويشم بأنفه ويسمع بأذنيه ما يجري، وأن لا يحصن أي بيت من تطفل الجيران وغيرهم سوى التماسك الداخلي. وأنه قد مضت العصور التي يبنى فيها هذا التماسك الداخلي بالقمع وتكميم الأفواه والتبجح في المحافل الدولية بالديمقراطية وإظهار، للخارج، صورة تخالف ما هو على أرض الواقع في الداخل.
الو.م.أ طبعا، تستخدم كل الأوراق كي تركع منافسيها: الديمقراطية في حالتي الصين وروسيا، السلاح النووي في حالة كوريا، العراق ثم إيران إلخ... وإذا صح أن نقول عن استخدام الديمقراطية بأنه "حق أريد به باطل"، فإن المسألة تختلف كثيرا فيما يخص الأسلحة النووية. فالمنطق واضح لا غبار عليه:
أ) ما دام من حق الو.م.أ وآخرين غيرها أن تمتلك أسلحة خطيرة على البشرية فمن من حقه أن يدعي أن دولا أخرى لا حق لها في ذلك؟
ب) في منطقة الشرق الأوسط دولة عدوة لجل دول المنطقة تمتلك الأسلحة المذكورة فلماذا لا يحق للدول الأخرى امتلاك تلك الأسلحة ولو من منطق تكافؤ الرعب؟
حق إيران في امتلاك الأسلحة النووية لا يمكن أن ينازع فيه أحد وما نقاش الدول الكبرى، وعلى رأسها الو.م.أ، لذلك إلا نزوعا سافرا للهيمنة الإمبريالية والعدوانية التاريخية لشعوب الشرف الأوسط. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، وهذا لا يحق سوى للإيرانيين أن يطرحوه للنقاش، هل امتلاك الطاقة النووية هو فعلا أولوية لهذا الشعب حتى يدخل من أجلها في هذا التحدي مع القوى الإمبريالية؟ هل امتلك الشعب الإيراني ما يكفيه من مدارس ومستشفيات ومصانع؟ هل بنى المجتمع الإيراني نفسه ديمقراطيا تحصينا لنفسه من كل اختراق خارجي طامع؟....... هذه أسئلة قلنا لا تهم سوى الإيرانيين وأحد مِن حقه أن يحدد لهم أولوياتهم.



#محمد_باليزيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللامساواة الاقتصادية وطرق قياسها(2)
- الأزمة الدائمة
- حذار من أمركة الثورة!
- اللامساواة الاقتصادية وطرق قياسها.
- اليهود والمصالحة مع تاريخهم
- لا تهرموا
- حروف الجر، مسألة لغوية
- قبل الدستور
- لا عدالة لا تنمية..
- نعم لتعديل/تغيير الدستور ولكن،
- استفق يا رفيق اتشافيز.
- إلى السادة:خبراءنا المغاربة في الاقتصاد.
- المغرب، هل هو الاستقرار؟
- جهازي القضاء والأمن، أية علاقة؟
- -المنھج الجديد في الاقتصاد العالمي-
- من مستويات فقدان الذاكرة
- منحى لورونز ومعامل جيني: شرح وبرهنة
- التقاعد والرأسمالية المتطورة
- مسؤولية المثقف العربي
- الأصولية والنقد الماركسي للاقتصاد السياسي(2)


المزيد.....




- نتنياهو لعائلات رهائن: وحده الضغط العسكري سيُعيدهم.. وسندخل ...
- مصر.. الحكومة تعتمد أضخم مشروع موازنة للسنة المالية المقبلة. ...
- تأكيد جزائري.. قرار مجلس الأمن بوقف إسرائيل للنار بغزة ملزم ...
- شاهد: ميقاتي يخلط بين نظيرته الإيطالية ومساعدة لها.. نزلت من ...
- روسيا تعثر على أدلة تورّط -قوميين أوكرانيين- في هجوم موسكو و ...
- روسيا: منفذو هجوم موسكو كانت لهم -صلات مع القوميين الأوكراني ...
- ترحيب روسي بعرض مستشار ألمانيا الأسبق لحل تفاوضي في أوكرانيا ...
- نيبينزيا ينتقد عسكرة شبه الجزيرة الكورية بمشاركة مباشرة من و ...
- لليوم السادس .. الناس يتوافدون إلى كروكوس للصلاة على أرواح ض ...
- الجيش الاسرائيلي يتخذ من شابين فلسطينيين -دروعا بشرية- قرب إ ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد باليزيد - أوراق اعتماد لأمريكا!