أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - وا برناراه!!!















المزيد.....

وا برناراه!!!


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3571 - 2011 / 12 / 9 - 13:51
المحور: كتابات ساخرة
    



كل ذاك الضجيج والجعيع والفحيح والهيصة والقصف الإعلامي المركز وعلى مدار الساعة، من أربعين محطة تلفزيونية ناطقة بالعربية مأجورة ومدفوعة الثمن، وحملة إعلامية دولية في المحطات التلفزيونية الغربية الكبرى التي يتقدم خبرها الأول عن سوريا على ما عداه، رغم أن أوروبا تتعرض لخطر انهيار اقتصادي شامل لا يأتي أحد على ذكره ، فما إن يتنحنح شيخ نفطي بوظيفة موزع سلاح ليتقيأ متلعثماً بتعليق ركيك، حتى يرد عليه الثلاثي الإخواني المرح أوغلو-أردوغان-غل، وكجوقة واحدة، بتصريحات متناغمة، ومن ثم يسانده قرد أطلسي آخر ليعلن عن كذا وكذا وأنه سوف كذا لأن كذا كان كذا، وبكذا سيصبح كذا، وإلا فالكذا هي كذا، ومن ثم تلاقيهم هيلاري كلينتون، التي تقوم إلى جانب وظيفتها الأساسية كضرة لمونيكا لوينسكي بوظيفة وزيرة الخارجية الأمريكية، معلنة عن فزعتها مع تلك السيمفونية، وتدلو بدلوها، واي دلو لها، فيما ينهض كرازاي صغير، عيار أبو ريالة، في هذه المعمعة ووسط أولئك القوم، ليعلن أنه سوف يفعل ويترك و"يشيل ويحط" ويرغي ويزبد، ويعمل كذا وكذا بهذا وذاك من السوريين وأنه لن، وسوف، ولم، وو.. بعد أن يتمكن من رقاب aالسوريين، فيما يعلن صاحب ومالك المشروع الأساسي ووكيله ومسوقه الوحيد ماركة BHL ، ربيع عربي دموي موديل 2011، وهو بالمناسبة صاحب القول الشريف، لم يجد التاريخ فاتحاً أرحم وأجمل من جيش الاحتلال الإسرائيلي وذلك بعد مجزرة جنين، مباشرة، بأنه سوف يقوض النظام السياسي الحاكم في سوريا، نقول كل هذا السيرك يقابل ببرود سوري منقطع النظير كبرودة الأسكيمو وألاسكا وثلج صنين، وكان السوريون، جميعاً بكل فئاتهم، كبارهم وصغارهم، وبإرثهم الحضاري الفذ، وثقافتهم المجتمعية والإنسانية، يظهرون رباطة جاش نادرة لا تتزحزح، وثقة عالية بالنفس لم تهز شعرة في مفرق أي سوري، ولم تخيفهم، كونهم يدركون ما يخطط لوطنهم، ويعملون على الأرض بثقة، وهدوء، وثبات لعلمهم أن من يملك الأرض هو من يملك القرار، وأن من يملك العوالم الافتراضية سيبقى يسبح في عوالمه الافتراضية وخيالاته ورغبوياته وهذا ما كان حيث فوجئ الجميع بواقع مغاير، ومختلف تماماً، على الأرض.

ولم يستطع المشهد الدموي المفبرك والمركـّب عن سوريا أن يخدع، ويمر على كثيرين، لا محلياً، ولا إقليمياً، ولا دولياً، والنار الليبية ما زالت تأكل المزيد من أبنائها، ودماء أبنائها ما تزال ساخنة، كما أن العربدة والوحشية الأطلسية، وأغراضها الخفية واعترافات برنارد هنري ليفي العلنية، وبغطرسة غير معهودة، عن أنه سيغير هذه الأنظمة من وحي يهوديته وإيمانه برسالته الصهيونية، أججت في مواقف كثيرين، وغيـّرت من مواقف بعض ممن ظهروا كأزواج مخدوعين، وهم يؤيدون من حيث لا يشعرون ثورات برنارد هنري ليفي، وربيع برنار هنري ليفي، وأحلامه الصهيونية إذ قال بالفم الملآن، أنه هو من أقنع ساركوزي بـ"تحرير ليبيا" على حد تعبيره.

ويقتضي مشروع برنارد هنري ليفي، الذي يسميه الغافلون والمتغافلون بـ " الربيع العربي"، هو تنظيف، وتخليص المنطقة من كل ما من شأنه أن يعيق تغول وبقاء واستمرار قوة وهيمنة إسرائيل، وإبقاء أولئك الكرازيات والإمعات والصغار التابعين والأذناب ومشيخات القبائل في الواجهة ودعمها وتعويمها تحت مسمى الربيع العربي. ومن هنا لم نسمع في كل هذا الربيع كلمة واحدة ضد إسرائيل ومشروعها الاستيطاني في المنطقة، لا بل كل رموز الربيع العربي يخطبون ودها، ويظهرون في قناتها العاشرة ولا نستثني ها هنا الشيخ البيانوني ولا الشيخ عبد الحليم خدام، وسيزورونها وسيقيمون معها أفضل العلاقات، (من وحي احترام الجيرة، ليس إلا، ألم يوصوا بسابع جار؟) ويتسابقون، فرادي ومثني وجماعات، في تقديم فروض الطاعة وأوراق الاعتماد لها والتغزل بها. وقد كشفت زيارة راشد الغنوشي، رائد الربيع العربي، وبطله الصنديد، الذين طبلوا وزمروا له كثيراً، إلى قلب الإيباك، لجنة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، AIPAC، عن عمق الترابط البنيوي والإيديولوجي، والعلاقة الإستراتيجية بين الربيع العربي وإسرائيل. كما أفصحت التصريحات الأخيرة لبرهان غليون، رئيس ما يسمى بالمجلس الوطني السوري، لصحيفة وول ستريت جورنال، عن صدق سلمية ثورته الفعلية، لكن هذه المرة، تجاه إسرائيل، (لم أصدق واقتنع أبداً بسلمية الثورة السورية فعلاً، ونظافة يدها من الدم، إلى أن سمعت تصريحات غليون) وعن ولوغ أصابع BHL، في الحدث السوري، فيما رفع بعض" الثوار" في سوريا علم إسرائيل "الثورة" جنباً إلى جنب مع صور الشيخ العرعور، غيفارا سوريا الجديد، وملهم ثوارها، ومفتيهم، وذلك في وقت سابق في حي بابا عمرو في حمص. وصار شعار الثوار العرب وكتابهم ومشايعييهم(2) من راشد الغنوشي، إلى رياض ابن الشقفة، مرورا بمصطفى بن عبد الجليل، وعصام العريان، عليهم رضوانه أجمعين(1)، هو وابرناراه!!!

وكان قد سوّق كثيرون، وفي بداية ما يسمى بالربيع العربي، سر غياب فلسطين وإسرائيل والشعارات القومية عن هذا الربيع، وردّوه إلى استقلالية ووطنية هذه الثورات، وعلى أساس، ابتعادها عن شعارات الأنظمة الفانية، وتنصلها من الهم القومي، وأن همها الوحيد هو إسقاط هذه الأنظمة المستبدة، غير أن ذاك السر بدأ يتبدى، ويتفشى، شيئاً فشيئاً، وهو وجود برنارد هنري ليفي على خط هذه الثورات، وفي خلفية المشهد.

وبعد ليبيا(3)، واعترافات برنار هنري ليفي العلنية، وتبجحه بكل ذاك الدم والخراب والدمار، المشهد، والقضية، باتت واضحة للجميع في الشرق والغرب، كباراً وصغاراً، دبلوماسياً وشعبياً، وجهاء وعوام، حكماء وبلهاء، وبات من الصعب تمرير المشروع وخداع كثيرين به وخاصة تلك القوى الكبرى(4) الفاعلة في العالم التي لا ترضى بحال أن يكون دورها كشاهد زور في عمليات تزوير تاريخية كبرى، ناهيك عن قوى إقليمية أشد تضرراً وتهديداً من ثورات برنار ليفي، إضافة إلى قوى وفعاليات وطنية كثيرة هنا وهناك ترفض أن تكون، هي وأوطانها، دمى وألعوبة بين يدي هذا الشقي الصهيوني وغيره ومشاريعهم التدميرية، ولها أجندتها الوطنية الحقيقية التي لا تقايض، ولا تساوم، ولا تفاوض عليها.

ومن هنا، وبرغم الطابع والباروكة، والقميص الإسلامي الذي يحاولون إلياسه لهذا الربيع العربي أيضاً يصح القول، ورفع صرخة واساركوزياه، وا أوباماه، وا كاميروناه، وا أردوغاناه، وا هيلارياه، وا أنجيلاه، وا راسمونسناه، واناتواه، ولكن ليس فيها في الحقيقة، أبداً، وحقاً، ليس هناك وا إسلاماه، أو وامعتصماه، أو حتى واجيبوتاه أو واصومالاه، رغم وجود حمداه ونبيلاه، و" عقالاه" على دكة الاحتياط.


(1)-بالتأكيد رضوان برنارد ما غيره ولا شريك له.

(2)- رضوان زيادة، ولا أعرف ما هو عمله بالضبط، بدا متحمساً جداً، ومبسوطا، ومتفائلاً ومندفعاً نحو إقامة علاقات طيبة مع إسرائيل في مؤتمر صحفي في موسكو، وكان من هناك يوجه رسالات الغرام والهيام ويبعث بإشارات التودد والغزل للحبيب برنار، ومن الحب ما قتل.

(3)طبعاً، ومع ذلك، هذا لا يبرئ أنظمة ربيع ليفي من بعض ممارساتها المدمرة المعروفة، ولا يعفيها من واجباتها الشعبية، واستحقاقاتها المجتمعية، وديونها السياسية الثقيلة الكبرى، مع فوائدها، ولا يسقط عنها التزاماتها الوطنية الضخمة والأخلاقية والإنسانية تجاه شعوبها، التي يجب أن تسددها، بشكل أو بآخر، وإلا فإن ربيعاً حقيقياً جامحاً، هذه المرة، ينتظرها عند أقرب مفرق طريق.

(4)- لا فروف في واحدة من أقوى تصريحاته من بروكسل، وكرد على العربدة الأطلسية، يحذر من التحدث مع سوريا بلغة الإنذارات بشأن أوضاعها، فيما تتوافد البوارج الروسية إلى الموانئ السورية كإشارات عن حزم حاسم روسي لا يتزحزح حيال سوريا، وأن لا تكرار لسيناريو ليبيا فيها. وذات الأمر ينطبق على مواقف مجموعة البريكس الحازمة لذات الغرض. فيما تظهر التراجعات والمواقف التركية وتبدو مرتبكة و مترددة وهزيلة وجوفاء، وراسمونسن الذي قرأ الرسالة الروسية وفهمها جيداً يعلن بشكل قاطع اليوم، ويرد بأنه لن يتدخل في سوريا أبدا بينما سيقدم مساعدات في أماكن أخرى، وسلـّموا لي على رهط برنار.












#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا لعودة سفراء الأعراب لدمشق
- مرحباً بالمقاتلين الليبيين
- نعم لعقوبات عربية على هؤلاء
- جاييكم الدور
- سوريا ليست ليبيا2
- سوريا ليست ليبيا 1
- فضائح إعلامية إصلاحية سورية
- متى يتحضر العرب؟
- لماذا لا أخشى من الله؟
- أين عزمي بشارة؟
- مجازر إعلامية سورية
- لماذا لا يعتذر حزب البعث للسوريين؟
- السيد وزير الإعدام السوري: أنت متهم
- هل وصلت بوراج عسكرية روسية إلى سوريا؟
- هل أفلست الجامعة العربية؟
- لا لتريد شعار البعث والأمة الخالدة
- الجامعة العربية: إنا أعطيناك الخنجر فصَلِّ لجنرالات الناتو و ...
- ما هو المطلوب، شعبياً، من هيثم المناع؟
- لماذا لا يكون منصب رئيس الوزراء في سوريا دورياً؟
- درب تسد ما ترد: العطري الرجل الذي كاد يطيح بنظام البعث السور ...


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - وا برناراه!!!