أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عكرمة الريّان - بلانظير الأسد الصغير والشروع بالهروب الكبير















المزيد.....

بلانظير الأسد الصغير والشروع بالهروب الكبير


عكرمة الريّان

الحوار المتمدن-العدد: 3570 - 2011 / 12 / 8 - 23:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان يحلو لسيف القذاذفة الذي قُبض عليه لاحقاً متلبساً بإسم "عبسلام" ان يردد خلال دعواته المتكررة لممثلي الثورة الليبية إلى كلمةٍ سواء تحت طائلة سبّابةٍ ممدودةٍ بين وسطى وباهمٍ معقودتين أن معمر القذافي خطٌ أحمر وما دون ذلك قابلٌ للحوار. إستثناء معمر القذافي على قاعدة انه بلا نظير افرغ دعوات القذافي الإبن يومها من محتواها وجعل منها مأزقاً يضاف إلى مآزق القذاذفة لا مخرجاً حسبوه متاحاً لهم. وبلا نظير كما هو معروف هي الترجمة العربية للإسم الأول لرئيسة الوزراء الباكستانية الراحلة بنازير بوتو هي ايضاً صفة لمجمل الرؤساء والملوك والامراء البلانظراء العرب وانجالهم و احفادهم إلى يوم التلاق وهم من صفتهم هذه قد دأبوا على اشتقاق شعارات المرحلة: أنا او الحرب الأهلية, انا او الجماعات الأصولية, أنا أو شفيقة القبطية.
تزامنت مذكرات الإحضار إلى طاولة الحوار التي اطلقها بلانظير القذافي الابن يومها مع خطابات نارية كاسترووية لبلانظير الكبير تخللتها أو بالاحرى اقتصرت على عباراتٍ قبتاريخية سبق ان حنطت ورميت في أقبية المتاحف إلى جانب الكثير من امتعة طغاةٍ اكل عليها التاريخ وشرب مثل معطف موسيليني وشارب هتلر والضربة الجوية وقصيد الجواهري في حافظ اسد ومرحاض صدام حسين.
مقابلة بلانظير الأسد الصغير امس مع محطة ايه بي سي الأمريكية تستحضر مقابلة مشابهة في في التوقيت واللغة (الإنكليزية للمرحلة الإبتدائية) قام بها بلانظير القذافي الأبن حين بلغت التراقي وتهيّأ للفراق وشرح فيها يومها ان لديه واهله خطة دفاع استراتجية تتكون من ثلاثة أوجه أو مراحل أولاهم اساسية والاخيرتان بدائل احتياطية وإن تلك المراحل الثلاثة تحمل الإسماء الكودية التالية مع ملخص كل منها,الخطة ألف: القتال حتى الموت, الخطة باء: القتال حتى الموت, والخطة جيم: القتال حتى الموت. من الواضح طبعاً ان الخطة كانت بالغة الإحكام بدليل انها "مُنيت" بنجاحٍ تامٍ منقطع النظير وبشكلها الإساسي ذي الرمز ألف ولم يكن ثمة حاجة لوضع رديفيها باء وجيم موضع التطبيق.
مأزق النظام الإستبدادي السوري انه كمثيله الليبي قد اولغ (رغم أصرار معظم الصحف العربية على أنه اوغل أو توغل فمصدر الكلمة ولغ وكلمة أولغ اشتقاق منها على وزن أفعل وتعني شرب بشراهة ونهم وتقال للبهيمة الضارية وخصوصا فصيلة الكلبيات. وتوضيحي يأتي من باب الفذلكة طبعاً) في دم الرعية وثرواتها واعراضها على مدى عقود ايلاغا جعل من الصعب عليه في زمن العولمة والمحاكم الدولية الإطمئنان إلى تسوية مناسبة إنْ مع قوى المعارضة او مع المجتمع الدولي يتنحى بموجبها عن السلطة ليلوذ مع ما خف وزنه وغلا ثمنه بمنفى اختياري ما وهي تسويات تصلح لمجرمين معتدلين غالبا ما اقتصرت جرائمهم على اللصوصية والكسب غير المشروع ويمكن للمجتمع الدولي ان يتسامح معهم دون ان يثير حفيظة المحافل الدولية والهيئات الإنسانية والدوائر الإعلامية نقول هذا وفي البال بلانظير بن علي وصاحبته كانزة الذهب. فإضافة إلى عشرات الآلاف من القتلى الذين بطش بهم النظام السوري على مدى عقود والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة التي اختلسها من قوت شعبه ثمة استحقاقات قانونية دولية قد تكون اشد وطأة عليه تبدأ بإغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري وقد لا تنتهي بتفجيرات وقعت في بعض الدول الاوروبية في الربع الأخير من القرن الماضي وأشارت اصابع الإتهام فيها إليه. نقول هذا وفي البال جريمة لوكربي التي لم ينتهي التحقيق فيها بعد على عكس ما يشاع.
إن الشراسة التي يبديها النظام السوري وهذي الآلاف المؤلفة من الضحايا الذين سفك دماءهم هي بوجهٍ من الأوجه مبررة فالمسألة عنده وعن حقٍ هي مسألة حياةٍ أو موت بالمعنى الحرفي وليس المجازي للكلمة وأية محاولات دولية او عربية او محلية للتوصل إلى تسوية معه لن تجني سوى المزيد من سفك الدم السوري.
قلنا ان مقابلة بشار الأسد مع محطة اي بي سي التي جرت امس تتشابه بالتوقيت واللغة مع مقابلة سيف الإسلام الشهيرة والتي أعلن فيها بيانه الإنتحاري وامتنعنا عن القول بتشابه الهدف. ففي حين استهدف سيف اثارة حمية وحماس مناصريه وتهيأتهم للمعركة الفصل فإن بشار بدعوته لباربرا وولتر والتي لا بد انه قد سمع بها او شاهد بعض لقاءاتها التلفزيونية مسبقا للتحضير لموقعته معها وكان بالتالي يعلم ان لقاءه ذاك لن يكون نزهة يكتفي فيها بترديد هراء المؤامرة والممانعة المعتاد ولن يمهد له بخطبة عصماء من خطب ابيه التاريخية التي يحتفظ بها تلفزيون الدنيا كسلاح استراتيجي يقوم بإستخدامه فقط عند الأحداث الجلل كالتمهيد لبث مقابلة مع وئام وهاب او نجاح واكيم. ولو اراد الأسد تلاوة خطابٍ عنتريٍ يسلح فيه على عباد الله القانتين كخطاب إلى الأمام وزنقة زنقة لأختار تلفزيون المنار لإطلالته المهيبة ورغم أنه لم يستطع منع نفسه خلال المقابلة من ترديد بلاهة القذافي عن حب الشعب له واصراره على قيادته فإن تلك لم تكن بيت القصيد.
للأحاطة بحيثيات مقابلة الأسد الإبن وأسبابها وظروفها ينبغي العودة إلى تصريحات الاسد العم في مقابلة حديثة صبّت هي الأخرى في نفس الإناء الذي صبّ فيه بشار امس إلا وهو إناء الغسول من المسؤولية القانونية عن الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية حاول خلالها غسل يديه من مجزرتي حماة وتدمر الواقعتين في ماضٍ غير سحيق ولم يمرّ عليه الزمن والتحقيق فيهما والإقتصاص من مرتكبيهما لا بد آتٍ وفي نفس الوقت رمى مسؤولية الجرائم المرتكبة حاليا وبشكل يوميٍ على عاتق وزير دفاع النظام وكبار ضباط ورؤساء الفروع الأمنية فيه وهو بالظبط ما أراد الأسد الصغير ارساله إلى عرّابي المجتمع الدولي عبر باربرا وولتر مما يجعلنا نميل إلى الظن بأنه قد اختار الإنضمام إلى مناورة عمه في محاولة لفصل نفسه عن النظام الأمني الذي هو رأسه بديلاً عن الخطاب الإنتحاري المعتاد وقد يكون وراء الأكمة ما وراءها. إن قولته المثيرة لللغط والتي حاول متحدث حكوميٌ تهذيبها لاحقا لم تكن هفوة إذن بل لب القصيد "هذه القوات ليست قواتي ولا تأتمر بأمري بل بأوامر الحكومة".
بقي أن نشير إلى ان ضحكة بلانظير الاسد الخرقاء عند إجابته عن سبب إرساله سفير للأمم المتحدة رغم عدم إيمانه بمصداقيتها قد اعيتنا واستعصت على إدراكنا وتحليلنا فآثرنا الكف عن المحاولة لضيق الوقت وانعدام الموارد الفكرية الضرورية.

عكرمة الريان
08/11/2011



#عكرمة_الريّان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقالة خادشة للحياء وموهنة لعزيمة الأمة +18
- شهابُ الدينِ أضرَطُ من اْبن أخيه
- صواريخ وئام وهّاب وانتحاريّي الشيخ حسون
- الفلسطينيون بين عدمية -يا وحدنا- وانهزامية -يصطفلوا- (ردّاً ...
- نريدُ حمزةَ حيّا


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عكرمة الريّان - بلانظير الأسد الصغير والشروع بالهروب الكبير