|
أشعار في مراحل الثورة المصرية
أوسم وصفي
الحوار المتمدن-العدد: 3570 - 2011 / 12 / 8 - 08:46
المحور:
الادب والفن
دولة المُسكِّنات
أخبريني يا دولة المُسَكِّنات... هل يُهمِّك من مات؟ هل تُهِمّك الدماء؟ هل تهتزين عندما تسقط البنايات؟ هل يُهٍمُك احتراق القطارات وغرق العبارات وزوارق الهجرة وحوادث السيارات
أم يهمك فقط أن ننسى ونحرق الحشيش وقُرص الفياجرا ونشاهد المباريات؟ *********************
أخبريني يا دولة المُسَكِّنات... هل تهمك النساء؟ هل ترتجفين عندما تُنتَهكُ الفتيات؟ هل تُهِمُّك المطلقات اللاهثات في أروقة المحاكم ومصلحة المعاشات
أم يُهمك فقط أن ننسى ونملأ بطوننا وأنت تملأين عنّا صناديق الانتخابات؟
********************* أخبريني يا دولة المُسَكِّنات... هل يُهِمُّك الأطفال؟ حين ماتت الفتاة ظلماً في عيادة الختان وحين مات الولد ضرباً هل عرفت الأحزان هل يُهمك طفل الشوارع وعقل في المدرسة فارغ إلا من التفاهات؟
أم يُهمُّك فقط أن ننسى ونملأ عقولنا بالفتاوى ونحبا في الدار الأخرى وأنت في المنتجعات
*********************
أخبريني يا دولة المُسَكِّنات... هل تُهِمُكِ الأبدان؟ حين عُلِّق المصريُ في قريةٍ في لُبنان هل شَعُرتِ بالغضب وحين بيعتِ الفتاةُ حَلالاً لشيوخِ العَرَب وحين تُباَع أجزاءُ البَشَر كقطع الغيارِ في صِغَارِ المَحَلّات
أم يُهِمُكِ فقط أن ننسى ونحلُمُ بشِقةِ أوسع وسيارةٍ أَكْبَر وتكييف وتزييف ومزيدٍ من الفضائيات
********************* أخبريني يا دولة المُسَكِّنات... هل يُهِمُكِ التاريخ ؟ هل تُهِمُكِ الذكريات؟ هل أصابَتكِ القَشعَريرةُ عند بيعِ الآثار وسرقةِ الأفلَام واشتعالِ الوثائق وسرقة اللوحات
أم يُهمك فقط أن ننسى ونحلُمُ بنموِّ الوديعة ومزيدٍ من الاستثمارات ودرجاتِ الأبناء في غباءِ الامتحانات
أخبريني يا دولة المُسَكِّنات...
أوسم وصفي يناير 2011 عقب حادثة القديسيَن 1/1/2011
البوتقة
في قلبِ مديتِنا القاهرة تضيءُ اليومَ بوتقة قديسةٌ هي.. و صادِقة وقد حَسِبناها عاهرة
يا رابعة يا مَجْدَلِيّةُ عَصرِنا سامِحِينا واعذُري جهلنا
نَقّينا من الموتِ واغسلي دَرَنَ العصورِ الغابرة يا عاليةَ الصوتِ يا قاهرة
شُقِّي لنا البحرَالأحمر وثبتي فيه المَرَاسي قولي لنا العَصرُ تغيرَ ونزلوا من الكراسي
رفع الله الأذلاءَ وأقامَ المُتَّضِعِين وكنا نظنك خرساءَ وها أنت تهتفين
صَرَخت للهِ الدماءُ وصراخُها شقَّ الغمامة صَامَت وَصَلَّت أشلاءُ فجاءها الفِطرُ وفجرُ القيامة علمينا أبجديةَ الحُبِّ يا أيتها البوتقة عرِّفينا موقع القلبِ من تحتِ الدهونِ العالقة
عَلِّمينا الهجاءَ وارسمي لنا الخريطة أين يقعُ الانتماءُ؟ يا من حسبناها لقيطة
ها أنت تقولينَ: السورُ الشاهق يسقط لو طفنا حَوَلَهُ مؤمنين والفجر القادم لا يسكت إذا انتظرته السنين
كنا نظنها تسقط في التاريخِ .. أو في برلين كنا نبكي ونَصَمتُ ..أو نغني فننسي الأنين
يا بوتقة.. يا حارقة صرنا نطمع في المزيد لتسقط أسوارٌ سامقة ويولد من الفجر.. فجر جديد أوسم وصفي فبراير 2011 أثناء الأيام الأولى للثورة المصرية
إلى روح الشهيد قلبك قبل جسمك ع الحاجز رميت وطنك صارخ في دمك ودمك سايل في غيط
زارع بدمك شجر رافع بصوتك حجر وبدمك شاف القمر فجر انفجر فوق كل بيت
والحلق مجروح م الهتاف والجنب مطعون م اللي خاف والقلب مليان بالغضب عاللي اتغصب واللي انضرب واللي عيِّشنا ف جفاف
فجأة الحلق اتشفى والصراخ داب اختفى والغضب نبّت زهور والجنب ضمه الحنان والدفا والضلمة سالت من فوق جبين النور ما بقتش عارف تسمع لمين أصوات ترانيم الملايك ولا هتاف الجوعانين لما الملايكة رددوا خلف الشباب الصامدين مرت ثواني مدهشة والأحساسيس غريبة هو إيه اللي حصل؟ فين ثورتنا الرهيبة؟
فين كريم فين أمل؟ هل خلاص الحلم اتقتل؟ كنت لسة من شوية رافع علم باصرخ بصوت هو راح فين الألم؟
من وسط الجموع تطلع كتاف كتاف ملضومة سدّ كتف اسماعيل جنب كتف مينا صامدة وشايلة الجسد في مسيرة جميلة وحزينة
هو جسدك ملفوف في نفس العلم ما فيهوش صراخ الألم والبسمة فوق منه أمينة
وروحك من فوق بياض السحايب يقول لنهر من البشر لو ما تفرقوش الحبايب يبقى أنا دمي انتصر
ضموا الأيادي المخلصة والعقول انسجوها ابنوا البلاد الطيبة والديابة اطرودها
الديابة جوا مننا يوم ما ننسى أمنا ونقول حقوقنا يوم ما تقتل حبنا الخلافات اللي بيننا أوعوا يا اخواتي تنسوا وطن في يناير قام واتولد اوعوا يسري في النهر العَطَن وتروح من تاني البلد
أـوعوا تنسوا وطنّا وطن فاهم وثاير وطن هوَّ عارف حقوقنا وطن باني وقادر لو نشيله فوق جبينّا يفضل طول العمر عامر
أوسم وصفي 16 فبراير 2011 في احتفال الشهداء بكنيسة قصر الدوبارة الإنجيلية في قلب ميدان التحرير
يا ترى يا سمرا يا مجنونة رايحة على فين في التاريخ خدوكي لفة لفة كل المجـــــانين وانتي صابرة والطرح لافّة وكاتمة الأنين دوبتي الممالك ودابت سنين ولادك.. بناتك ومين كان ومين في ريحة ترابك يشموا الحنين وأنا يا مصر بيكي من المجانين
في التاريخ يا سمرا نوعين م المجانين واحد عايزك لنفسه والتاني عايز يديكي نفسه ويبقى فايز وانتي يا سمرا حاتعوزي مين؟
إللي يحبك يا سمرا يحب كل الولاد يحبك وعندك ولاد من كل العباد لا ينقّي ولا يفاصل لا يبقّي ولا يفاضل واللي يحبك.. يحبك كدة سافرة ومتحجبة نافرة ومتأدبة قادرة ومتعذبة
واللي ما يفهمش الكلام ده تخونه مية النيل ويخونه تراب البلاد
#أوسم_وصفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سؤال الإيمان في عصر ما بعد الحداثة
-
الثورة يجب أن تبدأ
-
النمو الأخلاقي
-
همسات في آذان الإخوان
-
سيظل التحرير روح مصر مهما حدث لجسدها
-
ثلاث معضلات في الثورات العربية
المزيد.....
-
وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما
...
-
تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
-
انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
-
الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح
...
-
في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
-
وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز
...
-
موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
-
فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
-
بنتُ السراب
-
مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|