أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - وديع العبيدي - عبد المحسن عقراوي.. في مقهى الزهاوي














المزيد.....

عبد المحسن عقراوي.. في مقهى الزهاوي


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3569 - 2011 / 12 / 7 - 22:12
المحور: سيرة ذاتية
    


لم تكن مقهى الزهاوي مجرد ملتقى ثقافي، انما أكثر منه كانت مدرسة أدبية لها ملامح وخصائص فنية وفكرية، يتفق فيها وحولها رواد المقهى بدرجة أو أخرى. على شاكلة التصنيف الثقافي في مصر بين جماعة الديوان وجماعة أبولو، كانت الزهاوي أقرب إلى روح مدرسة الديوان من سواها، وكان أبرز ملامح ذلك، انحيازها للقريض –أي التزام العروض في نظم الشعر- ، وهو النمط الشائع والمشترك لأعضاء الزهاوي، رغم اختلاف الأفكار والموضوعات المتداولة شعريا. ومن الناحية الفكرية، كانت الجماعة أكثر انفتاحا في مجال التعبير والتعامل مع العصر، والتحرر من انماط الفكر التقليدية. على أنه من الضرورة التمييز بين الانفتاح الفكري والموقف السياسي مع مسافة واضحة لمفهوم حرية التعبير.
ولم يختلف اثنان حول شاعرية الاستاذ عبد المحسن عقراوي ومكانته الأدبية، لكن مسافة من التحفظ كانت واضحة في علاقة رواد المقهى ونظرتهم إليه. ليس بسبب كونه من سكان المحافظات (الموصل) أو ندرة حضوره للمقهى، وانما بسبب الموقف السياسي الذي سخر لأجله قصائده. وعلى قدر حريته في هذا الاتجاه، فلم يكن له فرض رأيه أو اتجاهه هذا على سواه، سيما في مقهى الزهاوي. فالمعتاد أن يعرض أحدهم قصيدة أو مجموعة شعرية جديدة أو منشورة، والتداول بشأنها. أما الشعر المؤيد للحكومة والمروج لسياساتها فلم يكن مسموحا به، ولا مكان له في فضاء المقهى، سوى اذان صماء، عيون شاردة، وخطى متسارعة نحو الرصيف.
شهدت مرحلة الثمانينيات رواجا شعريا وأدبيا، واستعادت قصيدة العروض – الشعر المنظوم- مكانة الصدارة الشعرية، وتنافست وسائل الاعلام في نشرها وتقديمها، وبرز بين ذلك شعراء نالوا ما تصبو إليه نزعاتهم النرجسية وهم يسخرون مناسبة الحرب للتحليق الشعري والذاتي، وكان على رأس أولئك عبد الرزاق عبد الواحد الموصوف (بشاعر القادسية/ شاعر الرئيس)، وجمهرة من شعراء الدال (الأكادميين) مثل الدكتور علي الزبيدي، ومن الجيل الشاب كان لؤي حقي قبل اختفائه، والضابط المجند هزاع درع الطائي من جيل السبعينيات، على سبيل المثال.
شعار (أدب المعركة/ شعر القادسية) وهو الاسم المطلق على حرب الثمانينيات (1980- 1988) بين كل من العراق وايران، والحفاوة التي أحيط بها الشعر الدعائي وشعراؤه، فتح الباب لجمهرة من شعراء القريض للتقدم للأمام، ومنهم فريق من أبناء الأجيال السابقة التي وجدت نفسها على شفا التهميش مع سيادة البروقراطيا الثقافية من الجيل الستيني على مؤسسات النشر والاعلام، مع اجتياح الشعر الحرّ للساحة الأدبية العراقية.
هنا عادت بعض الأسماء التقليدية للبروز في مشهد شعر الحرب مختفية وراء قصائد تروج لعدالة الحرب أو المنازلة القومية أو زعامة القائد. وكانت مناسبة نشر قصيدة لأحدهم أو دعوته لتقديمها في الاعلام المرئي أو المسموع، ناهيك عن المهرجانات الدعائية المتكررة في بغداد، مدعاة لظهور عديد المشاركين في الحياة الثقافية اليومية للعاصمة. ومن بين أولئك المترددين على العاصمة وعلى مقهى الزهاوي، الاستاذ عبد المحسن عقراوي (1939- 1995) من محافظة الموصل، والاستاذ محمد راضي جعفر (1941-) من محافظة البصرة.
وجه مثلث دقيق يختفي معظمه خلف نظارة سوداء واسعة، محصورة بين شارب يعلو شفته العليا ويتصل بمقدمة منخري الأنف، وشعر رأسه الأسود المفروق على الجانب. ضعيف البنية، صغير الجسم، لا يتعدي طوله (1.65م). هذا هو الأستاذ عبد المحسن عقراوي، الشاعر الذي اعتبره البعض من الشعراء الأغزر انتاجا، تنوعت موضوعاته بين السياسة والقومية والمرأة، ولكن انحيازه العروبي والحزبي هو الغالب بين ذلك. وهذا السبب هو ما جعله أقل حفاوة في مشهد الزهاوي.
لم أعرف الاستاذ الشاعر عبد المحسن عقراوي عن قرب، ولم أدرس شعره وسيرته الأدبية، ولكن ملاحظتي العامة تكشف عن قدر من التناقض الداخلي في رسم شخصيته. لا جرم أن ثمة حسا عروبيا واضحا في الثقافة الموصلية، ولكن هذا الحسّ يستند إلى أحد فرعين: أولهما العشائر العربية في بادية الموصل، والثاني هو نقطة التدين الاسلامي باعتباره نقطة جذب عروبية. ومن هذا الباب كان الشعر الاسلامي العروبي هو أكثر وضوحا في ثقافة الموصل، ومن رموزه الشاعر محمد حبيب العبيدي. ولكن هاتين الاشارتين، لا تساعدان في حلّ صورة التناقض هذه، فليس هو من العشائر العروبية، ولا هو من المفتونين بالشعر الديني. قد يتعلق الأمر بموضوع بيئة الشاعر الموصليّة. وهو أمر جدير بالدراسة والتوقف، ويصعب الاختلاف فيه، لكن مصدر المفارقة يبقى في قدرته التوفيقية بين شخصيته الكردية الواضحة في (لقبه، لكنته اللغوية) وصورته الثقافية كأديب وشاعر عروبي.
فالقول باثر البيئة يحظى هنا بالأولوية من جانب. يقابله ميل إلى فكرة التحرر من الشعور الأقلوي (من الأقلية الديموغرافية والثقافية) للاندماج في نسيج الأغلبية، أمران جديران بالاهتمام. أما إذا اعتبرنا بعامل الزمن، فأن منظور الراهن السياسي والثقافي، لم يكن بهذه القوة في المشهد الاجتماعي والثقافي العراقي قبل الستينيات، وربما كانت ثمة نقاط أو عوامل أخرى أوسع من مجال هذه المداخلة السريعة.



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يعقوب شعبان.. في مقهى الزهاوي
- عبد الرزاق السيد أحمد السامرائي.. في مقهى الزهاوي
- صاحب ياسين.. في مقهى الزهاوي
- سليم طه التكريتي*.. في مقهى الزهاوي
- أنور عبد الحميد السامرائي المحامي.. في مقهى الزهاوي
- د. محمد عزة العبيدي.. في مقهى الزهاوي
- محمد حسين فرج الله.. في مقهى الزهاوي
- مكي عزيز.. في مقهى الزهاوي
- حقوق الأقليات في العالم العربي في ظل التغيرات السياسية
- صورة جانبية لهشام شرابي /2
- صورة جانبية لهشام شرابي /1
- المنظور الاجتماعي في أدب سارة الصافي
- وردة أوغست..
- كلّ عام وأنت..!
- استقبال....
- لامُن ياؤن سين
- ((حضارة عكسية))
- منفيون من جنة الشيطان 40
- منفيّون من جنَّة الشيطان 39
- منفيون من جنة الشيطان38


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - وديع العبيدي - عبد المحسن عقراوي.. في مقهى الزهاوي