أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أم الزين بنشيخة المسكيني - هل أتاك دُعاء جرحى الثورة ؟؟؟














المزيد.....

هل أتاك دُعاء جرحى الثورة ؟؟؟


أم الزين بنشيخة المسكيني

الحوار المتمدن-العدد: 3569 - 2011 / 12 / 7 - 22:23
المحور: كتابات ساخرة
    


انهمروا من كلّ ريف و من كلّ أشواك الطريق .جاؤوا من صميم الجرح و الجوع و النسيان و الغضب ..كلّ يحمل ما تبقى من جسمه معه و كلّ يذكر عضوا مبتورا من أعضائه يوم كان معه و يوم هاجره و يوم بُترت يده أو ساقه أو بعض من أحشاء لم يعد يسمّيها من شدّة الزحام على ساحة الثورة ..اصطفّوا بشكل فوضوي أمام المستشفى العسكري و جاءت الكاميرات و المصوّرات و كثرت عيون المتطفّلين و البائسين و الدجّالين ..لم يكونوا في حاجة الى دموع أحد ..فكفاهم دموع أمّهاتهم و أخواتهم و زوجاتهم و حبيباتهم ..لم يأتوا لاستجداء أيّ أحد و هم من وهب نفسه لرصاص الطغيان القديم ..أبعدوا عنهم التصاوير قد يصيروا أوثانا بعد حين ..لا تجسّدوا جراحهم قد تغضب أعضائهم المبتورة لأنّها لم تأت معهم هذه المرّة ..
بالأمس كانوا مواطنين يوميين يذهبون الى السوق و الى المدرسة و الى المسجد و الى خمّارة الحيّ ..و كان بعضهم يطلب علما و آخر يحرث حقلا و ثالث يجلس القرفصاء على أرصفة المدينة و رابع يطلب كأسا ..فجاءت الثورة فأهدت كل منهم رصاصا في عضو من أعضائه التي لا يملك غيرها .وصار لهم اليوم اسم يجمعهم في الضرّاء و الضرّاء ..انّهم جرحى الثورة ..تهمتهم أنّهم لم يموتوا بما يكفي كي نمنحهم وسام الشهداء ..و تهمتهم أنّهم أخطأوا الموت و لم يتقنوا فنّ الشهادة ..فصار وجودهم معلّقا بين الحياة و الموت ..و هاهم يقبعون بجراحهم على التخوم بين الشهيد و الفقيد و بين التاريخ و الاعاقة و بين الظلم و الجرح ..و حين انشغل الجميع من السياسيين المنتصرين بجراحهم في توزيع الحقائب و تقاسم الغنائم وجد جرحى الثورة أنفسهم نسيا منسيا . و صارت الثورة نفسها وحيدة يتيمة في ضجيج المنابر و الأحزاب . ثورة مجروحة أو جرحى الثورة اسم واحد لكوميديا الاهية لم تعد تضحك أحد ...فلا هم ماتوا كي يكونوا شهداء و لا هم عاشوا كي يصيروا وزراء ..وقف أحدهم و كتب بعُضوه المبتور على الهواء دعاء لا يقرأه غير سكّان السماء ..و في لمحة البصر طفق القلم يكتب من وحي الدماء ..اقرؤوه على وجوه الملأ و كلّ من لا يخجل من وجه حزبه عليه أن يذهب طوعا الى مستشفى البُلهاء : " اللهمّ اغفر لنا ثورتنا و ارحم جراحنا و استقبل أعضائنا المبتورة بجنان رحمتك و أعزّ طغاتنا السابقين و اللاحقين و احمهم من الصدق و العدل و ارجم عبادك المنافقين ..اللهمّ "يا انّي قد تحقّقت بك منّي فلا صبر لي عنّي لما أصبت منّي "..أدعوك يا اللّه أن تقتصّ لنا من الظالمين و من الدجّالين و من الزائفين ..و من الذين يجادلون في جراحنا بغير جرح و لا ألم دفين ..و قل ربّي زدني جرحا فأنا من عبادك الصابرين . اللهمّ اعفنا شرّ الحقيبة و شرّ الرئاسة و شرّ النخاسة . اللهمّ لا تحشرنا مع جرحى الحداثة و لا مع جرحى السياسة.و لا تكتب لنا مجلسا مع أهل الخلافة و اجعلنا من الجائعين الصابرين . اللهمّ أبعدنا جراحنا عن اليمين و اليسار و عن شرّ سلف لشرّ خلف .. اللهمّ اكتب لنا في الآخرة خيمة للمعتصمين و امنحنا دارا للكتب الممنوعة من طرف عبادك الضالين و لا تمنّ علينا بما لا طاقة لنا به . اللهمّ امنع عن الامبرياليين و السارقين قموحنا و تمورنا و عنبنا و خيولنا و وزّعها بالقسطاس على الجائعين .اللهمّ لا تعطهم شيئا من علمك و لا مالا يجورون به علينا و اقتصّ لنا من كل الظالمين و لا تحسب يا الله أنّا نصدّق الزائفين و أنّا نتّبع سماسرة الدنيا و أصحاب البدع في الدين .."اللهمّ انّي أعوذ بك من سلطان جائر و صديق غادر و غريم ماكر و قريب مناكر و شريك خائن و دار ضيّقة " و انّي اللهمّ أوكلت جراحي اليك فكن بها عطوفا رحيما ..لقد تُبنا عن اتيان فعلة الثورة فاقبل توبتنا و انّا نادمون يا أرحم الراحمين فاقطع دابر البهتان و الطغيان في بلادنا و اهدي أمّتنا الى الصراط المستقيم .. اليك توبتنا و اليك نكبتنا و اليك خيبتنا فأنت أعلم العالمين "
آمين ..يا ربّ العالمين و يا شعبا وهب نفسه للجبّارين ..آمين ..آمين



#أم_الزين_بنشيخة_المسكيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل انهزم اليسار العربي ؟
- أين تاء التأنيث ؟
- تأديب المعلّمين و المعلمات مندوب اليه أم مندوب عليه؟
- الحاكم يريد أم الشعب يريد ؟؟؟
- اضحكوا بقدر المستطاع ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- هل نفّذتم القرار بالهدم ؟
- ماذا فعلت بنا السبّابة اليُسرى ؟
- هنا تُباع الشعوب خِلسة
- سيكبر فينا الياسمين يوما ..
- من يحمل الغابة في عينيه ؟
- لماذا جرحتم هذي السماء ؟
- لم يأكلوا النخالة بعدُ
- أنشودة الشمس
- شهرزاد لا تنام
- لا خير في نهار بلا رقص
- من يشتري الصحراء غيرك ؟
- هل تركتم للعصافير قليلا من سماء ؟
- الخوف من الديمقراطية
- نهاية الطاغية
- من أساء الى الذات الإلهية أم من أساء الى الثورة ؟


المزيد.....




- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أم الزين بنشيخة المسكيني - هل أتاك دُعاء جرحى الثورة ؟؟؟