أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف حول قيام الدولة الفلسطينية و القضية الكردية وحقوق الأقليات وحقها في تقرير المصير في العالم العربي - سليم نزال - لم يحن الوقت لعباس لان يبق البحصة














المزيد.....

لم يحن الوقت لعباس لان يبق البحصة


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 3569 - 2011 / 12 / 7 - 00:06
المحور: ملف حول قيام الدولة الفلسطينية و القضية الكردية وحقوق الأقليات وحقها في تقرير المصير في العالم العربي
    


لم يحن الوقت لعباس لان يبق البحصة
سليم نزال


حكاية بق البحصة لها مدلول فى ثقافة بلاد الشام يشير الى وصول الامر الى حد الغضب الشديد.
و الغضب كما هو معروف هو تلك المشاعر التى تعبر عن حالة استياء قصوى خاصة لدى اعوجاج الامور.و من تراث بلادنا ما رواه المرحوم مارون عبود الذى كان بحق احد رواد الاصلاح فى بلادنا عن انه كان لدى احد المطارنة شماس جميل الصوت.و كان صوت الشماس الرخيم يشجع المؤمنين على سماع القداس حيث كانت الكنيسة تغص بهم .لكن المشكلة التى كانت تؤرق المطران ان الشماس كان سريع الغضب. و ما ان يغضب حتى يبدا بالشتائم الامر الذى كان يحرج المطران الذى لم يكن يريد التخلى عنه بسسبب صوته الرخيم. و عبثا حاول المطران اصلاح هذا العيب لدى الشماس لكنه لم يفلح.
و ذات يوم تفتق ذهن المطران عن فكرة جديدة الا و هى ان يضع الشماس بحصة صغيرة فى فمه لكى يتذكر فى كل مرة ان لا يسب عند الغضب.
و بالفعل نجحت الفكرة و بات الشماس لدى الغضب يتذكر البحصة فى فمه فيضبط نفسه .
و ذات مرة دعى المطران لحضور ماتم فى احدى القرى فركب المطران بغلته التى كانت وسيلة التنقل الوحيدة فى تلك الازمان قبل اختراع المواصلات الحديثة. و مضى مع شماسه الذى كان طوال الطريق يرنم ترانيم جميلة.اقام المطران صلاة الجناز و اجتمع سكان القرية يستمعون للترانيم بصوت الشماس الرخيم .انتهى الماتم و عاد المطران و الشماس ادراجهما و فى اثناء السير المرهق فى الطريق بدات الثلوج بالتساقط فى هذا الجو البارد.
و بينما هما ماضيان للوصول للقرية فى هذا الجو البارد التقيا بامراة طلبت من المطران ان يصلى لعودة دجاجتها الى البيض الذى تركته. و يبدو ان مهمة المطران الذى كان يستعجل الوصول للبيت صارت اصعب مع هطول الثلج و البرد الشديد الامر الذى اغضبه و جعله يصيح بالشماس بان يبق البحصة. فما كان من الشماس ان بق البحصة قائلا الم اقل لك ان اظهار الغضب يريح الصدر.
لذا اليس من الحق بل الواجب ان نطالب الرئيس عباس بعد كل هذه الاعوام العجاف ان نطالبه ببق البحصة و اعلان غضبه؟

هناك من قال ان عباس اخرج بعض الغضب فى خطابه امام الامم المتحدة لكن يبدو لى انه ما زال يحتفظ بالبحصة و السؤال الطبيعى الى متى؟
فقبل فترة قصيرة سمعنا من اوساط السلطة الفلسطينة ان عباس مقدم على اتحاذ قرارت مهمة جدا بل وصف ابو ردينة احد مستشاريه بانها ستهز الشرق الاوسط .
فى اليوم التالى خرجت التحليلات السياسية تقول ان عباس عازم على قلب الطاولة و حل السلطة الفلسطينة ووضع العالم كله امام المسؤؤلية و هو امر هام لانه يكشف بوضوح الوجه البشع لللاحتلال الصهيونى المختبىء الان وراء السلطة الفلسطينية..
لكن سرعان ما نفت اوساط السلطة ذلك و قيل وقتها ان السلطة تتعرض لضغوط و نحن لا نفهم كيف يمكن ان تتعرض سلطة عازمة على حل نفسها لضغوط.
و يبدو ان السلطة الفلسطينة لم تزل تعيش عقلية المرحلة الماضية .فها هى الشعوب العربية تبق البحص واحدا تلو الاخر, و العزلة تزداد على العدو الصهيونى و قرار كحل السلطة سيزيد بالتاكيد من الضغوط على الدولة الصهيونية.
لذا بات السؤال المفترض طرحه متى يقرر عباس ان يعلن عن غضبه و يبق البحصة؟.
و اذا كان عباس غير قادر او غير راغب على بق البحصة, فالسؤال الذى يطرحه الفلسطينيون ما هو موقف المرجعيات الفلسطينية الشرعية كالمجلس التشريعى و المجلس الوطنى من كل ما يجرى لاننا لا نسمع لها صوت البتة . هل من المعقول ان الشعوب العربية تناضل لاجل مجالس تمثيلية حقيقية و المجالس التمثيلية الفلسطينية غائبة عن الصورة تماما.!!!
باحث فى تاريخ الشرق الاوسط المعاصر.
ابحاثة و كتاباته مترجمة الى الكثر من عشر لغات.



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا حققت جامعة الدول العربية بعد خمسة و ستين عاما على تاسيس ...
- الم يحن الوقت لجامعة الدول العربية ان تخصص مقاعد لتمثيل عرب ...
- المطلوب الان قرع الخزان بقبضات قوية
- فقدان البوصلة و فقدان الامل
- حول اصلاح الوضع الفلسطيني


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- حق تقرير المصير للإثنيات القومية، وللمجتمعات حق المساواة في ... / نايف حواتمة
- نشوء الوعي القومي وتطوره عند الكورد / زهدي الداوودي
- الدولة المدنية والقوميات بين الواقع والطموح / خالد أبو شرخ
- الدولة الوطنية من حلم إلى كابوس / سعيد مضيه
- الربيع العربي وقضايا الأقليات القومية / عبد المجيد حمدان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف حول قيام الدولة الفلسطينية و القضية الكردية وحقوق الأقليات وحقها في تقرير المصير في العالم العربي - سليم نزال - لم يحن الوقت لعباس لان يبق البحصة