أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد البدري - آه ... لوكان هناك استك















المزيد.....

آه ... لوكان هناك استك


محمد البدري

الحوار المتمدن-العدد: 3568 - 2011 / 12 / 6 - 23:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تداخلت الكتابة والتعليق فيما بين ثلاثة من انشط كتاب الحوار المتمدن وهم علي الترتيب حسب سياق مداخلاتهم ومع حفظ الالقاب والاحترام الكامل لكل منهم: سامي لبيب و فؤاد النمري و شامل عبد العزيز. وملخصها قام به شامل عبد العزيز في مقالته بعنوان: زنار مريم العذراء والتنمية ؟ (الزنار هو حزام الوسط قبل اختراع الاستك منعا لسقوط الملابس الداخلية لو ان صاحبتها تلبسها). فما دفعني لكتابة هذا المقال سؤال شامل الوارد بمقاله: ما هو رأيكم ؟ ما هو رأي رجال الدين؟

رجال الدين سيكتبون الكثير عن عودة الروس الي جادة الايمان والزنار تهدئة لقلقهم النابع من شح المعرفة عندهم بينما الموضوع برمته وما لخصه المقال يقع ضمن التصنيف الدارويني للمفاهيم الثقافية التي لازالت تتحكم في تشكيل العقل الجمعي للمجتمع والي ماذا يرتهن نفسه من اجل التعايش تسكينا لآلامه. فللزنار توابع ربما طاقية نبي هنا أو خف قديس هناك. كلها تنتظر الظرف المناسب لمن لم يكتمل نضجهم السياسي والنفسي ليتمسحوا بها او يحجوا اليها. فان تصطف طوابير طويلة وممتده من الشعب الروسي من اجل القاء نظرة او التمسح بزنار لهي ظاهرة عجيبة كان علي الاستاذ النمري ان يشرح لنا بمنهج غير منهج المؤامرة والخيانة كيف عاد الشعب الروسي ليوثنية ما قبل عصر الاديان ليتبرك ويستجدي بحزام العذراء من اجل عيشة كريمة لم تتحقق له لا في زمن القياصرة او لينين وتلميذه ستالين ومن بعدهما الصحابة والتابعين من الخونة (البرجوازية الوضيعة) امثال خروشوف – حسب توصيفه - الذي لعب دور شمشمون بهدم كل شئ مع فارق يدل علي ان شمشون كان اكثر حصافة ووعي وكفاءة بما يفعل، حيث هدم المعبد عليه وعلي اعدائه علي السواء.

انهم نفس البشر الذين ثاروا علي القياصرة ثم اصطفوا طوابيرا امام جثة لينين، وانقلبوا عليه بعدها عائدين ليصطفوا امام زنار. فهل حدثت تحولات نوعيه لديهم في المرحلتين ام اننا متوهمون؟ واين يقع الخطأ، ولماذا عادت جينات الايمان والتقديس لتفرز هرموناتها الايمانية السامة وادرينالين الخوف من ارباب السماوات، فدفعت البشر لتملقها ونفاقها والتزلف لها فيما يسمي العبادة بعد ان تملكوا كل شئ في بلاد حلف وارسو مجتمعة حيث كان باستطاعتهم انتاج كل ما يحتاجوه لكل ما يتمناه المواطن الروسي ليعيش في بيئة اشباع وليس حرمان بعد يوم عمل اصبح طبقا للفلسفة الاشتراكية لذة بعد ان كشف ماركس انه كان شقاءا في ظل الاغتراب الراسمالي. الروس وتبعا لمفاهيم الحج الي استك زمن خرافة الانجاب العذري أعادهم لزمن إهانة الذات حيث الصوم والصلاة وزيارة الاولياء والحج اما لاحجار مقدسة او لزنار العذاري.

قبل ظهور نظرية الجينوم الوراثية أكدت النظرية الداروينية علي التكييف من اجل البقاء. فان يطير الديناصور –مثلا - هو امر مستحيل الا بعد ان تتحقق مجموعة من الشروط كلها تكيفات وجدتها نظرية الجينوم كشفرة وراثية مسجلة، منها علي سبيل المثال لا الحصر:

• ان تصبح عظامة اكثر هشاشة وضئيلة الكثافة
• ان تتشكل له اعضاء يسمح رسمها الهندسي الفسيولوجي عبر ديناميكا الموائع بجعل الضغط الجوي اعلاها اقل من اسفلها فيحملها الفارق للاعلي.
• أن يخف وزنها وتصبح النسبة بين الكتلة والحجم في الحد الادني أي نمو مساحات اضافية لا وزن لها تسمح بحمل تيارات الهواء لها من الريش.
• شرط ضروري آخر يخفض من معدلات الفقد الحراري العالي اثناء الطيران والا تجمدت. فمساحة سطح الطائر تحدد معدلات الفقد الحراري للطاقة مما يدفع بتركيب جيني يجعلها فسيولوجيا علي استعداد لضخ الدم بمعدل اعلي بأكثر من الفيل مثلا حيث أن النسبة بين مساحة السطح الي الوزن في حالة العصفور اعلي بكثير من مثيلتها في الفيل. لان هذه النسبة هي المحددة لمدي احتياج الكتلة للدماء ومدي الاحتفاظ بالاستقرار الحراري في وقت واحد. لهذا ورغم احتياج كتلة الفيل الضخمة الي كثير من الضخ الا ان معدل ضربات القلب في الطيور اعلي لتعويض الفقد الحراري في كائنات تنتمي الي ذوات الدم الحار بسبب النسبة العالية للمساحة علي الكتلة في الطيور مقارنة بالفيل. بهذه الشروط وكثيرات اخري مثلها خرجت لنا الطيور من مملكة الزواحف.

فان لم تظهر برامج وراثية جديدة في البيولوجي، نتيجة للتكيفات، لما تنوعت الانواع ولما تمكن لداروين ان يكتب مجلدا في اصلها. تنطبق نفس القوانين طبقا لمبدا وحدة الوجود علي التطور الاجتماعي والسياسي، فان لم تنمو مفاهيم وقيم ثقافية تحافظ علي وجود الكيان الاجتماعي بنمطه الانتاجي للانطلاق لما هو ارقي فلن يستطع مثل هذا المجتمع البقاء، بل سيعاني السقوط. وان لم يتطور المجتمع ويفرز قيما تتناسب مع تصوراته المستقبلية عن ذاته فلن يتمكن من الانتقال الي مرحلة ارقي.

تطورت الطيور من الزواحف شرط تبدل تركيبها الوراثي ولن يعود الغراب ليزحف علي بطنه الا بعد تنتفي شروط طيرانه الداخلية حتي ولو بقيت جميع العوامل الخارجية حاضرة لاستقباله مرة أخري طائرا ومحلقا. وانتقل الدلفين من الاسماك الي الثدييات بنفس الشروط، فرغم التشابه في الشكل الخارجي من اجل الانسياب في الماء الا ان الفجوة بينهما واسعة جدا من جهه العلاقة التطورية. فإنشقاق الدولفين عن السلالة السمكية في العصر البيلوسي ادي لتحوله للثدييات من ذوات الدم الحار علي الارض. ومع تغيير الظرف البيئية واضطرار بعضا منه للعودة للمياه تحولت اطراف دولفين البر الزاحف كسلف للدولفين الحالي الي زعانف لحمية مع بقائه برئتين للتنفس والشكل السمكي للعوم.

فلماذا اصطفت طوابير الشعب الروسي إذن من اجل التحسس والتبرك ولمس زنار ينتمي الي عصر جيولوجي ما قبل الاستك والمطاط. الم تتشكل لهم جينات ثقافية جديدة زمن الرفيق ستالين يمكن ان تحميهم من الارتداد كالدلافين تحسسا لزنار كان فكه سهلا ولولاه لما وقعت الفاحشة المقدسة قديما، ولما دخلت اوروبا بكليتها، بسبب غياب الاستك، في عصور الظلام. أم ان الثورة البلشفية وما قبلها من ارهاصات طويلة وادب روسي رفيع – ربما الارفع في العالم برمته – لم تقم بما تقوله نظرية اصل الانواع لداروين فأخرجت انماطا اجتماعية سياسية قصرت في التكييف مع ما استشفته النظرية الماركسية من مستقبل يسمح بالطيران. فكل العوامل الخارجية متحققة وحاضرة وجاهزة لاستقبال المولود الجديد شرط ان يخف وزنه وترتقي عظامه وبنبض قلبه بمعدلات اعلي لاشباع المحيط مما يضخه له من داخله. فهل كان ضخ الانتاج عاليا وتوزيعه عادلا مما يدفع اصحابه وملاك الثروة الانتاجية فيه بشكل اشتراكي للدفاع عنه وقاية من الرجوع الي مياه مستنقعات الاديان وفضلاتها الوثنية مثل الزنار ارثوزوكسيا ومثيلها من الاحجار المقدسة عند مؤمني العهد الاخير.

فسر الرفيق النمري الامر في تعليقه، ولم يفته لوم الرفيق سامي عن اغفاله لسبب واضح للعيان. لكن الرفيق النمري فاته ايضا ان الاحزاب السياسية التي اتت لتولي السلطة بعد الثورة هي تنتمي الي ما قبل عصر سمك الرنجة لاسباب يلام عليها النمري بل ويستحق عليها التانيب، وربما العقاب. لهذا يقول النمري: "لا تنمية إلا عند الله وأنا كماركسي شيوعي لا أجد طريقاً مغايراً في هذا العصر". فاذا كان للروس ان يعودوا ليهينوا انفسهم امام قطعة من الجلد تم سلخها ودبغها من ماعز تم ذبحه ضمن قطيع الاغنام لذلك المختل عقليا المدعو يوحنا المعمدان، فانه طبيعي ان تاتي الي كراسي الحكم في بلاد العرب احزابا اصبح الرهان عليها ممكنا من أحباء ومشجعي ستالين طبيعي.

فليس متوقعا من ثقافة العروبة المصنفة داروينيا لزمن الرخويات الزاحفة في قاع المحيط لتقفز ضاربة بعرض الحائط كل شروط التطور والتراكيب الفسيولوجية والجينية والمقاسات الهندسية فيما بين حجم الدماغ في الجمجمة وكتلة الجسد الحامل لها لتخرج لنا طورا يفوق طور الاشتراكية العلمية؟ فالتاريخ المختزن لدي رخويات قاع المحيط منعدم وخبراتها لا تتعدي سمك جسدها ولم يبقي لها سوي الله لينقذها في زمن انهيار ايديولوجيات لم يبق منها سوي رفيق محنط لا يزوره احد و زنار العذراء بطوابير طويلة وحجر اسود يزدحم عنده الملايين.
يقول داروين ان كثرة العدد في ممالك الكائنات الحية يقل مع الارتقاء والتطور، فالاعداد الوفيرة تعوض الكيف أما الكيف فلا يحتاج الا للابداع واكتشاف كيف يطور آخر مكتسباته دون العودة أو الارتداد كما عادت بعض الزواحف الي الماء أو البلاشفة الي زنار عذراء كان الانجاب منها عليه هين بسببه.



#محمد_البدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علياء وحاجة المشايخ لمصحات عقلية
- اليسار والثورة بين النمطية والتدجين
- اليسار بين العلمية وارتهانه للتاريخ
- النظام والاسلام السياسي بين الخسة والنذالة
- ثقافات وثورات
- دستور مصر الجديد المحترم
- الهروب الابستمولوجي
- اليسار بين الوحده والتشتت
- السلفيون والعفو عن قتلة الشهداء
- الشريعة الاسلامية في خدمة اسرائيل والفساد
- السلفية والوهابية واسرائيل
- حتي لا تتكرر كارثة يوليو
- أضغاث احلام بالخلافة القديمة
- دستور آل سعود المطبق عمليا على بلاد نجد والحجاز
- رسالة الي المصريين
- الوصايا العشر للسلطة الفاسدة
- حديث الذكريات المبكر
- إحذروا هؤلاء
- الوكر
- وسقطت الابوه السياسية


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد البدري - آه ... لوكان هناك استك