أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إياد أبازيد - جوزيف ستالين خالد بكداش وحافظ الاسد اولاد القومية العدمي















المزيد.....

جوزيف ستالين خالد بكداش وحافظ الاسد اولاد القومية العدمي


إياد أبازيد

الحوار المتمدن-العدد: 3568 - 2011 / 12 / 6 - 20:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشارك القوّاد الثلاثة ، الذين حكموا ما حكموا ، بصفة مشتركة تتعلق بجذورهم القومية ، فهم خرجوا من قوميات اقلية ضمن شعوب متحدة في دول واحدة ، وحكموا امم عظيمة ، واحزاب جماهيرية عريقة ، ويتشاركون ايضا بصفة الديكتاتورية والاستبداد وتكريس عبادة الفرد
يمكن اعتبار... جوزيف ستالين الاب الروحي للقادة الاثنين الاخرين ، بالمعنى الفلسفي وايضا بالمعنى القانوني ، فستالين هو من اسس بالتشارك مع تشرشل و روزفلت ،وهاري ترومان فيما بعد في مؤتمرات طهران ويالطا- بوتسدام ، لقواعد تقاسم النفوذ في العالم بين دول التحالف المنتصر في الحرب العالمية الثانية ، حيث لا يمكننا تفسير ما حدث في العالم منذ انتهاء الحرب العالمية الاولى ،وما سيحدث ، الا من خلال معرفة المخططات الخفية للدول الكبرى ، منذ مؤتمر كامبل بنرمان عام 1905 ، وتقسيمه العالم الى ثلاثة مناطق الى مؤتمر طهران 1943 ، الى يالطا وبوتسدام في عام 1945
احد هذه المخططات التي غيرت وجه العالم وتاريخه ، هو ما صدر عن يالطا – بوتسدام تحديدا ، حيث اتفق قادة الدول الثلاث الكبرى وقتها على تقاسم مناطق النفوذ في العالم ، واعلنوا ضمنيا في وقتها ما يسمى بالحرب الباردة .
ما أثّر على منطقتنا نتيجة هذه القرارات ، وخصوصا سوريا هو انها جزء مما يسمى بقوس بحر قزوين ، وهو طريق نفط بحر قزوين الى البحر المتوسط ، واتفق على تكون هذه المنطقة للنفوذ السوفييتي ، لتتمكن من السيطرة على هذا الطريق وتأمينه بأقل التكاليف الممكنة 0، وهذا الهدف يتقاطع مع مصالح الدول الغربية نفسها ، بالحصول على هذا النفط بأقل التكاليف ايضاً.
ومن اهم نتائج هذه التفاهمات هو جلاء الفرنسيين عن سوريا مباشرة بعد التوقيع عليها ، ولوحظ دور الحزبين الشيوعيين في سوريا بقيادة خالد بكداش ، وفي فرنسا ، وبمباركة من شقيقهما الاكبر السوفييتي ، في انجاز هذا الجلاء ، لذا وصف الشيوعي السوري بحزب الجلاء ، مما اعطاه دفعا جماهيريا انتهى سريعا بعد موافقة الحزب الشيوعي السوري على قرار تقسيم فلسطين ،في عام 1947 . وايضا ارضاءا فقط لشقيقه الاكبر السوفييتي وتنفيذا لمطالبه على العمياني . وهذا الموقف بالذات ، اضافة لظهور حزب البعث (الماركسي بلباسه القومي ) وصعود اسهم الاخوان المسلمين في الشارع السوري ، اضافة للخلافات التي بدأت تظهر الى السطخ في الحزب الشيوعي نفسه ، والتي كانت دائما تتمحور حول شخصية ودور بكداش في الحزب ، ادى الى تراجع شعبية الحزب الشيوعي السوري ، وحيث ذهبت الامور في سوريا الى سلسلة من الانقلابات العسكرية المتوالية ، وصولا الى الربيع الديمقراطي السوري بين 1954 الى 1948 ، الذي شكل اول خرق (من وجهة نظر الغرب ) لاتفاقات يالطا بوتسدام ، حيث ان اي تطور ديمقراطي في سوريا سيمتد الى دول الجوار وهذا بالذات عدّوه تهديدا مباشرا قد يؤدي الى استنهاض حركات التحرر الوطني الناشئة في هذه الدول ، وقد تنقلب على الحكومات المعينة والمدعومة من الغرب ، وفي هذه الفترة بالذات بدأت تجليات الحرب الباردة في مصر بعد انتصار الثورة المصرية بقيادة الضباط الاحرار وعلى رأسهم عبد الناصر ،الذي بلغ الدعم السوفييتي له اوجه في عهد خروتشوف الجديد وصلت ذروة الحرب الباردة في المواجهة بين المعسكرين في احداث العدوان الثلاثي على مصر ، وموقف خروتشوف منها .
بالاضافة الى دعمه اللامحدود لعبد الناصر رغم قمع عبد الناصر للشيوعيين المصريين وللاخوان المسلمين ، لحد قوله : بوجود عبد الناصر ، لا داعي لوجود احزاب شيوعية ، هنا في سوريا بدأ حزب البعث الناشئ الذي لم يستطع الحصول على حصة جماهيرية كافية في الشارع السوري ، بمغازلة عبد الناصر ، بهدف استقدام عبد الناصر الى سوريا ليقوم بالمهمة الاكثر الحاحاً بالنسبة للبعث ، وهي التخلص من الشيوعيين والاخوان معا بيد عبد الناصر ، فكانت الوحدة ، وهنا يبرز دور خالد بكداش الغامض وموقفه الملتبس من الوحدة ، حيث اصدر منفردا بيان البنود الثلاثة عشر ، وغاب عن جلسة البرلمان المقررة للتصويت على الوحدة ، وظهر في الحزب تيار قومي قاده الشهيد فرج الله الحلو ، الذي اغتيل على يد السراج بمؤامرة قادها شخصيا خالد بكداش بمباركة سوفييتية
بعد ان انهى عبد الناصر مهمته ببراعة بالقضاء على اي حراك سياسي في سوريا ، وحتى اي اساس يمكن بناء حركة سياسية عليه مستقبلا ، قام نفس الذين طالبوا بالوحدة بالانقضاض عليها ، وتابعوا نفس نهج عبد الناصر ، حتى بعد الانقلاب الآذاري ، وهذا الانقلاب الذي سمي ثورة الثامن من آذار ، بدأ بتحولات اشتراكية حقيقية في سوريا ، وهنا دق الغرب ناقوس الخطر من جديد ، واعتبر نجاح اي تجربة اشتراكية في سورية هو تهديد مباشر لمصالحها من الاردن الى الخليج ، وكان لابد من ايقاف اي مد اشتراكي باتجاه دول نفوذها ، لذلك كان لابد من ايقاظ يالطا- بوتسدام من جديد ، والتوجه الى الاتحاد السوفييتي لايقاف التحولات الاشتراكية البادئة في سوريا ، وكانت بداية عهد بريجنيف في الاتحاد السوفييتي بعد عزل خروتشوف في 1964 ، وكان من الصعب التصريح بان الاتحاد السوفييتي يرغب بايقاف قطار الاشتراكية في بلد من بلدان العالم الثالث ، لذلك كان لا بد من افراغها من مضمونها ، ولابد لذلك من شرطين اساسيين ، ايجاد قيادة لحزب البعث وبالتالي للسلطة في سوريا تقبل بتنفيذ هذا الدور ، وتحييد القوة الحقيقية التي من الممكن ان تقف في وجه هذا المخطط ، وهي الشيوعيين السوريين ، الموجود اصلا في اعلى هرم قيادتها ، صبي السوفييت المدلل والمطيع خالد بكداش ، فتم تهيئة قيادة جديدة (لاقومية ) مؤلفة من صلاح جديد وحافظ الاسد ، قامت مع مجموعة من الضباط البعثيين المغرر بهم بحركة 23 شباط 1966 ، والاطاحة برموز البعث المؤسسين ، ميشيل عفلق وامين الحافظ ، بهدف ايقاف التحوّل الاشتراكي في سوريا ، او افراغه من مضمونه ، بعملية ممنهجة طويلة الامد ، وبعلم خالد بكداش نفسه ، الذي تفنن بالتخلص من كل معارضيه ابتداءا من الشمالي مرورا بمرقص وفرج الله الحلو وفيما بعد رياض الترك وغيرهم ،فهو بذلك له السبق في تعليم الاخرين طرق الاقصاء السياسي ولو عن طريق التصفية المباشرة ، وظلت عملية الاقصاء مستمرة حتى عام 1970 حيث طالت صلاح جديد نفسه ، ولم يبقى سوى حافظ الاسد الذي سافر الى موسكو ليتلقى التعليمات ، وبعدها سافر الى لندن سرا ليتأكد من مباركة الغرب لوجوده في رأس الحكم في سوريا ، وتم له ذلك بالفعل ، اضافة لاعتماده على ان بكداش سيقوم بالدور المطلوب لتحييد الشيوعيين السوريين عن الاعتراض على دوره المشبوه . وكان لحافظ الاسد ان اجتمع على التوافق على وجوده حاكما مطلقا لسوريا كل من الاتحاد السوفييتي والغرب ، كذلك اهم فصيل سياسي موجود في سوريا وهو الحزب الشيوعي البكداشي ، وبمساعدة بكداش نفسه ومباركة المعسكرين معا ، ذهب حافظ الاسد الى ابعد مما تصوروا في مهمته بابداع منطع النظير ، فمن تحييد وسجن وتهجير وقتل لكل معارض لهذا النهج الاسدي الجديد ، الى تدجين كل الاحزاب السياسية الفاعلة في سوريا وسجنها في ميثاق الجبهة الوطنية التقدمية ، و(تقدمية) هنا ، هي بالذات مقدمة اساسية لاقصاء الاخوان الذين اعتبروا حركة رجعية عميلة لايمكن التحالف معها باي شكل ،، وكان يمكن ايضا اضافة كلمة العربية القومية ، لاقصاء الشيوعيين انفسهم ، لو لم يكن خالد بكداش امين حزبهم العام والحاكم المطلق للحزب ، وليس لمجرد علاقته بالاتحاد السوفييتي فقط ، وانما لانفراده بالورقة المالية والورقة الامنية في الحزب . وبعد ان استتبت الامور خلال السنتين اللاحقتين لحافظ الاسد ، واثبت قدرته على تنفيذ المطلوب وخدمة المعسكرين معا ،كان لابد من اختراع حرب لجعل هذا القائد بطلا قوميا بديلا لعبد الناصر ،بعد نكسة 1967 فكانت حرب تشرين 1973 مع اسرائيل التي لم نربح ولم نخسر فيها شبرا من الارض ، الا ما ارادت اسرائيل نفسها التخلي عنه . الى هنا كانت مرحلة التأسيس لهذا الحكم الاستبدادي ، الذي استمر الى اليوم ولكن بمهمات جديدة وتكتيكات اكثر دهاءا وخبثاً ، في خدمة المعسكرين معاً ، وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي ، صار الدور هو بيع المواقف كما الوطن لمن يدفع اكثر . اذا ، بشكل او بآخر ، ستالين هو من اسس لهذا الحكم في سوريا ومهد له وباركه خالد بكداش ، والان احفاد ستالين هم من يدعمون هذا الحكم ، واولاد بكداش من يباركونه ، واولاد الاسد من يتسلطون عليه.


منقول عن السيد وسيم أبازيد



#إياد_أبازيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السوري ... أنا
- السلمية والحرب الأهلية
- سندان الثورة السورية بين المطرقة و المطارق
- أولاد حارتي ... أزاهير الرياحين
- صباح الخير سورية
- حسن الخيِّر .... قطعوا لسانه و أعدموه
- البرنامج الانتقالي لليسار الثوري في سورية
- القِدر لا يركب إلا على ثلاث
- مساء الخير يا وطني ..
- حوار .. تفاوض ..جدل ..
- أربع كلمات أسقطت الديكتاتور
- مبروك ها قد بانت بشائر النصر ...
- أيديولوجيا الربيع العربي


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إياد أبازيد - جوزيف ستالين خالد بكداش وحافظ الاسد اولاد القومية العدمي