أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي صابر - الديمقراطيه والعشائريه في العراق الجديد















المزيد.....

الديمقراطيه والعشائريه في العراق الجديد


غازي صابر

الحوار المتمدن-العدد: 3568 - 2011 / 12 / 6 - 18:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



العشائريه كأعراف وتقاليد إجتماعيه سادت في المجتمعات البشريه حين وصلت لمرحلة العبودية والإقطاعيه(مراحل تأريخيه وإقتصاديه ) وكتنظيم إجتماعي قام على مبدأ العصبية القبليه والطاعة العمياء لشيخ القبيله والتي يحكمها على إسس وراثيه، وتحمل العشائرية في طياتها الكثير من الممارسات التي تجاوزها الزمن (كألثأر وبنت العم لإبن العم والنهوه والقتل على أساس غسل العار أو طلباً للثأر والعطوه ودك بيت الخصم بالرصاص إذا تجاوز فترة العطوه)و الأهم من كل شئ هوالتخلف في أساسيات قيام هذا العرف عن متطلبات العصر وقيام نظم الدولة الحديثه . والنظام العشائري نظام ذكوري والمرأة فيه حاجة من حاجات الرجل وكذلك الأولاد وهو بعيد عن مفاهيم حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني وهو لايعترف في حقيقته بنظام الدوله والتحضر . ولهذا كان إلغاء هذا النظام وما يتعلق به من إولى القرارات التي أصدرتها ثورة 1958 .
ومساوئ العرف القبلي كان الإسلام قد أدرك تخلفها ونادى بألغاء الكثير من تقاليده ومن أخطرها تفتيت وحدة الإمه وشرذمتها الى قبائل متناحره و العصبية القبليه هي محور تلاحمها .
أما الديمقراطية فهي نظام حضاري أدركت الشعوب أهميته في جمع وحدة الإمه على إسس إنسانية وعادله ، وأهم ما في هذا النظام هو إيمانه بأنسانية الإنسان وضمان حقوقه في العيش الكريم والضمان الصحي منذ الولادة وحتى الممات . ويقوم هذا النظام على إسس وجود دوله وقوانين ونظم متطوره لبناء الإنسان وشتى مناحي الحياة .
إستبشر العراقيون الخير بعد رحيل النظام الدكتاتوري على الرغم من مرارة الإحتلال وهول الكارثة التي راح ضحيتها الزرع والضرع . ولكن الأمل الذي راود الكثير من أبناء هذا الشعب المنكوب ومنذ سقوط حضارته البابليه والى يومنا هذا قد خاب .فماإعلن عنه ببناء دولة ديمقراطية إتحادية تقوم على أساس القانون و النظام وتثبيت حقوق الإنسان لم يتحقق . فقد صحونا على الفوضى الخلاقه والحرائق المشتعله في عامي 2003 و2004 وعايشنا بناء دولة قامت على إسس الطائفية المقيته والقومية المتشدده وشاعت مفاهيم حكم السيد والملا في تلك الفتره ، فالسيد وعائلته وأقاربه وأصدقاءه إنتشروا في التسلط على الوزارات وبقية المؤوسسات ، وحتى في السيطره على كل المقاولات لدى دوائر الدوله . فكانت الفضائح وإنتشر الفساد في كل مفاصل البلد .
وقبيل الإنتخابات الأخيره كان التنافس على أشده بين الأحزاب والكتل الكبيره من أجل دعم شيوخ العشائر وزج الكثير من أبناءهم في سلكي الشرطة والجيش وفي مؤسسات الدولة كي يحصلوا على أصوات هذه العشائر في الإنتخابات ، لكنهم لم يدركوا مخاطر الروح العشائرية وتنميتها في بناء الدوله ، فولائهم سيكون للعشيره وليس للدوله .وتنامي العشائر يعني تهميش الدولة المتوحده حول القوانين والنظم الى قبائل متناحره شرقية وغربية وكرديه . ومن أشكال الدعم الإخرى للعشائر هي تأسيس لجنة مركزية للعشائر وإنتشار دواوين لها في جميع المحافظات والأقضيه والنواحي ، وهناك نية لتشكيل المجلس الوطني للعشائر العراقيه .
وخلال هذه السنوات بتنا نصحو ونشاهد كل يوم غلق الدور وهروب ساكنيها أو غلق المحلات بعد أن يكتب عليها تغلق لإنها مطلوبه عشائرياً أو مطلوب صاحبها دم . وأخر ما شاهدته قبل أيام يافطة كبيرة معلقة على مطعم كبير : يغلق المطعم لمدة شهر لإن صاحبه مطلوب عشائرياً .ووصل الأمر بأحد شيوخ القبائل الى تهديد سلطة الدوله علناً ومنع دخول أجهزتها الأمنيه الى محافظته .
وكأن التأريخ يعيد نفسه في تقارب صدام من العشائر قبيل حرب الخليج وتناحره مع القوى السياسية التي تخالفه الرأي . وهذا يعني الرجوع للخلف حيث الرده والكوارث للعراق الجديد .

ومن المخاطر التي تهدد صيرورة الدوله هي تنامي قوة هذه العشائر من مال الدولة ومن سلطتها ، فمشروع النزاهة في مكافحة الفساد أفشلته قوة هذه العشائر ، فلا يستطيع أي قاض أو مسؤول من محاسبة المفسد إذا هدده بالتدخل العشائري وهناك الكثير من الذين تم تصفيتهم أوتراجعوا عن قرار متابعة المفسد أو قدموا إستقالتهم خوفاً من سطوة عشائرهم لاسيما والعديد منهم في المليشيات أو منتسب لإجهزة أمن الدوله . ومما نشرفي وسائل الأعلام في هذا المجال هو تهديد عشيرة العبيد الى من يتهم وزير الدفاع السابق بالرشوة .وعلانية نسمع تطورات الخصام بين موظفي الدوله والكل يتسائل وبصوت عال من أنت ومن أي عشيرة حتى تقف أمامي هكذا .وحتى الصبية ونتيجة للتربية العشائرية الناميه يتباهون بأسماء عشائرهم وكأنها مقاطعات متنافسه .
ومن الكوارث الإخرى لتنامي فكر وسطوة العشائر هي هجرة العديد من الكفاءات الطبيه بعد تهديدها في حال وفاة المريض أو تردي صحته . وأي دائرة من دوائر الدولة لاتستطيع القيام بأي عمل يتعارض مع مصلحة العشيره كفتح شارع أوبناء منتزه أو أي مشروع للدولة أو لخدمة المجتمع.
وما ينعم به شيوخ العشائر في هذه المرحله يذكرنا بسلطة وسطوة الباشوات والشيوخ أيام العهد البائد والتسلط العثماني والإنكليزي .
والسؤال الى أين تمضي هذه المسيره والحكام يرفعون الشعارات الحداثويه بينما يجري العمل وفق منضور متخلف في تنمية وبناء أركان الدولة ، حتى وصلت الأمور الى إشاعة الخداع والكذب في تصريحات المسؤولين الى وسائل الأعلام . والكثير ممن يعيشون في الخارج يتصور العراق وشعبه يرفل بدولة القانون والنظام والديمقراطية وإنتشار ورش البناء والتعمير في كل مكان .في حين العراق كشعب ومدن لازال متأخراً عن العراق سنوات السبعينيات من حيث ما يملكه المواطن من وعي ومدنية وطموح وواقع معاش على الأرض .
إن تنمية ورعاية تشكيلة العشائر من قبل الدوله يعني تنمية ورعاية الطائفيه لأن كل طائفة لها عشائرها الداعمه وهذه كارثة كبرى لاسيما والدولة رعت ديمومة بناء هذه العشائر وبسخاء واضح وفي أخطر الأجهزه الأمنيه ( الدفاع والشرطه ) فلا غرابه أن نسمع بأصحاب الأسلحة الكاتمه وكل الأغتيالات تنفذ بسيارات وأسلحة قوى الأمن والحمايات .
إن عملية بناء الدولة والحياة بهذا الشكل يعني في جوهره وأد عملية البناء الديمقراطي والفدرالي وإنجاز مرحلة الوطنيه والديمقراطيه . وحال عراقنا على هذه الصوره كالمثل الذي يقول (عرب وين طنبوره وين ) .لقد أصبحت الديمقراطيه في واد ونحن والعشائرية في واد نصبح ونمسي معه .



#غازي_صابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأسي الجنوب
- إرث لوسي
- بقرتنا الحلوب
- زهره
- العراق وصراعات إسلام المنطقه
- قصه قصيره اولاد عزرائيل
- عبد الكريم بين عهدين
- قصص قصيره معاناة
- الطوق المحكم
- قصة قصيرة المعلم الأول
- التعميرو التخريب
- عيد العمال وذكريات الطفولة
- نجم والي وصحبه
- الزياره المشؤومة
- الحوار المتمدن إسم على مسمى
- الصراعات الإقليمية والعراق
- كركوك وقشة البعير
- خال الحكومه
- قصة قصيره الخشبه والمسمار
- كوارث الفكر القومي والطائفي


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي صابر - الديمقراطيه والعشائريه في العراق الجديد