أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - 2011 سنة البوعزيزي11















المزيد.....



2011 سنة البوعزيزي11


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 3568 - 2011 / 12 / 6 - 12:09
المحور: الادب والفن
    


ما يزال الناس يموتون
*
1 تشرين 2
" إن ما لا يمكن نقله أ وقبوله هو ما أنقله إليكم, هذا هو القانون الذي يعلمكم إياه بوذا, هل هذا سؤال؟..."
اليوم الأول من الشهر قبل الأخير....ماذا يمكن أن يقال بعد!؟
*
غدا الردّ الرسمي السوري على مبادرة الجامعة العربية.
هل الحلّ السياسي ممكن؟
هل وصلت الشخصية السورية "المشتركة" إلى مستوى حلّ المشاكل والاختلافات بالحوار؟
ما يريحني ويتعبني بنفس الدرجة معرفتي لمجانية رأيي_ يريحني من عبء المسؤولية. ومصدر قلقي أن مصيري ومصير البلد بكاملها خارج إرادتي ووعيي, وربما خارج المنطق.
*
المناخ الشتوي. بعد كآبة الخريف والحزن الشفيف الخامل. تدرك أنك غير موجود والطريق يحدد ملامحك ووجهتك. يقصر النهار وتبدأ الليالي بالتمدد, عصفور أبو الحنّ عاد ومعه البرودة وأمطار بقية السنة.
كيف تفكر في هذا الجزء من السنة؟ كيف تشعر؟ هل لديك تعبيرات وخطط مستقبلية...
الطريق يطول ويقصر. لا . الطريق يتعرج ويمتد. ربما
مشاعر كثيرة, غريبة, جديدة, وبعضها قديم. مشاعر كثيفة تجول في دمي وأعصابي
هل هو تعب من نوع آخر؟ لا, أشعر بوجود طاقة داخلية تكفي لمتابعة الكتابة أو التحول إلى القراءة أو للقيام الآن والذهاب في مشوار أو....أشعر فعليا بوجود طاقة جاهزة للتحويل إلى حركات وأفعال, وأعرف أنه اليوم الأول في تشرين الثاني,.... ويكاد النهار ينفد
*
2تشرين2
لا جديد تحت الشمس.
كل لحظة يتغير العالم.
الحقيقة من هذه الجهة أقرب. هذا كلام يرمى في أذنيك. هلك سعد انج سعيد....
وصل الغد ونحن نيام
*
بعد مرور النهار لهذا اليوم( التاريخي) فعليا, الحكومة السورية على عكس كل التوقعات, توافق رسميا على مبادرة الجامعة العربية لحلّ....القضية السورية
ساعات أتابع الأخبار والتحليلات: هل بدأ الحل السياسي! أكاد لا أصدق ما أرى وأسمع!
هل تجاوزنا بحر الدم بالفعلّ!
أعرف صعوبة الفهم عبر الكلام وحده, هل قلت صعوبة فقط! ربما سرّ الأدب الأكبر في هذه النقطة بالذات_ يتيسّر تذوقه مع مرور الزمن, كفعل كاشف لعتمة ما مضى, ويستمر لغز الحاضر الدائم في التدفق والغموض......والإثارة
*
التحولات التي تصيب فترة زمنية والشخصيات وأنظمة اللغة والتفكير ومنظومات الأخلاق, تحولات وتغيرات تحدث في لحظة بأسرع مما كانت خلال أجيال, وبالعمق قبل السطح
هذا تحليل أم احتفاء؟
_ كنت أنتظر ثلاث محيطات وقارتين ولا أجد السعادة

*
3
محوت بعض العبارات الحماسية. ترددت بداية ثم حزمت أمري: هو يوم مفصلي ومفترق طرق متناقضة بالفعل, ومن الملائم تسجيل انطباعات وآثار اليوم أقلّه في عقلي ومشاعري.
*
ترى الغيوم في الجانب الشمالي الشرقي, أوراق الزيتون والعشب مبللة بمطر البارحة, الطيون الأصفر على جانبي الطريق, صباح رمادي يتسع للوجود.
كذبتان غيرتا حياتي.....من تخلو حياته من كذبة بركانية أو أكثر!
عامدا متعمدا كذبت في المرتين وبعدها,..., كنت وحدي من صدق الكذبتين وضحيتهما معا.
في هذا الصباح الغائم الماطر الرطب, أتذكر حياتي و سوريا وتيارات السياسة والأدب وقصيدة النثر والخيانات ,.....ما الذي يحمله الغد!
الحقيقة ما أسمعه وأراه_ يحملني الخيال إلى تلك الفترة
*
الظهر: ربحت في لعبة الشطرنج, أول مرة أفوز على الكمبيوتر_ أشعر بالسعادة!
قل لي على من ترغب بالفوز؟
_ ماذا يعني الربح, الخسارة, البقاء, الكتابة, ....ماذا يعني أي شيء؟
شبح رجل يتعلّم الصبر في عقده السادس, لتخفيف القلق.
ماذا تعلمت؟
_ أحاول تمرير الفكرة والتصورات والرغبات, على الطريق الحديث( قشرة المخ) بدلا من الطريق الغارق في القدم_ طريق الانعكاسات العصبية والردود الانفعالية , عتمة الدماغ.
النتيجة؟
_ الأفكار التي تمر عبر قشرة المخّ, تضاء وتتجاور وتختلف, ويمكن أن تحمل تسلية ومتعة.
*
4 تشرين2
هذا الصباح كثير.
لعبت دور شطرنج وخسرته, ولعبت دورا آخر وخسرته.
هل كلمة خسارة ملائمة؟
أتذكر كتاب الاستعارات التي نحيا بها, أتذكر الكتب التي أعيش فيها. أحلم وأتخيل
أتذكر أبي وأختي وبقية الأعزاء الموتى_ ماتوا بدون تفسير ولا أعرف الحكمة وراء ذلك
*
اسمها جمعة الله أكبر.....
بعد يومين من اتفاق القاهرة, لا شيء تغير على أرض سوريا, الدم في الشوارع والرعب والكراهية في النفوس والعقول_ كل يوم بل كل ساعة أرى واسمع ما يثير الخوف أكثر.
المشكلة الأعمق كما أعتقد, الصعوبة القصوى في تغيير الأفكار والتصورات الذهنية, مقارنة بالسهولة الكبرى في صب الشتائم واللعنات على الآخر_ أيّ آخر....
بلاد تزحف على خرابها تحت سمع الله وبصره
*
.....جبل الروح_ أتردد في الكلمة المناسبة: اقرأ, أتنزه, أستعيد الزمن المفقود كله, أعيش في الحلم والمستقبل القادم بالفعل_ أراها رواية بديعة وأقرأ ببطء وتلذذ, ثم حادثة لطيفة: تتكرر صفحة _خطأ طباعي, لكن تكرار القراءة كان ضرورة أدبية وفنية...ونزهة للروح
العلاقة بين قارئ وكاتب, أعتقد أنها أنبل صيغ التواصل الإنساني وأكثرها عمقا.
لو كان الحكام العرب يقرؤون! وربما بقية الحكام ليسوا بحال أفضل,... أتخيّل فرانكل وهو يكتشف مزايا الإنسان الحديث وأين: في معتقل شويفتفز... كتابة اسمه خطأ تثير الرعب.
جبل الروح.....أتذكر علاقتي بجبالنا, التصور الأولي للحدود . طبعا أتخيل الأرض مسطحة وفوقها السماء قبة مخروطية, وفي مكان في أعاليها يسكن الله_ ويراقب حركاتنا غاضبا.
أفهم الآن أن الأرض مجرد كوكب صغير( تافه) في كون يحوي مليارات المليارات من النجوم والمجرات والكواكب..... , وبعضنا متيقن من صحة أفكاره يقينه بأصابع يديه!
ما الذي أعرفه! اليوم وغدا.....
ليس لدي أي تصور عن الكون الذي نحيا به. الحدود. البداية والنهاية. المعنى. الاتجاهات والحركة. اللغة. الأخلاق. الفكر والعواطف والتشابك بينها.
ليس لدي أي تصور عن المسافة بين الأفكار والسلوك والبنية التشريحية للدماغ
جبل الروح....غاو كسينجيان أحدث الأصدقاء
كيف أعرف من أنت! السؤال الرئيس في جبل الروح
*
5 تشرين2
برودة زائدة أجبرتني على فرش الشتوي. فرش الشتوي: شبه سجادة عتيقة ونصف ثانية لغرفة الكمبيوتر. أخذتني الذكرى. أشعر بالحزن. أشعر بالأسف لا, لن أعود إلى وضع الضحية أبدا.
*
ذهبت بعيدا جدا وراء الأفكار. كنت أصدق كل ما اقرأه وأسمعه
*
سوريا دائرة الطباشير القوقازية....اسمع الأخبار والتحليلات القادمة من عالم آخر.
هل توجد معركة يخرج منها جميع الأطراف منتصرين؟
*
6 تشرين2
كنت أحد قراء الكتاب المقدس,
_ كلنا نمحو ونشطب ونعيد( القراءة) مرات.
كان المفتاح في جيبي, وبسرعة عبرت الذاكرة سنوات كثيرة....
_ آه, ثم نسيت
أنت أيضا تقول تأخر الوقت, تعذب نفسك
_ ترك الباب مفتوحا, ومضى
لا أحسن ولا أسوأ, وحده دفتر صغير قرب النافذة
*
للمرة الثالثة تتردد عبارة (برهان غليون مسيحي) بحضوري في بيت ياشوط
_ لا يهم. أشعر بالحرج من السؤال عن الدين أو المعتقد
_ لا أعرف
*
" نظر دون رؤية, إصغاء دون سماع, ستلاقي الهدوء والصفاء. هذه هي السماوات الثلاث سماء الأرض, السماء العليا والسماء اللانهائية" كتاب الطاو
*
7 تشرين2
أستيقظ في الصباح المثالي. أتنفّس بعمق... وأدخل إلى قشرة دماغي ووعيي أنني: متوقف عن التدخين والكحول, وأن بلدي في مرحلة تغيير ثوري وفي الطريق إلى دولة الحريات والقانون وأن الأسوأ مضى وأن, مهلا_ توقف
تكتب وتمحو وتتذكر أنك لست بخير لا اليوم ولا في الماضي كله, فكيف يكون الغد!
*
أنا القارئ السيئ
ولدت من نسل رديء من الطغاة
هذا ما أهدتني السلالة
ضجر الكلام
*
مرات أحسد نفسي على الرصيد اللامتناهي_ في التقدير الذاتي ومحبة النفس...
أكثر من ألف يوم: أنام وحيدا وأصحو وحيدا وآكل وحيدا وأتكلم وحيدا وأخاف وحيدا وأحلم وحيدا....وحيدا كثيرا
وما أزال بصحة نفسية وعقلية تفوق المتوسط السوري بدرجات
_ تعجبني ثقتك بنفسك
قل لي: ما هو كنزك ليكون لك: كل هذا القدر من الاطمئنان!
_ كان لدينا دائما ما نفعله في اليوم التالي
_ الآن!
_أرغب بالعودة فقط لكتابة: انتهت الأسئلة
_ لا تعرف أنها مشكلتك الأخيرة
كان اسمي..... وكنت أتذكر قبل أن يمضي الوقت
*
8 تشرين2
قلق . وشعور حاد بالعزلة. برد. كآبة الشتاء
وصل الصباح إلى غرفتي الصغيرة وكمبيوتري وأعصابي. لست على أحسن ما يرام.
في الخارج شمس ودفء وحياة.
لا أجرؤ على مغادرة الباب
أفكّر: كيف أسلّي نفسي, أستعيد الثقة, أحسبها بدقّة فوائد الخروج من جهة والخسارات
_ هل هو الخوف بهيئة جديدة هذه المرة!
*
صار لي أخوين من الصين أحمد جان وغاو كسنجيان, الأخوان مطرودان_ هاربان من الصين. في سوريا حيث تجاوزوا مرحلة التعطش للدم ووصل كارهو الحياة_ كلهم إخوتي نعم بحزن وخجل.....وأعرف للمرة الأولى الشعور بالعار
أهرب, صور وكلمات وأبتعد إلى الخيال ومعه. أحلم. أفكّر بمن لم يولدوا بعد. كيف سيقرؤون زمننا هذا! هل من شيء يبرر القتل!
_ لا ينفصل الحق عن القوة أبدا
*
9
تعرف أن الطريق الذي تمشيه الآن_ سار عليه أحد قبلك, والمشاعر نفسها تتشارك فيها ومنذ سنين, لتسمع الصوت بوضوح: لا تشعر بالوحشة يا صديقي
_ سمعت الصوت ورأيت الحلم وعرفت أن الكلمات تدور بيننا
_ تتحدث عن نقطة اللا عودة
ابتدأ نهاري بكلام غير شخصي وبلا معنى وغير مفهوم ولا يعني سواي

*
خطوة بعد أخرى أتقدم وأتراجع. أدور حول نفسي. هنا وقع التمثال. هنا عبرت الغيمة. ساعات متبقية تلحق بنهار آخر. صوت وصداه.
ذهبت المليحة والخمار الأسود.....
أفكّر بالمسافة بين الكلمات والأشياء. المسافات في الحدث السوري الواحد
ليس للألم ذروة ولا قاع. مثله الشغف والخوف والقسوة.....هل تقول القسوة
_ هل كنت ترغب بالاعتراف ثانية
لا أعرف كيف أبدأ يومي, ولا كيف أختمه. يخيفني ما أراه وأسمعه
_ عتبة الألم
_ سقف الإثارة
لا تزال البطولة من أفعال القتل, للأسف؟. لا أعرف
*
10 تشرين2
أتأكد من تاريخ اليوم, وهذا الصباح في الشكّ والارتياب_ في الوهم ربما.
لا أعرف كيف يفكر الآخرون. ومع انتباهي لهذا الانحراف, لا أستطيع الامتناع عن التدخل وإطلاق الأحكام والتوقعات, سوى حالات نادرة تنعكس رؤيتي إلى الداخل وأدرك جهلي ونقص معلوماتي وخبرتي.
كيف لرجل ,فشل في تحقيق الانسجام والسعادة في حياته الشخصية, أن يعرف ما يناسب حياة الآخر وسلوكه ومعتقداته وأنماط عيشه!
أتذكر حكاية المعلم البوذي وصديقه:
كيف أحوالك هذه الأيام يا أخي؟
_ عندما أجوع آكل, وعندما أتعب أنام
فانحنى المعلم وقدم احترامه
*
ربما تصحّ تسميتها" أفعال العيش" : التنفس والشرب والغذاء.
_ كم مرة في اليوم تتذكر أنك تتنفس كل لحظة؟
الطريق الحديث_ تمرير الأفكار والتصورات عبر قشرة المخّ, بلا خوف أو ندم أو شفقة أو قرف أو تباهي, فقط الطريق ينفتح والأفكار تضاء
كما الوردة تتفتح والعصفور يطير
*
اليوم تستهلك بحسب الأخبار, الفرصة الأخيرة لمبادرة الجامعة العربية: لحل الأزمة في سوريا سلميا وعبر الحوار.
أتأمل العصافير تبحث عن طعامها هذا الصباح, زيتون, وبرودة, ووقت يكفي
*
11/11/2011
لا أعرف مشاعر الأب. لا أعرف مشاعر امتلاك بيت والعيش ضمن أسرة.
هكذا أعود مع مطلع عقدي السادس إلى أحلام اليقظة.
وجدت الحب في أمكان كثيرة ومتنوعة. وفي كل مرة كنت أدرك النقص في سابقاتها. الأحادية وتعذر معرفة ما لا أختبره بنفسي.
أتنفس ببطء. يعود تفكيري إلى تبادلات الهواء والأوكسجين والرئتان والدماغ. أتنفس ببطء وليونة. تركيز واسترخاء
لا أعرف مشاعر امتلاك بيت والعيش في عائلة سعيدة.
لا أعرف مشاعر الأب. وها أعود مع عقدي السادس إلى أحلام اليقظة
لم أمت في الحب ولم يتغير العالم
*
وكان اسمها جمعة "تجميد العضوية " مع عنوان فرعي "هيئة التنسيق لا تمثلني" .
أنظر إلى الصور , أتأمل الوجوه, أطيل النظر إلى مشهد العنف "السوري" على باب الجامعة العربية في القاهرة. من جديد أشعر بالخوف والاشمئزاز.
*
12 تشرين 2
أمطرت في الليل.
ثم استيقظت, ووجدت الأرض رطبة ومبللة. ثم حاولت تذكر حلم ليلة أمس: التقيت بجدي الميت منذ عشرات السنين, رأيت طيورا غريبة...ما أزال في مناخ الحلم
أفرك يدي وأذني وأتأكّد أنه يوم 12 تشرين الثاني وأنني مستيقظ وحي, والوقت صباحا.
أذكر أكثر من مرة, أستيقظ لأجد الثلج يغطي ما عداه, وكنت أعتقد وقتها أن الموتى يعودون كلهم سوف يعودون يوما.
وأنا الآن في حيرتي الأبدية لا أعرف, فقط لا أعرف
*
تجرح رقبتك بشفرة الحلاقة في المرة الثانية قصدا, للتذكر....
*
_ اندلعت الحرب ولم يعد الناس يشعرون بالخصاء
_ انتهت الحرب ولم يربحها أحد
_ الوليمة كاملة والضيوف وأصحاب البيت والغراب الأبيض والمرح والغد
من يقرع الباب؟
_ ثمة من يحاول كسر الباب.....
تنظر إلى حياتك من خارجها, وتدرك أن المفتاح لم يكن في يديك يوما
_ وفي النهاية, لا أحد يخدع سوى نفسه
_
البعض لا يعترف سوى بخبرته الشخصية وما بين يديه
*

13 تشرين2
حالة حرب. إنها الحرب لا محالة.
تنام وتغفو وتروح إلى بلاد بعيدة, بلا عنف بلا ضغائن بلا قتل ودماء, ثم تصحو
لا بدّ من الصحو القاسي, لا بد من مواجهة الواقع بصخوره وأوحاله.
*
وفي هذه الليلة الشتوية, وإن يكن الصباح تختلط التعابير بالمحفوظات والعادة
لست بخير.
_أنت أيضا لست بخير
أتخيل العالم بلا حروب, بلا ثورات أيضا, عالم يسوده المنطق والحوار ويحكمه القانون الذي يحقق العدالة وتكافؤ الفرص والحكماء يشرفون على الممارسات والأفعال.
الوسيلة أهم من الغاية والطريق أجمل من اللاذقية_ نعم
و الحياة قبعة تسع جميع الرؤوس
*
مردّ الصعوبة في أفعال التذكّر, لا يعود فقط إلى تعذّر المطابقة بين المفقود تماما والموجود الملموس_ إنه الجريان السلس لنهر الموت عبر الكلمة والنفس وأصغر تفصيل بين يديك الآن.
*
_ في موسم الحصاد يتشابه الناس من الخارج, وتتحقق المتعة البديلة أحيانا في عملية التفكير نفسها. بقية المواسم تناسب القراءة أكثر من البيع والشراء
_ أنت تقولين أريد أفعالا وليس كلاما في الهواء
_ سوريا في لحظة ولادة. سوريا في لحظة موت. سوريا تتخبط في الدم. دم الولادة دم القتل
وفي كل لحظة أراك تولدين وتموتين وتولدين.....يا دوف/ بونفوا
_ لا يزال البعض يعتبرون المتعة تناقض الفضيلة, ويتصلب الباقون في اعتبارهما مترادفتين
_ البعض يستمتع برؤية النظام في سوريا يتصدع, والبعض الآخر يشعر بالذعر
.....47 يوما وتنتهي سنة 2011
*
منذ قليل, في أخبار العربية المسائية, رأيت لأول مرة صورة رفعت الأسد_ شبه مذهل بأخيه حافظ. وراح يتحدث عن حق الشعب في اختيار حكامه....كأنه خارج من القبر
أعتقد أنها أغرب مرحلة في تاريخ سوريا كله, وربما تكون أكثرها أهمية
_تحاول الوصول إلى أبعد مخاوفك أم أحلامك
هل تعتقد بالحتمية أم الصدفة والعشوائية أم.....تأخر الوقت
*
14
باكرا جدا أستيقظ. أحلام. أحلام كثيرة ومختلطة مع الطفولة والشباب. خوف الأعماق يفيض.
أستيقظ ثانية. أتذكر بوضوح بعض شخصيات الحلم, معارضون بارزون لم نتبادل الكلام منذ زمن, وبعض رفقة الطفولة. ربما السبب رؤية مظاهرات التأييد التي أخرجت زورا في حماة. أتذكر مقالة عباس بيضون بعد سقوط حسني مبارك" الطغيان أعمى وأبكم".
_هل ستفسد صباحك بالسياسة والأخبار
_ هل وصلت إلى هذه الدرجة من الكلبية يا حسين
_ هل, لماذا, كيف, متى, عسى, ربما
أعرف أن التغيير حصل وانتهى الأمر. لكنني خائف من الطرق ومن الحكام الجدد أكثر
*
15 تشرين2
انتصف شهر الكآبة والاكتئاب, الشهر قبل الأخير. غيم كثيف ومطر, برودة أيضا.
أفكّر بساعة الضبط الذاتي أو الإدارة الايجابية_ ساعة لشحن المشاعر والتصورات التي ترغب أن ترافقك يومك هذا. عموما هي ساعة مقطّعة, وتزيد أو تنقص عن 60 دقيقة وتبقى تقاربها, تدور بين حدّي التركيز والاسترخاء. ساعة محبة النفس والذات.....هراء
*
مرحلة انتقالية! يتعذر تمييز سمة الانتقالية سوى بمعارضتها بالوظيفية, وما نتوهم ثباته_ على خلاف الواقع الفعلي الانتقالي والعابر على الدوام, والفارق الأساس ضيق النظرة ودرجة انفراج زواياها. بعدما محوت" لحظة سوريا التراجيكوميدية" أفكّر بهدوء ودعة....
بالمجهر أتفحّص جزيئات كهولتي, بينما عبرت لاهيا طفولتي وشبابي, وكأن كتابي لا أكثر من فعل ندامة. ما أنا عليه الآن: بالصورة والحضور والإرادة وكيف يراني الآخرون, على خلاف! أكثر بكثير, لم يكن يخطر ببالي وجوده_ موقفي الآن وهنا صفحة من حقل خارج الوعي سابقا. يقودني الموقف والنظرة إلى التفاؤل لأقصاه والخشية لآخرها.
" الشخصية السورية المشتركة" هل تكونت بالفعل, ثم حققت إرادتها؟ خارج الأطر الضيقة؟
_ أتشعر بالضجر. أذكّر نفسي وأتذكّر: رفاهية الضجر حالة طيبة. لقد اختبرت المرض والسجن والخوف واليأس,.... لتخرج من الانغلاق الذاتي.
*
انزياح المعنى إلى جهة القارئ والقراءة, يرجع قضية المتعة_ المؤجلة إلى الصدارة.
تفكّر بهذه العبارة الحديثة. وتضيف كلمة السعادة, وتبقى الحيرة كيف توضع الكلمة قبل أم بعد.
لأول مرة في التاريخ تتلاقى ثنائيات: القارئ_ الكاتب. وبسبب وسائل الإعلام الحديثة تنفتح سلسلة, الحاكم_ المحكوم, القاتل_ القتيل..
*
16 تشرين2.....مع الساعات الأولى
_ ربما يقتلني أحد الثوار
_ربما يقتلك أحد أعوان النظام
هل تظن نفسك لا فوازييه!
هل تظنها الثورة الفرنسية!
*
هذا المناخ العاصف يذكّرني_ حياتي بلا مشاعر قوية جدا, على الجهتين: الموت والفقد أو الفوز والانجاز
حياتي تشبه بلادي
_تريد أن تخطئ! تريد أن تشعر؟
وها أنذا في السنة الأولى بعد الخمسين_ تعودني الحاجة إلى الانتماء, انتماء يعزز الحرية ولا ينقصها.
*
بقدر ما تحتمل الكتابة والتاريخ من الواقع
_....؟
_...., لكنها أحلامي
كان رجل يستمع إلى صوت المطر في الليل وحيدا, واندلعت الثورة
*
_ الديكتاتور صنف منقرض من البشر
_ الأسئلة التي تعجز عن الوصول إلى أجوبة شافية ثم ننساها. ثم تنسى أنك سألتها ونسيتها. وفي طور آخر من العمر تعود_ هل هي الأسئلة نفسها! لا كلكم تغيرتم
*
يقظة ثانية....صباح ومطر ومناخ شتوي عاصف
_ تعرف أنك تعيش في الواقع الفعلي وتؤدي مختلف الأفعال الضرورة_البيولوجيا والفيزياء. وبنفس الوقت تعيش الواقع النفسي من خلال الأحلام والتذكّر, وفي كل يوم يمتزجان مرتين على الأقلّ_ ويتعذر معرفة أي جهة تكون في الآن هنا. هذا الواقع المزدوج يدفع المرء إلى الجنون, وقد يكون هو الجنون الموصوف كثيرا في الماضي.
أعرف أنه يوم شتوي حقيقي وأعرف أنني رجل مكتئب وأعرف أن بلدي على الحافّة
*
17 تشرين2
أنام بشكل طبيعي, وأستيقظ وأتذكر أحلام الليل. أغسل وجهي بالماء والصابون وأنظر في المرآة طويلا, إلى الأمام والوراء.........مرحلة المرآة يعتبرها لاكان الحلقة المفقودة في التقسيم الفرويدي_ مرحلة إدراك الهوية واكتساب اللغة
_ هل الهوية انتماء أم انجاز....
في الوقت الذي يفلت فيه "مصير سوريا" من أيدي السوريين, ويتباعد من الجامعة العربية إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة, تشغلك قضية الهوية
ما هوية اليوم وهذا الصباح بنفسه؟
عبارة" حدث في مثل هذا اليوم" جواب مقبول لكن,يبقى جزئي ومحدود. طبعا بالنسبة للآخر والاتجاه المشترك, حدث ما, يكون الأبرز والأكثر تركيزا للاهتمام_ هنا الهوية انتماء.
ماهية هذا الصباح من خلال هنا والآن....لا أعرف
*
من يختار الطريق الصعب
*
أفكّر في قضية "التكاذب" في السياسة خصوصا, لا تعاكس الإيحاء والنية فقط, بل إهمال وعدم أدراك البعد الزمني_ تلك الفاعلية التي تضع الجميع( الأحداث والأفراد) في حجومهم الحقيقية في النهاية.
_المتعة المباشرة والطريق الأسهل, يوم للمتعة الخالصة
_المنفعة التي تتحقق في طور آخر من العمر والطريق المتوسط, يوم نهجه حسن الختام
_ ثالوثي الذي نبهني إليه صديقي أحمد جان عثمان نهايته الموت. رؤية الحياة من خارجها
...........
في سهرة البارحة أشار صديق إلى فكرة_ هي سبب هذه التداعيات:
الفريق الأكثر حماسا من أنصار معمر القذافي, هم مع حلف الناتو يتقاسمون سبب المصير الرهيب الذي لقيه. الذين دفعوه إلى موقف النصر الكامل أو الهزيمة الكاملة.
لنتذكر .من قافلة مدّاحي القذافي: روجيه غارودي, إبراهيم الكوني, جابر عصفور, وبقية الأعضاء في الاتحادات الرسمية العربية للكتابة وسواها.
*
ثلاثة دورات في باص الزراعة. ولم يتغير المشهد
ما لا أعرفه هو الأصل
*
أيضا جولة مسائية في باص الزراعة. ولم أصل إلى جواب
_ محاذاة سور المدينة الجامعية ضبطت نفسي في حالة تلصص على عاشقين , في حالة عناق ملتهب. شعرت بالغيرة, ومشاعر أخرى غريبة, فأزحت بصري بسرعة_ بعدما انتبهت ربما عاشقان ذكران! ما تزال الفكرة صعبة/ عشاق ومن جنس واحد وفي اللاذقية نهارا جهارا.
أتذكر رامبو وميشيل فوكوه, أحاول تخيّل العيش في مجتمع متسامح ودولة حديثة وسلطة منتخبة ومؤقتة.....عيش يا كديش
تدور في خاطري عبارة ميشيل فوكو الشهيرة" أنا ضد الطبيعة" كردّ على سؤال حول مثليته الجنسية, ومخالفتها للطبيعة, ثم عبارة رامبو الأشهر: أنا آخر
قبل وصولي إلى بسنادا ثم غرفة الكمبيوتر رأيت عدة ثنائيات عشاق, عشاق, البلد بخير.
لا أعرف. حقيقة لا أعرف. كثيرا لا أعرف
لكنني...., أيضا لا أعرف
*
18
خرج من الواقع. تقدم به العمر. كان يسبح بدمه. عادت إليه الروح. يلعب بعقله. وغيرها
عبارات تهجم على تفكيري هذا الصباح. تهجم. هي حال حصار إذن. لا مفر.
*
البرودة في ازدياد, تكاد أسناني تتكتك من البرد.
أنفخ في يدي, وأكرر حركات الأصابع واليدين بقصد التدفئة.
أستسلم وأنسحب
*
اسمها جمعة طرد السفراء....يتزايد عنف اللغة ويبتعد أكثر الحل السياسي.
الخوف يقترب بمختلف الألوان
....مساء سمعت صوت كمال اللبواني على الحرّة, وأشعرتني حريته الحديثة ب...أمل
*
19تشرين 2
هذا الصباح رأيت وجه الموت في المرآة
_هل نجحت الثورة المضادة....

نهار مشمس هيئته, برودة صريحة, أفكار وتصورات بالأبيض والأسود كلها.
*
الموقف المعرفي_ الإقامة النهائية في الإصغاء أو الموقف البوذي, مثير أو مفيد لشخص وحيد ومستوحد. أكمل انسحابه مع بيسوا وأدرك أننا "لسنا سوى قصصا تحكي قصصا".
_ لو أنك ربحت دور الشطرنج, ما كنت لتعرض عن مكتسبات الواقع بهذه السهولة
أحاول تفهم العبارة أوسع وأعمق" يوجد في كل موقف ثلاثين طريقة ,على الأقلّ, لتغير وجهة نظرك"....
الموقف البوذي يقتضي التحرر من الحبّ كشرط أولي_ أتذكّر
_ في كل علاقة( تلاحم, اشتباك, ارتباط, صراع,..) تنتهي الأطراف في مستوى واحد بالضرورة. درجة تشابه الأعداء ليست أقل منها عند العشاق.
_ هل تقول أن الثورة السورية خسرت تفوقها الأخلاقي....
السيطرة وهم. ولا أحد يستطيع السيطرة حتى على نفسه. وكل صراع هدفه السيطرة
*
20تشرين2.......صباح بين المشمس والغائم جزئيا, وفيروز تغني
راجع في صوت أغنية
يا زمانا ضاع في الزمن
البارحة رأيت سيف الإسلام القذافي معتقلا_ صورة تحمل كل معاني البؤس والشفقة.
الصورة تعيد ركن أساسي للسلطة مغيّب في العربية, المسؤولية_ بعدما اقتصرت السلطة طويلا على الامتيازات والمكاسب.
_ ننسى دائما أننا نحمل العكاكيز قبل أن نستند عليها...
*
هذا اليوم في أي جهة تريده: متعة؟ فائدة؟ أثر؟......أم تريد حياتك حرية وفوضى
*
_ماذا لو كنت مخطئا في موقفك الآن....
لو أعدت السؤال عبر مراحل زمنية مختلفة في حياتي_ جوابي لم أكن أفكّر بهذه الطريقة من قبل. كثيرا ما كنت مخطئا: لنقص في المعلومات أو لتسرعي وانفعالي الزائدين أو لأسباب كثيرة ومتنوعة جدا وخارج إمكانية الحصر ,منها الذاتي الذي يخصّ طريقتي في المعرفة والتعبير, أو الموضوعي_ الخارجي الذي يتعلق بعوامل مجهولة رغم تأثيرها الفاعل والمباشر, ووجود ما هو خارج الوعي دوما.
حدث بسيط وتكرر ما يشابهه مئات وألوف المرات في حياتي_ كنت مخطئا تماما.
أردت الدخول إلى الشبكة عبر بطاقة. وضعت الرقم الصحيح وكلمة المرور. ثم اتصال.
رقم 4 مكتوب مرتين وهو على البطاقة ثلاث مرات. انتبهت بعد جهد جهيد.
_إذا كنت وفي عملية بسيطة _بساطة نقل رقم معرض للخطأ بنسبة مرتفعة, كيف الحال بالشأن العام والعلاقة مع آخر....(ومرات أطلق الأحكام على الآخرين_ مثلك تماما)
أفهم لأول مرة تعريف باشلار للعلم أنه: " تاريخ الأخطاء المصححة"
*
في يوم_ ربما يكون قريبا_ ينتهي كل شيء, الأعمال الجيدة والحظ, تنتهي المشاكل والحياء وتنتهي مشكلة السكن. في يوم غير متوقع ينتهي كل شيء وإلى الأبد.
وجدت سعادة في كأس ومرة مع سيجارة, اكتساب صداقات جديدة, قراءة وكتابة, علاقة حبّ.
أتذكر أول امرأة أدارت ظهرها وغادرتني, الثانية, وبعدها.
أتذكر مرات بدلت نهج حياتي وغيرت وجهتي وتوجهي.
أتذكر المرات التي خبطت فيها رأسي شجرة أو جدار

21 تشرين2........وضع عالق في البلد اللاحلّ
من حالة تقدير ذاتي منخفض إلى غياب تام للقيم ثم القيمة_ دم رخيص, أرواح رخيصة
تكاذب متبادل وحرب أهلية صريحة فيما أسمع, مع ذلك الشتاء يتقدم.
*
22 تشرين2
جلس ليتذكر آخر مرة كان يشعر فيها بسعادة
سعادة صرفة بدون قلق أو خوف أو حساب
تلك السعادة التي نراها على وجوه آخرين
كنت أعرف أنه غير مجنون لكنه كان يعتقد بخلاف ذلك
لا هو رأى الوجه الذي أراه ولم يكن بمقدوري معرفة ماذا يرى
مضت الأيام وانتهى الوقت الطويل.
أبي مات_ هذا خط يده ودفتر يومياته يبدأ وينتهي بعبارة: الحياة وهم
*
صرت أرى الحرب الأهلية في أحلامي_ كوابيسي. أرى مشاهد عشوائية, خليط من الأفلام التي شاهدتها وبعض الكتابات كما تصور الحرب وأتخيلها بها. أستيقظ بسبب التوتر الشديد _ قلق أو خوف ربما تسميته الأصحّ. مشاعر جديدة وحالة جديدة, نوم متقطع ويقظة متوترة.
_ من جهة, رفض أي تسوية مع السلطة والنظام. وغياب للحوار الفعلي
_ من الجهة الثانية, إنكار للاحتجاجات الشعبية والمظاهرات, وغياب للحوار الفعلي
قطبان يتشابهان أكثر من بقية عناصر ومكونات المجتمع السوري_ يتنازعان الكرسي والحق وتمثيل الشارع( الكامل). المجلس الوطني والسلطة.....

بين منطق القوة و قوة المنطق يدور السوريون بمختلف مواقعهم وانتماءاتهم.
*
23تشرين2
وهذا الصباح مع النهايات_ زمن التفاؤل الثوري كلمة نهاية بقيت مرزولة, وكانت البدايات تتكاثر كالفطر. وطالما الأمر كله كلام بكلام, لنلغي النهاية والموت من القاموس.
( حيرتي تفاحة جالسة على الطاولة)
أتفكّر: في الحالة التي كان عليها شوقي أبي شقرا ليكتب_ بتلك الغرابة والابتعاد
أظن, والثورة السورية تقطع شهرها التاسع, أتفهم غرابة التعبير وقبله غرابة المشاعر.
_ هل الخلاف على أشخاص
_ هل الخلاف على برامج وخطط
_ هل الخلاف ثقافي واثني, .....ومذهبي وعرقي
من يتعفّف بالفعل عن استخدام القوة وأدواتها بيديه؟ هل فعلها سياسي في التاريخ؟
خائف من انتصار الثورة وخائف من فشل الثورة
خلاصة ما أقرأه وأسمعه وأراه: نقص خطر في المعلومات, وانحسار متبادل للثقة
_ يعني جهل وخوف, والضغينة موجودة في النفوس....مكونات الانفجار القاتل.
( القوة دين سوريا وثقافتها وهويتها_ القوة بصيغها المتبدلة: سلطة, مال ,تنافس... يصل الدور إلى معرفة, آخر العمر أو بعد فقدان السيطرة
_سيدي كيف تصطادون البراغيث في هذا المنزل
شوقي أبي شقرا يسأل, وحتى الآن لا أحد يجيب

*
24
رأيت نفسي في المنام, دخنت سيجارة وعدت إلى شباب الجامعة.
المنام واضح وواقعي أكثر من اليوم الذي عشته بالأمس, لكنني أعرف أنه مجرد حلم.
الواقع: أغصان زيتون تتحرك, بقايا أعشاب الشتاء, برودة مع أن الشمس ساطعة في الخارج
ضد الواقع: أمام الكمبيوتر تمثال_ أحدنا يصغي والآخر يقرأ
( التعب, أن يكون الكلام مديحا لكلبة الجيران....أين مفتاح العماري في أحداث ليبيا!
*
في كل الطرق السهلة خطر الإدمان.
الخسارة في لعبة الشطرنج مع الكمبيوتر, عادتي الجديدة تحولت لإدمان خلال أسبوع.
الفقر وعزّة النفس, متلازمة يعيشها كثر, ويختبرها كل بمفرده مرات عبر حياته.
_ دور الواعظ لا يناسبك, تمهل, الم يتبقى لديك شيء لتقوله: اصمت
*
25
يوم جمعة......فراغ
لا أعرف كثيرا, لكنني أشعر بالتوتر الشديد والقلق
جمعة الجيش الحر يحميني...
*
أفكّر بنوع من الدعابة, بصفتي الشخصية والاعتبارية_ شاعر سوريا وعالم نفسيتها المشتركة أل.....مريضة: لأقترح حلا بالخط العريض وبعدها يتوافق الفرقاء والقوى الداخلية والخارجية على تفعيله وتكملة فراغاته.
_ لا حلّ فعلي يتوافق مع وجود مهزومين, تستبدل الهزيمة بالخسارة والخطأ الطبيعيين.
_ تفكيك وتجفيف نزعة الثأر والانتقام, عبر تهوية و تعزيز الأنا, الفردية والمشتركة
_ تصميم مخارج توافقية لقيادة وإدارة "مرحلة انتقالية" خطواتها تحدد من الأبعد وتقترب
_ التوافق على مبدأ التحكيم, بوابة الخروج من أسطرة الذات
_ لا أحد عقله كبير كفاية, أفكّر في نفسي الآن وللتوّ...لا توجد عدالة في الحياة, بل توازن حرج ودائما على حافّة الهاوية
توجد مشكلة الإثارة ودوما الكارثي هو الأشدّ إثارة
*
مع أنني_ صرت أجيد ألعاب الهروب إلى الأمام والوراء, والكثير من ألعاب الخيال, وليست تلك الخاصة بالتعساء فقط, أتخيل نفسي من الخارج وبعد الموت بقوة.
لحظة الموت هي الأبد والأزل في نقطة تقاطع المصادفة والضرورة
*
26 تشرين2
رغيف وكأس نبيذ على حافة الانتظار
حولها الدم وحولنا, يداك ترتجفان
والجدار عال ومعتم,
الرغيف الساخن تتصاعد الرغبة مع بخاره,
كنت تكتب بالفرنسية لئلا يرى أحد أخطائك؟
رجل غريب مد يده إلى الرغيف المعدني
سقطت امرأة في الماء
وقفز رجل آخر لإنقاذها
مددت يدك إلى الساعة_ كي توقف الزمن هذه المرة!
خفف ضجيجك يا أخي
كلنا نحن في الظلام
*
أستيقظ. هذا صباح جديد. أشعر بالراحة والغبطة_ تلك كانت تخيلات نائم
بسرعة أسجّل انطباعاتي المتبقية, أعد قراءتها
مات الشاهد والضحية والقاتل, ماذا عن السوريين الجدد والذين لم يولدوا بعد....
التفكير الايجابي. أتوقف. نفس عميق. آخر. يوغا
أنت أيضا تستحق السعادة
_قبل الصراع يكون لي رأي
وبعدما ينتهي الحوار لي رأي آخر
*
27 تشرين2
جاء اليوم إلى اللاذقية معه الصباح والسماء والليل والنهار وكل الأوقات دفعة واحدة
*
28
السنة الجديدة تقارب على النهاية. الزمن.
_ كيف ترى هذا اليوم, اليوم الثاني قبل الأخير في الشهر....
وقف طائر على كتفي, نظر إلى اليمين والشمال, ثم همس في أذني بكلمتين وطار
_ ما الذي تنتظره من هذا اليوم بالتحديد....
كان لي أب يحبني, ويتمنى رعايتي بأفضل السبل, كبر في السن كثيرا, ومات
_ كيف ترى دورك في الشأن السوري, أليست السلبية.....
اختبرت أكثر من مرة "العمل المشترك" تحت ضغط الحزب الواحد والأجهزة, يأس
_ هل تعتقد فعليا بإمكانية الجمع بين الانتماء والانجاز, انتماء يعزز الفردية والإبداعية....
مضى يوم. جاء الذي بعده ومضى بدوره. جاء آخر ومائة وألف. مضت سنين كثيرة.
" وأنا أيضا تؤلمني كلماتي"
*
قصر النظر مشكلة!
_ أنت تحاولين الفهم وهو يرغب بأشياء بعيدة
قصر النظر ليس مشكلة!
_ أنت أيضا تقول تأخر الوقت تعذب نفسك وتجلب الشقاء لغيرك
الطائر ينقر الذراع السليمة. مربط النظارتان. المحجر الذي علته زرقات طيور, وتكدس زمن كثير من حوله.
_ تتخيل المشهد الآن......
كمن يرى حياته من خارجها
*
29 تشرين2
إنه الحزن يا .....
تبدأ الأحلام صغيرة وحنونة, تنتشر وتبتعد
وبعدها لا يصدقنا أحد
ضحكتك وهي تقود بيت ياشوط إلى خريفها الأبدي
مقاسات الكلمة,والقميص, والاسم بقلم الرصاص على الدفاتر
هناك, تعود الطرق بدوننا
والقمر فوق خط الإسفلت
إلى بشيلي والنجوم كلها تضحك
تضحك لمرة واحدة وأخيرة
أسمائك وأجدادك وعشاقك
كلماتك فوق الجبال يا .....
كنا نضحك ونتبادل الألعاب والألقاب
وبيننا_ بينما لا يبقى على حاله شيء
يا أختي
*
_ أنت تسأل وأنت تجيب
_ لو ينتبه الأحياء إلى سرعة عبورهم بين عدمين وندرته
_ الصوت متقطع, ضعيف, مشوش....الصوت واضح ومنتهي
إنها رائحة تشرين, رائحة البرودة والأرض والغيم القليل. تقترب, ويقترب معها المطر.
*
ثلاثة أيام في بيروت_ من خارج السياق تبدو الحلول متعددة وسهلة التحقق, كما رأيت المشهد السوري من لبنان...........وجمعة المنطقة العازلة
ثم انتهى تشرين ووصلنا كانون 1 _ الشهر الأخير من سنة البو عزيزي
كانت الأشجار عالية,
وكنت أمتلك كل شيئ
كانت الأشجار عالية,
وكنت أعرف أنني موجود
_ آه! لا تنسى,.....هذه الحديقة كانت مسحورة












#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تكملة الشهر 10_ 2011 سنة البوعزيزي
- 2011 سنة البوعزيزي_2
- 2011 سنة البوعزيزي_3
- 2011سنة البوعزيزي_4
- 2011سنة البوعزيزي_5
- 2011سنة البوعزيزي_6
- 2011سنة البوعزيزي_7
- 2011سنة البوعزيزي_8
- 2011سنة البوعزيزي_9
- 2011سنة البوعزيزي_10
- 2011سنة البوعزيزي
- سوريا الصغرى 21_22
- سوريا الصغرى19
- سوريا الصغرى 20
- سوريا الصغرى18
- سوريا الصغرى17
- سوريا الصغرى16
- سوريا الصغرى15
- سوريا الصغرى 14
- سوريا الصغرى13ليلتان مع ناظم الغزالي


المزيد.....




- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - 2011 سنة البوعزيزي11