ما السبب فى امتناع التلفزيون المصرى الحكومى والخاص والدينى عن إذاعة برامج عن أحداث 60 ه والعشر الأوائل من محرم 61 ه ومعركة كربلاء أو الطف ، فى العشر الأوائل من محرم من كل عام ؟

ديانا أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3568 - 2011 / 12 / 6 - 11:41
المحور: الصحافة والاعلام
    

ما السبب فى امتناع التلفزيون المصرى الحكومى والخاص والدينى عن إذاعة برامج عن أحداث 60 هـ والعشر الأوائل من محرم 61 هـ ومعركة كربلاء أو الطف ، فى العشر الأوائل من محرم من كل عام ؟

هذا السؤال أسأله لنفسى منذ عدة سنوات ، منذ شاهدت قناة المنار لأول مرة بمحض الصدفة فى مارس عام 2003 ، فى العشر الأوائل من محرم 1424 هجرية ، وشاهدت خطب السيد حسن نصر الله عن موقعة كربلاء وإرهاصاتها وملابساتها ومعانيها وشاهدت برامج عن تاريخ وأحداث عام 60 هجرية .. ومن هنا قررتُ البحث عن مراجع فى مصر حول استشهاد الحسين بن على سبط وحفيد وابن النبى .. وعثرت على (حياة الحسين) لعبد الحميد جودة السحار .. وأفادتنى كثيرا .. ثم عثرت على مسرحية (ثأر الله : الحسين ثائرا والحسين شهيدا) لعبد الرحمن الشرقاوى .. وقرأت فى ملف عنه فى القاهرة عن عرقلة الأزهر الظلامى لإخراج مسرحية ثأر الله إلى النور على يد المخرج الكبير كرم مطاوع ثم على يد سعد أردش وعلى يد جلال الشرقاوى ، الأزهر الظلامى رفض تجسيد الحسين والسيدة زينب ورفض عرض الأحداث بدعوى أنها تثير الفتنة .. وواظبت على مشاهدة إحياء المنار للعشر الأوائل من محرم من تلك السنة حتى اليوم .. ووجدت مدى التعتيم الذى تمارسه الدولة ثقافيا ورسميا ودينيا وتاريخيا فى مصر على أحداث كربلاء وعلى خطب نصر الله وغيره وإحياءهم للعشر الأوائل من محرم .. وحاليا الشعب المصرى المعاق ذهنيا المغسول دماغه سلفيا يكره الشيعة ويكفرهم ويراهم غير مسلمين ، ويتحدث عن التطبير واللطم وما إلى ذلك مما استغلوه لتكريه المصريين السنة فى الشيعة ..



فلولا قناة المنار والكوثر والفرات والفرقان والزهراء وغيرها من القنوات الشيعية اللبنانية والعراقية ، لكنا فى مصر نجهل تماما المناسبات الشيعية ونجهل كل شئ عن الحسين وكربلاء .. ونجهل كل شئ عن الجناح الثانى من أجنحة الإسلام إسلامنا ، أى الشيعة فى لبنان والعراق وإيران وسوريا والبحرين واليمن والكويت والسعودية .. فما كنا نعلم شيئا إلا عن الجناح الأول فقط .. والذى هو نفسه انقرض وحل محله الإخوانية والسلفية (التى ستكتب فى دساتير الجمهوريات العربية التى قامت فيه الثورات الإخوانية السلفية منذ ديسمبر الماضى حتى اليوم وما يستجد .. سيكتب : دين الدولة هو الإخوانية والسلفية .. ومبادئ الشريعة الإخوانية السلفية هى المصدر الرئيسى للتشريع) ..



لماذا كل هذا التعتيم فى مصر على العشر الأوائل من محرم (من ليلة 1 محرم إلى ليلة ونهار 10 محرم) ؟



لماذا لا يتم إحياء هذه الليالى العشر والأيام العشر باستحضار تاريخ كربلاء ، فى مصر ؟



لماذا لا تتم فى مصر قراءة وتمثيل وعرض مسرحية (ثأر الله : الحسين ثائرا والحسين شهيدا) لعبد الرحمن الشرقاوى ، و (حياة الحسين) لعبد الحميد جودة السحار .. وعرض فيلم (موكب الإباء) .. وعرض مسلسل (العقاب) ومسلسل (المختار الثقفى) .. وعرض خطب حسن نصر الله فى العشر الأوائل من محرم ..



نحن السنة لا نقل أحقية بآل البيت وبمناسبة وحادثة ثورية إبائية مهمة كموقعة كربلاء .. إنها الثورة على الحاكم الظالم والفاجر ، الثورة للجمهورية وللديمقراطية ، الثورة على الملكية والوراثية والتوريث .. أم أن هذا ما يخيفهم منها .. أم أنهم يتبعون مبدأ التلفيين فى تخطئة الحسين بن فاطمة بنت "محمد رسول الله" ومدح يزيد بن معاوية بن أبى سفيان وعبيد الله بن زياد بن أبيه وشمر بن ذى الجوشن وعمر بن سعد بن أبى وقاص ..



لماذا تحرمون أهل السنة من النفحات العاشورائية الكربلائية الحسينية .. والأولى بمصر وهى التى كانت لفترة من الزمن (قرنان وأكثر) شيعية وعاصمة للدولة الفاطمية ، والأولى بمصر وهى المعتدلة كما كنا نظن ، السنية المذهب الشيعية الهوى ، أن تحيى هذه الذكرى العطرة والعبرة التاريخية والثورية المهمة جدا .. منذ تولى يزيد الخلافة ورفض الحسين البيعة له وانطلاقه من المدينة إلى مكة ثم انطلاقه وبصحبته أهل بيته جميعا وأصحابه وأنصاره إلى الكوفة بعدما أتته رسائل وجهاء الكوفة تدعوه للقدوم ليبايعوه خليفة للمسلمين ، وأرسل لهم ابن عمه الأمين مسلم بن عقيل .. وأقواله وحتى وصوله إلى أرض الطف (كربلاء) واشتباكه مع جيش يزيد وزياد وعمر بن سعد ، وتعطيشهم له ولأهله وأصحابه ومنع ماء نهر الفرات عنهم ، وقتلهم أصحابه وأهل بيته وقتله واحتزاز رؤوسهم ، وسبى النساء واقتياد الرؤوس على الرماح واقتيادهن إلى يزيد فى دمشق .. والحديث عن مكان رأس وبدن الحسين (فالبدن فى مسجده بكربلاء والرأس فى مسجده بالقاهرة) وكيفية انتقال الرأس إلى القاهرة .. ومكان السيد زينب (مسجدها وضريحها فى القاهرة) .. والحديث عن مراقد ومساجد الشيعة فى العراق وإيران وغيرها ..



إن مصر كانت سنية وأصبحت شيعية ثم سنية ، وامتزجت فيها أحلى ما فى السنة والشيعة ، فى مزيج رائع لا تجده إلا فيها ، وفى البلاد التى يحيا فيها السنة والشيعة بوئام ومحبة ويتزوجون ويتصاهرون من بعضهم البعض كالعراق ولبنان وسوريا .. دون سلفية ولا تكفير .. فمصر سنية المذهب شيعية الهوى .. ونحن فى مصر بفضل التعتيم الإعلامى والدينى والأزهرى لم نعد نعرف فى محرم سوى مناسبتين : هجرة الرسول (رأس السنة الهجرية : 1 محرم) ، وعاشوراء وصيامه (10 محرم : ذكرى خروج موسى ببنى إسرائيل من مصر ! ) .. فنتذكر بنى إسرائيل ولا نتذكر الحسين ! .. وجعلوا العشر الأوائل من محرم وعاشوراء عندنا يوم فرح لا حزن .. ومع ذلك فحتى الفرح أستطيع تفسيره بمعنى الفرح لنيل الحسين مقام سيد الشهداء .. تماما مثل أخيه الحسن المسموم على يد معاوية بواسطة جعدة زوجة الحسن ..



لماذا كل هذا العداء المستحكم والتعتيم والتحريض على الشيعة فى مصر وغيرها .. لكأنكم قتلة الحسين وتخافون من ذكر القصة والتاريخ والحادثة .. أو كأنكم أحفاد يزيد وشمر وعبيد الله وعمر بن سعد .. لماذا تخافون من ذكر وإحياء الحادثة وتجسيد مسرحية عبد الرحمن الشرقاوى إلى هذا الحد .. لماذا تكرهون الحسين إلى هذا الحد ؟!



والقيود الأمنية لا تزال موضوعة على الشيعة المصريين ، والحزبية أيضا (رغم السماح للإخوان والسلفيين بتأسيس أحزاب دينية ، فالأولى أن يكون المبدأ واحد لا يتجزأ فلا تسمحوا بأحزاب إخوانية ولا سلفية كما ترفضون السماح بأحزاب شيعية .. أم أن الأوامر القطرية السعودية التركية الأمريكية الأطلسية تقتضى ذلك) .. وقد جاءنا خبر بالأمس عن غلق الأمن لضريح الحسين ومنع مجلس عزاء عاشورائى .. ها هى دولة الحريات الدينية ..



أم أن مصر أصبحت ولاية سعودية سلفية فعلا .. لماذا يخيفهم تاريخ الحسين .. لماذا يعتمون على هذا التاريخ كل عام .. لولا بقية فاطمية فى مصر ، من العادات وحتى طبق عاشوراء وحب آل البيت .. لكانت أضرحة ومساجد آل البيت وحب آل البيت قد اندثر لدى الشعب المصرى .. وعموما فسيندثر إن لم يكن اندثر فعلا بفضل الإخوان والسلفيين ..



لا حريات دينية للأقباط .. لا حريات دينية للشيعة .. لا حريات دينية للبهائيين .. ولا حريات للادينيين .. ولا حريات للإيروتيكيين .. ولا حريات للعلمانيين .. ولا حريات لليبراليين .. ولا حريات شخصية ولا عامة لمسترسلات الشعر .. ولا حريات شخصية ولا عامة لأى مصرى .. هذه هى بلادنا ، بلا الحريات ، بلاد الإسلام ..



ملحوظة أخيرة لمخبرى وجواسيس الإخوان والسلفيين : إننى أقول ما أشاء ، ولو قيل عنى شيعية وإن قيل عنى مسيحية وإن قيل عنى لادينية وإن قيل عنى إباحية .. فلا أهتم بذلك كله ، بل أدوس عليه بحذائى وأرتقى وأرتفع فى سلمى النورانى رغم أنف الظلاميين ..


http://en.wikipedia.org/wiki/Hussein_ibn_Ali

http://www.facebook.com/pages/%D9%86%D8%AD%D9%88-%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%87%D8%B1-%D8%A8%D8%AA%D9%85%D8%AB%D9%8A%D9%84-%D9%85%D8%B3%D8%B1%D8%AD%D9%8A%D8%AA%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86-%D8%AB%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D8%A7-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86-%D8%B4%D9%87%D9%8A%D8%AF%D8%A7-%D9%81%D9%89-%D9%85%D8%B5%D8%B1/179640372065014

http://www.scribd.com/doc/4881820/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86-%D8%AB%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86-%D8%B4%D9%87%D9%8A%D8%AF%D8%A7

#ديانا_أحمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات